عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6258 - 2019 / 6 / 12 - 02:35
المحور:
الادب والفن
تباريح الصفصاف
ضقتُ ذرعـــــاً بآهتي وأنيني
ولظى النارِ فـــي أتونِ حنيني
لستُ أخشى عليَّ منـــكَ لأني
فيكَ أحيا وفيـــكَ أرقبُ حيني
ذائبٌ في هواك حتــى تدانتْ
قسوةٌ فيك مــــن أناتي وليني
ما استظلّ البُزاةُ والبُغــثُ إلاّ
تحتَ صفصافِ قلبِكَ المسكينِ
تحتَ صفصافة الفـؤاد هتفتُ
كلُّ شيءٍ عــــداك لا يعنيني
فإذا مرّتِ النســــــــائمُ قالتْ
بعضَ معنـــــاكَ دونما تلقينِ
قالَ يوماً وفــي الفؤاد سرابٌ
ارأيتَ الأغصانَ؟ تلك جفوني
أتراها وقـــــــد تدلّتْ دموعاً
كسياطٍ على أديــــمٍي وطينِي
أتراني عقمـــــــتُ دونَ ثمارٍ
أوتنسى القِطافَ من فاتوني*
قلتُ لا يا حبيب لستُ خؤونا
أنت يا أيها الجميـــــلُ معيني
جُنّتي أنت من عذابي وكربي
أنت رُشدي إذا فقـــدتُ يقيني
أنت ناري إذا شتــوتُ ودفئي
أنتَ بَردي إذا تقيــــظُ سنيني
فإذا ما السـنين آضتْ ظلاماً
كنتَ نوراً بظُلمــــتي يهديني
ثقتي أنت والأعاصــيرُ شتّى
وبحارُ الأوهامِ تغوي سفيني
كلما تنكأ الليـــــالي جراحي
جئتَ طيفاً بهـــــاؤهُ يشفيني
وإذا جارتِ الحيــــــاةُ فإني
بي رجاءٌ إليكَ كيــما تقيني
طارَ سربي وأرقتني الليالي
يا لياليْ كفاكِ مني ارحميني
كلّما نمتُ جئْتني في منامي
وكأن المنامَ صــــارَ كميني
إنَّ خوفي الجحيمُ ثُمَّ ودمعي
مطهرٌ والفراديسُ ما تسقيني
وأنا أشعل الشـــموعَ نذوراً
في محاريبِ حُسنكَ المكنونِ
فأقِلْ عثرةَ المُـــــــقرِّ بذنبٍ
عذر قلبي بأن عشــقكَ ديني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الفاتون ثمرة اخترعها الشاعر جمال مصطفى للصفصاف غير المثمر إكراما لجماله وظلهِ الوريف
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟