أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام الخدير - مفهوم العدالة بين أفلاطون وارسطو














المزيد.....

مفهوم العدالة بين أفلاطون وارسطو


عصام الخدير

الحوار المتمدن-العدد: 6252 - 2019 / 6 / 6 - 04:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المعروف أن أرسطو طاليس الفيلسوف اليوناني الأشهر قد قسم العلوم إلى حدود عصره و منتهى علمه إلى جنسين : علم نظري(تاملي)، وعلم عملي(تطبيقي).. فالعلم النظري هو العلم الحق بدون عمل أسماها ما بعد الطبيعة (الميتافيزيقا) و علم التعاليم (الرياضيات و الهندسة) ثم العلم الطبيعي البيولوجيا والنفس (السيكولوحيا).
أما العلم العملي فهو الحق بالعمل ويتضمن علم الأخلاق و علم السياسة - و هنا ستلاحظون تشابه تصور كانط مع هذا الجانب في القرن 18 م في كتابه نقد العقل العملي الذي خصصه لاشكالية الأخلاق -..
في الواقع لقد كان أفلاطون سباقا لتطارح إشكالية العدالة والتفكر فيها ففي العديد من محاوراته الشهيرة ولكن تحديدا في كتابه الأهم في هذا الموضوع الذي هو الجمهورية الذي يحاول فيه التساؤل حول سبل قيام مجتمع مدني بديل لما كانت عليه أثينا التي اغتالت استاذه الكبير سقراط، فاهتدى إلى أفضل السبل إلى ذلك هو تحقيق العدالة في الفرد.. في البدن و في الجماعة ومن خلالها في المدينة/الدولة.. بتطبيق طبقيته الشهيرة بين الفلاسفة الحكام و فضيلتهم الشجاعة بمثابة الراس من المدينة، والجنود الحراس و فضيلتهم الشجاعة بمثابة الصدر من المدينة، و العبيد و الخدم و الحرفيون و الصناع والنساء و المنتجون فضيلتهم العفة بمثابة البطن من المدينة.. ينطلق أفلاطون في ذلك سيرا على فن منطق التوليد (المايوتيقا) السقراطي من بادئ الرأي الحس المشترك أو الدوكسا بلغة الإغريق المنتشر لدى عامة الناس منطلقا من البسيط إلى المركب ومن المشخص الواقعي إلى المجرد.. فالعدالة عند أفلاطون هي إحقاق الحق في موضعه وفق استعداد الناس طبيعيا لما اهلوا له..
أما عند أرسطو فيتخذ هذا المفهوم بعدا أكثر اتساعا ورحابة.. فالعدالة باعتبارها حالة اعتدال وسطى بين حدين متنافرين بين الإفراط والتفريط بين الخير المطلق وبين الشر المطلق فهي حد أوسط .. العدالة عند أرسطو ناموس و قانون اجتماعي بدءا ولكن كوني منتهى، وهي بذلك حكمة وانصاف وخير و توسط ومساواة.. إنها فضيلة أخلاقية معرفية وسلوكية.. فالعدالة عند أرسطو إذن حد أوسط بين إفراط هو الظلم وتفريط هو الانظلام..
فالعدالة في التصور الارسطي فضيلة تامة لكونها يجب أن تكون في خدمة الغير والآخر قبل أن تكون خدمة أنانية للفرد /الشخص..
وهي أنواع أي العدالة عند أرسطو.. فهي توزيعية و تعويضية، فالأولى خيرات مادية كمساواة و الثانية علاقات بين الناس كالقاضي و المشرع المطبق للقانون، وهنا يضيف أرسطو في كتابه العاشر للسياسة أن المساواة غير كافية فهي تحتاج لكي تتم إلى الإنصاف بأن ياخذ المشرع أو القاضي الحالات الخاصة الاستثنائية التي قد لا ينتبه إليها أو قد تسقط سهوا..
فالقاضي و المشرع عند أرسطو يجب أن يطبق القانون دون إدخال للاعتبارات الذاتية للشخص المحكوم ( كالجاه أو السلطة أو المال أو النسب أو النفوذ..)
يمكن اعتبار كتاب السياسة عند أرسطو محاولة مبكرة فذة للإجابة عن جدوى الوجود الإنساني ودخوله في علاقة اجتماع و دولة مع بني جنسه، من أجل تحقيق معنى لوجوده بتحقيق العدالة كخير تام من أجل بلوغ درجة السعادة الإنسانية.



#عصام_الخدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادئ التطرف


المزيد.....




- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
- واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
- زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا ...
- حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها ...
- خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي ...
- مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
- احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
- إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
- الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
- مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام الخدير - مفهوم العدالة بين أفلاطون وارسطو