حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 11:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تمردَ قلمي، رفض التعبيرَ عما بداخلي، ما يُنشَرُ إلكترونياً وعلي الورق لا يقابلُه إلا عدم إدراكٍ، عنادٌ، مكابرةٌ، تمادي في التدهورِ، في تزييفِ الحقائقِ، النظامُ ومروجو الحلول البديلة، علي حدٍ سواء، لا يستهدفون إلا الحكم، علي الأطلالِ، تحت الأنقاضِ. الشعبُ في غيبوبةٍ، منساقٌ وراء شعاراتٍ، تستثير عاطفتَه، لا تستنفرُ عقلَه، يريدُ التغييرَ بأي ثمنٍ، ولو كان حاضرَه، المستقبلُ خارج الحساباتِ.
يا للتعاسة، النظامُ يحتقرُ الشعبَ، يسجنُه في شوارعٍ اِحتلتها التشريفاتُ، يُعذََبُه في قيظِها، في مُلكِه، من جَيبِه، يَسحِلُه، يدوسُ كرامتَه. الأسعارُ ساحقةٌ، عصرُ المماليكِ عادَ من جديد، مرافقٌ متدهورةٌ، مياهٌ مقطوعةٌ، الحُجَجُ جاهزةٌ واهيةٌ، بلا احترامٍ ولا تقديرٍ. الإنتاجُ هزيلٌ، الشعبُ شماعةُ الفشلِ، حتي لو لم يُخططُ له.
الإعلامُ لا يعبرُ عن الهمومِ العامةِ، مُجَرَدُ ترديدٍ لجُملٍ باهتةٍ وشعاراتٍ كريهةٍ، في الحكومةِ والمعارضةِ، لا فرق، كلُهم سواءُ. تَحالَفَ الفسادُ مع النظامِ ومعارضيه، ضد الشعبِ، الضحايا بالآلافِ، لا يَهمُ، إنه خارجُ الحسابِ.
العنفُ الأهوجُ ينفجرُ، كارهٌ، حاقدٌ، جامدٌ، الكلُ أعداؤه، يضرِبُ بغدرٍ، يقتلُ شعباً ضاعَ بين النظامِ وكارهين، رزقُه يزدادُ شُحاً، لا اعتبارَ لطموحاتِه وأحلامِه، فقدها جميعاً، ضاعَت في طوابيرِ العيشِ، في سجونِ شوارع التشريفاتِ وزنازينِ الشرطةِ، في بيوتٍ بلا مياهٍ، تحت ركامِ تفجيراتٍ جاهلةٍ.
القانونُ ضاعَ، تفرقَ دمُه بين القبائلِ، البلطجةُ تسودُ، في الطرقاتِ، في العملِ، في الجيرةِ. سائقو الميكروباس، منادو السيارات، الشرائطُ المُحرضةُ، الميكروفوناتُ الزاعقةُ، الشوارعُ المُغلقةُ المفروشةُ بالحصرِ، شعاراتٌ لفترة زمنية خارج حساب الزمنِ، سيمتدُ أثرُها لعقودٍ، كافيةٌ للانقراضِ، بجدارةٍ واستحقاقِ.
قتلي بالآلافِ، بلا حسابٍ، ضحايا الفسادَ، الإرهابِ، الإهمالِ، سوءِ التدبيرِ، الخطأُ مشتركٌ، بين النظامِ وكارهين والشعبِ. القلمُ حزينٌ، حزنُ شعبٍ ضاعَ منه الأملُ، لمن الكتابةُ؟
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟