أسامة هوادف
الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 06:42
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أنتشر بكثرة مصطلح "المبردعون" و"المبردع" لدى المهتمين بالأحداث الجارية في الجزائر وفي وسائل التوصل الأجتماعي ويقصد به ذلك الشخص الذي ينتمي الأغلبية ولكنه ينفذ عن قصد أو بغير قصد أجندة الأقلية الأشتئصالية التي تركتها فرنسا في الجزائر الحماية مصالحها وهذا حسب تعبير المؤرخ الفرنسي أندري جوليان الذي قال " إن فرنسا منذى1958لم تعد تقاتل من أجل منع أستقلال الجزائر ،بل لمنحةالإستقلال لفئة تحافظ على مصالح فرنسا في الجزائر " وهذه الفئة هي "الزواف" وهم برادع فرنسا في الجزائر ؟
أما برادع الأغلبية فيمكننا أعتبارهم برادع من درجة ثانية ..أي ينفذون أجندة الأقلية التي تحمي مصالح فرنسا في الجزائر ولتي بدورها هم برادع فرنسا بدرجة اولى.
أتهمنا الزواف بأننا لا علاقة لنا بسياسة بدليل أستعمالنا المصطلح"برادع" وما غاب عنهم أنه ليس مصطلح جديد وليس أنتاج جزائري بل أول من أستخدام مصطلح هو زعيم المصري سعد زغلول(1857_1927) حين وصف بعض السياسيين المصريين في عصره بأنهم"برادع الإنجليز" وهم سلطان باشاو بطرس غالي ومصطفي رياض باشا الذين كانوا عيونا لإنجليزا يرصدون تحركات الأحرار ويحاربون كل شريف ووطني، وتتجلى دقة تعبيره وبلاغة وصفه في هذا الوصف أنه لم يشبه أولئك السياسيين بالحمار لأن الحمار أبعد ما يكون عن مشابهتهم واكتفى بذكر لازم من لوازمه وهو "البردعة" فكما كان الأنجليز برادع في مصر ففرنسا لها برادعها في الجزائر وهي الأقلية الأستئصالية والتي هي بدورها لها برادعها من الأغلبية الشعبية ولتي يجب تطبيق نصيحة الشاعر في بتر البرادع ونتخلص منهم
هذه شرذمة مأجورة
ما لها في أرضنا عرق صمد
فهي الغدة،حتم بترها
قبل أن تكثر في الجسم الغدد
والحمد الله كان من رمزية الحراك في الجزائر ضد حكم الأقلية الخائنة أن تم أطلاق أسم"المنجل " على عمليات تطهير في مفاصل الدولة و"المنجل" هو أداة الفقراء الحصاد وهو دلالة على الحرب ضد الأقطاعيين الذين تركتهم فرنسا "الرأسمالية" في الجزائر الحماية مصالحها والذين أهانوا الشعب طيلة 60سنة وعاملوهم كخماسة ولا ننسي أن الثورة البلشفية أستخدمت المنجل كشعار لها فالمنجل كان عبر العصور هو أداة طبقة الكادحة ورمزية المنجل في الحراك الجزائري هو أن من يقوم بتطهير يحملون أمال الكادحين في حياة كريمة وبعيد عن وصاية فرنسا وأذنابها.
#أسامة_هوادف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟