أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - دهاليز الذاكرة














المزيد.....

دهاليز الذاكرة


كفاح الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


بدأت ستائر الليل تهبط رويدا رويدا، والغرفة مظلمة قليلا في هذا الوقت من الغسق. بدأت أصوات زقزقات العصافير تسكن شيئا فشيئا في عتمة الليل وتختفي من الأفق، وتوارت عن الأنظار واختبأت في مضاجعها لتأخذ قسطا من الراحة في أعشاشها،بينما نشيج الثكالى تقذف من عمق الفؤاد تراتيل من الهموم لتسكن في أعماق الجروح معلنة عن وجودها، باعثة على الأسى في مثل هذه الكوة المظلمة.
تلك الذكريات المشؤومة قد ترسبت عبر سنين مضت في قلبه الواجف والتي كادت ان تهدم جدران الأمل. على حين فجأة انبجست الدموع من عينيه وبدأت الأفكار تتلاحق وتتغير في حقائب الذاكرة مبعثرة الأجزاء متخلخلة الروابط بسبب المشاعر المتصادمة في بحر المعاناة.
كانت تلك المناظر البائسة تمر كشريط السينما أمام ناظريه ظنا منه أن الالوان قد نضت وباتت سوداء معتمة والوجوه جهمت من شدة الكآبة وتعذيب الذات، حيث تراءت للمرء اشباح تطلق صرخات حادة أقرب الى الهذيان مجسدة لوحة تعبر عن كارثة انسانية تؤلمه الى حد العذاب، حد الرعب، حد الانكسار. يكاد ان يفقد خيوط النور المتبقي من راسية الزمن التي اصبحت ارض هشة على شفا حافة الانهيار وهاوية متباعدة أقرب الى العدم.
كان يدخل في صراع مع اليأس الذي ينهش خلايا طموحاته ويبدد اماله التي طالما جاهد في سبيلها. كي لا تفلت بقايا المتناثرة من ثمار الانسانية من دهاليز أفكاره، ان لا يتحول الى وحش كاسر، قذر ضعيف غير متماسك ويخسر كل شيء.شعوره بالوهن جعل بصره مكسوة بغشاوة غير قادر لرؤية دقائق الحياة في وضح النهار.
كان يشعر بطعم الهزيمة المرة في ذاته المتأصل بالإحباط. احاسيسه المتارجحة اضحت قاربا تتماوج وسط تلاطم الامواج وعواصف بحرية هائجة لا تسمعه اصوات النجاة.كان يسعى الى تفتيت عقد الاغلال ليخرج من عزلته الى الضوء هناك يرى التكامل في نظرته الناقصة الى العالم.
حكايات الماضي تؤلمه دون أن يعرف أسبابها، يعيشها دون أن يدرك تفاصيلها .انه يمشي على خيط رفيع في عمق الذاكرة تعيده الى أحلام الطفولة المنسية.
ساعات الزمن تتسابق الى الأمام ما لبث أن تبدد بسرعة في غمار الصراع مع التناقضات الحياة. كان يطمح أن يرى هذا العالم العقلاني قد انتهى من تعذيبه واستمراره في معاناة الإنسان, أن ينتشله نشوة النجوم نحو فضاء الحرية من ثقل الهموم وان يرى بضيائها الأشجار الواقفة تعكس ظلالها على الأرض.
أراد أن يفتح فمه ليقول ما يخبئها الدهر من آلام ولكن قدرته خانته على المواصلة فأمسك عن الكلام مما زاد من شدة حزنه حتى احس انه فقد قواه في مواجهة العالم .
كان يتفرس في العيون التي تقدح شرّا. حاول ان يدرك ما فاته من الاحداث ربما كأن شيئا غامضا لم يفهمه ويحاول الغوص في أعماقه. كانت عيناه جاحظتين الى حد الانفجار وكأنه يصعب عليه الرؤية ، انه تعبير عن العجز في كبح جماح نفسه.



#كفاح_الزهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم في عالم الامل
- الحزن
- النسمة العابرة
- هواجس كئيبة
- لقاء القمر


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كفاح الزهاوي - دهاليز الذاكرة