أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الاء السعودي - الولادة بين العالمين العربي والغربي، لِمَ لا يتوجب علينا الوقوع في فخ المقارنة بين هذا وذاك؟














المزيد.....

الولادة بين العالمين العربي والغربي، لِمَ لا يتوجب علينا الوقوع في فخ المقارنة بين هذا وذاك؟


الاء السعودي

الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 10:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


البارحة، وقعت عيني على صورة تداولها صاحبها على انها ساخرة او مضحكة، ولكنه لم تكن كذلك، بل كانت تعكس ضحالة عقله وسذاجة حكمه ومقارنته، يقارن بها ام أوروبية بكامل رشاقتها وأم عربية سمينة الجسد شاحبة الوجه بعد خروج كليهما من غرفة الولادة، وأرفق تعليقا :"لا اعرف لماذا لا تكن نساؤنا بهذا الجمال حين يخرجن من غرف الولادة لا ان يكن كالأشباح او وجوه الزومبي، انا لن اتزوج كي لا ارتعب من هذا المنظر المريع الذي سينتظرني"! والتعليقات على هذه المقارنة الغبية تمجد وتبجل رأيه، والنكات والتعليقات القميئة مثيرة للشفقة على شخوصها! ونساء ايضا قد دخلن على الخط وأخذن يتهكمن على ذلك وكأنهن لم ولن يقعن في تجربة كهذه ابدا! هل يحوي ذلك ما هو حقا يثير السخرية!! هل من نكات خفية يتضمنها رد كهذا!! لست ادري ما السبب الحقيقي الذي يدفع الرجال او حتى بعض النساء للسخرية من هيئة وحال الأُم التي تنجب في بلادنا ويقارنونها بحال مثيلاتها في الشمال الامريكي او اوروبا!! بل ويهمون بتغوطهم الفكري برفع بعض الصور لأمهات حوامل في اوروبا، وكيف انهن يتمكن من ممارسة الرياضة والرقص وهن في اشهرهن الحمل الاخيرة بينما هيئة الحامل هنا في بلادنا كأنها "فيل في اشهر حياته الاخيرة"!! لماذا هذا التهكم والسخرية المثيرة حقا للشفقة والجالبة للذل والمهانة!! يا الهي!! بل حتى بعض النساء ايضا لم يلبثن وان رأين مجالا للمقارنة كهذه وشرعن بالسخرية ايضا واصطففن ضمن صفوف الحمقى والاوباش وفارغي العقول!! وأبداً الامر ليس بمضحك حقا او مثير للسخرية بالصورة التي تتهكم فيها على نساء التي امك هي من ضمنهن والذي كان امر انجابك ايها الاحمق اصعب ما قد يكون!! لتخرج انت آخراً وتجلس على مؤخرتك وتحتضن هاتفك وتبدا بمقارنتك الوقحة!!
الم تسال نفسك لم ما تفوق نسبته 99٪ من حالات الوفيات التي تحدث بسبب مضاعفات الحمل والولادة هي في بلداننا النامية؟ الم تسال نفسك عن الحقوق التي تحصل عليها الام الحامل والخدمات التي يقدمها المجتمع لها من ضمنها الإشراف الطبي المجاني في دول كثيرة وحقوق الطفل المادية كذلك؟ هي لم تلد في بلاد راتب الأبوين لا يكفي حتى لشراء نصف ما يحتاجه الطفل خلال شهر واحد!!
انتَ ماذا تقارن؟ تقارن نساءنا اللواتي يلدن تحت وطأة العذابات بشتى أنواعها بمثيلاتهن المحاطات بكل ظروف الكرامة؟! فتاتك بالغرب يا عزيزي تنجب بإبرة مخدرة حتى لا تتعرض لألام المخاض!! هناك بامكانها ممارسة الرياضة بإشراف طبي وفِي اي مكان واي زمان، هذا غير جلسات البخار والاسترخاء والفحوص الطبية المستمرة!! اخبرني يا عزيزي، ماذا ستكون ردة فعلك اذا رأيت بالصدفة امرأة حاملا تركض بالشارع؟! هل ستتقبل الامر؟! ام ان نظراتك لها ستكون استحقارا وابتذالا ورداءة؟!
المراة الحامل هناك تكون محاطة بالعناية الكاملة، وقد أنتظمت على اخذ حمامات ساخنة قبل وبعد ولادتها برعاية المشفى الذي تلد فيه!! ايضا فريق التمريض هناك يبدأ بالتدليك الطبي المنتظم لجميع أطرافها خلال ايام حملها الاخيرة حتى يسهل من عملية الولادة!! ولم ترقد طوال الليل غارقة في بحر دمائها على سرير جلدي قذر ومتسخ تحت نافذة مفتوحة دون غطاء تواجه كل المخاوف!! تلد تحت صراخ الممرضات واسلوبهن المستفز!! تلد وهي تضع بالحسبان اخطاءنا الطبية وادويتنا المغشوشة ومختبراتنا البدائية!! تلد في غرفة باردة وذات اضاءة خفيفة ومواء القطط ونباح الكلاب رفيقها بالليل الطويل!! وَيَا حبيبي اذا كان الطبيب الذي يشرف على الولادة ليس له اية خبرة!! ستكون بالنسبة له تجربة مثيرة وأخطاؤها ستفيده لاحقا!! ثم تاني انت بعد كل ذلك وتضحك بتفاهم وتسخر من المراة الحامل في بلادك!! التي هي ومثيلاتها يحبلن في أسوأ الظروف!! ويلدن في أسوأ الظروف!! منذ حملها وهي تقف وتمضي اطول الاوقات في المسح والتنظيف وغسل الصحون والأواني وغسيل وكي الملابس وتحضير الغداء والعشاء للزوج الذي ربما لم ولن يقدر كل ذلك!! لا احد يراعي، يشعر او يهتم!! مطحونة من الجميع والتوتر يغلب عليها دائما!! ثم تريد منها ان تنهي ولادتها وتضع المكياج وتبتسم لك وكأن الام المخاض والولادة هي ليست اكثر من "نكشة دبوس"!! تريد منها أن تخرج من المشفى وهي تنتعل حذاءا بكعبٍ عال وسروال ضيق وتطلق شعرها وتضع مكياجا وتضحك وتقف بكل قواها وأنوثتها وشموخها!!
كيف سنتمكن من ان نحقق الانصاف في مجتمعنا، ونحن حتى لا ننصف نساءنا!! وكيف سنفعل ونشرع بذلك، وعدو المراة في احيان كثيرة، هي المراة!! ولكن لا بأس، فالرحلة صوب التغيير طويلة، والمجتمع غامر داخل عقود من التضليل!! في انتظار ان يطفو فوقها يوما ما..!



#الاء_السعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبجيل الكاذب وفلسفة التسحيج، الى متى؟ وكم ستطول المتاجرة ب ...
- للعرب من الاطلس حتى الخليج.. عيد سعيد
- ما بعد مفاهيم -الحفاظ على الشرف- و-الشرف اخلاق- وترقيع غشاء ...
- شبح زواج القاصرات لا يزال يحلق! والمجتمع يحدق وشخوصه تصفق وا ...
- نظرة على لوحة جوديث تقطع راس هولوفيرنس للفنان الايطالي كارفا ...
- تحليل لوحة “مشهد من الطوفان” للفنان الفرنسي جوزيف ديزيريه، ر ...
- نظرة على ثلاث لوحات من مدارس فنية وحقب زمنية مختلفة تحمل الع ...
- ما بعد انتهاء المرحلة المدرسية، وعقدة الاختيار الجامعي
- الداهية الماكر، افيخاي ادرعي
- 10 معلومات قد لا يعرفها البعض عن فينسنت فان جوخ:
- نظرة على اربع لوحات تحمل العنوان ذاته -القبلة-، من اربع مدار ...
- حول لوحة -التضحية باسحق- للإيطالي دومينكو زامبيري
- حول لوحة ظهور المسيح بعد قيامته للقديسة مريم المجدلية للفنان ...
- حول لوحة -القبلة- للإيطالي فرانشيسكو هايز..
- كلمة وداع اخيرة، للرمز الكاريزمي للامم المتحدة.. كوفي عنان!!
- ليس كل من يكتب جملة.. يصبح كاتبا!!
- نظرة عامة على لوحة -الساقي المغني- للفنان جاك فيتريانو
- لبنان ما بعد عودة الحريري، ترقب، انتظار والخوف من -تصعيد- جد ...
- التوقعات الواردة والتغيرات المحتملة لتنازل الملك سلمان المرت ...
- هل سينجو احد من قبضة محمد من سلمان؟ وماذا بعد اعتقالات الامر ...


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الاء السعودي - الولادة بين العالمين العربي والغربي، لِمَ لا يتوجب علينا الوقوع في فخ المقارنة بين هذا وذاك؟