|
الإمبريالية الأميركيةالإسرائيلية (3)
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 6256 - 2019 / 6 / 10 - 01:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خليل قانصوه ، فرنسا في 09.06.2019 الإمبريالية الأميركية الإسرائيلية (3 ) لا جدال في أن الإمبريالية الأميركية ـ الإسرائيلية ألحقت بالقيادات العربية ، في فلسطين و في البلدان المجاورة ( بنظم الحكم في مصر و سوريا و الأردن و العراق ) في حرب حزيران 1967 هزيمة ماحقة ، هي في الحقيقية منطقية نظرا إلى ميزان القوى المائل لصالح الإمبريالية ، لا سيما أن هذه الأخيرة نجحت ، كالعادة ، في جر شبه دولٍ إلى حرب غير متكافئة أو غير متماثلة ، أما شبه الدولة العربية فلقد تجلت طبيعتها في العقود الزمنية الثلاثة الأخيرة من خلال وقائع عديدة ، حيث كانت أكثر انكشافا في ما سمي ثورات الربيع العربي . ولكنني لست الآن بصدد تناول هذا الموضوع ، فما يهمني هو التحركات التي تجري في البلدان الخليجية و تصلنا أصداؤها باطراد بالتلازم مع الحملات الانتخابية في كل من الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل ،فكأن حكام الخليج توكلوا في ما توكلوا به ، تقديم مادة إعلامية دعما للرئيس الأميركي ولرئيس وزراء إسرائيل . فإذا كان إقدام حاكم قاد بلاده في معارك خاسرة بذلت فيها التضحيات الجسام ، على توقيع اتفاقية استسلام مع دولة استعمارية ـ امبريالية اعترافا بجبروتها ، مسألة قابلة للنقاش ، لا سيما أن السلطة تتغير و تتبدل بمرور الزمن . لا تمحو إرادة الحاكم التناقض بين مصالح الناس من جهة وأطماع المستعمرين من جهة ثانية ، كون ذلك متعلقا بالمستقبل و المصير . تجدر الإشارة بالمناسبة إلى أن ليس جميع القادة المنكسرين ينكرون بالضرورة انكسارهم ، أو ينصاعون لمطالب المستعمر ، و لكن الظروف تجبرهم أحيانا على أن يراوغوا و ينحنوا أمام العاصفة ، لانهم يفتقدون الخطة و الأساليب و الوسائل التي تمكنهم من الاستمرار في مواجهة المستعمرين ، فيفضلون الهدنة على احتلال البلاد و تفكيك الدولة و تخريب البنى التحتية و تفسيخ المجتمع . علما أن المستعمرين ، لانهم مستعمرون ،سينتهكون هذه الهدنة عاجلا أم آجلا . إذن هي مسألة وقت فأما أن يموت السكان الأصليون أو يتشردوا أو يستعبدوا و أما أن يموت المستعمرون أو أن يبتعدوا ما أود قوله هو أنه جرت حروب بين المصريين و الفلسطينيين و الأردنيين و اللبنانيين و السوريين و العراقيين من جهة و بين دولة الامبريالية الأميركيةـ الإسرائيلية في فلسطين من جهة ثانية ، و أن الاتفاقيات والتنازلات عن الحقوق هي إجراءات استلزمتها المحافظة على السلطة و مصلحة الحاكم الخائب ، وليس بالقطع مصلحة الناس . هنا ينهض السؤال الملح و المحير عن مشروعية تنطح المملكة السعودية و الإمارات الخليجية الأخرى ، في نظر المجتمع الدولي ، لمعالجة قضية أساسية ، بمعنى أنها وجودية في المشرق العربي ، كونها قضية استعمار استيطاني ، أي إلغائي ، لا سيما أن أمراء الخليج يضطلعون بعمل قبيح ومخجل أوكلته إليهم الإمبريالية الأميركية الإسرائيلية التي يعرف قادتها أن المطلوب من هؤلاء الأمراء هو تعطيل العقل إغراءً و إغواءً ،و إضعاف الاقتناع بإمكانية دحر هذه الامبريالية إذا ما توفرت الإرادة و الخطة السليمة . مجمل القول أن الإمبريالية الأميركية الإسرائيلية لا تنتظر حلا للقضية الفلسطينية عن طريق الأمراء الخليجيين ، لان ما تبتغيه كما لمحنا إليه سابقا ، هو إفراغ الأوطان من سكانها الأصليين وترحيلهم ، بالإضافة إلى فرض علاقة تبعية على كيانات ـ غيتو ، تدور في فلك امبراطورية إسرائيلية . و لكن غاب عن الأمراء أن الإمبريالية لا توكِل معاونيها بأكثر من مهمة ، و كلما أنجز أحدهم مهمته استغنت عنه ، وحرضت على الثورة من أجل محاسبته و استبداله . فأخشى ما يخشى من صفقة القرن ليس تصفية القضية الفلسطينية فهذا لم يتحقق بالرغم من المحاولات العديدة طيلة قرن من الزمن ، ولكن أن تطيح بالنظم الملكية النفطية .
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإمبريالية الأميكية الإسرائيلية (2)
-
إمبريالية أميركية إسرائيلية (1)
-
بإنتظار مؤتمر القرن في البحرين (4)
-
بانتظارقمة القرن في البحرين (3)
-
بانتظار قمة القرن في البحرين (2)
-
بانتظار قمة القرن في البحرين (1)
-
بين الشرق و الغرب (3)
-
بين الشرق و الغرب (2)
-
بين الشرق و الغرب (1)
-
مراجعات في - الربيع العربي- (3)
-
مراجعات في - الربيع العربي - (2)
-
مراجعات في - الربيع العربي -
-
رسالة إلى سعدى في ذكرى النكبة
-
عولمة النضال التحرري في مواجهة عولمة الإستعمار الجديد
-
الولايات المتحدة الأميركية و ديبلوماسية حاملات الطائرات
-
الولايات المتحدة الأميركية : - كل شيء ممكن -
-
لنكتب عن قطاع غزة (3)
-
لنكتب عن قطاع غزة (2)
-
لنكتب عن قطاع غزة
-
الصهيونية حركة قومية إحتماعية أوروبية
المزيد.....
-
15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس
...
-
إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر
...
-
الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
-
حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ
...
-
هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
-
تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله
...
-
روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
-
-نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو
...
-
المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
-
بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|