سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6264 - 2019 / 6 / 18 - 18:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اعتقد ان الماساه الاكبر لللانسان ليس موته بل عندما يقتل شخصا اخر.
. لا يوجد شىء اكثر فظاعه من ان يقوم شخص بخطف حياه شخص اخر.
من اجل ذلك اعلنت الليدى ماكبث فى الفصل الخامس من مسرحيه شكسبير و فى لحظه تانيب او فحص ضميرى (كل العطور العربيه لا تسطيع ازاله رائحه الدم من يدى!)
اذ لا توجد عطر تستطيع محو رائحه دم الانسان.فى ثقافات ما يعرف بالشعوب الاصليه ترتبط فكره القتل بفكره الفوضى الشامله.و لعل ذلك سبب رؤيه حضور اساطير ثقافه انقاذ البشريه من خلال سفينه انقاذ تحمل الطيبين فقط .
الفلسفه اليونانيه لم تقدم مساهمات مهمه تفسر ظاهره العنف و القتل الوحشى.لكن فى العصور الحديثه اعادها هوبز الى طبيعه الانسان الذئبيه معارضا بذلك روسو الذى راى الطيبه هى الجوهر الانسانى.بعيدا عن هذه الثنائيه و الحقيقه ان
تاريخ كل الاديان خاصه الديانات الابراهيميه الثلاث.ارتبط العنف بالمقدس و بالمطلق و كلاهما كانا ادوات القتل التى تنقل الصراعات الدنيويه الى فضاءات عليا بحيث يتم تشريع الغلء حياه انسان
اخر.و لذا تكمن اشكاليه حل الصراعات لدى ارتداءها الثوب المقدس لانها تصبح جزءا من المنظومه الايمانيه الاطلاقيه و الدين فكر اطلاقى بامتياز.
لا تكفى القراءه السوسيولوجيه لفهم ظاهره العنف لان تفسيرها يظل مرهونا بالتفسير الماركسى المركز على الاقتصاد .لا بد من فهم انثروبولوجى لظاهره القتل بغرض تفكيك الاساطير المؤسسه لها ووضعها فى اطارها الطبيعى الانسانى كصراعات بشريه لا علاقه للسماء بها.
بدون نزع الاساطير المؤسسه للعنف و تفكيك اليات عملها ستظل مجتمعاتنا تشهد هذا النوع من العنف.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟