أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قصائد تنقصها البداية















المزيد.....

قصائد تنقصها البداية


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:18
المحور: الادب والفن
    


حنين

جسدُ الربيع نما وأنتِ عصيّةٌ...
عودي إلى جدلِ الطبيعةِ والرياحِ
إلى زواجِ الأرض بالذكرى
إلى وادٍ به طوفانُ أصنافٍ ستغرقُ
واصنعي فلكاً بأعيننا لمن تاهوا
أنادي كنزكِ الأغلى: أعيدي
للزمانِ طراوةً ونداوةً
ولتستعيدي
ياقوت ذاكرتي اسكبيه في يديكِ
لأستردّ الروحَ في خَلقٍ جديدِ




إلى كائن الغياب

فلتنتظر أن تهبط الأقمارُ من كتب السماءْ
هذي حقائبُ نومكَ انتشرتْ تعبّئها الدموعْ
سرقتكَ ساحرةُ المراثي نحو عالمِها
متى كان الرجوعْ؟
الحلم في يدكَ استدار
وطارَ من شفتيكَ مجهول الكلامْ
صمتٌ كأن القبرَ يدخل بين نافذةٍ
ومهدٍ مقفرٍ مدّدتَه
فطواكَ مثل الدفترِ المنسي في دُرْجِ الصغارْ
أغلقتَ بابكَ وانسفحتَ كنعش حزنٍ من ضفافِ مشيّعيكْ
ورموكَ, ما قرأوا وما سمّوا عليكْ
وبقيتَ وحدكَ مثل صومعةٍ على جبلٍ بعيدْ
لم تستطع أن تملأ الأقداحَ من نهرٍ جرى
بين التأمّل والخريفْ
والشعرُ لعبةُ عاشقينِ توارثا لغة الرحيلْ
والشعر إتلافٌ وإيلافٌ
وجمعٌ وافتراقٌ
خذ إذاً شرفاته
واجعل أصابعك القناديل الأخيرةَ في الذرى
واركع مع اللغة التي تمشي على جسرٍ يُرى
أو لا يُرى


لابدّ منكِ

لا بدّ منكِ ليستدير الصوتُ فاكهةً تزيّن سهرةَ
الأشباحِ في كهفِ الزمانْ
لا بدّ منك لأستعيدَ الليل من نسيانِ
نجمتِه إلى ليل المكانْ
لا بدّ من أشيائكِ الصغرى
لأقرأ باليدين رسائل الريحِ الجديدة
لا بدّ أن نُرمى كبيدرِ صبوةٍ يعلو
ويجلس حوله فجرُ المناجل بعد أن تعبتْ
إليكِ إذاً فصولي
لا بدّ منكِ لألتقي بصدايَ قمحيّاً
ويرجع من منافيه صهيلي


مغفرة الضحى والليل

للحبّ مغفرة الضحى والليلِ
ما ودّعتُ روحكِ عندما
ودّعتُ أجنحةَ الرسائلِ
ما اندفعتُ سوى إلى حجرٍ
يشقّ الصمتَ فيما بيننا
للحبّ صورته البعيدة
لا أرى جسدي تراجع عن بنفسجِه ونرجسِه
خذيه كما يقول الفجرُ
هذي الأرضُ كرسيٌّ ستُجلِسُ فوقه أيامنا أيامَها
وتعدّ أمتعةَ الخريفِ
تنظّف الذكرى من الأمواتِ
تكسو لحمها وعظامها
بالحبّ أُطوى فيكِ ثانيةً
وتنتشرينَ كالشمس القديمةِ
كم دفعتكِ باتجاه صوب الحلم حتّى صرتِ
أنثى أقتفي أحلامها
وأنا أطيّر من يديّ منازلاً بيضاءَ
لا أبوابَ فيَّ
وتلتقي فيّ المغاربُ والمشارقُ
عندما أحتاجُ تحديد الجهاتْ
للحبّ أن تتناقضَ الأشياءُ فيه
وقد يعيدُ الموتُ بين يديه تعريف الحياةْ


أرق الحبق

حبقٌ يفتحُ بابَ الليلِ للشعرِ
وهذا القلبُ كأسٌ كُسِرَتْ أمسِ
وجاء الحبقُ السّيّدُ يلقي الأفق في بئر الغسقْ
فله عطرُ صلاتي ذلك السرّ الحبقْ
يا من الأرضُ له سجّادةٌ منسوجةٌ بالضوء
باركْني وسامحْني إذا أخطأتُ في الحضرةِ
فالشاعرُ خيّالُ القلقْ
سيدي القادم من كفّ حبيبي
لغتي تنهضُ من مرآتها السوداءِ
تدعوكَ إلى مائدةْ جمّلتَها أنتَ
وإن كنتَ بعيداً
أنتَ مفتاحُ عطورٍ
وأذانٌ ذهبيٌّ في المغيبِ
معكَ الأرضُ ربيعٌ يتعالى
بعدكَ الأرضُ كلامٌ لن يقالا
معكَ النهرُ نضوجُ الموجِ في موقده المائيِّ
دعني ضفّةً أخرى لأسفاركَ
خذني صخرةً تأكلُ أمواجاً
وتحمي من غرقْ
خذ بداياتي شعاعاً فوق مهدِ النومِ
خذني أرقاً في عين بحّارٍ معتّقْ
ربما أصنع من ذاتيَ باباً لرحيل
ربما أستبقُ النورسَ
أو في أبسط الأحوالِ أغدو لك زورقْ


للضجر

إذا رفع الليلُ خيمته في طريق المطرْ
ولم ينتبه لمروري خفيفاً
كأجراسِ أنثى تنامُ
ليصحو في قدميها الغمامُ
فشكراً لهذا الحضورِ
يعلّقُ في ظلمتي ظلّه
ويفتح لي بابَ أسراره ويقول تعلّمْ
وما ليس لي صار لي غير أني غريبُ الشتاءِ
كثير الضياء, وحيدُ الضجرْ


أشفّ من الياسمين

تكذّبني وتفيض يداها
كلاماً أشفّ من الياسمينِ
تصدقني عندما لا أراها
وتهربُ في غفلةٍ عن رؤاها
تقولُ تقدّم كأنك تسرقُ وقتا ً
له دورةٌ لا يُرى منتهاها
لها أن أبلّ شتاتَ مخيّلتي بشذاها
وأحملها في كلامي كما يحمل الله أسماءه
أهاجرُ فيها لأهجرها
أقتفي فجرها كلّ حلمٍ أعدّ خطاها
وأخطىءُ ثم أعيدُ إليها قناديلها
أقبّلُ ضوء أصابعها
أختفي بين أشيائها لأحرّر قلبي منها
أهذا هو الحبّ؟
يأتي بلا موسمٍ ليحدّد أحوال زهرتنا ونداها
ويسبَحُ في ملكوت العبيرِ
يعيدُ لها يوم كنتُ بها أتباهى

أرق/قلق/خلق

ما الذي يكفيكِ مني؟
أرقٌ أسقيه أشباح خيالاتكِ تعلو
كنوافير الجحيمْ
واللّظى يفتح باب الزمن العاري
أرى وجهكِ حنّاناً
فهل نبكي على آتٍ ذهبْ؟
أنا آذاركِ يا أمّ
ونيسانكِ يا ميلادَ قلبي المحتجبْ
أين أمضي بكِ؟ يا قِبلةَ كونٍ
فاح من مشرقها المسكُ
وأغرتْ جنّةَ الفردوس أن تمتدّ حتى
تسع العالم كلّهْ
كلما زوّجتُ منكِ اللغة الزرقاءَ
فاضت جملةً في بحرِ جملةْ
لم أكن أنسى اجتهادَ الفجرِ في دفعي إلى
تدويره ما بين نهديكِ
ليغدو فلّةً تسندُ فلّةْ

أبجديّة

مرّ يومٌ فوق خيلٍ موحشٍ
لم ألوّح فيه للكرسيّ مغموراً بألغازكِ
كان البابُ مصدوعاً
ومحرابي جليداً
وغريباً عن تراتيل الضحى
لم ألقَ رزقاً فيه
ما نوديتُ: اقرأ يا صديقي
كنتُ فخّارَ ضبابٍ يتداعى
انسربتْ خمرته بين عروقي
مزجتْ غاباتِ أشجاري بماء النارِ
يا سيّدتي الزهراء
كم ينقصُنا أن نصعدَ العاصفةَ الأخرى
لنغدو لفظة في أبجدياتِ البروقِ؟


قاعتها

ملأتْ قاعةَ الحسِّ بالضوءِ
أدّى الهواءُ أذاناً تدانت قناطره فاحتوتنا
نوّري القلبَ بالقلبِ
لو كنتُ أملكُ شأن المجرّاتِ
أجريتُ من قدميكِ سحاباً
وأبعدتُ عن غد عينيكِ ذعرَ الهواجسِ
واخترتُ وجهكِ زورقَ ماسٍ
أسافر فيه لأمحو ثنائيّةَ الضفتينِ
وأطويهما مثلَ طيّ الكتابْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك
- قراءة في غابة برجها
- نثرٌ آخر للحب
- من جدل القلب
- من أجل استعادة بدوي الجبل
- المسرحي السوري وليد فاضل وشؤون مسرحية
- شهادة عابرة في شاعر ليس عابرا - تحية إلى مظفر النواب
- محمد الماغوط حصن النثر من بلاغة الشعر
- الحداثة الشعرية من أوهام التلقي إلى المستقبل
- تأبين شارع شجر الغوطة
- من محمد الماغوط إلى القصيدة الشفوية
- يوم من شعر أبد من وجود
- دعوة للخلاص من جبهة الخلاص الخدامية
- بورتريه لغياب دمشق - إلى غادة السمان وخيري الذهبي
- قصيدة النثر بين أزمة المرجعية ومرجعية الأزمة
- من نصوص الحب
- إشارات حول طفل القصيدة
- حدود التناصّ والتأثر جمانة حداد وصباح زوين نموذجاً


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قصائد تنقصها البداية