|
شجرة في الهواء
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 17:05
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
شجرة ، .... في الهواء
1 غير أنه ودون أدنى اكتراث بمشاعر خيبة الأمل تلك مضت الأصوات في التدفق دونما توقف ، متلاعبة دونما رحمة بمشاعره ، كان أمل واهن في اللحظة التالية يدفعه في كل مرة بعيدا عن شكوكه ، مواصلا تثبيته في محله . بدا كل صوت وكل رنين كما لو كان يضع حقيقة تكشف غموض الأحداث أمام عينيه ، لم يكن بوسعه التيقن من أن ما يسمعه ليس إلا محض خيال ، في ضوء تعطشه للحقائق ، أو أن هنالك بالفعل نبتة خفية ، تكمن وسط كتلة الأصوات تلك ، على أية حال ، كان هنالك وابل لا يصدق منها . خنوع ، غضب ، استياء أعذار ، ضحكة ساخرة ، إغواء غيرة ، لعنات ، ويتخلل كلا من هذه الأصوات ، ويمضي بينها جميعا ، مناخ واهن من الفحش ، كانت الهمسات ، بشكل خاص ، كأنها رؤية مؤخرة انسان يعتلي وعاء التخلص من الفضلات ، حينما يضع الشعور بالعار الذي يكتنفه الإحساس بالذنب قناعا من فضول ، تتكشف دواخل الرجال ، ويصبحون غرباء عن أنفسهم ، وكأنهم مصابون بتسمم في الدم ، جراء الاصغاء لأسرار الآخرين . أصابه تداعي علاقته بالعالم الخارجي ، التي كانت تقوم من قبل على حاسة البصر ، بدوار يشبه ذلك الذي ينتج عن الخوف من الأماكن العالية ، يا لفسيفساء الزمن تلك ! لحظات توجد بصورة عابرة ، غير أنه يستحيل على المرء أن يعيشها في آن كانت تحاكي عتمة مطلقة . تبدو حاسة السمع ، إذا ما قورنت بحاسة البصر ، شيئا سلبيا للغاية ، فمن الممكن إزاحة عربة نقل هائلة يبلغ وزنها خمسين طنا ، بأن يغمض المرء عينيه ، لكنه من المستحيل الهرب من طنين جناحي بعوضة واحدة ، وفي الوقت نفسه فإن وجود حشرة طفيلية على جسم عربة نقل ضخمة هو أمر يسهل تمييزه ، بينما يتطلب الأمر جهدا هائلا لالتقاط صوت نعلين بعينهما من وسط حشد الأصوات ، في شارع عامر بالضجيج ، وبالمثل فإن معدل الاجهاد الذي يتعرض له المرء كبير بالدرجة نفسها . .... ما سبق ، مقطع من رواية " موعد سري " كوبي آبي ، وترجمة كامل يوسف حسين . .... هذه محاولتي الثالثة لقراءة الرواية . بعد أكثر من مئة صفحة من المعاناة الفعلية ، بدأت المعاني تتكشف ، ربما ! أتفهم رأي باشلار وموقفه السلبي من الرواية والروائيين معا : روائيو القرن 20 هم مفكروا القرن 18 . .... يتعبني الكلام والقراءة والكتابة ، لكن يتعبني الصمت أكثر ، السلبي خصوصا . .... 2 بعد عدة أيام ...أو سنوات هل يهم من كان ... ت المخطئ _ أو المصيب _ أكثر !!! .... .... هامش أخير للفصل السابع 1 أمثلة تطبيقية على بعض المصطلحات التي يتكرر استخدامها . التمييز بين قفزة الثقة وقفزة الطيش ؟ _ من بيننا سوف يشجع أحبابه ، المراهقة أو المراهق ، على تعاطي المخدرات والجريمة ! _ من منا سوف ( لن ) يشجع العكس ....على ممارسة الرياضة وتعلم اللغات والموسيقا ! قفزة الطيش نكوص نحو العادات الانفعالية . بينما " قفزة الثقة " بطبيعتها تجعل اليوم افضل من الأمس . قفزة الثقة نحو الهوايات أو العادات الارادية . نفيضها " قفزة الطيش " تجعل اليوم أسوأ من الأمس . .... قواعد قرار من الدرجة العليا مقابل قواعد قرار من الدرجة الدنيا .... لا أحد يجهل عبارة " لا تفهم ، أو لا يفهم ، سوى لغة القوة " بفضل وسائل التواصل الحديثة . والسؤال لماذا يفضل الأغلبية ، البدء باستخدام القوة لحل المشكلات المختلفة ؟! من منا يرضيه الحصول على جودة دنيا ، بتكلفة مرتفعة خصوصا ؟ والسؤال الجوهري ، لماذا لا يعرف الفرد ( امرأة او رجل ) مصلحته الحقيقية ؟ المصلحة الحقيقة للفرد ، تجعله يعيش حياته بشغف واهتمام (سعادة ) ، بصرف النظر عن المصادفات والحوادث المأساوية خلال مراحل حياته المختلفة . .... ما هي قواعد القرار من الدرجة الدنيا المشتركة ؟ _ الجواب البسيط ، هي غريزة القطيع . ماهي قواعد القرار من الدرجة العليا المشتركة ؟ _ أيضا الجواب بسيط ، عقل الفريق . .... مثال التدخين والكحول سؤال هل تحب _ي السيجارة ، مركب بطبيعته ... لمن لا يعرف التدخين ، الجواب الصحيح لا أعرف . للفرد المدخن ( امرأة أو رجل ) ، الجواب الصحيح أيضا لا أعرف . للمدخن _ة خلال التوقف السلبي ( قد يستمر عشرات السنين ) ، أيضا الجواب لا أعرف . فقط بعد النجاح بإطفاء عادة التدخين ، يمكن تقدير الجواب الصحيح المركب أيضا . تجربتي الشخصية ، تمكنني من الإجابة المزدوجة : أكره السيجارة وأحبها بنفس الوقت . أربعة أخماس مشاعري تجاه التدخين كراهية . خمس مشاعري تجاه التدخين حب . تفسير ذلك بعد سهرة كحول وتدخين ، أشعر بالنفور الشديد من الاثنين حوالي الأسبوع غالبا . وقرار التدخين أو شرب الكحول ، تحول أيضا من عادة انفعالية إلى سلوك إرادي واختياري . .... 2 المحزن في الأمر ، يعيش أغلبية البشر حياتهم وفق قواعد قرار من الدرجة الدنيا ، ويعتقدون أنهم يكسبون بذلك . وفي الحقيقة هم يخدعون أنفسهم ويفسدون حياتهم بأقصر الطرق . توضح ذلك الغموض ، مغالطة المصلحة الفردية .... يخلط أغلب الناس بين المصلحة المباشرة للفرد ( امرأة أو رجل ) ، وبين مصلحته الحقيقية المتكاملة ، والتي عرضها وماهيتها ونتيجتها بالتزامن حياة الشغف والاهتمام . لأهمية الفكرة كررتها مرات عديدة ، وهي بالمختصر الشديد : تتناقض المصلحة المباشرة أو الرغبة بتحقيق الاشباع ، عبر الحصول على جودة عليا بتكلفة دنيا ، مع المصلح المتوسطة ( بين خمس سنوات وعشرة ) . وهذا يتضح تماما خلال مراحل الدراسة ، النتيجة الجيدة تتطلب التضحية بالحاضر لأجل القادم . .... ملاحظة أخيرة على الرواية ... أكملت قراءة الرواية ، ولا أنصح أحدا ب ...الايجاب أو السلب بعد أكثر من مئة ساعة مع الرواية ، فشلت بتكوين حكم
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تكملة الفصل السابع
-
الفصل السابع _ كيف يمكن جعل اليوم أفضل من الأمس !؟
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ جواد بشارة
-
ملحق وهوامش الفصل السادس
-
الفصل السادس _ الصحة النفسية والعقلية
-
ملحق الفصل الخامس _ رواية تفاعلية
-
تعديل السلوك المعرفي _ الفصل الخامس
-
الفصل الخامس _ رواية تفاعلية ...
-
الجاذبية السلبية _ تكملة الفصل الرابع
-
الفصل الرابع _ تكملة
-
الفصل الرابع _ رواية تفاعلية
-
رواية تفاعلية الفصل 3
-
العيش شيء رائع يا عزيزي
-
العيش شيء رائع يا عزيزتي _ نسخة 1
-
رواية تفاعلية _ الفصل 2
-
رواية تفاعلية ثلاثية البعد _ الفصل 1
-
الحاضر الدائم في الآن هنا ... أنت وأنا
-
موقف الحب يمثل البديل الثالث
-
البديل الثالث _ تكملة
-
البديل الثالث 2
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|