أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فريدريك انجلز - رأس المال: مقدمة الطبعة الألمانية الثالثة















المزيد.....

رأس المال: مقدمة الطبعة الألمانية الثالثة


فريدريك انجلز

الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 12:38
المحور: الارشيف الماركسي
    



لم يقدّر لماركس أن يهيىء الطبعة الثالثة بنفسه، فهذا المفكر الجبار، الذي ينحني الآن أمام عظمته، بإجلال، حتى خصومه، قد توفي في الرابع عشر من آذار/ مارس 1883 ويقع علي، أنا الذي فقدت بموته خبر وأوفى صديق – على مدى أربعين عاماً – صديق أدين له بما تعجز في التعبير عنه الكلمات – يقع واجب إعداد هذه الطبعة الثالثة للنشر، وكذلك المجلد الثاني الذي تركه ماركس في هيئة مخطوطة. وينبغي أن أطلع القارىء على الطريقة التي نفذت بها القسم الأول من واجبي.
كان ماركس يزمع، في الأصل، تعديل الشطر الأكبر من نص المجلد الأول، وصياغة الكثير من القضايا النظرية بدقة أكبر، وإدخال نقاط جديدة، واستكمال المواد التاريخية والإحصائية بآخر ما استجد. بيد أن سوء وضعه الصحي ورغبته الملحة في اإتمام صياغة المجلد الثاني، جعلاه، يعدل عن ذلك. فلم تجر سوى التعديلات الأشد ضرورة ، والإضافات التي احتوتها الطبعة الفرنسية (رأس المال، تاليف كارل ماركس، باريس، لاشاتر، 1873)(*).
وكان بين الكتب التي خلفها ماركس نسخة ألمانية صححها بنفسه في بعض المواضع، وضمّنها إحالات إلى الطبعة الفرنسية، كما كان بين كتبه نسخة فرنسية أشار فيها، بالضبط، إلى المواضيع التي ينبغي أن تستخدم. وتقتصر هذه التعديلات والإضافات، عدا استثناءات قليلة، على الجزء الأخير من المجلد المعنون: “عملية تراكم رأس المال”. في هذا الجزء، كان النص أقرب للتطابق مع المخطوطة الأصلية من سواه، في حين أن الأجزاء السابقة تعرضت لتعديل كبير. ولهذا جاء اسلوبه اكثر حيوية، وموحداً في السبك أكثر من غيره. ولكنه ينطوي أيضاً على إهمال أكبر، ويحفل بالتعابير الإنكليزية، بل إن الغموض يكتنف بعض المواضع، وتتخلل أسلوب عرض الحجج ثغرات هنا وهناك، إذ إن بعض التفاصيل الهامة لم تحظ إلا بمجرد إشارة.
أما بخصوص الأسلوب، فقد نقّح ماركس الكثير من الأقسام الفرعية للفصول تنقيحاً كبيراً، فدلّني هنا، كما فعل في الكثير من الأحاديث الشفهية، على الحدود التي استطيع المضي إليها في حذف المصطلحات التقنية الإنكليزية وسواها من التعابير الإنكليزية. ولو قدر لماركس أن لا يرحل لعمل، في كل الأحوال، على مراجعة الإضافات والنصوص الملحقة، واستعاض عن الأسلوب الفرنسي الرخو، بأسلوبه الألماني المحكم، وقد وجب عليّ، عند ترجمتها ، الاكتفاء بجعلها منسجمة قدر المستطاع مع النص الأصلي.
وهكذا لم تتغير كلمة واحدة في الطبعة الثالثة دون قناعة تامة بأن المؤلف كان سيعدّلها بنفسه. وما خطر لي أن أقحم في رأس المال تلك اللغة الهجينة الشائعة التي ينزع الإقتصاديون الألمان إلى التعبير بها ـ تلك اللغة المبهمة التي، على سبيل المثال، تسمي الشخص الذي يجعل الآخرين يعطون له عملهم لقاء الدفع نقداً بـ واهب العمل والشخص الذي يؤخذ عمله منه لقاء أجر يسمّى بـ متلقي العمل. وفي اللغة الفرنسية أيضاً تستخدم كلمة العمل، (travail) في الحياة اليومية بمعني االمهنة». غير أن للفرنسيين الحق في أن يعتبروا اي اقتصادي مجنوناً إن سمّى الرأسمالي “واهب – العمل” (donneur de travail)، والعامل “متلقي – العمل”، (rcecveur de travail).
كذلك لم أعط لنفسي الحرية في تحويل العملات والنقود والمقاييس والأوزان الإنكليزية المستخدمة في النص كله إلى معادِلاتها الألمانية الجديدة. فعند صدور الطبعة الأولى، كان في ألمانيا أنواع من المقاييس والأوزان بعدد أيام السنة. زد على ذلك أنه كان ثمة نوعان من الماركات (ولم يكن مارك الرايخ موجوداً آنذاك إلا في مخيلة زوتبير الذي ابتكره أواخر الثلاثينات) ونوعان من الغيلدن وعلى الأقل ثلاثة أنواع من التالر من بينها نوع يُدعى بـ “الثلثين الجديد”(**). لقد كان النظام المتري يسود العلوم الطبيعية، بينما كانت الأوزان والمقاييس الإنكليزية تسود أسواق العالم. وفي مثل هذه الأحوال كانت وحدات القياس الإنكليزية طبيعية تماماً بالنسبة لكتاب يستقي الوقائع الثبوتية من العلاقات السائدة في الصناعة البريطانية على وجه الحصر تقريباً. وما يزال السبب الأخير حاسماً حتى يومنا هذا، خصوصاً وأن الأوضاع السائدة في السوق العالمية لم تكد تتغير، وما تزال الأوزان والمقاييس الإنكليزية تهيمن، كليّاً على وجه التقريب، في الصناعتين الأساسيتين، وهما الحديد والقطن .
وفي الختام، أود أن أقول بضع كلمات عن فن ماركس في الاستشهاد بالمراجع، هذا الفن الذي قلما وجد تفهماً. حين تكون المقتبسات مجرد سرد لواقعة أو وصف لها ، كتلك الشواهد المستقاة من الكتب الزرقاء الإنكليزية مثلاً، فإنها تقوم مقام دليل وثائقي بسيط، بيد أن الأمر ليس على هذا النحو حين يورد ماركس آراء نظرية لاقتصاديين آخرين. فالمقتطف، هنا، لا يرمي إلى أكثر من تحديد أين ومتي ومن الذي عبر بوضوح، أول مرة، عن فكرة اقتصادية نشات في مجرى التطور، والاعتبار الوحيد، هنا، هو أن تكون للفكرة الإقتصادية المعنية أهمية بالنسبة لتاريخ العلم أو أن تكون هذه الفكرة التعبير الوافي، بهذا القدر أو ذاك، عن الوضع الإقتصادي لعصرها. وسواء كانت هذه الفكرة ما تزال صائبة بصورة مطلقة أو نسبية، من وجهة نظر المؤلف، أو كانت قد أصبحت برمتها في عداد التاريخ الغابر، فلا أهمية لذلك أبداً. وعليه فإن هذه المقتبسات ليست أكثر من تعليق يرافق النص، تعليق مُستمد من تاريخ علم الإقتصاد، لتبيان بعض مراحل التقدم الهامة التي قطعتها النظرية الإقتصادية، حسب التاريخ والمؤلف. وكان ذلك ضرورياً تماماً لعلم ما يزال مؤرخوه يتميزون بجهل مغرض تقريباً يشبه جهل الوصوليين. ويتضح الآن أيضاً، انسجاماً مع التعقيب على الطبعة الألمانية الثانية، لماذا لم يجد ماركس مناسبة للإستشهاد بالإقتصاديين الألمان، إلا في حالات استثنائية تماماً.

ثمة أمل في أن يصدر المجلد الثاني خلال عام 1884.

فريدريك إنجلز

لندن 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1883

_______________

(*) صدرت الطبعة الفرنسية من المجلد الأول في سلسلة من الكراسات بين 1872 – 1875 (ن.

برلين).
(**) عملة فضية نينها 2/3 تالر، كانت متداولة في عدد من ولايات ألمانيا منذ أواخر القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. (ن. برلين).



#فريدريك_انجلز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إنجلز إلى ماركس : حول الشرق
- اشتراكية المحامين ( مقتطف )
- رسائل ماركس-انجلز: الرسالة الثالثة والرسالة السادسة
- رسائل ماركس-انجلز: الرسائل 80 و74 و70 و69
- انجلز إلى إ. برنشتاين، زوريخ
- رسائل ماركس-انجلز: الرسائل 63 و55 و66 و72
- مراسلات ماركس-انجلز: الرسالة 50 — انجلز إلى ب. لافروف، لندن
- انجلز إلى ب. لافروف، لندن
- الطبقة العاملة الفرنسية والانتخابات الرئاسية
- الطبقة العاملة الفرنسية والانتخابات الرئاسية - ف. إنجلز - تر ...
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية - ف. إنجلز - مقال مترجم - اليس ...
- الطبقة العاملة الفرنسية والانتخابات الرئاسية - مقال مترجم - ...
- رسالة الى كارل ماركس - لندن/26 ايار 1853.
- الفهم والعقل
- كلمة عن الديالكتيك
- العلماء والفلسفة
- مقتطف - نقد مفهوم الدولة الليبرالية الحديثة
- اصل القيمة الزائدة -رسالة من انجلس الى ماركس
- خطوط أولية لنقد الاقتصاد السياسي
- الايدلوجيا الزائفة


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فريدريك انجلز - رأس المال: مقدمة الطبعة الألمانية الثالثة