مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 13:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
من التفاهة أن ترثي أحدهم لأننا جميعا ميتون كما خاطب إله محمد نبيه و من كفر به و سخر منه , من الغبي أن تعد شخصا بما لا تملك فإذا كان هناك إلها ما يريد أن يمن على عبد الباسط أو غيره بجناته و حورياته و أنهار اللبن و الخمر و العسل و إذا أراد أن يمن على غيره بالدنيا و من عليها فلا سبيل لنا و لا غرض لنا في ذلك , و إذا كان الأمر محاولة للاسترزاق أو الاستثمار في الدماء فإنني اعتدت كطبيب أن أسترزق منها بطريقة مختلفة , و إذا كان الأمر هو الدعوة لمواصلة المجزرة فأنا من أول الداعين لمواصلتها حتى الانتحار الكامل و النهائي دون أدنى تردد , أما عن قصص تصفيق الحشود و مواء القطيع و عوائه و نباحه فهو أمر اتضح أني لا أجيده للأسف الشديد ... لذلك سأنتقل إلى ما يهمني شخصيا في رثاء عبد الباسط , أعتقد أن موت عبد الباسط و رثائه هو محاولة منا , من بقيتنا الباقية , أقصد بالتحديد كل من حمل ذات يوم حلما بشيء غامض اسمه حرية , بدفن رأسه بالرمال المتحركة و تبرير كل انهياراتنا و انحطاطنا اللاحق , محاولة لإقناع الذات أن شيئا لم يتغير و أننا ما زلنا نقف عند لحظة غناء الساروت و فدوى سليمان التي كانت تبدو بريئة جدا .. لست حزينا أني مجرم , و لا أن هناك مجرمين , و لا أعتبر ذلك تهمة لا في عصرنا و لا في أي وقت و لا أخجل من الاعتراف بدوري في تخريب العالم ما استطعت إلى ذلك سبيلا , ما يؤسفني أنني كنت أو اعتقدت أنني كنت إلى جانب مجرمين سفلة و أغبياء و جبناء , مجرد مهووسين بالسلطة و المال دون أي استعداد للتضحية بأي شيء و الذين يصرون على صب الزيت المقدس عند أقدام القتلة و مغازلتهم بما ليس فيهم طمعا ببعض ما يستولون عليه ... إني أرثي الساروت فقط كفرد من أفراد العصابة التي أتشرف بالانتماء إليها , عصابة القتلة و المجرمين من كل الأنواع و الأجناس و الإيديولوجيات و الأديان و الطوائف , كل من يقاتل في سبيل استعباد القطيع و نهبه و الاستحواذ على الغنائم , أما الهراء السافل , الا أخلاقي , المبتذل كابتذال الشهادة و الأوطان و الآلهة و التافه كتفاهة أخلاق العبيد و القطيع , المخنث المازوخي , عن الشهادة و الثورة و الحرية فإنه لا يستحق حتى دورات المياه
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟