أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد قاسم نصيف - الخرافة وعقل














المزيد.....


الخرافة وعقل


محمد قاسم نصيف

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 03:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العقل و الخرافة
طبيعتنا الثقافية والتربوية اكثر قابلية ذهنية وأهلية نفسية في صناعة الخرافة وممارسة السحر والتفاعل معهما والتصديق بهما.وامتد التأثير الخرافي الى طبيعة التعامل مع الاطفال والعمل على صياغة عقولهم على نحو الخوف والتخويف وشل العقل، فـ(البساط السحري) و(الفانوس السحري) و(شبيك لبيك) كلها تسهم في صياغة العقل الخرافي الذي يستسلم للخرافة والسحر والقوى الخارقة التي تفعل كل شيء ولايمكن مواجهتها بل لابد من الاعتماد عليها في تسيير امورنا الحياتية، فإن المشكلة الكبرى في الخرافات انها تغذّي الاستعداد النفسي للاستسلام للواقع.

يتعرض الإنسان للخرافة من خلال الثقافة الموروثة منذ ولادته وتشربه بما يمليه عليه الأهل والمدرسة والمجتمع من أفكار وتقاليد وأعراف وأديان ومذاهب، فكما يتعلم الطفل لغة الأم، يتلقى معها الثقافة الموروثة بكل ما فيها من محاسن ومساوئ. وعندما يبلغ هذا الإنسان سن الرشد تكون هذه الأفكار والمعتقدات، بما فيها الخرافات، قد ترسخت في تلافيف دماغه، فيعتقد أنها حقائق مطلقة غير قابلة للنقاش، ومن يخالفه فيها، فهو على ضلال مبين. وهذا هو سبب الصراع الدائر بين المجتمعات...

أما عن الظروف التي رافقتها و عززت مكانتها ، فكان أهمها كما ذكرنا ، غياب التقدم العلمي. وشيء المهم اكثر هو عدم  تطور وسأل الإنتاج في البلاد الآسيوية لنه اي  شيء في الحياة مرتبط في الاقتصاد  . حسب النظرية العلمية الماركسة . . و مازال حتى الآن ذلك السبب مؤثراً ، حيث أن التعليم في البلاد المتخلفة لايزال يشكل عائقاً كبيراً أمام التفكير و التحليل المنطقي و العلمي . الذي يعاني منه المدرس يؤثر سلباً على الطلاب و يستنسخ شخصية المدرس المستنسخه من صغر حياة المدرس من قيم تقاليد موروثه قديمة وخاصتا مثل نظام الانقطاع أو الدين. طبعا وكل الحلات وضواهر هي ترتبط في الاقتصاد اليومي للنسان لان عصب الحياة هو راس المال

لأن المدرس لُقّن ، مذ كان صغيراً ، تفسيراً دينياً (غير منطقي) للظواهر و الأحداث ، و عندما كبر و درس في الجامعة ، تلقى تعليماً يقدم تفسيراً آخر لتلك الظواهر ، يناقض تماماً تفسيره الأول .. و هذا أدى إلى ذلك الشرخ  في شخصيته و الذي يرافقه و ينقله بدوره إلى طلابه ...

و كدليل على كلامنا هذا ، نقتبس من كتاب الدكتورة نوال السعداوي (الرجل و الجنس) هذا المقطع :

"عندما كنت في كلية الطب حيرني موقف أستاذ الفيسيولوجي المتناقض تجاه نظرية التطور ، حيث كان يعتقد أن الانسان الأول ولد من غوريلا و لكن يعتقد أيضاً أن المرأة خلقت من ضلع الرجل !! ، و عندما كان يشرحها لنا وجهت له الأسئلة التالية :
_تقول لنا يا أستاذ أن الغوريلا هي التي ولدت أول انسان ظهر في تاريخ البشرية
_قال : نعم
_و حيث أن هذا الانسان الأول عرف باسم آدم ... فإن آدم ولد من رحم غوريلا !!
_قال : نعم (و احمر وجهه و ارتجفت شفتاه)
_و بالمنطق فإن حواء أول أنثى أيضاً ولدت من رحم غوريلا !!
_قال نعم أيضاً و احمر وجهه أكثر ...

عرفت عندها أن هذا الاستاذ كان يفكر بطريقة علمية حتى أعطي هذا الانسان الأول اسم (آدم) ، عندها اعترى تفكيره شيء من العاطفة ، و ظهر الانفعال في نبرة صوته"

لنتحدث الآن عن الضرر الذي قد يسببه الإيمان بالخرافة ... على المستوى الطبي ، عندما تلجأ كثير من العائلات إلى الشيوخ بدلاً من الأطباء ، بحجة أن ولدهم أو بنتهم ، قد تلبسها أو تلبسه الجن ... ربما يؤدي ذلك الأمر إلى أذية نفسية و عصبية و جسدية دائمة لذلك الطفل الذي هو أساساً يعاني من مرض عصبي (صرع مثلاً) ... كذلك يؤثر الأمر على المستوى الاقتصادي حيث يطلب ذلك الشيخ أن تقدم الأضحية و العطايا للجن حتى يزول مفعول السحر ... بينما يكون أحياناً علاج المرض العصبي في كثير من البلدان مجانياً (على نفقة الدولة)

الخرافة هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال.   
وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية. والخرافات قد تكون دينية، وقد تكون ثقافية أو اجتماعية، وقد تكون شخصية..  
وأخيراً فإن بعض الأفراد يصنعون خرافاتهم بأنفسهم، في كثير من الأحيان. فقد يشتري المرء ورقة يانصيب منتهية برقم معين فيكسب إحدى الجوائز الكبرى، فلا يكون منه إلا أن يعتقد أن هذا الرقم هو رقمه الميمون فهو لا يشتري بعدُ إلا الأوراق التي تنتهي به. وقد تحل بامرئ كارثة في يوم بعينه من أيام الأسبوع، فلا يكون منه إلا أن ينزع إلى الاعتقاد بأن هذا اليوم يوم شؤم بالنسبة إليه فهو أبداً في خوف من أن تحلّ به فيه، على تعاقب الأيام، كارثة جديدة، وهكذا.



#محمد_قاسم_نصيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة وفشل الإسلام السياسي في العراق
- الحركات البورجوازية في المجتمع وتحالف سائرون
- ما مصير المرأة في المرحلة القادمة
- في الانتخابات: نعيد إنتاج الموت من جديد
- الرد على سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد ف ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد قاسم نصيف - الخرافة وعقل