|
ألف باء الشيوعية-الفصل الأخير: الأمميتان الأولى والثانية
بوخارين و بريوبراجنسكي
الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:56
المحور:
الارشيف الماركسي
-أممية الحركة العمالية شرط لانتصار الثورة الشيوعية –أسباب انهيار الأممية الثانية –شعارات «الدفاع الوطني» و«السلم» - الاشتراكيون الشوفينيون –الوسط –الأممية الثالثة.
أممية الحركة العمالية شرط ضروري لانتصار الثورة الشيوعية
تنتصر الثورة الشيوعية فقط إذا كانت ثورة عالمية. وإذا ما أنشأت ظروف سمحت للطبقة العاملة بتسلم الحكم في بلد واحد، بينما الطبقة العاملة لا زالت خاضعة لرأس المال في البلدان الأخرى، فإن دول القراصنة الكبيرة ستسحق الدولة العمالية في ذاك البلد في نهاية المطاف. خلال الأعوام 1917، 1918، 1919 حاولت كافة القوى الإمبريالية سحق روسيا السوفييتية، وفي عام 1919، نجحت في سحق هنغاريا السوفييتية. لكنها عجزت عن سحق روسيا السوفييتية لأن الظروف الداخلية في تلك الدول كانت دقيقة، وكانت جميع الحكومات خائفة من أن يطيح العمال بها، هؤلاء العمال الذين كانوا يطالبون بانسحاب الجيوش الغازية من روسيا. وأول دلالة لهذا القول أن تحقيق دكتاتورية البروليتاريا في بلد واحد يتعرض لخطر كبير إذا لم يمدها عمال البلدان الأخرى بالعون والمساعدة. أما الدلالة الثانية، فهي أن التنظيم الحياة الاقتصادية مهمة بالغة الصعوبة عندما ينتصر العمال في بلد واحد فقط. فمثل هذا البلد سيحرم من العون الخارجي، أو أنه سيتلقى النذر اليسير منه، كما سيكون محاصرا من كل الجهات.
إذا كان انتصار الشيوعية يفترض قيام ثورة عالمية والتساعد المتبادل بين عمال جميع البلدان، فهذا يعني أن التضامن الأممي للطبقة العاملة شرط حيوي من شروط انتصارها. وأن شروط النضال الشامل للعمال مماثلة لشروط نضال الطبقة العاملة في كل بلد بمفرده. عندما يعجز العمال، في أحد البلدان، عن إنجاح الإضرابات لأنها تبقى معزولة ومجزأة، يلتقي عمال المصانع المتعددة من أجل التساند المتبادل، ويؤسسون تنظيما موحدا، ويشنون حملة مشتركة ضد جميع أصحاب المصانع –وهذه من شروط الانتصار. الوضع ذاته ينطبق على العمال الذين ينتمون إلى دول برجوازية متعددة. إنهم لن يحرزوا النصر إلا إذا مشوا جنبا إلى جنب: وعندما يضربون صفحا عن خلافاتهم، وينمو بينهم الشعور بأنهم طبقة واحدة ذات مصالح مشتركة. الثقة المتبادلة المطلقة، التحالف الأخوي، النضال الثوري الموحد ضد الرأسمالية العالمية - تلك وحدها شروط انتصار الطبقة العاملة. إن الحركة العمالية الشيوعية لا تحقق النصر إلا إذا كانت حركة شيوعية أممية.
أسباب انهيار الأممية الثانية
عندما اندلعت الحرب العالمية الكبرى في آب-أغسطس 1914 انحازت الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية-الديموقراطية لكافة الدول المتحاربة (باستثناء روسيا وبلاد الصرب وبعدها إيطاليا) إلى حكوماتها ودعمت حملة النهب، بدلا من أن تعلن الحرب وتحرض العمال على الثورة. وفي اليوم ذاته، صوّت النواب الاشتراكيون في فرنسا وألمانيا على موازنة الحرب في البرلمان، معلنين تضامنهم مع حكومات اللصوص. بدلا من رص الصفوف في انتفاضة ضد البرجوازية المجرمة، اتخذت الأحزاب الاشتراكية مواقف منفردة، وسار كل منها تحت راية «حكومته» البرجوازية. هكذا بدأت الحرب وهي تحظى بدعم مباشر من الأحزاب الاشتراكية. ذلك أن قادة تلك الأحزاب نقلوا البندقية من كتف إلى كتف وخانوا قضية الاشتراكية. هكذا ماتت الأممية الثانية ميتة مشينة.
ولكي نفهم الانهيار المشين للأممية الثانية، لا بد من دراسة تطور حركة الطبقة العاملة في الفترة التي سبقت الحرب. قبل نشوب النزاع العالمي، كان النمو الذي شهدته الرأسمالية في أوربا وأمريكا يعود بالدرجة الأولى إلى النهب المخيف الذي مارسته على المستعمرات. هنا تجلت الوجوه الدموية البشعة للرأسمالية بوضوح لا مثيل له. بواسطة الاستغلال والسرقة والخداع والعنف، نهبت موارد وثروات الأمم المستعمَرة وتحولت إلى أرباح بيد أرباب رأس المال المالي في أوربا وأمريكا. وكان حجم الأرباح المستخرجة من المستعمرات بنسبة القوة التي تتمتع بها هذه الدولة الرأسمالية الاحتكارية أو تلك في السوق العالمية. وبسبب توافر هذه الأرباح الفائضة، أمكن التروستات أن تدفع لعبيد الأجور في بلادها أجورا أكثر ارتفاعا بقليل من الأجور العادية. على أن ذلك لم يشمل جميع العمال بالطبع، وإنما أولئك الذين يعتبرون عمالا مهرة. وهكذا جرت استمالة هذه الفئة من الطبقة العاملة إلى صف رأس المال. ويتلخص منطق أفراد هذه الفئة بما يلي «إذا سيطرت (صناعتنا) على سوق جديدة في المستعمرات الأفريقية، فهذا أمر إيجابي يؤدي إلى ازدهار (صناعتنا)، وهذا ما يضاعف أرباح العمل، فنحصل نحن على بعض فضلات هذه الأرباح». وبذلك يقيد رأس المال عبيده إلى دولته، ويرشو فئة إذ يمنحهم حصة مما ينهبه من المستعمرات.
إن الجماهير الكادحة لا تملك تجربة خوض النضال على الصعيد العالمي. فالواقع أن الفرصة لم تسنح لهم لاختيار مثل هذا النضال. ذلك أن معظم نشاط منظماتها كان محصورا ضمن نطاق الدولة التي تديرها البرجوازية المحلية. وقد تمكنت هذه البرجوازية من إثارة اهتمام فئة من الطبقة العاملة، وبخاصة فئة العمال المهرة، في سياستها الاستعمارية. وقد وقع في الفخ أيضا قادة التنظيمات العمالية، أي البيروقراطية العمالية، وممثلو العمال في البرلمان، لأن هؤلاء جميعا حققوا لأنفسهم مكانة ثابتة في النظام الرأسمالي، فأخذوا يبشرون بالوسائل «السلمية» و«الهادئة» و«الشرعية». لقد أشرنا سابقا إلى أن أساليب الرأسمالية الدموية ظهرت بأوضح مظاهرها في المستعمرات. كانت الصناعة قد بلغت درجة رفيعة من التطور في أوربا وأمريكا، فاتخذ نضال الطبقة العاملة فيهما أشكالا سلمية إلى حد ما. الثورة الكبرى الوحيدة التي عرفتها أوربا بعد عام 1871 كانت في روسيا، في حين أن معظم الأقطار الأوربية لم تعرف الثورات منذ عام 1848. كان الناس قد اعتادوا فكرة التطور السلمي للرأسمالية، وحتى الذين توقعوا اندلاع حروب جديدة، بالكاد كانوا مقتنعين بالكلمات التي يتفوهون بها. وكانت فئة من العمال، تضم القادة العماليين، ميالة إلى القبول بالفكرة القائلة أن الطبقة العاملة لها مصلحة في السياسة الاستعمارية وأنه ينبغي على العمال الوقوف صفا واحدا مع برجوازياتهم من أجل «المصلحة القومية المشتركة». وكنتيجة لذلك، تدفقت فئات واسعة من أبناء الطبقة الوسطى الدنيا إلى صفوف الأحزاب الاشتراكية... فلا عجب إذن إذا كان ولاء هذه الأحزاب، في اللحظات الحرجة، نحو دولة اللصوص الاستعماريين يزيد عن ولائها للتضامن الأممي.
وهكذا نجد أن السبب الرئيسي لانهيار الأممية الثانية هو أن السياسة الاستعمارية والموقع الاحتكاري لرأسماليات الدولة قد أديا إلى تبعية العمال –وبخاصة «الفئة العليا» من الطبقة العاملة- للدولة البرجوازية الإمبريالية.
شعارات «الدفاع الوطني» و«السلم»
لقد برر قادة الأحزاب الاشتراكية والأممية الثانية خيانتهم للقضية العمالية ولنضال الطبقة العمالية ولنضال الطبقة العاملة المشترك بالتشديد على ضرورة الدفاع عن الوطن.
لقد رأينا كيف أن مثل هذا الشعار لا معنى له في ظروف الحرب الإمبريالية. فلم يكن أي من الدول الكبرى في موقع «دفاعي» في تلك الحرب، بل كانت جميعها معتدية. إن شعار «الدفاع عن الوطن» (أي الدفاع عن الدولة البرجوازية) شعار تافه ومضلل. وقد أطلقه هؤلاء القادة لإخفاء خيانتهم.
ولا بد من التصدي لهذه القضية بشيء من التفصيل.
ما هو الوطن؟ ما هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة؟ هل تشير إلى بشر يتكلمون لغة واحدة، أي هل أنها مطابقة لكلمة «أمة»؟ لا، ليست مطابقة للأمة. لنأخذ روسيا القيصرية كمثال. عندما كانت البرجوازية الروسية تنادي بالدفاع عن الوطن، لم تكن تفكر بمنطقة يسكنها شعب ينتمي إلى قومية واحدة –كالروس البيض مثلا- بل كانت تفكر بالشعوب المنتمية إلى كافة القوميات في روسيا. ماذا كانت البرجوازية تعني بالفعل؟ كانت تعني بالوطن سلطة الدولة البرجوازية والإقطاعية. هذا هو «الوطن» الذي دعا الرأسماليون العمال للدفاع عنه. والحقيقة أنهم لم يكونوا يفكرون بالدفاع عنه وحسب، وإنما أيضا بتوسيع حدوده لتشمل القسطنطينية وكراكوف. وعندما كانت البرجوازية تغني للدفاع عن الوطن، ماذا كانت تعني؟ كانت تشير أيضا إلى سلطة البرجوازية الألمانية، وإلى توسيع حدود دولة اللصوص التي يحكمها الإمبراطور وليام الثاني.
من هنا يجب أن نتساءل ما إذا كان للطبقة العاملة وطن في ظل الرأسمالية. أجاب ماركس على هذا السؤال في «البيان الشيوعي» بقوله: «ليس للعمال وطنا». وما قاله صحيح. لماذا؟ الجواب بسيط. لأن العمال محرومون من أي سلطة في ظل الرأسمالية، بينما البرجوازية تحتكر كل شيء. لأن الدولة، في ظل الرأسمالية، هي مجرد أداة لاضطهاد وقمع الطبقة العاملة. قلنا سابقا أن مهمة البروليتاريا هي تحطيم الدولة البرجوازية، لا الدفاع عنها. ولن يكون للبروليتاريا وطن إلا بعد تدمير الدولة البرجوازية، بعد استيلائها على سلطة الدولة وتحولها إلى طبقة حاكمة للبلد. إذ ذاك فقط، يمسي من واجب البروليتاريا الدفاع عن الوطن، لأنها بذلك تدافع عن سلطتها هي وقضيتها هي، لا عن سلطة أعدائها أو عن سياسة النهب التي ينتهجها مستغلوها [5].
وقد يعترض معترض فيقول: ألا تدرون أن السياسة الإمبريالية قد أسهمت في التطور الصناعي للدول الكبرى وأنه بفضل هذا التطور تساقطت بعض الفضلات عن طاولة الأسياد إلى الطبقة العاملة؟ ألا يعني ذلك أن العامل ملزم بالدفاع عن سيده، وبمساعدته ضد منافسيه؟
لا، بالتأكيد، إنه لا يعني ذلك أبدا. لنفترض أن لدينا صناعيَّين، سوف نسمي الأول «شولتز» والثاني «بتروف». وهما يتنافسان في السوق. يقول شولتز لرجاله: «أيها الأصدقاء. ساعدوني بكل ما أوتيتم من قوة. سبّبوا أكبر قدر من الأذى لمصنع بتروف، لبتروف نفسه ولعماله. إن انهيار بتروف يؤدي إلى انتعاش مصنعي ومضاعفة أرباحي. وبذلك أستطيع أن أمنحكم زودة على الأجور». ويتحدث بتروف بنفس المعنى إلى عماله. ولنفترض الآن أن شولتز هو الذي انتصر –والأرجح أنه، في سكرة الانتصار، سيمنح عماله زودة على أجورهم. لكنه لا يلبث، بعد فترة، أن يعيد الأجور إلى سابق عهدها. فإذا ما قرر عمال مصنع شولتز الإضراب وتوجهوا إلى الذين كانوا في معمل بتروف طالبين تضامنهم ومساندتهم. لا بد لهؤلاء من أن يردوا عليهم بقولهم «عال. عال! بالأمس، سببتم لنا كل الأذى الذي بمستطاعكم. والآن تتضرعون إلينا طلبا للمساعدة! اغربوا عن وجهنا!». وهكذا يستحيل إعلان إضراب عام. عندما يكون العمال منقسمين بعضهم على بعض، يكون الرأسمالي قويا. وبعد نجاحه في ضرب منافسه، يصفي حساباته مع عماله المفككين. وهكذا نجد أن عمال مصنع شولتز تمتعوا لفترة من الزمن بأجور مرتفعة، لكنهم سرعان ما خسروا مكسبهم هذا. الشيء نفسه يحصل على الصعيد العالمي. الدولة البرجوازية ما هي إلا عصبة للأسياد. وعندما تصاب هذه العصبة بالتخمة على حساب عصب أخرى، تقدم بعض الرشوات لعمالها. إن السبب الفعلي لانهيار الأممية الثانية وخيانة قادة الحركة العمالية للاشتراكية هو أن هؤلاء القادة صمموا على «الدفاع» عن «الفضلات» التي كانت تتساقط إليهم من مائدة الأسياد، وكانوا يأملون في زيادة هذه الفضلات. وبسبب هذه الخيانة، كان العمال مفككين، فتمكنت الرأسمالية في جميع أقطارها من تحميلهم أفدح الأعباء. ولقد أدرك العمال خطأهم، وسوء تقديرهم للأمور، وأدركوا أن قادتهم باعوهم بأبخس الأثمان. وهكذا بدأ انبعاث الحركة الاشتراكية. ولا عجب أن تتصاعد الاحتجاجات من الأول من صفوف العمال ذوي الأجور المتدنية، أي العمال غير المهرة. فقد أمعنت «الأرستقراطية العمالية» (كمال المطابع مثلا) ومعها القادة العماليين في لعبة الخيانة.
ولا تكفي البرجوازية باستخدام شعار الدفاع عن الوطن (البرجوازي)، وإنما نلجأ أيضا إلى وسائل أخرى لخداع وتضليل الجماهير الكادحة. نشير هنا إلى ما يسمى «النزعة السلمية»، أي إلى وجهة النظر القائلة أنه يمكن تحقيق السلام الشامل في ظل الرأسمالية، دون قيام ثورة عمالية. ويقال أنه يكفي إنشاء محاكم دولية تنظر في خلافات الدول المتنازعة، وإلغاء الدبلوماسية السرية، والاتفاق على نزع السلاح (مع البدء بنزعه جزئيا) لتستتب الأمور ويتوطد السلام.
الخطأ الرئيسي عند دعاة «النزعة السلمية» هو أن البرجوازية لن تقبل بتنفيذ أي من هذه الإجراءات، كنزع السلاح مثلا. ومن السخف البالغ التبشير بنزع السلاح في عصر الإمبريالية والحروب الأهلية. إن البرجوازية سوف تحرص على تعزيز تسليحها، وإذا ارتضى العمال بنزع السلاح أو أحجموا عن تسليح أنفسهم، فإنهم يسيرون إلى الهلاك. وهكذا نرى كيف أن الشعارات السلمية البراقة تؤدي إلى تضليل البروليتاريا.
إن النزعة السلمية تمنع العمال عن التركيز على الكفاح المسلح من أجل انتصار الشيوعية.
الاشتراكيون الشوفينيون
تبنّى خونة الاشتراكية الشعارات الزائفة التي كانت البرجوازية تضلل بها الجماهير يوميا، وتملأ بها الصحف وتثير الضجيج حولها.
فانشقت الأحزاب الاشتراكية القديمة في كل البلدان تقريبا. وبرزت ثلاثة اتجاهات. الاتجاه الأول كان يضم الخونة المفضوحين، الاشتراكيين الشوفينيين. والاتجاه الثاني –المسمى «الوسط»- كان يضم الخونة المستورين المتذبذبين. أما الاتجاه الثالث فكان يضم الذين بقوا مخلصين للاشتراكية. وقد تأسست الأحزاب الشيوعية فيما بعد على يد أفراد هذا الاتجاه الأخير.
وفي كل البلدان تقريبا، أثبت قادة الأحزاب الاشتراكية القديمة أنهم اشتراكيون شوفينيون. فتحت راية الاشتراكية، بشروا بالحقد بين الأمم، وتحت شعار الدفاع عن الوطن الزائف، دعوا إلى تأييد الدول البرجوازية اللصة. ومن الاشتراكيين الشوفينيين في ألمانيا، شايدمان، ونوسكي، وإيبرت ودافيد وهينه وغيرهم، وفي إنكلترا، هندرسون، وفي الولايات المتحدة الامريكة، راسل وغومبرس، وفي فرنسا، رينودل، وألبرت –توماس، وغيد، وجوهو، وفي روسيا، بليخانوف، بوتريسوف ويمين الحزب الاشتراكي الثوري (بريشكو- بريشكوفسكايا، كرنسكي، تشيرنوف) ويمين الحزب المنشفي (ليبر، روزانوف)، وفي النمسا، ريز، سايتز، فكتور أدلر، وفي المجر، غارمي، بوشينفر، وغيرها.
وكانوا جميعا مؤيدين ل«الدفاع» عن الوطن البرجوازي. وقد أفصح معظمهم أنه يؤيد سياسة النهب القائمة على الضم وفرض التعويضات كما دعا إلى الاستيلاء على ممتلكات الأمم الأخرى. وكانوا يسمون «الاشتراكيين الإمبرياليين». وقد أيدوا الحرب، طوال الفترة التي استغرقتها، ليس بالتصويت لموازنات الحرب وحسب، وإنما أيضا بالدعاية لها. في روسيا، أقدم هفوستوف، وزير الدولة القيصري، على توزيع بيان بليخانوف على أوسع نطاق. أما الجنرال كورنيلوف، فقد عين بليخانوف عضوا في حكومته. وأخفى كرنسكي (الاشتراكي الثوري) وتسيرتللي (المنشفي) المعاهدات السرية القيصرية عن الشعب، وارتكبا المجازر بحق البروليتاريا في بتروغراد في أيام تموز-يوليو (1917)، كذلك انضم الاشتراكيون الثوريون والمناشفة اليمينيون إلى حكومة كولشاك، كما كان روزانوف من جواسيس يودينيتش. بعبارة أخرى، دعم هؤلاء، مثلهم كمثل البرجوازية، وطن اللصوص البرجوازي وأيدوا تدمير الوطن السوفييتي البروليتاري. أما الاشتراكيون الشوفينيون، من طراز غيد وألبيرت-توماس، فقد شاركوا في وزارات اللصوص، وأيدوا كل مخططات الحلفاء العدوانية، وأيدوا قمع الثورة الروسية وإرسال القوات ضد العمال الروس. انضم الاشتراكيون الشوفينيون الألمان إلى الوزارة بينما كان وليام الثاني لا يزال على العرش (مثلهم كمثل شايديمان) وأيدوا الإمبراطور عندما قمع الثورة الفنلندية واجتياح أوكرانيا وروسيا الكبرى. أما الاشتراكيون الديموقراطيون (من أمثال وينينغ في ريغا) فقد شنوا الحملات العسكرية ضد العمال الروس واللاتيفيين، وأخيرا قدم الاشتراكيون الشوفينيون الألمان على اغتيال روزا لوكسمبورغ وكارل ليبنخت وأغرقوا بالدم انتفاضات العمال الشيوعيين في لايبزيغ وبرلين وهامبرغ وميونيخ وغيرها. أيد الاشتراكيون الشوفينيون الهنغاريون الحكومة الملكية طوال فترة حكمها، ثم خانوا الجمهورية السوفييتية.
بكلمة نقول إن الاشتراكيين الشوفينيين في كل البلدان لعبوا دور جلادي الطبقة العاملة.
هكذا تحول الاشتراكيون الشوفينيون (الذين يسمون أحيانا «الانتهازيين») إلى أعداء طبقيين سافرين للبروليتاريا. خلال الثورة العالمية الكبرى، يقاتلون في صفوف البيض ضد الحمر، ويسيرون جنبا إلى جنب مع العسكريين، وكبار البرجوازيين وملاك الأراضي. ومن الواضح أنه يجب شن الحرب ضد عملاء البرجوازية هؤلاء بالضراوة نفسها التي نشن فيها الحرب ضد البرجوازية نفسها.
وقد حاول أعضاء هذه الأحزاب أحياء بقايا الأممية الثانية، والواقع أنهم باتوا مجرد فرع لـ«عصبة الأمم».
إن الأممية الثانية الآن سلاح من الأسلحة التي تستخدمها البرجوازية في حربها ضد البروليتاريا.
الوسط
«الوسط» يضم مجموعة أخرى من الأحزاب التي كانت تنتسب سابقا للاشتراكية. ويسمى أعضاء هذه الأحزاب «الوسطيين» لأنهم يتذبذبون بين الشيوعيين والاشتراكيين الشوفينيين. ومنهم: المناشفة اليساريون بقيادة مارتوف في روسيا، و«المستقلون» (أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي المستقل) بقيادة كاوتسكي وهاس في ألمانيا، والمجموعة التي يرأسها جان لونغي في فرنسا، والحزب الاشتراكي الأمريكي بقيادة هيلكيت في الولايات المتحدة، وقسم من أعضاء الحزب الاشتراكي البريطاني وحزب العمال المستقل في إنكلترا، الخ.
عند اندلاع الحرب، دعا الوسطيون للدفاع عن الوطن (فوقفوا في صف واحد مع خونة الاشتراكية) وعارضوا الثورة. وكتب كاوتسكي يقول أن «غزو العدو» هو أبشع ما في العالم، وأنه يجب تعليق الصراع الطبقي إلى ما بعد انتهاء الحرب. واعتبر كاوتسكي أنه ليس من عمل تقوم به الأممية طالما أن الحرب قائمة. ولكن بعد توقيع اتفاقية «السلام»، كتب كاوتسكي يقول أن ثمة حالة من الفوضى العظيمة وأن لا فائدة ترجى من أن نحلم بالاشتراكية. وكان منطقه يتلخص بما يلي: طالما أن الحرب قائمة، يجب تعليق الصراع الطبقي لأنه سيكون عديم الجدوى، ويجب أن ننتظر ريثما تنتهي الحرب. أما عندما يتحقق السلام، فلا جدوى من التفكير بالصراع الطبقي، لأن الحرب الإمبريالية تكون قد أنهكت الجميع. ومن الواضح أن نظرية كاوتسكي تشكل اعترافا صريحا بالعجز المطلق، وأنها تضلل البروليتاريا وتحرفها عن طريقها، وتصل إلى حد الخيانة. والأسوأ من ذلك أنه عندما كنا في خضم الثورة، لم يجد كاوتسكي ما يفعله غير شن الحرب ضد البلاشفة. فتجاهل تعاليم ماركس، وأصر على حملته ضد دكتاتورية البروليتاريا، و«الإرهاب»، الخ، متناسيا أنه يساعد بذلك «الإرهاب الأبيض» الذي تمارسه البرجوازية. وها أن آماله الآن لا تختلف عن آمال داعية سلم ليس إلا. وإذا به يحلم بالمحاكم الدولية وما شابهها. وبات أشبه بأي داعية سلم برجوازي.
ومع أن كاوتسكي يقف في الجناح اليميني بين الوسطيين، فقد اخترناه لأن نظريته نموذجية عن وجهة النظر الوسطية.
إن الميزة الرئيسية للسياسة الوسطية هي تذبذبها بين البرجوازية والبروليتاريا. «الوسط» ليس مستقرا، هو يسعى إلى مصالحة الأضداد وهو يخون البروليتاريا في اللحظات الحرجة. خلال ثورة أكتوبر الروسية، هاجم «الوسط» الروسي (مارتوف وشركاه) استخدام البلاشفة للعنف، وسعى إلى «مصالحة» الجميع، فكان بذلك يساعد «الحرس الأبيض» ويضعف من قوة البروليتاريا في غمرة نضالها. والواقع أن المناشفة لم يتجرأوا حتى على طرد أعضاء حزبهم الذين كانوا يتجسسون لمصلحة العسكريين ويتآمرون معهم. خلال أزمة النضال البروليتاري، دعا «الوسط» إلى إعلان الإضراب ضد دكتاتورية البروليتاريا باسم «المجلس التأسيسي». وخلال هجوم كولشاك، تضامن بعض المناشفة (من أمثال بليسكوف) مع البرجوازيين المتآمرين ورفعوا شعار «وقف الحرب الأهلية».
أما في ألمانيا، فقد لعب «المستقلون» دورا خيانيا خلال انتفاضة عمال برلين، فانتهجوا سياسة «المصالحة» بينما النضال في أوجه، فأسهموا بذلك في هزيمة الانتفاضة... ويبقى أن التهمة الأخطر الموجهة ضد جماعة «الوسط» هي رفضهم الدعوة إلى الانتفاضة الجماهيرية ضد البرجوازية، وتخديرهم البروليتاريا بالأوهام «السلمية». في فرنسا وإنكلترا، «يدين» جماعة الوسط الردة المضادة للثورة، و«يحتجبون» بالكلام ضد سحق الثورة، لكنهم عاجزون كليا عن تنظيم أي نضال جماهيري.
إن جماعة «الوسط» يلحقون حاليا الأذى ذاته الذي يلحقه الاشتراكيون الشوفينيون. إن «الوسطيين»- الذين يسمون أحيانا «الكاوتسكيين»- يحاولون، مثلهم كمثل الاشتراكيين الشوفينيين. بعث الحياة في جثة الأممية الثانية وعقد «التسوية» مع الشيوعيين. ومما لا شك فيه أن الانتصار على الردة المضادة للثورة لن يتحقق إلا بإعلان القطيعة مع هؤلاء وبالنضال الحازم ضدهم.
جرت محاولات إحياء الأممية الثانية تحت رعاية «عصبة الأمم» اللصة. فالواقع أن الاشتراكيين الشوفينيين هم أخلص مؤيدي النظام الرأسمالي العفن، وآخر منتجاته. إن الحرب الإمبريالية ما كانت لتستمر طوال خمس سنوات لولا خيانة الأحزاب الاشتراكية. وما أن افتتحت فترة الصعود الثورين حتى لجأت البرجوازية إلى الخونة الاشتراكيين لمساعدتها على سحق الحركة البروليتارية. فقد كانت هذه الأحزاب المنسبة سابقا للاشتراكية العقبة الرئيسية في وجه نضال الطبقة العاملة للإطاحة بالرأسمالية. وطوال فترة الحرب، كانت الأحزاب الاشتراكية الخائنة تردد كالببغاوات كل ما تقوله البرجوازية. وبعد صلح فرساي وتأسيس «عصبة الأمم» أخذت بقايا الأممية الثانية (جماعة الوسط والاشتراكيون الشوفينيون على حد سواء) تردد صدى شعارات «عصبة الأمم». اتهمت «العصبة» البلاشفة بالإرهاب واغتصاب الديموقراطية و«بالاستعمار الأحمر».
فرددت الأممية الثانية هذه التهم. وأخذت تطلق صيحات الدعوة للحرب الإمبريالية بدلا من خوض النضال الحازم ضد الإمبريالية، ومثلما أيدت أحزاب الخونة الاشتراكيين السلطات البرجوازية، كذلك أيدت الأممية الثانية «عصبة الأمم».
الأممية الثالثة
خلال الحرب، رفع الاشتراكيون الشوفينيون وجماعة الوسط شعار الدفاع عن الوطن (البرجوازي)، أي الدفاع عن سلطة أعداء البروليتاريا. والنتيجة المنطقية لمثل هذا الشعار هي شعار «الهدنة بين الأحزاب» التي تعني الخضوع الشامل للدولة البرجوازية. المسألة واضحة كل الوضوح. عندما رأى بليخانوف أو شايدمان ضرورة «الدفاع» عن الوطن القيصري الروسي أو الوطن الإمبراطوري الألماني، كان لا بد لهما من الإصرار على أن يمتنع العمال عن أية خطوة من شأنها عرقلة جهد الدفاع عن دولة اللصوص. من هنا، فلا يجوز أن تعلن الإضرابات، وطبعا لا يجوز الحديث عن انتفاضة ضد البرجوازية. وكان خونة الاشتراكية يفكرون على النحو التالي: يجب أولا بأول أن نصفي حساباتنا مع العدو «الأجنبي»، وبعد ذلك ننظر فيما يجب القيام به. فقد أعلن بليخانوف مثلا في بيانه الشهير انه يجب الامتناع عن إعلان الإضرابات العمالية طالما أن روسيا في خطر. وقد تم تقييد العمال للبرجوازية بالطريقة ذاتها في كافة الدول المتحاربة. ولكن منذ الأيام الأولى للحرب، ظهرت مجموعات من الاشتراكيين المخلصين أدركوا أن شعارات «الدفاع عن الوطن» «الهدنة بين الأحزاب» إنما تقيد البروليتاريا كليا، وإن مجرد إطلاق هذه الشعارات هو خيانة للطبقة العاملة. وهذا ما رآه البلاشفة منذ البداية. فقد أعلنوا، عام 1914، أن لا هدنة مع البرجوازية، ودعوا إلى النضال المتواصل ضد الرأسماليين، أي إلى الثورة. إن المهمة الأولى للبروليتريا في أي بلد كانت هي مهمة الإطاحة بالبرجوازية المحلية –ذلك كان رأي حزبنا منذ الأيام الأولى للحرب.
وظهرت مجموعة مماثلة بقيادة كارل ليبخنت وروزا لوكسمبورغ. واتخذت هذه المجموعة اسم «الأممية» وأخذت تدعو إلى اعتبار التضامن الأممي أول مهام البروليتاريا. وسرعان ما جاهر كارل ليبنخت بضرورة إعلان الحرب الأهلية وأخذ يحرض العمال على الثورة المسلحة ضد البرجوازية. هكذا نشأ حزب البلاشفة الألمان –عصبة سبارتاكوس. وقد انشقت الأحزاب الاشتراكية القديمة في الأقطار الأخرى. نشأت مجموعة بلشفية في السويد وأسست «الحزب الاشتراكي اليساري »، بينما سيطر «الاشتراكيون اليساريون» في النرويج على الحزب كله، وأمنوا انحيازه إلى خطهم. واتخذ الاشتراكيون الإيطاليون موقفا حازما طوال الحرب. بكلمة أخرى، تكونت تدريجيا الأحزاب الداعية للثورة.
وبذلت محاولة للعمل المشترك بينها في سويسرا. وقد أرسيت أسس الأممية الثالثة في مؤتمرين عقدا في «زيمرفالد» و«وكيينثال». ثم تبين أن عناصر مشبوهة من «جماعة الوسط» أخذت تنضم إلى الحركة وتعيق تقدمها. فتأسست ضمن المجموعة الأممية نفسها مجموعة سميت «اليسار الزيمرفالدي» بقيادة الرفيق لينين. وقد دعا هذا اليسار إلى العمل الحاسم، وانتقد بشدة «الوسط الزيمرفالدي» بقيادة كاوتسكي.
بعد انتصار ثورة أكتوبر وقيام السلطة السوفييتية في روسيا، أخذت روسيا تحتل أهم موقع ضمن الحركة الأممية. وقد تبنى حزبنا تسمية «الحزب الشيوعي» لكي يميز نفسه عن أحزاب خونة الاشتراكية، ولكي يستعيد الاسم القتالي السابق. وقد تأسست الأحزاب في كل البلدان بتشجيع من الثورة الروسية. غيرت «عصبة سبارتاكوس» اسمها إلى «الحزب الشيوعي الألماني». وتأسس حزب شيوعي في المجر بقيادة «بيلاكون» الذي كان أسير حرب في روسيا. كذلك تشكلت الأحزاب الشيوعية في النمسا وتشيكوسلوفاكيا وفنلدنا وغيرها، ثم في فرنسا. في الولايات المتحدة، أقدمت «جماعة الوسط» على طرد اليساريين من الحزب، فأسس هؤلاء حزبا شيوعيا مناضلا. وفي خريف 1919، بدأت المحادثات لتأسيس حزب شيوعي موحد في بريطانيا.
تلخيصا، بدأت عملية تأسيس وتطور أحزاب عمالية ثورية حقيقية في كل البلدان، بعد الانشقاق الحاصل بين «الوسط» و«اليسار». وقد أدى تطور هذه الأحزاب إلى نشوء أممية جديدة هي الأممية الشيوعية. وفي آذار-مارس 1919، عقد في قصر الكرملين بموسكو المؤتمر الشيوعي الأممي الأول الذي أعلن رسميا قيام الأممية الثالثة الشيوعية. وقد حضر المؤتمر مندوبون عن الشيوعيين الألمان والروس والنمساويين والمجريين والسويديين والنرويجيين والفنلنديين والفرنسيين والأمريكيين والإنكليز وغيرهم.
وتبنى المؤتمر بالإجماع البرنامج الذي قدمه الشيوعيون الألمان والروس، الأمر الذي اثبت أن البروليتريا باتت تقف راسخة القدم تحت راية دكتاتورية البروليتاريا والسلطة السوفييتية والشيوعية. وقد تبنت الأممية الثالثة اسم «الأممية الشيوعية» استلهاما لـ«الاتحاد الشيوعي» الذي كان يرأسه كارل ماركس. وقد أثبتت الأممية الثالثة في كل ما قامت به من أعمال، أنها تسير على خطى كارل ماركس، أي على الطريق الثوري نحو الإطاحة العنيفة بالنظام الرأسمالي. ولا عجب إذا كان جميع أبناء البروليتاريا العالمية النشيطين والمخلصين والثوريين يحثون الخطى نحو الأممية الجديدة، ويرصون الصفوف لبناء الطليعة العمالية.
لقد طبقت الأممية الشيوعية عقيدة ماركس في الممارسة، لأنها حررت هذه العقيدة من الترسبات التي تكلست عليها خلال فترة التطور «السلمي» للرأسمالية. إن التعاليم التي كان معلم الشيوعية الأعظم قد بشر بها منذ سبعين عاما، دخلت طور التطبيق الآن تحت قيادة الأممية الشيوعية.
===== هوامش:
[1] الأحصنة في روسيا كانت تستخدم للحراثة و«الذي لا حصان له» تعبير يطلق على الفلاح الفقير. –المترجم-
[2] «بوتيلوف» احتكار للسلاح في روسيا، و«كروب» في ألمانيا، و«أرمسترونغ» و«فايكرز» في إنكلترا...
[3] أي الذين يتمتعون ب«حرية» بيع قوة عملهم لرب العمل الذي يختارونه. –المترجم-
[4] الشرح هنا يتناول الوقف من الدفاع عن الوطن في ظل الرأسمالية الاحتكارية التي تحولت إلى قوة استعمارية. ولا يتناول بالطبع مهام الطبقة العاملة في حروب الدفاع عن الوطن، أو في الحروب الوطنية التحررية، ضد الغزو الاستعماري. -المترجم-
[5] الشرح هنا يتناول الوقف من الدفاع عن الوطن في ظل الرأسمالية الاحتكارية التي تحولت إلى قوة استعمارية. ولا يتناول بالطبع مهام الطبقة العاملة في حروب الدفاع عن الوطن، أو في الحروب الوطنية التحررية، ضد الغزو الاستعماري. -المترجم-
****
نسخ إلكتروني: جريدة المناضل-ة
#بوخارين_و_بريوبراجنسكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألف باء الشيوعية-الفصل الرابع: تطور الرأسمالية يؤدي إلى الثو
...
-
ألف باء الشيوعية-الفصل الثالث: الشيوعية وديكتاتورية البروليت
...
-
ألف باء الشيوعية - الفصل الثاني:تطور النظام الرأسمالي
-
ألف باء الشيوعية - الفصل الأول:النظام الرأسمالي
المزيد.....
-
اللاجئون الفلسطينيون وصفقة ترامب
-
بوتين يصف ترامب بـ-الذكي-.. ويرد بـ-مزحة- سوفييتية حول إمكان
...
-
العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المت
...
-
بيان فرع النهج الديمقراطي العمالي بخربكة
-
على طريق الشعب: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
...
-
لماذا انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا؟
-
م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا
...
-
عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
-
الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
-
مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|