أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 15:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (47)
وما زال المجلس يتخبط
أحمد موسى قريعي
ما زال المجلس العسكري الانقلابي يحاول بشكل أو آخر "تبرئة" ذاته من دم الثوار، وتسجيل قضية "فض الاعتصام" ضد مجهول حتى يلفها ويطويها النسيان معتمدا على "طيبة" الشعب السوداني المتسامح، لكن هذه المرة غير كل "المرات" السابقة فالشعب مصمم أن يكفر بقاعدة (عفا الله عما سلف) ويرميها وراء ظهره ميمما بوجهه "شطر" الدولة المدنية التي باتت ترعب العسكر أكثر من ذي قبل، لأنها ستضع "الإنقاذ 2" في مواجهة القانون والعدالة حتى تشرب من ذات الكأس الذي شرب منه "الشهداء الثوار".
أصبح المجلس الكيزاني القاتل يتخبط في مسارات عديدة كلها تنم عن "خيبته" وقلة بخته، فهو من ناحية يستخدم العنف الدموي تجاه الثوار الأبرياء العُزل، ومن جهة ثانية يعمل على تقسيم السودانيين وشيطنة الثورة عن طريق الاستقطاب الحاد، والكذب والنفاق والتدليس ساعده في ذلك "التلهف" الشديد من قبل "أولاد الضي" و"ذو كوز" وآخرين الذين يريدون "الهيمنة" والاستحواذ على مكاسب "الثورة" قبل أن تجف دماء الشهداء. وللأسف هؤلاء مجرد ملاحق وأدوات يستخدمها المجلس ثم يرميها في أقرب "مزبلة" كما فعل المخلوع "بعلم السودان" في أحد احتفالات "عيد الاستقلال" لو تذكرون. ومن جهة ثالثة يتجه بشدة "انبطاحية" نحو "الأقلمة" لكن بشكل "فج" ووقح ومستفز لأنه يُرهن سيادة بلدنا لقوى أجنبية معادية للثورة والحياة المدنية.
هذا التخبط يدل بوضوح على الحالة النفسية التي تعاني منها "الإنقاذ 2" ممثلة في مجلس البرهان، فالمجلس يعاني من عزلة داخلية ودولية واقليمية لا يوجد من يقف إلى جواره إلا ريالات السعودية ودراهم الإمارات وبعض "صبيان الثورة" الذين تمت شيطنتهم بالمال والكيكة وسلاح الاغراءات بواسطة جهاز الأمن الكيزاني.
وعلى الطرف الآخر تقف قوى "الحرية والتغيير" موقف الواثق من أساليبه وأدواته النضالية، فهم في كل مرة يهزمون المجلس (1/صفر) معتمدين فقط على "غبائه"، وقلة خبرته السياسية، والغريبة كل ما حاول أن يرد عليهم، ارتدت عليه "خسة" طبعه وندالته كرها وبغضا من الشعب السوداني قاهر "العسكر" و "الكيزان".
هذا التموضع نحو "الغباء" في تقديري لم ولن يترك لمجلس الإنقاذ سوى خيارين فقط إما تسليم السلطة وإما تسليم السلطة، لأنه بغبائه السياسي المتوارث من المخلوع يُقرب نفسه كل مرة من حتفه، فقد استنفد كل أدواته ولا يستطيع أن يكرر سيناريو "المجزرة" مرة ثانية حتى وإن فكر ودبر وخطط لأن هنالك أطراف ظهرت في المشهد تحمل "لافتة" مكتوب عليها "لجان التحقيق الدولية" التي "جرست" المخلوع حينا من الوقت.
(الثورة لسه مكملة)
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟