أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - جراح سبايكر وضماد برهم














المزيد.....


جراح سبايكر وضماد برهم


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترك زوجته حاملا في طفلهما الأول، بعد أن جاءه إبلاغ بوجوب الإلتحاق الى عمله الجديد.. جنديا في الحرس الوطني العراقي.. سارع للملمة أغراضه وتوديع والديه، وسبق شروق الشمس في النهوض، والإلتحاق الى محل عمله.. قاعدة سبايكر.
بعد خمس سنوات؛ ماتت الأم حزنا وكمدا على فقدانها أبنها البكر، ووالده أبيضت عيناه حزنا، وأصبح ضريرا ينتظر عطف من ينهضه من فراشه ويجلسه بباب الدار، عله يسمع خبرا عن عن ولده المفقود.
الزوجة أنجبت بنتا جميلة، تجاوز عمرها أربع سنوات، لكنها الى اليوم لم تلفظ كلمة " بابا ".. وكأن القدر أراد أن يحرمها منها، قبل أن تعرف معناها.. وتعيش محرومة من أكتاف تحملها، وأياد تلاعبها في الهواء، وصوت جهوري يناديها بإسمها.
طال الغياب وصعبت الحياة على الزوجة اليتيمة من الوالدين والزوج، وتقدم لخطبتها شاب آخر وافق الجميع عليه لأخلاقه الطيبة، وأنه سيكون أمينا على هذه العائلة المحرومة، وتحدد موعد العرس ليلة العيد، ولكن قبل يوم جاءهم إتصال من دائرة الطب العدلي يبلغهم أنه ظهر تطابق فحوصات ال DNA وتم التعرف على جثة المفقود!
بعد حدوث الفاجعة، وتناهش الذئاب تلك الأجساد العارية، وتحول دجلة الى نهر من الدماء، وإرتكاب الأوباش لجريمة يندى لها جبين الإنسانية، وقفت تلك المرأة العراقية أمام بعض قادة البلاد ورمت " عصابتها" عليهم طالبة منهم إحضار جثة ولدها، لم يتمكن أحد من الحاضرين تلبية طلب تلك " الحرة " وكأنهم صم بكم، عمي.. لا يفقهون.
البعض خرج محاولا التقليل من هول الجريمة، مدعيا أن عدد الضحايا 175 شهيدا، بعد سنين رأينا من ينفي ذلك وهو يقف أمام لافتة كبيرة مكتوب عليها رقم 1700 شهيدا، بينما حاول البعض إستخدام الفجيعة لإغراض المزايدات السياسية، والتلاعب بعواطف ومشاعر ذوي الضحايا، دون أن يقدم شيئا ملموسا يخفف من هول الصدمة.
سنين مرت وذوي الضحايا ينتظرون من يمد يده ليداوي جراحهم، فالآباء والأمهات فقدوا أبناءهم، والزوجات فقدن أزواجهم، والأبناء أصبحوا يتامى بفقد آبائهم، ولم ينالوا من المعنيين أي إهتمام سوى وضع صور الشهداء في الجزرات الوسطية للشوارع، أو إقامة مجلس عزاء في أحد موقع الجريمة!
تبنى رئيس الجمهورية برهم صالح، أول مشروع قانون بشإن جريمة سبايكر، لغرض إحتسابهم شهداء.. وتمكين أهاليهم من التمتع بحقوقهم المشروعة، وهي خطوة تحمل دلالات كثيرة، أولها الظلم الكبير الذي تعرضت له هذه القضية ومحاولة طمسها، لكنها بهذا القانون ستبقى حاضرة في سجلات التاريخ الذي سيحكي تفاصيل ما حصل.
أثبت السيد صالح أن منصب رئاسة الجمهورية ليس تشريفيا، بل يمكن أن يكون له دور كبير في القضايا التي تمس هموم المواطنين وحاجاتهم، وأن تأخير حسم ملفات قضية سبايكر كان بسبب العوق في العقول والفشل في التعامل مع القضايا المهمة وليس في المنصب، ومن يملك الإرادة في تقديم المشاريع التي تراعي مصلحة المواطن فإن بإمكانه ذلك.
لقد كانت إبتسامة برهم صالح التي استقبل بها عوائل الضحايا، بلسما خفف به همومهم طوال السنين الماضية، وبتقديمه قانون " سبايكر " الى البرلمان للمصادقة عليه، كان الضماد لجراح الضحايا.. او على الأقل محاولة صادقة لذلك.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجراس تقرع وآذان صماء
- العراق ودوره في لعبة المحاور
- الرئيس برهم صالح وزيرا للخارجية !
- النزول من الجبل
- دولة علم دار
- فقدان الحلول بين أزمة الجفاف وخطر السيول
- متظاهرون في قصر الرئيس
- ليبيا.. صراع بلا نهاية
- قمة النوم العربي
- موسم الحج الى العراق
- سفاح الموصل
- كي نكون دولة !
- صور أبلغ من الكلام
- وقفوهم إنهم برلمانيون
- إرهاب من نوع آخر
- دولة أم برج مراقبة ؟!
- العمالة الأجنبية والبطالة العراقية
- حكومات الفوضى
- عودة مسيلمة الكذاب
- رياضة وسياسة


المزيد.....




- سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش ...
- الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا ...
- لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م ...
- بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات ...
- السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي ...
- السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
- كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ ...
- تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو ...
- أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
- نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - جراح سبايكر وضماد برهم