أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - كميل أبو حنيش وكعك العيد














المزيد.....

كميل أبو حنيش وكعك العيد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


كميل أبو حنيش وكعك العيد
أحيانا نحتاج إلى راحة/استراحة، لكي نتقدم بصورة سليمة وقوية إلى الأمام، فكثرة مشاغل الحياة تجعل من الاستراحة ضرورة لا بد مهنا، شاءت الظروف أن يكون بداية (العمل) بمقالة "كعك العيد على بوابة السجن"، كنت قد قرأت مجموعة قصصية بهذا الاسم منذ زمن بعيد، وها هو "كميل أبو حنيش" يذكرني بها لكن بطريقة واسلوب جديد، في مقالته يتحدث عن زيارة صديقه الدكتور "حسن" وما واكبها من مشاعر إنسانية (تشتت) بين الاهتمام بصديقه "حسن" أم بشقيقه "فؤاد": "كانت تساورني تلك اللحظة مشاعر الخجل فكيف سيكون بوسعك أن تكون مرتاحاً في زيارة الأهل بينما يمضي رجلٌ عدة ساعات في قاعة الانتظار" الكاتب "كميل أبو حنيش" في هذا المقطع يؤكد على أنه ما زال مترع بالإنسانية بكل ما فيها، ولم ينل السجن ولا السجان منها قيد أنملة، فإحساسه المرهف ما زال متقدا ومتوهجا، ينير الدرب أمامه، فالإنسانية هي العمود الفقري والمركز الذي يستند إليه الأديب، ليبقى حاضرا كإنسان قل أن يكون أديبا..
ويحدثنا عن الهدية التي أعدتها "سميرة، أم ديمة" زوجة الدكتور "حسن" والمتمثلة بكعك العيد: "لقد أعدت لك سميرة كعكاً بيتياً وأرسلته معي كهديةٍ للعيد". :وهنا يصعد الأديب درجة أخرى ترفع مكانته إنسانيا، يعبر عن هذه المشاعر بقوله:

"أثارت عبارته أحاسيساً مدفونةً في أعماقي، إذ كيف بمقدورك أن تشرح عن قيمة هذه اللفتة الرائعة وهي تنبض في الفؤاد، فطوال سنوات أسرك السبعة عشر لم يتذكرك أو يخصك أحد بهدية مماثلة" التواصل بين الأديب ومن هم في الخارج هو المثير والمدهش، فكلاهما يهتم بالآخر، ويفعل ـ قدر المساحة الممنوحة ـ ما يسعد ويفرح الطرف المقابل، وهنا يدخلنا الأديب إلى من يقف حائلا دون التواصل الطبيعي بين الفلسطينيين، وحتى التواصل بين إنسان أدين (بجرم) وبين أهله وأصدقائه، فالمنوعات والمحظورات لا تعد ولا تحصى: "أما الوجه الآخر والأجمل لهذه الحكاية هو أن السيدة سميرة لا تعلم أنه من غير المسموح به إدخال مثل هذه الهداية إلى السجن، أما ما هو مسموح بإدخاله فيقتصر على الثياب والكتب بشرط إدخالها من خلال الأهل أثناء الزيارة" إذن هناك حاجز يحول دون اتمام واكمال التواصل الطبيعي بين (السجين) وأهله/أصدقائه، فما هي طبيعة هذا الحاجز، ومما يتشكل، وما هي طريقة عمله؟: "لم يساورني شك بإمكانية السماح بإدخالها لأن ذلك يعني تغيير في الإجراءات والسياسات، الأمر الذي يحتاج إلى قرارات عليا، قد تصل إلى وزير الأمن الداخلي في ظل بيروقراطية جافة وطويلة وعنصرية، لا تفهم لغة المشاعر الإنسانية، ويصبح أفراد هذه البيروقراطية مجرد براغٍ في آلة صماء" الملفت للنظر أن البشر من الطرف الآخر/الاحتلال يتحولون إلى آلات، فلم يعد يربطهم بالإنسانية شيء ـ إذا ما استثنينا الشكل/الهيئة، وما دونه أمسوا ماكنات تعمل بطريقة آلية، وتستجيب فقط لما تأمر به من المُشغل، يوضح لنا الأديب هذا الأمر بقوله: "لا تفهم لغة المشاعر الإنسانية، ويصبح أفراد هذه البيروقراطية مجرد براغٍ في آلة صماء" المفارقة بين الفلسطينيين أنهم يتوقدون إنسانية، فها هو الدكتور "حسن" يأتي من (فج عميق) يتحمل تبعيات السفر، واجراءات التفتيش الدقيقة والانتظار الطويل، لمجرد أن يزور صديق لا يعرف هيئته ولا شكله، فقط يعرفه من خلال ما يكتبه من شعر وروايات ومقالات، فتكونت بينهما علاقة إنسانية تطورت بأن تعمل "سميرة" زوجة الدكتور كعكا للأديب، بينما السجان الذي يعيش مع (السجين) ويرى ويسمع أجراس الإنسانية التي تقرع يوميا داخل السجن يبقى "صما بكما عميا" وهنا تكمن المفارقة بين الفلسطيني وبين الاحتلال، السجان.
ويختم الأديب مقالته رابطا حالته وحالة اصدقائه وأهله من جهة، وبين وحالة السجن والسجان والنظام الرسمي العربي من جهة أخرى: " وكانت سلة الكعك رسالة احتجاج ومظاهرة على بوابة السجن أربكت السجان أكثر مما تربكه المدافع العربية، احتاج إلى أن يلجأ إلى مستشاره القضائي كي يمده بفتوى تسمح بدخول الفرح " وبهذا يكون "كميل أبو حنيش" قد اكمل الصورة، صورة الأسير الفلسطيني وصورة الأهل والأصدقاء، وصورة السجان والاحتلال.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني في -صباح الحب يا يرموك- محمود السرساوي
- التكسير في ديوان -زغب الأقحوان- إدريس علوش
- رواية كرنفال المدينة نزهة الرملاوي
- التكامل في ديوان -فاء أنا- رضوان قاسم
- خليل حسونة ديوان -لو-
- إبراهيم جوهر -تذكرة سفر-
- -سمير الشريف- ورسم المشهد
- الكلمة والحرف في قصيدة محمد الربادي - هاءت رشدا-
- كميل أبو حنيش -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-
- لغة الأنثى في ديوان أرملة أمير نجاة الفارس
- قصة - ميرا تحب الطيور الطليقة - جميل السلحوت
- عزيز بارودي
- قصة كنان وبنان يصادقان القط جميل السلحوت
- قصة النمل والبقرة جميل السلحوت
- منصور الريكان -صورة الذاكرة-
- محمد حلمي الريشة قصيدة -مُحَاوَلَاتٌ لِاشْتِبَاهِ الْمَوْتِ
- من أقول الشاهد الأخير حيدر محمود
- مناقشة -سماء الفينيق في دار الفاروق
- رنيم أبو خضير -كارما-
- الرجل الشرقي في مدى يتسع للبوح شريف سمحان


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - كميل أبو حنيش وكعك العيد