أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)
الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 15:05
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (46)
من أنتم؟ .. ومين هؤلاء؟
أحمد موسى قريعي
حتى لا يذهب القراء بعيدا، فأنا أقصد بهذا العنوان الذين (قُصر نفسهم) فتساقطوا عن مسيرة الثورة، و"الحمدلله" أنهم سقطوا فقد كانوا "عبئا" ثقيلا على الثورة،لأنهم ليسوا "ثوار" حقيقيين لأن المناضل الثوري الحقيقي هو من يؤمن بأهداف الثورة، ويدرك أنها تحتاج إلى "نفس" طويل حتى تصل إلى غاياتها وأهدافها السامية، وأن من واجبه المحافظة على وحدة الصف من (التفتيت، والتشظي، والانجرار، والحياد، والانبطاح، والخذلان، والتخذيل، والالتفاف، والمتاجرة، والشيطنة، والاصطياد في الماء العكر، والأنانية، والعنصرية، والمناطقية، والمؤامرات، والدسائس، والتخوين، والذاتية الضيقة، والوصول على أكتاف الآخرين).
أين كان هؤلاء؟ عندما كان "الثوار" الحقيقيين يعذبون ويسجنون في "عز" جبروت الإنقاذ، لم نكن نرى أحدا منهم، ألم تكن هنالك مساحة لعمل "اللايفات" التي "فلقتم" بها "رأسنا" عندما تراخت القبضة الأمنية لسلطة الإنقاذ، أم أن القصد منها؟ الشهرة على حساب "قفانا" ثم سرقة مجهود "إخوانكم" المناضلين الحقيقيين.
هل تعتقدون أنكم قد أخرجتم الناس إلى ميادين الثورة بسبب "اللايفات"؟ لا .. لأن الشروط الموضوعية والذاتية للثورة قد تحققت بفعل "المناضلين" الشرفاء، وكان متوقعا أن تنفجر الثورة في أية لحظة. بل أين كانت "لايفاتكم"؟ عندما كان الناس يموتون في دارفور، وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وجبال النوبة، وفي كجبار، والمناصير، ومروي، وغيرها، بل أين كنتم؟ عندما مات الناس بالكوليرا، والاسهالات المائية، وماتوا في هبة ديسمبر وقبلها وغيرها.
ألم أقل لكم أنكم "ثوار لايفات" ساكت، لم تعرفوا معنى النضال الحقيقي .. "ي سادة" يقاس المناضل بمدى قناعاته للتضحية، وليس بالتشدق واللايفات والشير .. بل أن المناضل "الكلس" هو الذي يؤمن شديد الايمان بالقضية التي يناضل لأجلها، ويكون مستعدا للتضحية بالكثير من وقته وصحته وحياته الشخصية إن تطلب الأمر، لأن الثورة لا تنتصر بالشعارات فحسب، بل "بالنفس والمال". ومن صفات المناضل "الضكران" أن يكون بعيداً كل البعد عن الاهداف الشخصية الضيقة وألا يركض خلف المكاسب الفردية، وألا يهدف إلى المراتب و السلطة و النفوذ، لأن الثورة هي بالأساس ضد ذهنية السلطة و النفوذ و الاستبداد.
من حقكم تكوين جسم يلبي طموحاتكم، ولكن ليس من حقكم تكوين هذا الجسم "المسخ" الآن بل بعد أن تُنتزع الدولة المدنية، التي تسعنا "كلنا" بأشخاصنا وأهدافنا وأمانينا وأحزابنا و"خرمجاتنا" الغير مبررة. مع أنكم تدركون أن المستفيد الوحيد من "عملتكم السودا" هو عدو الثورة، ومع ذلك "جئتم على هواه" ولكن ما أكثر أعداء الثورة لو أنكم تعقلون.
(الثورة لسه مكملة)
[email protected]
#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)
Ahmed_Mousa_Gerae#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟