أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سلمان رشيد محمد الهلالي - بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية وتحقيب الاجيال الثقافية في القرن العشرين















المزيد.....



بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية وتحقيب الاجيال الثقافية في القرن العشرين


سلمان رشيد محمد الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 6252 - 2019 / 6 / 6 - 02:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية وتحقيب الاجيال الثقافية في القرن العشرين
المقدمة
لقد ارتبط مشروع التغريب والتحديث على حد سواء في العراق بظهور فئة الانتلجنسيا في الربع الاخير من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين . وكانت الفئة الاولى من تلك النخبة لها انحدارات واصول دينية تقليدية ، الا ان اطلاعها على روافد العصرنة والثقافة الحديثة الوافدة من اوربا قد ساهمت لاحقا في بلورة المثقف الاصلاحي الذي اراد المزاوجة والتكامل بين مقررات واشتراطات الهوية من جانب ، وبين الانفتاح على مظاهر الحضارة الغربية والتنوير الفرنسي من جهة اخرى . ولم تتصاعد وتيرة النهضة الفكرية الى مستوى المؤسسات المنظمة او العامة كالجمعيات والنوادي وغيرها ، وانما انحصرت ضمن سياق (المثقف االفرد) فقط ، كما في اصلاحات ودعوات هبة الدين الشهرستاني والزهاوي والكرملي والنائيني وغيرهم . ورغم ان اغلب رواد النهضة في العراق هم من رجال الدين (المسيحيين والمسلمين) وينحدرون من مراكز التدين التقليدية (الحوزات والمساجد والمدارس والكنائس والاديرة) الا ان العراق لم يستطع في اواخر القرن التاسع عشر من اظهار اسماء لامعة في الاصلاح تضارع الافغاني والطهطاوي ومحمد عبدة وخير الدين التونسي ، ليس بسبب الطبيعة المحافظة للشعب العراقي والهيمنة المطلقة للدولة العثمانية بالقياس الى بلاد الشام ومصر فحسب , وانما الخوف من العامة في العراق الذين ينفرون بطبيعتهم من التجديد والتغيير والتطور ، ولذلك لم تظهر اسماء لامعة في مسار النهضة والتحديث الا في مطلع القرن العشرين التي ذكرناها انفا . وشغلت الانتلجنسيا العراقية في مطلع هذا القرن – بصفتها طليعة النخبة القائمة انذاك – ثلاث قضايا اساسية من اجل ترسيخ مبدأ التحديث الذي طالبت او نادت به وهي :
1. قضية الاستبداد والمشاركة السياسية في الحكم على ضوء المفاهيم الليبرالية الحديثة من خلال دعم وتاييد الحركة الدستورية المشروطية في ايران عام 1906 والحركة الدستورية التركية عام 1908 .
2. المواءمة بين العلم والدين والتوفيق بين التراث والعصرنة ، والاعلان بان المفاهيم العلمية الحديثة لا تشكل قطيعة معرفية مع المبادئ العامة للدين الاسلامي ، وتجلى ذلك واضحا في كتاب الشهرستاني (الهيئة والاسلام) عام 1912 واصداره مجلة العلم عام 1910 . (ينظر فاطمة المحسن وكتابها – تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث)
3. قضية اصلاح الطقوس الدينية وبعض الممارسات الشعبية الخاصة بالوسط الشيعي وتهذيبها ، وتجلت ذلك بدعوة السيد محسن الامين في اصلاح بعض الممارسات في شهر محرم ودعوة الشهرستاني في تحريم نقل الجنائز وغيرها .
وبعد قيام الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية استطاع الانكليز في بداية سيطرتهم على العراق من اكتساب اغلب عناصر الانتلجنسيا العراقية من خلال تاييد مشروعهم السياسي الليبرالي ، والعمل في مؤسساتهم الاعلامية والحكومية ، الا ان ذلك لم يستمر طويلا , والسبب هو رسوخ الميول العثمانية والاسلامية عند اغلب رجالات تلك الانتلجنسيا ، وشعورهم بوجود التناقض بين ادعاءات الانكليز بالحرية والديمقراطية وبين صيغة الحكم والانتداب والسيطرة المباشرة ، فحصلت من جراء ذلك قطيعة لم يتم تجاوزها الا بعد تاسيس الدولة العراقية التي دخلت كطرف مواز او منافس للنخبة المثقفة على خط النهضة والاصلاح , وذلك من خلال ارسال البعثات العلمية للخارج وافتتاح المؤسسات التربوية وترسيخ مظاهر الانفتاح وبلورة جيلا ثقافيا جديدا كانت شهادة ولادته موازية لولادة الدولة العراقية الحديثة . ورغم لك ، لم تكن العلاقة بين المثقف والسلطة على درجة واحدة من التوازن والتكامل والاعتدال ، بل كانت ملتبسة ومازومة , وفيها حالات من الانفصام والشك او التبعية والارتباط ، ومن اجل ذلك نجد ظاهرة التحول في المنطلقات والافكار عند الانتلجنسيا العراقية بصورة لافتة للنظر ، تتبع في حالات كثيرة طبيعة التوجهات العامة للنظام السياسي الحاكم والايديولوجية التي ينادي بها ، لاسيما اذا كان ذلك النظام نظاما احاديا وثوريا وشموليا لا يتقبل اي هامش من المعارضة والنقد من الاخر المختلف في الرؤية والتوجهات.
النخبة المثقفة Intellecttuals (1).
اصطلاح روسي الاصل استخدم لاول مرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لوصف النخبة الذين تلقوا تعليما جامعيا على الطراز الغربي (2) . ويعني اولئك الذين تثقفوا ثقافة علمية انعكست في تركيبهم الاجتماعي الفئوي او النخبوي ، والذين يتمتعون بنشاط مبدع ومؤثر في هياكل الدولة(3) ، او جميع اولئك الذين ترتبط مهنهم بالعمل العقلي ، وتكون وظيفتهم الرئيسية انتاج الفعاليات الذهنية في جميع الميادين(4) . الا ان الانتلجنسيا كاصطلاح اجتماعي اخذت تطلق على ابناء تلك الفئة من الشعب الذين يتخصصون في مجال العمل والانتاج الفكري ، ومن اجل ذلك عدة الانتلجنسيا ذات اهمية كبيرة في المجتمع ، لاسيما في دول العالم الثالث ، اذ يرتبط بنشاطها التطور في مجالات العلم والفكر والثقافة لكل ما فيها من فروع وتشعبات(5) . وتشمل الانتلجنسيا الادباء والفلاسفة والمثقفين الذين لهم وظائف فكرية – عقلية – اخلاقية . وتشكل مرجعية اساسية للافكار السائدة في المجتمع ، او حفظ القيم والممارسات الاجتماعية والسعي لتطويرها وتجديدها(6) . وهنالك اراء ودراسات عديدة تناولت وظيفة المثقف في القرن العشرين(7) باعتباره فردا من الانتلجنسيا ، او وظيفة ومهمة الانتلجنسيا كمجموعة نخبوية مجتمعية مميز في البلدان والدول التي يعيشون فيها(8). وكان ابرز تلك الاراء ما ذكره المفكر الايطالي (غرامشي)(9) الذي ميز المثقفين الى نوعين : المثقف العضوي والمثقف التقليدي . وعرف الاول بانه المثقف الذي يعمل على انجاح المشروع السياسي والمجتمعي الخاص بالكتلة التاريخية (النخبة الاجتماعية والسياسية والفكرية الصاعدة) والذي يتفاعل مع حزبه او منظمته او جهاته الناهظة زيشارك في التحولات والتغييرات الجارية في المجتمع(10). فيما عرف المثقف التقليدي بانه من يسعى لتوظيف ادواته الثقافية لاستمرار هيمنة الفئة السياسية الحاكمة والسائدة المشكلة من الاقطاع والبرجوازية والنخبة العليا من الاكليروس(11) ، وهذا يعني بان غرامشي لم ينطلق في تعريفه للمثقف من التصنيفات والمراتب الاكاديمية والسياسية والاجتماعية التي تعتمد التخصص الدقيق والتعليم والمهنة واسلوب الحياة وغيرها ، وهو التعريف الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر الاوربي ، وانما اعتمد الوظيفة في دعم الطبقات الاجتماعية الحديثة الصاعدة مؤكدا (ان كل البشر في المجتمع مثقفون ، لكن ليس كل البشر يمارسون في المجتمع وظيفة المثقف)(12) . فيما كانت رؤية المفكر هاري باندا في كتابه (خيانة المثقفين) تؤكد على ان المثقفين ان يظلوا على ولائهم للافكار العالمية والكونية المتعلقة بالحقيقة والعدالة ، متهما المثقفين بالخيانة اذا اقتصر ولائهم بامة بعينها ، او طبقة بعينها ، او عنصر بعينه(13).
واذا اردنا تطبيق رؤية غرامشي للمثقف العضوي وتنظيرات باندا للمثقف النقي على الانتلجنسيا العراقية خلال القرن العشرين نجد ان هؤلاء المثقفين كانوا متناقضين في تبنيهم لهاتين الرؤيتين . ففي الوقت الذي تبنى اغلبهم الرؤية الغرامشية للمثقف العضوي من خلال قناعتهم في دعم الطبقات الصاعدة والحديثة في المجتمع التي تبلورت بعد الثورة الدستورية (المشروطية) عام 1906 وثورة الاتحاديين عام 1908 واعلان الدستور العثماني والداعي الى مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة ، الا اننا نجد من جانب اخر ان بعض افراد هذه الانتلجنسيا لم يكن قد استحق لقب (المثقف النقي) الذي اطلقه (باندا) في ضرورة التسامي وعدم الانحياز للامة والطبقة والطائفة والاثنية . اذ ان كثير من هذه الانتلجنسيا لاسيما بعد تاسيس الدولة عام 1921 ركبوا قطار السلطة وانحازوا للامة العربية المتخيلة(14) والطبقة الاجتماعية ذات الاصول العثمانية السائدة والاقلية الطائفية الحاكمة , بصور والتزامات اتخذت طابع التطرف والتعصب والانحياز التام على حساب المفاهيم الكونية والقيم العالمية التي كان من المفترض ان يظلوا امناء واوفياء لقيمها . وهذا يعني ان الانتلجنسيا العراقية بدأت في مشروعها الاصلاحي ضمن رؤية واطار المثقف العضوي ، الا ان قليل منهم قد حافظ على سمات هذا المشروع النهضوي للنهاية ، وانتهى الامر بكثير منهم في خانة المثقفين غير الانقياء .
اولا : بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية والعوامل التي ساهمت في بروزها .
ساهمت عوامل عديدة في ظهور او بروز النخبة المثقفة الحديثة في العراق في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين(15) . فقد شهدت الساحة الاجتماعية العراقية عددا من التحولات والمتغيرات والعوامل الذاتية والموضوعية والتاريخية التي كان لها الاثر الفعال لدخول البلاد عصر التجديد والاصلاح(16) . وياتي ظهور او بروز الانتلجنسيا العراقية في البدء كنتيجة طبيعية لظهور البرجوازية العراقية التي تبلورت ملامحها بقوة بعدا عام 1869 بفضل حدوث عاملين مهمين في تاريخ العراق الحديث وهما : افتتاح قناة السويس وتولي مدحت باشا ولاية العراق . فقبل ظهور الطبقة الراسمالية والبرجوازية كان القسم الاعظم من ابناء النخبة المثقفة ينتمون الى الطبقات الاجتماعية العليا (النبلاء من اصحاب العبيد والاقطاع او من رجال الدين) ـ ومع ظهور العلاقات الراسمالية فيه وصعود الطبقة البرجوازية حدث تحول نوعي وكمي في النخبة المثقفة ادى الى ظهور نمط جديد من المثقفين اطلق عليهم (الانتلجنسيا البرجوازية) التي سبق وان اصبح لها ثقل كبير وبارز في المجتمع الاوربي , اخذت على عاتقها التنظير الفكري والايديولوجي للطبقة البرجوازية الحديثة والصاعدة(17) والتاصيل الفلسفي للحركة الثقافية والعلمية لعصر النهضة الاوربية التي تمددت واتسعت في تاثيرها المباشر وغير المباشر على العالم اجمع(18) . وكان العراق من ضمن تلك البلدان التي وصلها التاثير الاوربي ، فقد ظهرت البواكير الاولى لنشوء البرجوازية العراقية التي يغلب عليها السمة الكومبرادورية(19) الى العقد السابع من القرن التاسع عشر الذي شهد – كما قلنا – افتتاح قناة السويس وتولي مدحت باشا ولاية العراق . اذ جرى تكوين البرجوازية العراقية ببطئ شديد ، بسبب ضعف تراكم راس المال والثروة من جانب ، وضعف القدرة الشرائية لدى الفرد العراقي بسبب هيمنة الطابع الاقتصادي العثماني او التقليدي من جانب اخر(20) . ويبدو ان الحال الذي حصل في اوربا كانت له مقاربة في العراق ، فقبل ظهور البرجوازية العراقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، كانت النخبة المثقفة التقليدية او المتعلمة قد انحصرت في رجال الدين (المسلمين والمسيحيين واليهود) في بغداد والنجف والموصل وبعض العوائل الارستقراطية المتنفذة في بغداد والبصرة والموصل سيما تلك المقربة من السلطنة العثمانية (21) ، ولكن بعد ظهور البرجوازية العراقية حدث تحول مفصلي في النمط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ادى الى ظهور او بروز النخبة المثقفة الحديثة التي تعرف بالانتلجنسيا على اعتبار ان النخبة المثقفة التقليدية(22) السابقة التي خرجت من العوائل الارستقراطية ورجال الدين(23) لا يطلق عليها اصطلاح الانتلجنسيا , التي يجب ان يكون من اهم شروط تكوينها واطلاق هذه الصفة عليها هو تبنيها لقيم التحديث والنهضة والخروج عن النمط الثقافي التقليدي السائد في البلدان والمجتمعات النامية الى فضاء التنوير والعقلانية ، وبالتالي فليس كل المثقفين والمتعلمين هم من الانتلجنسيا(24) ، وانما المثقفين الذين يتبنون في مقولاتهم وارائهم المفاهيم والقيم الحديثة كالتنوير والتحديث والاصلاح الشامل للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي(25) .
ان اي عملية تغيير في الواقع الاجتماعي يجب ان يتوفر لها شرطين او عاملين اساسيين هما : الارضية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المناسبة للتحول ، والارادة اوالرغبة الملحة للتغيير الذي تقوده النخبة المثقفة . وكما ذكرنا سابقا كان لافتتاح قناة السويس التي قربت المسافة بين المحيطين الاطلسي والهندي بمقدار 8-15 الف كيلو متر بالقياس الى الطريق السابق الذي كان يدور حول القارة الافريقية (26) دور اساسي ومفصلي في ازدياد التعامل التجاري في العراق ، اذ ساهمت في انخفاض الوقت اللازم للسفر من والى اوربا بما يتراوح النصف والثلثين من المسافة . وانخفضت رسوم الشحن من ازمير في تركيا الى لندن بما يعادل النصف تقريبا(27) . وازداد الطلب على المنتجات الزراعية والمواد الاولية بصورة كبيرة في الاسواق العالمية مما ساعد على خروج العراق من اقتصاد الكفاف ونمط الانتاج الطبيعي الى اقتصاد السوق والتنافس التجاري (العرض والطلب) و (الاستيراد والتصدير)(28) ، ومن ثم خضوع الفائض الزراعي لسيطرة راس المال العالمي والتجاري ، فقد ارتفعت قيمة الصادرات من (150) الف دينار في الفترة من 1864 – 1871 الى (9.2) مليون دينار في العام 1912 – 1913 . وازدادت تجارة الاستيراد اكثر من (12) ضعفا ابان الفترة نفسها(29) ، وهو ما ادى بالتالي الى ارتفاع قيمة الاراضي الزراعية بعد ان اخذت تدر ربحا واموالا بسبب عمليات التصدير للخارج ، لاسيما بعد اعلان مدحت باشا مشروعه في في تفويض او بيع الاراضي الزراعية بالمزايدة العلنية وقيام القبائل البدوية المتنقلة سابقا بالاستقرار في اراضيها وممارسة العمل الزراعي وعمليات البيع والشراء والاقراض مع التجار في الاسواق الصغيرة(30) التي تطورت لاحقا الى مدن تجارية في اواخر القرن التاسع عشر امثال : (العمارة 1861 والديوانية 1858 والعزيزية 1865 وقلعة صالح 1866 والكوت والناصرية والرمادي 1869 والرفاعي 1893 والشطرة 1883)(31) . فضلا عن ذلك فقد انعكس هذا التطور الاقتصادي بصورة واضحة على تزايد معدلات النمو السكاني ، فبالرغم من الاوبئة الخطيرة التي كانت تفتك بالمجتمع العراقي باستمرار ، الا ان تزايدا ملحوظا حصل في عدد السكان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر . فبعد ان كان عدد السكان لا يتجاوز في منتصف هذا القرن مليون وربع المليون نسمة ، ارتفع في العام 1905 الى مليونين وربع مليون نسمة(32) . كما حصل تحول ظاهر وملموس في الهيكل الاجتماعي العام للبلاد ، انعكس بانخفاض نسبة البدو الرحل الذين كانوا يشكلون 35% من عدد السكان في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر الى 17% من مجموع السكان عام 1905 (33). وبما ان التحولات والتغييرات الكمية تؤدي في درجة معينة او زمان محدد الى حدوث تحولات وتغييرات نوعية في الظواهر الاجتماعية بحسب القوانين الجدلية التي نظر لها الفيلسوف الالماني (هيغل)(34) . فقد صاحب هذا التراكم الكمي والتحسن النسبي في المستوى الاقتصادي تحولا ايجابيا ونوعيا في العديد من الجوانب الثقافية اهمها افتتاح اربع مدارس في عهد مدحت باشا(35) هي المدرسة الرشيدية المدنية والمدرسة الرشيدية العسكرية(36) والمدرسة الاعدادية العسكرية ومدرسة الفنون والصنائع والتي اعتمدت اللغة التركية في دراستها (37) . تزايدت في العام 1890 الى ثمانية مدارس (اربعة منها في بغداد واثنين في كل من البصرة والموصل)(38) . ثم ارتفع العدد خلال عقد ونصف حتى وصل الى (77) مدرسة عام 1905 فضلا عن اهتمامات اخرى في مجال انتشار المطابع واصدار الصحف وتاسيس المكتبات وغيرها(39) .
وكان من اهم الفاعليات الثقافية التي ساهمت في التاثير على ظهور او بروز الانتلجنسيا العراقية هو التحديث الذي مارسه ولاة الدولة العثمانية في العراق والذي يقف على راسهم – كما قلنا – مدحت باشا الذي شهد عصره صدور اول صحيفة عراقية عام 1869 وهي جريدة (زوراء) التي استمرت بالصدور مدة (49) عاما حتى الاحتلال البريطاني لبغداد عام 1917 . حيث اسهمت في تنوير المتعلمين على بعض المفاهيم العصرية والحقائق العلمية والتحولات الاجتماعية التي انتابت اوربا في القرن التاسع عشر من حيث ذكرها للمفاهيم الحديثة واشارتها للاحداث التاريخية والثورات التي حصلت فيها ضد الانظمة الاستبدادية والاقطاعية وغيرها . فكتبت عن تاريخ الثورة الفرنسية واعلان حقوق الانسان وعن كمونة باريس عام 1871 ، وتطرقت لاول مرة الى مفردات سياسية حديثة لم يسمع بها العراقيون من قبل كالجمهورية والاشتراكية , وامتداح مفاهيم العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية(40) . فضلا عن وصول العشرات من الصحف التي تصدر في اسطنبول الى العراق واهمها (الاعتدال والحقائق وبصيرة وثروة فنون وغيرها)(41) وبعض المؤلفات والمطبوعات التي وان كانت قد ساهمت في تنوير المفاهيم العقلية والاصلاحية من جانب ، الا انها قد ساهمت ايضا في ترسيخ وتاصيل الميول والمفاهيم العثمانية في عقلية اولئك المتعلمين لم يستطيعوا التخلص منها حتى انهيار الدولة العثمانية وقيام الدولة العراقية(42).
وكان لتاثير النهضة الفكرية في بلاد الشام ومصر(43) الدور الابرز في تنوير الفئه المتعلمة في العراق وظهور الانتلجنسيا العراقية على اعتبار ان الرافد العثماني في التحديث والثقافة كان يخضع الى عملية رقابة واصطفاء للموضوعات السياسية والفكرية التي تنشر في اسطنبول او في العراق , فيما كانت الرقابة في بلاد الشام ومصر اقل من ذلك بحكم الاستقلالية النسبية التي كانت تتمتع بها عن سلطة الباب العالي , واتخذ هذا التاثير مسارات عدة اهمها وصول المطبوعات والمؤلفات التاريخية والادبية والدينية والعصرية العراق , فضلا عن الصحف والمجلات التي كانت تصدر هنالك وتصل للبلاد بطرق متعدده كالمقتطف والجنان والبشير والشرق والهلال والمنار والمقتبس والمؤيد وغيرها(44) التي كان لها الدور الابرز في تعريف الانتلجنسيا العراقية بالمذاهب الفكرية الحديثة كالدارونية والاشتراكية والديمقراطية (45) والمراسلات الثقافية مع الادباء المصريين والشاميين او الزيارات الشخصية الى دمشق والقاهرة وبيروت والاطلاع على مظاهر التطور الثقافي هناك(46) .
اما الرافد الاخر الذي ساهم في تطور الحركة التعليمية والثقافية هو ما قامت به الاقليات المسيحية واليهودية في العراق من دور بارز في النشاط الثقافي , من خلال فتح المدارس الابتدائية للذكور والاناث واستيراد المطابع الحديثة واصدار الصحف والمجلات , التي وان غلب عليها الطابع الديني , الا انها ساهمت بصورة واضحة في نشر الموضوعات الثقافية والتاريخية والادبية الحديثة(47) .
فيما كان لجمال الدين الافغاني تاثير واضح على الانتلجنسيا العراقية ، الذي تخطى تاثيره الى النخب المثقفة في المشرق العربي عامة، لما له من الاثر الكبير في بلورة الدعوات الراديكالية والثورية للوحدة الاسلامية ومواجهة الاستبداد والعقلانية المفرطة للقياس الى ذلك الزمن الموغل في الامور الدينية والغيبية(48) . واتخذ تاثير جمال الدين الافغاني على النخبة العراقية مسارين :
الاول : الزيارات التي قام بها الى العراق ومقابلاته الشخصية ومراسلاته للعديد من الافراد المتعلمين ومن مختلف الشرائح و الفئات الاجتماعية (العربية والكردية) (الشيعية والسنية) ، لاسيما في بغداد والنجف والبصره وكربلاء(49).
الثاني : كتاباته التي كان ينشرها في الصحف والمجلات كالحبل المتين التي كانت تصدر في الهند والعروة الوثقى التي كانت تصدر في باريس . وكانت الاخيرة حافلة بالموضوعات الثورية والعصرية التي تدعو الى التنوير والعصرنة ومواجهة الحكام المستبدين , حتى قيل انه (كلما جاء عدد من العروة الوثقى يوشك ان تقع ثورة من تاثير هذه الجريدة قبل ان يجيء العدد الذي بعده)(50). واما اهم الشخصيات التي تاثرت بالافغاني بصورة مباشره من خلال اللقاء به او بصورة غير مباشرة من خلال اراءه وافكاره فهم (عبد المحسن الكاظمي ومحمود شكري الالوسي ومعروف الرصافي وفهمي المدرس وهبة الدين الشهرستاني وسليمان الكيلاني والزهاوي ومحمد حسين كاشف الغطاء ومحسن شرارة ومحمد سعيد الحبوبي وحاجي قادر كوبي والملا محمد بن عبد الله الكوبي وتوفيق بيرة ميرد وحمد الخال والاب انستانس ماري الكرملي ومحمد مهدي البصير ومحمد مهدي الجواهري ومحمد حبيب العبيدي ومحمد رضا الشبيبي وخيري الهنداوي وطه الراوي ومحمد حسين النائيني وانور شاؤول وجعفر الخليلي)(51).
ان ما ذكرناه من العوامل التي ساهمت في ظهور او بروز الانتلجنسيا العراقية تشمل جميع انحاء العراق او الحواضر الرئيسية فيه على الاقل وهي بغداد والنجف والبصرة والموصل وكربلاء والحلة والسليمانية . الا ان القطبين البارزين في المسار الثقافي كان يتمحور بوضوح حول بغداد والنجف(52)، بل ان الاخيرة ساهمت في بلورة المثقف الديني (53) الذي تاثر بالعوامل الثقافية الخارجية والقيم الليبرالية والغربية ، فكانت لحصيلة ظهور المثقف الديني التنويري الذي سيعتمد لاحقا منهجا مستقلا في رؤيته للمسارات الفكرية وطريقة الاصلاح والتحديث . واسوة بالمدن العراقية ، بدأت النهضة الحديثة او الحركة العلمية والادبية العصرية في النجف في اواخر القرن التاسع عشر(54) . وبدأت تأخذ مكانا بارزا بفضل ما كانت تقوم به الاسر النجفية الدينية من رعاية للحراك الادبي والعلمي امثال : ال الجواهري وال كاشف الغطاء وال بحر العلوم وال القزويني والجزائري وغيرهم(55) والتي انعكست في جملة امور منها تكوين وتاسيس المكتبات الشخصية والعامة(56) وانشاء المدارس الدينية(57) وتكوين الجمعيات الثقافية (58) واصدار المجلات الثقافية(59) وطبع الكتب والمؤلفات المتنوعة(60) . وهذا التقسيم في الانتلجنسيا العراقية بحسب البنى الاجتماعية والجغرفية والمذهبية بين حاضرتي النجف وبغداد قد بلور لاحقا ليس انقساما سياسيا فحسب ، بل وفي الرؤيا للمفاهيم الحديثة والعصرية وكيفية التعاطي معها بايجابية اكثر . فبينما اعتمدت الانتلجنسيا البغدادية منهج التغريب occidentalisation تبنت الانتلجنسيا النجفية منهجية التحديث modrenisation . والتغريب هو : استعارة تامة للانماط الاوربية الغربية وادراجها في النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي دون تعديل او مراعاة للواقع المحلي الذي يراد اصلاحه وتطويره ، وهو استلهام وتقليد او محاكاة شاملة للنمط الاوربي وتطبيقه حرفيا على ارض الواقع . فيما يعرف التحديث بانه احداث تغييرات في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية تهدف الى الخروج من المجتمع التقليدي او المحلي الضيق الى فضاء المجتمع المدني الحديث (61) . ويقابل التحديث في الفكر العربي الحديث اصطلاح الاصلاح الذي يعني ادراج مكتسبات الحضارة الجديدة في الواقع اليومي العربي مع الحفاظ على الهوية والاخلاق والدين(62). وهذا يعني ان التغريب في جانبه يكون سلبا للهوية واحلال رؤية اخرى محلها ، فيما ان التحديث هو التماهي المشروط والجزئي والتدريجي الذي يؤدي في المحصلة الى تطوير الهوية واغناء الشخصية(63). بمعنى ان التحديث هو تحديث المؤسسات الاجتماعية الفاعلة في البلد كالدين والمذهب والقبيلة والاسرة وتنميتها وتطويرها ، وليس الغائها كليا من الوجود من خلال احلال المؤسسات التغريبية محلها (64) . ويعود سبب تبني الانتلجنسيا النجفية او الشيعية في الاجمال لمنهجية التحديث والاصلاح (65) الى اسباب عدة اهمها :
1. اصولها الدينية الذي يشكل في مسارها الفكري بنية اساسية في ثقافتها مما يجعلها اثرا فاعلا في تكوينها .
2. الخوف على الهوية بصورتها العربية والدينية والمذهبية من الذوبان , سواء اكان من المحيط العربي السني الكبير الذي سبق ان تبنى منهجية التغريب في مصر وبلاد الشام , او من الاختراقات الغربية التي جاءت الى المنطقة من خلال صور ومفاهيم اثارت الشك في نفوسهم واهمها الاختراق الاستعماري الحديث .
3. الرؤية الواقعية للامور والاحداث . فالتغريب الشامل منهج يعتمد القفز على الواقع . فيما ان التحديث يكون اكثر علمية وواقعية , لانه يعتمد تحديث واصلاح المؤسسات دون الغائها كليا .
4. القناعة بان تبني منهجية التغريب لا يعود الى سبب فكري وثقافي فقط ، وانما كان القصد منه الهيمنة على الهويات الفرعية والمعارضة للسلطة من اجل ترويضها واخضاعها وتدجينها لاغراض سلطوية وسياسية بحجة العصرنة والتطوير .
وسنجد لاحقا ان هذا الاختلاف الثقافي والفكري بين منهجية التحديث والتغريب ينعكس لاحقا في الرؤية الى المنهج القومي السائد ، فبينما تبنى مؤيدو التغريب النمط الغربي القومي الوافد ، تبنى مؤيدو التحديث النمط العروبي المحلي والفطري الذي يستند الى التراث والهوية العربية . وهو ما انعكس ايضا بصورة مباشرة على السياسة او الصراع السياسي . فبالوقت الذي كانت فيه النجف المعقل الاساسي للحركة الدستورية والاستقلالية منذ عام 1906(66) وما اعقبها من احدات وتطورات اساسية ساهمت او بلورة تاسيس الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين ، حدث تحول بعد هذا التاسيس ، حيث احتسبت فيها مدينة النجف من قبل النخبة العسكرية الحاكمة ذات الاصول العثمانية ، ليس على صف المعارضة السياسية فحسب(67) ، بل على صف المعارضة للنمط القومي والمسار العلماني للدولة ايضا (68), فحدثت من جراء ذلك عملية تهميش واقصاء للانتلجنسيا النجفية والفراتية ادت بالكثير منهم الى الهجره الى بغداد وممارسة العمل السياسي والثقافي هناك(69) او الانزواء عن هذه المسارات كليا والتماهي مع الدروس والممارسات الدينية والمسؤليات الشرعيه .
وخلافا للتقسيم السابق حول معيار التغريب والتحديث للانتلجنسيا العراقية ، يوجد هناك تقسيمات اخرى للنخب المثقفة في مطلع القرن العشرين , يعطي لنا صورة اكثر شمولية للتيارات الثلاث التي انطلقت منها هذه النخب الى افق النهضة والاصلاح والعصرنة وهي :
1. التيار التقليدي : ويعد امتدادا للتيار الفكري العربي القديم ، معتمدا الثقافة واللغة العربية البعيدة عن الاساليب والانماط التركية من جانب والغربية الوافدة من اوربا من جانب اخر . وتعد المساجد والمدارس والحوزات العلمية المختلفة التي تدرس علوم الدين والفقه واللغة العربية هي المكان المفضل والاساسي , وخرج من هذا التيار الكثير من رجال الدين الذين كان لهم دور ثقافي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والقرن العشرين امثال : محمد كاظم الخراساني وابو الثناء الالوسي ومحمد سعيد الحبوبي ومحمود شكري الالوسي وغيرهم .
2. التيار الثقافي الذي يغلب عليه الطابع الرسمي الذي تكون على هامش المدارس الرشيدية والاعدادية المختلفة التي انشأتها الدولة العثمانية معتمدا اللغة التركية والنمط الغربي في التدريس(70) . وبما ان الشيعة لم يكن لهم مقدرا الدخول الى هذه المدارس ، فانها اقتصرت على اهل السنة ، فكان لها دورا بارزا في نشوء الانتلجنسيا البغدادية التي اعتمدت منهجية التغريب لاحقا ، وتصدت لقيادة الدولة العراقية بعد ان نقلت ولاءها وميولها من النمط العثماني الى النمط الغربي البريطاني .
3. التيار الذي عملت على نشره البعثات التبشيرية ، التي اعتمدت على منهجية الثقافة الغربية وتعليم اللغات الانكليزية والفرنسية والالمانية وفق اسلوب المدارس الحديثة(71).
فيما اختزل الكاتب محمد بهجت الاثري الانتلجنسيا العراقية في تيارين فقط , رافضا تاثير البعثات التبشيرية الغربية في العراق على تنمية الحراك الثقافي والتعليمي , منطلقا في ذلك من جذوره السلفية الدينية وهما :
1. تيار الثقافة الحديثة : الذي جاء كنتيجة لانتقال الدولة العثمانية من حالة القرون الوسطى الى حالة جديدة اقل تخلفا(72) . وهو يتفرع الى : فرع عسكري ، جاء كنتيجة لتاسيس المدارس العسكرية . وفرع مدني ، الذي جاء كنتيجة للمدارس والاعداديات المدنية التي تطورت لاحقا الى تاسيس كلية الحقوق عام 1908 لتخريج المحامين والحكام والاداريين ، واقيم هذا التيار على اسلوب تدريس اللغة التركية ، فكان المثقفون بها في وادٍ والعراق العربي في وادٍ اخر .
2. تيار الثقافة العربية الاسلامية : وهو مجرى قديم وموروث في العراق الذي كان حظه منه في العصور الاسلامية الاولى من اعظم الحظوظ(73) . وينقسم هذا التيار الى مدرستين : المدرسة الشيعية الامامية وقاعدتها الاولى مدينة النجف ، وفروعها الفاعلة في الحلة وكربلاء والكاظمية وسامراء(74). والمدرسة السنية وقاعدتها الاولى في بغداد وفروعها الفاعلة في الموصل والسليمانية (75) .
وكما هنالك مرجعيات زمانية ومعرفية ساهمت في تكوين وبروز الانتلجنسيا العراقية ، فان هنالك ايضا مرجعيات مكانية(76) ذكرها الدكتور سيار الجميل عملت على رفدها بالمفاهيم الثقافية والفكرية وهي :
1. مرجعية بغداد والنجف الدينية التقليدية : التي ورثت الاساليب اللغوية والعلوم الدينية والكتابات التاريخية . وهي تضم رجال الدين من الشيعة والسنة امثال : محمد رضا الشبيبي ومحمد حسين كاشف الغطاء وعلي الشرقي ومحمود شكري الالوسي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد باقر الشبيبي وعبد الرحمن البناء وعبد الله النعمة ومحمد جعفر ابو التمن وابراهيم حلمي العمر وعبد الوهّاب النائب وهبة الدين الشهرستاني والزهاوي ومحمد حبيب العبيدي واحمد الديوة جي ومحمد حسن ابو المحاسن وغيرهم.
2. مرجعية اسطنبول المدنية : وتضم الاعلام الذين تخرجوا من مدارس اسطنبول وكلياتها ، الذين بقيت مؤثراتهم السياسية ظاهرة حتى ثورة تموز 1958 امثال : فهمي المدرس واحمد عزت الاعظمي ومعروف الرصافي وخيري الدين العمري وناجي السويدي ومزاحم الباجه جي وسليمان فيضي وصائب شوكت وسامي شوكت وارشد العمري وعاصم الجلبي وساطع الحصري وناجي الاصيل وعبد الرزاق الحصان وغيرهم .
3. مرجعية اسطنبول العسكرية : وتضم اولئك الذين تخرجوا من الكلية العسكرية العثمانية ومدرسة الاركان في اسطنبول امثال : ياسين الهاشمي ونوري السعيد وجعفر العسكري وطه الهاشمي وعلي جودت الايوبي ومحمود شوكت وعبد الغفور البدري وعبد الله الدليمي وناجي شوكت وعبد المحسن السعدون وغيرهم .
4. المرجعية الغربية (اوربا / امريكا) : وتضم الاشخاص الذين تخرجوا من الجامعات الغربية وشاركوا ضمن العمل السياسي والثقافي امثال : الاب الكرملي وحنا خياط وعبد الفتاح ابراهيم ومتى عقراوي ورستم حيدر وتوفيق السويدي ومصطفى جواد وميخائيل تيسي وموفق الالوسي وموسى الشابندر وفاضل الجمالي وجعفر الخياط وعبد الكريم الازري وعبد المسيح وزير ومحمد حديد وغيرهم .
5. مرجعية بغداد المدنية : وتضم الافراد الذين تخرجوا من الكليات والمدارس المدنية العراقية امثال كلية الحقوق التي افتتحت عام 1908 والتي ابرز خريجيها : صالح جبر وطالب مشتاق وعباس العزاوي وعبد العزيز السنوي ومنير القاضي وجعفر حمندي وحسين جميل ونظيف الشاوي وعبود الشالجي ومحمد رؤف البحراني (77) ودار المعلمين العالية (كلية التربية – جامعة بغداد حاليا) التي افتتحت عام 1924 وابرز خريجيها الذين كان لهم دور في الحركة الفكرية والادبية في العراق : حسين علي محفوظ ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وعبد الرزاق عبد الواحد ولميعة عباس عمارة وذو النون ايوب وعاتكة الخزرجي وشاذل طاقة وعبد الجبار المطلبي(78) وكلية الطب التي افتتحت عام 1927 وغيره(79)ا.
ثانيا : تحقيب الاجيال الثقافية في العراق
لم تكن التيارات الفكريه الحديثة التي ظهرت في اوربا ذات اثر بارز في المظهر العام لكيان الدولة العثمانية التي كان العراق يخضع لسيطرتها المباشرة , فقد كانت الجامعه الاسلامية تهيمن على التوجهات والميول الثقافيه العامه سواء اكان عند النخب الدينية التقليدية او الراي العام الاسلامي(80), فيما كانت الجامعه او الرابطه العثمانية التي يشترك فيها المسلم وغير المسلم تهيمن على الاجناس والعناصر الدينية الخاضعه لسلطان الدولة العثمانية(81), ولم تكن هنالك اجيال ثقافية متميزة في العراق خلال القرن التاسع عشر بسبب هيمنة كلا الجامعتين على وجدان المجتمع العراقي , ولم تظهر التمايزات الفكرية عند النخب الثقافية الا بعد ظهور الانتلجنسيا الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين , فقد ظهرت خلال هذه الفترة عدة اجيال ثقافية مختلفه في التوجهات ومتباينة في الرؤى و المنطلقات , وهذا الاختلاف يرجع الى طبيعة الرؤية الى التيارات الفكرية التي وفدت الى البلاد وكيفية التعاطي معها وآلية تطبيق طروحاتها على ارض الواقع والاولوية التي يجب ان يكون عليها الحال والموقف من القضايا االسياسية والاجتماعية والاقتصادية . والجيل الثقافي في العراق ليس بنية صلده منغلقه عن باقي الاجيال الاخرى سواء اكان السابقه منها ام اللاحقه , بل ان هنالك تداخل ظاهر بين الاجيال واستمرارية في بعض تلك الرؤى والمنطلقات , ولم تكن في اي حال من الاحوال قطيعة معرفيه تامه بينها . وظهرت في العراق دراسات عديده اشارت الى طبيعة الاجيال الثقافية والمسارات التي نادت بها خلال مرحلة زمنية معينه تواكب وتتوافق مع ظهور بارز وانتشار محدد لنمط فكري معين يكون له الهيمنة على الانساق الثقافية والايديولوجية على الساحه السياسيه والفكرية في البلاد , قد يتوافق مع رؤية السلطة السائده حينذاك او قد يكون معارضا لها في التوجهات التي تنادي بها . وقد ظهرت في البدء اشكالية تتعلق بتاريخ ظهور النهضة الحديثة في العراق على اعتبار ان تلك النهضة هي التي ساهمت لاحقا في ظهور وبروز الانتلجنسيا العراقية التي كانت الحامل او المتلقي الاساسي للتيارات الفكرية التغريبية . وانحصرت تلك الاراء في ثلاثة اتجاهات :
الاتجاه الاول : ويرجع بواكير النهضة في العراق الى اصلاحات مدحت باشا خلال عهد ولايته 1869-1872(82) .
الاتجاه الثاني : ويعد ثورة الاتحاديين عام 1908 واعلان الدستور العثماني وتاثر العراقيين بالدعوة الى الحرية والمساواة والعدالة التي نادت بها جمعية الاتحاد والترقي البدايات الاولى لتلك النهضة(83) .
الاتجاه الثالث : ويعد العراق متاخرا في النهضة السياسية والاجتماعية والثقافية الى تكوين وتاسيس الدولة واعلان فيصل بن الحسين ملكا للعراق عام 1921 (84).
وقبل استعراض تحقيب الانتلجنسيا العراقية , لابد من الاشارة الى بعض الاراء التي عملت على تقسيم الواقع السياسي والثقافي العربي من اجل اعطاء رؤية عامه للموضوع , قد تكون اكثر مقاربه لتقسيم الانتلجنسيا العراقية . واهم هذه الاراء ماتوصل اليه الكاتب المغربي عبد الله العروي في تقسيمه للواقع العربي من خلال المراحل التاريخية الاربع :
1. عصر النهضه (1850-1914)
2. عصر الكفاح من اجل الاستقلال (1916-1950)
3. عصر الحركة الوحدوية (1948-1967)
4. عصر الازمة الاخلاقية والنقد الذاتي التي اعقب هزيمة 1967(85).
وما ادرجه الكاتب العراقي خلدون حسن النقيب لمراحل تاريخ المشرق العربي المعاصر الذي جاء على الشكل الاتي :
المرحلة الاولى (ظهور المسالة الشرقية) 1820-1919 .
المرحلة الثانية (عصر الكفاح من اجل الاستقلال) 1919-1949
المرحلة الثالثة (عصر هيمنة العسكر والدولة التسلطية) 1950-1990(86) .
ان دراسة واستعراض الاجيال الثقافية في العراق قد يتم اعتمادها بحسب التحقيب الاتي :
1. التحقيب الزمني – السياسي
2. التحقيب الزمني – الفكري
1 . التحقيب الزمني – السياسي : ويعتمد استعراض اهم الشخصيات الثقافية من الانتلجنسيا العراقية بحسب طبيعة او مرحلة النظام السياسي القائم وهي : العثماني او (التحديث العثماني) (1869-1914) الملكي (1921-1958) ، والعهد الجمهوري الاول (1958-1968) ، والعهد الجمهوري الثاني (1968-2003) (87) . فيما اعتمد الدكتور ابراهيم الحيدري هذا المنهاج في تحقيب الاجيال العراقية من خلال اعتبار المحطات الابرز في تاريخ العراق المعاصر هي الحدود الفاصلة بين الاجيال وهي :
أ‌. جيل التاسيس : الذي يمتد من عام 1915 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 الذي كان له الدور الابرز في تاسيس المسارات السياسية والثقافية في البلاد .
ب‌. جيل البناء : الذي يمتد من نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وحتى منتصف السبعينات 1975 الذي كان الدور الاساس في عملية البناء السياسي والثقافي في البلاد .
ت‌. جيل الحرب والحصار (الردة الحضارية) : ويمتد من عام 1975 وحتى عام 2005 وهو الجيل الذي شكل حالة النكوص في اغلب المسارات السياسية والثقافية في العراق(88) .
2 . التحقيب الزمني – الفكري : وتميز هذا التحقيب باتخاذه نسق الازمان او المراحل الزمنية كمعيار لتحقيب الانتلجنسيا العراقية ، الا انه من جانب اخر اعتمد في ذلك على تلاحمه مع التيار الفكري والايديولوجي البارز او السائد خلال تلك المرحلة الزمنية . وابرز من اعتمد هذا التقسيم الدكتور سيار الجميل(89) في كتابه (المجايلة التاريخية) . الا انه جعل تحقيب الانتلجنسيا العراقية ضمن تحقيب المراحل الثقافية العربية والاسلامية بعامة ، ولم يجعل لها اي خصوصية رغم علمنا بتفرد الحالة او الهوية العراقية عن باقي الهويات العربية الاخرى ، لاسيما في الجانب النهضوي المتأخر نسبيا عن بلاد الشام ومصر والجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، مما يجعل من الضروري بمكان ان يكون للعراق تحقيبه الثقافي الخاص به . والتحقيب الثقافي للاجيال العربية الذي اعتمده الدكتور الجميل للقرنين التاسع عشر والعشرين هو :
أ‌. جيل التاسيس النهضوي (1799-1829) بادئا ذي بدء بالحملة الفرنسية على مصر عام 1898 وانعكاساتها المفصلية على الواقع العربي وذلك التاسيس .
ب‌. جيل التنظيمات العثمانية (1829-1859) وتاثر هذا الجيل من خلال ظواهر وتقاليد التنظيمات العثمانية الاصلاحية ، واشهرها خطي شريف كولخانه عام 1839 وخطي شريف همايون عام 1856 .
ت‌. جيل اليقظة الدستورية (1859-1889) الذي شهد اعلان الدستور العثماني الاول من خلال جهود ابي الدستور مدحت باشا عام 1876 .
ث‌. جيل الاستنارة الفكرية (1989-1919) الذي شهد الانفتاح الواسع على الثقافات الاوربية وبلورة مفاهيم الوعي والتحرر , لاسيما بعد نجاح الثورة الاتحادية عام 1908 واعلان الدستور العثماني .
ج‌. جيل الليبرالية الوطنية (1919-1949) ونشأ هذا الجيل في اطار التكوينات السياسية الجديدة التي انبثقت عقب مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 .
ح‌. جيل المد القومي والراديكالي (1949-1979) وبرز بعد الحرب العالمية الثانية وتاثيرات تاسيس دولة اسرائيل عم 1948 وما رافقها من تداعيات الحرب الباردة .
خ‌. جيل البحث عن الماضوية (1979-2009) وهو جيل الانقسامات الفكرية والسياسية والاجتماعية(90) .
وبعد ان اراد الدكتور الجميل تطبيق هذا التحقيب على الاجيال الاربعة الاخيرة في العراق في القرن العشرين ، اضفى اليه اسماء محلية ذات رمزية عراقية من خلال التحقيب الاتي :
1. جيل العمامة والطربوش(91)او الجيل النهضوي المخضرم (1889-1919) وهو جيل الاستنارة الفكرية والاطلاع على مظاهر الحضارة الغربية .
2. جيل السدارة الفيصلية او الجيل البنائي – الوطني (1919-1949) . وهو جيل الليبرالية الوطنية .
3. الجيل الثوري الراديكالي او الجيل الابداعي والتخصصي (1949-1979) وهو جيل المد القومي الذي برز بعد الحرب العالمية الثانية .
4. جيل الحصار والحروب (1979-2009) وهي الجيل المخضرم المعاصر لحروب العراق وانسحاقه تحت ظل الحصار والانقسامات الاهلية (92) .
وقريب لهذا التحقيب ، عمل الاديب العراقي محمد مظلوم على تحقيب الانتلجنسيا العراقية في القرن العشرين بصورة هيمن عليها الطابع الادبي وهي :
1. الجيل الاول : (جيل البطولة) الذي بلغ شبابه العضوي في الثقافة مع نهوض فكرة الوطن خلال ثورة العشرين وقيام نموذج الدولة العراقية عام 1921 امثال : الجواهري والزهاوي والشبيبي والرصافي وغيرهم من الذين يمثلون الثقافة المؤسساتية والبرلمانية والنضالية .
2. الجيل الثاني : (الجيل الفنان) الذي يمثله السياب والبياتي ونازك الملائكة وبلند الحيدري والبريكان وعلي الوردي وفائق حسن وغيرهم . وهو الجيل الذي عايش مرحلة تكوين النسيج الاول للمجتمع العراقي وشهد قيام ثورة 1958 .
3. الجيل الثالث : (جيل الانبياء) وهم الذين قدموا ابداعهم في العمل السياسي والفكري خلال الستينات والسبعينات ، الذين يتصفون بالثقة الزائدة بالنفس وامتلاك الحقيقة واحتكارها .
4. الجيل الرابع : (الجيل البدوي) الذي امتدت مرحلته من بداية الحرب العراقية الايرانية وانتهاءا بالاحتلال الامريكي عام 2003 . واطلق هذا الاسم التهكمي للدلالة على الاصول الريفية او البدوية للطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد عام 1979 (93) .
فيما اعتمد الكاتب العراقي (سعيد الغانمي)(94) في تحقيب الاجيال الثقافية العراقية بحسب النمط الثقافي العام السائد في المجتمع وادراجه ضمن ثلاثة مستويات :
1. الثقافة الانكشارية : وهي دلالة على الثقافة العثمانية التقليدية في العراق التي بقيت سائدة حتى مطلع القرن العشرين . وتتميز بالسطحية والشعبوية والاهتمام بالمظاهر والدين والطقوس . وتشير هذه الثقافة الى المناطق الاجتماعية الموالية او القريبة من السلطة العثمانية , لاسيما في بغداد والموصل .
2. ثقافة الافندية : وتبلورت في اواخر القرن التاسع عشر والعقود الاولى من القرن العشرين . وهم الاشخاص الذين تلقوا بعض التعليم الحديث ويرتدون الملابس الاوربية ، ويتكلمون اللغة التركية . الذين تقلدوا اغلب الوظائف والمناصب في الدولة العراقية ابان الانتداب البريطاني بعد انهيار الدولة العثمانية . وتميزوا بنقد الثقافة التقليدية والدينية عند الاهالي وتبني المفاهيم الغربية السطحية .
3. المرحلة الايديولوجية : وتبلورت في النصف الثاني من القرن العشرين عندما تدخلت السلطة في المسارات الثقافية في العراق من خلال الهيمنة والسيطرة عليها ، واخضاعها لنظامها الايديولوجي الحاكم . وتصاعدت الهيمنة الى ذروتها في الربع الاخير من القرن العشرين ، عندما انعزلت الثقافة كليا عن المجتمع واصبحت احدى اجهزة النظام السياسي الشمولي الحاكم(95) .
ان تحقيب الانتلجنسيا العراقية بمساريه (الزمني - السياسي) و (الزمني - الفكري) السابق يعتريه بعض القصور على اعتبار ان الاول الغى الجانب الفكري في معادلة التحقيب والتسلسل , رغم علمنا ان الانتلجنسيا العراقية قد تبنت المفاهيم الايديولوجية الوافدة بافراط ظاهر ، وتماهت مع اطروحاتها بصورة قد لا يكون لها مثيل في العالم العربي . فيما ان التحقيب الزمني – الفكري ، لاسيما الاستعراض الذي وضعه الدكتور سيار الجميل قد الغى العامل السياسي من المعادلة التي وضعها ، محكوما بسنوات عمر الجيل الثقافي الذي اعتمده وهو (30) عاما ، فحصلت من جراء ذلك قطيعة ابستمولوجية بين الجانبين ، السياسي والفكري ، رغم ان المتتبع لتاريخ العراق المعاصر يجد ان الجانب السياسي له تاثيرا كبيرا في الجانب الثقافي في البلاد ، وان السلطات الحاكمة كانت لها الدور الاساس في ابراز تيار فكري معين وانزواء اخر مخالف له في التوجه والمنطلقات .فضلا عن ذلك اهماله او اقصائه لتاثير التيار الماركسي على الانتلجنسيا العراقية ، ولم يذكره بالاسم في التحقيب رغم البصمات الواضحة له على التاريخ الفكري والسياسي والثقافي في العراق المعاصر(96).
ويبدو لي ان الجمع بين المسارين (الزمني – السياسي) و (الزمني - الفكري) في تحقيب الانتلجنسيا العراقية مع اعتماد مبدأ النسق الفكري الفاعل او السائد كاولوية في التحقيب مع عدم اغفال التيارات والانساق المصاحبة الاخرى هو الاجدى في استعراض الاجيال الثقافية في العراق التي ستقوم على اربعة مسارات رئيسية وهي :
1. الجيل الاول : (1908-1933) (النسق الفاعل : الليبرالية . الانساق المصاحبة : القومية والماركسية) وتبلورت بعد ثورة الاتحاديين واعلان الدستور العثماني وتاسيس الوعي السياسي في العراق . وتميزت بهيمنة الخطاب الثقافي الليبرالي الذي صاحبه البواكير الاولى لنمو الوعي القومي والارهاصات الفكرية للخلايا الماركسية , واستمر هذا النسق الليبرالي الفاعل حتى عام 1933 الذي شهد وفاة الملك فصل الاول وتراجع وانحسار الحركة الليبرالية في العراق .
2. الجيل الثاني : (1933-1963) (النسق الفاعل : الماركسية . الانساق المصاحبة : الليبرالية والقومية) . وتصاعد هذا النسق الماركسي الفاعل من خلال طرح الافكار والمفاهيم والتنظيمات الماركسية الثورية في العراق بصورة لافتة , لاسيما بعد قيام الحرب الباردة عام 1945 وثورة تموز عام 1958 ، الا ان المضامين والتاثيرات الليبرالية – رغم انحسارها النسبي – مازالت تشكل مرتكزا دلاليا عند الانتلجنسيا العراقية ، وبخاصة بعد اعادة الحياة الحزبية عام 1946 واصلاحات عبد الكريم قاسم الليبرالية 1958-1963 .
3. الجيل الثالث : (1963-1991) (النسق الفاعل : القومية . الانساق المصاحبة : الماركسية والليبرالية) وتميزت بهيمنة وتصاعد الخطاب القومي الثوري بعد انقلاب شباط 1963 من خلال سيطرته واستغلاله لمقدرات الدولة والسلطة وتاسيس حكومات قومية على اسس من المفاهيم الناصرية والبعثية من خلال الانقلابات العسكرية ، مع نفوذ وتاثير للافكار الاشتراكية والماركسية على الدولة العراقية ، مع انحسار لافت للافكار والقيم الليبرالية والديمقراطية بعد تصاعد الموجة الثورية والراديكالية(97).
4. الجيل الرابع : (1991-2011) (النسق الفاعل : الاسلامية . الانساق المصاحبة : الليبرالية والقومية) . حيث شهد هذا الجيل لاول مرة خلال القرن العشرين التحول الهائل من المتبنيات العلمانية للتيارات الفكرية الثلاث (الليبرالية والماركسية والقومية) نحو المنطلقات الاسلامية مع تراجع لافت للتيار القومي بعد غزو نظام صدام حسين للكويت وانحسار كامل للتيار الماركسي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 . وقد تبلور هذا التيار الاسلامي في المنطقة على هامش تداعيات وتاثيرات الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وما رافقها من تغيير في المزاج الفكري والنفسي والثقافي العام في المجتمعات الاسلامية من المسارات العلمانية نحو المنطلقات الدينية والغيبية (98)
الاستنتاجات
1. تبنت اغلب فئات الانتلجنسيا العراقية التيارات الفكرية والعلمانية الوافدة على البلاد ولاسيما الليبرالية والماركسية والقومية .
2. لقد تماهت الانتلجنسيا العراقية مع العمل السياسي كطريق احادي للتغيير حتى يندر وجود (المثقف المستقل) .
3. ان الصراع السياسي والايديولوجي قد اخذ شوطا كبيرا من الفعل الثقافي للانتلجنسيا العراقية ، تصاعد في مراحل لاحقة الى مستويات ودرجات عالية من الاحتراب والتخوين والاقتتال الداخلي .
4. ان الانتلجنسيا العراقية قد تماهت مع العمل والنضال السياسي على حساب التنظير الفكري للمتبنيات الايديولوجية التي ينادون بها .
5. ان ظاهرة التحول عند الانتلجنسيا العراقية بين التيارات الفكرية ، هي سمة بارزة خلال القرن العشرين .
6. تطرفت اغلب الفئات المثقفة في العراق في دعوتها العلمانية الى فصل الدين عن الدولة .
7. ان موقف الانتلجنسيا العراقية قد انحصر بين الموالاة والمعارضة للانظمة السياسية فقط .
8. ان الانقسام والتشظي بين المثقفين العراقيين تجاه المواقف العامة سواء اكان السياسية منها او الفكرية هي سمة ظاهرة خلال القرن العشرين .
9. ان التباين بين الفكر والممارسة والتناقض الحاد بين النظرية والتطبيق هي احدى السمات البارزة عند الانتلجنسيا العراقية التي انحصر اغلب ارائها ضمن سياق الشعارات اليوتوبية والدعوات النظرية .
10. ان دعوات الاقصاء والتهميش للاخر المختلف في الرؤى والمنطلقات هي احدى ركائز الدعوات التي طالبت بها الانتلجنسيا العراقية .
11. ان تقسيم الاجيال الثقافية في العراق خلال القرن العشرين بحسب المسارات الفكرية والسياسية هو المعتمد الفاعل عند الانتلجنسيا العراقية .
12. ان موارد التاثير الخارجي على النخب الثقافية في العراق ، لا سيما في تبنيها الايديولوجيات الوافدة ، هو ظاهرة مؤكدة عند الانتلجنسيا العراقية .
13. بدأت الاجيال الثقافية في العراق بالنسق الليبرالي العلماني في مطلع القرن العشرين والذي عرف بعصر النهضة ، ثم انتهى بهم الى تبني النسق الديني الاسلامي .
الهوامش والمصادر
(1) رغم ان اصل الاصطلاح يرجع الى المفردة اللاتينية Intellgens التي تعني الموهوب او العليم ، الا انه ارتبط في العصر الحديث بالمثقفين الروس ، لانهم اول من استخدوا الاصطلاح كمفهوم اجتماعي – سياسي . وهناك من ترجم اصطلاح الانتلجنسيا الى (المثقفون) الذي يرجع استعماله لاول مرة الى الفرنسية في الربع الاخير من القرن التاسع عشر ، الذين تعاطفوا مع قضية الضابط اليهودي (دريفيس) خليل احمد خليل ، معجم المصطلحات الاجتماعية ، دار الفكر العربي ، بيروت ، 1995 ، ص348 ؛ Ralph Miliband , The state in capitalist society , Quart et Books , London , 1973 , P.232 .
(2) ومن اجل ذلك اعتبر في البدء معيار التحصيل العلمي والجامعي كاساس في تعريف المثقف في البلدان النامية . ريمون ارون ، صراع الطبقات ، ترجمة عبد الحميد الكاتب ، منشورات عويدات ، بيروت ، 1960 ، ص231 .
(3) Raymond Aron , L Opium des intellectuels, Gallimard , Paris , 1968 , P.15
(4) صلاح كامل ، الانتلجنسيا هذا اللغز البرجوازي ، دار الفارابي ، بيروت ، 1979 ، ص13 .
(5) كمال مظهر احمد ، صفحات من تاريخ العراق المعاصر ،منشورات مكتبة البدليسي ، بغداد ، 1987 ، ص30 .
(6) محمد قاسم لعيبي ، الانتلجنسيا المثقف السلطة ، قراءة في المرجعيات المحلية ، مجلة ثقافتنا (بغداد) ، العدد السابع ، نيسان 2009 ، ص146-148 .
(7) ان اصطلاح (المثقف) اشتق من مفردة Intellect وتاتي بمعنى الفكر والذكاء ، فيما تعبر هذه المفردة في اللغة العربية عن اسم للفعل (ثقف) بمعنى صار حاذقا او سريع الفهم والادراك . قاموس المنجد في اللغة والاعلام ، ط22 ، دار الشرق ، بيروت ، 1975 ، ص71 . فيما عرف (المثقف) كاصطلاح بانه واحد مما يسمى الانتلجنسيا ، يمتلك قدرا من الثقافة والالتزام الفكري والسياسي تجاه المجتمع . ناجي علوش ، المثقف العربي والنضال القومي ، في : المثقف العربي وعلاقته بالسلطة والمجتمع ، المجلس القومي للثقافة العربية ، الرباط ، 1985 ، ص159 .
(8) اهم الاراء والدراسات التي تناولت وظيفة الانتلجنسيا ودور المثقف في المجتمع هي :
1. ريمون ارون ، افيون المثقفين ، ترجمة عادل زيتوني ، منشورات المكتبة الاهلية ، بيروت ، 1978 .
2. جان بول سارتر ، دفاعا عن المثقفين ، ترجمة جورج طرابيشي ، دار الاداب ، بيروت ، 1973 .
3. ليس وم باسو ، المثقفون والتقدم الاجتماعي ، ترجمة شوكت يوسف ، وزارة الثقافة ، دمشق ، 1984 .
4. بو مو تور ، النخبة والمجتمع ، ترجمة جورج جحا ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1971.
(9) ولد غرامشي في ايطاليا عام 1891 . مؤسس الحزب الشيوعي الايطالي . اصدرت عليه محكمة فاشية عام 1928 حكما بالسجن عشرون عاما بسبب نشاطه الثوري ، كتب خلالها العديد من المؤلفات التي اسست للشيوعية الاصلاحية – اليمينية في اوربا . توفي بالسجن عام 1937 . م.روزنتال ، ب. يودين ، الموسوعة الفلسفية ، ترجمة سمير كرم ، ط5 ، دار الطليعة ، بيروت ، 1985 ، ص319 .
(10) محسن جاسم الموسوي ، النظرية والنقد الثقافي ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 2005 ، ص97 .
(11) ادوارد سعيد ، صور المثقف ، ترجمة غسان غصن ، دار النهار للنشر ، بيروت ، 1997 ، ص29 .
(12) انطونيو غرامشي ، دراسات ومختارات ، ترجمة ابراهيم محمود ، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق ، 1972 ، ص14 .
(13) راسل كوبي ، نهاية اليوتوبيا ، ترجمة فاروق عبد القادر ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، 2001 ، ص128 .
(14) فيما على النقيض من ذلك ، يتهم الدكتور نديم البيطار الانتلجنسيا العربية بالسقوط لانهم لم يظلوا امناء للفكر القومي الوحدوي العربي . ينظر : نديم البيطار ، المثقفون والثورة ، سقوط الانتلجنسيا العربية ، بيسان للنشر والتوزيع والاعلام ، بيروت ، 2002 ، ص7 وما يليها .
(15) اشارت دراسات اكاديمية عديدة الى بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية منها : نور نعمه محمود ، الفئة المثقفة العراقية دراسة تاريخية في تكوينها وتطورها الفكري والسياسي 1869-1914 ، رسالة ماجستير ، كلية الاداب ، جامعة بغداد ، 2008 ؛ يوسف عباس الجنابي ، ملامح الوعي القومي في الشعر العراقي في القرن التاسع عشر ، رسالة ماجستير ، معهد البحوث والدراسات العربية ، بغداد ، 1986 ؛ بدر مصطفى عباس ، الحياة التعليمية في ولاية بغداد 1869-1909 ، رسالة ماجستير ، كلية الاداب ، جامعة الموصل ، 1997 ؛ محمد نحم عبد الله الجبوري ، علاقات العراق الثقافية ببلاد الشام 1831-1918 ؛ رسالة ماجستير ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 1992 ؛ معد صابر التكريتي ، جمال الدين الافغاني وتاثيره في الفكر السياسي العراقي ، اطروحة دكتوراه ، كلية الاداب ، جامعة بغداد ، 1999 ؛ نجاة عبد الكريم عبد السادة العلوان ، بواكير الاتجاه التوفيقي في النهضة الفكرية الحديثة في العراق 1908-1932 ، اطروحة دكتوراه ، كلية الاداب ، جامعة البصرة ، 1998 ؛ فاطمة شمخي الغريباوي ، الحركة الفكرية في بغداد 1869-1914 ، رسالة ماجستير ، كلية الاداب ، جامعة بغداد ، 1999 .
(16) محمد عبد الحسن ، بواكير الاصلاح والنهضة في العراق 1869-1914 ، في : نخبة من الباحثين ، الاصلاح والنهضة دراسة في امكانات الاصلاح ومعوقاته في الواقع العراقي ، العارف للمطبوعات ، بيروت ، 2009 ، ص29 .
(17) كمال مظهر احمد ، المصدر السابق ، ص31 .
(18) حول دور الانتلجنسيا البرجوازية في عصر النهضة وبلورة المفاهيم الليبرالية في المجتمع ينظر : كمال مظهر احمد ، النهضة ، منشورات وزارة الثقافة والفنون ، بغداد ، 1979 ، ص36 ؛ Angie Sandha , Intellctuals and people , palgrave Macmillan , 2007 , P.18.
(19) مفردة اقتبست من الكلمة الاسبانية Comprador التي تعني حرفيا (المشتري) والكومبرادور فئة برجوازية اقتصر تكوينها على البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة والمتخلفة بوجه عام ، لاسيما في قارتي اسيا وافريقيا . وتعني الفئة التي تقوم بدور الوسيط بين الشركات الاجنبية والسوق المحلية .ينظر : هادي العلوي ، قاموس الدولة والاقتصاد ، دار الكنوز الادبية ، بيروت ، 1997 ، ص66 .
(20) كمال مظهر احمد ، صفحات من تاريخ العراق المعاصر ، ص33 .
(21) سيار الجميل ، العرب والاتراك ، الانبعاث والتحديث من العثمنة الى العلمنة ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1997 ، ص43 ومايليها .
(22) يذكر المفكر الجزائري محمد اركون ان العلماء من رجال الدين هم مثقفين بامتياز ، لانهم يكرسون جهودهم لتفسير معنى الوحي وتحرير المعاني الدقيقة للنصوص المقدسة واستنباط الاحكام الشرعية وغيرها . محمد اركون ، الفكر الاسلامي نقد واجتهاد ، ترجمة هاشم صالح ، دار الساقي ، بيروت ، 2007 ، ص6 .
(23) من اهم العوائل الدينية الارستقراطية في العراق خلال تلك الفترة : ال النقيب الكيلاني وال السويدي والحيدرية الاكراد والالوسيين وال باش اعيان (العباسيين) في البصرة والجليليين والعمريين في الموصل وال كبة في بغداد وال القزويني في الحلة . ينظر : فاطمة المحسن ، تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث ، منشورات الجمل ، بيروت ، 2010 ، ص85.
(24) وبهذا الصدد يذكر الدكتور نديم البيطار ان كلمة الانتلجنسيسا لا تعني تاريخيا المثقفين بشكل عام ، بل الذين يمارسون بينهم النقد الثوري للمجتمع او النظام الذي يعيشون فيه ، ويعملون على خلق مجتمع او نظام بديل .ينظر : نديم البيطار ، المثقفون والثورة ، الانتلجنسيا كظاهرة تاريخية ، ط2 ، مطبعة بيسان ، بيروت ، 2000 ، ص10 .
(25) من اجل ذلك ترجم الايرانيون مفردة الانتلجنسيا باسم (المستنيرون) . ينظر :مهدي بروجردي ، المستنيرون الايرانيون والغرب ، ترجمة حيدر نجف ، دار الهادي للطباعة والنشر ، بيروت ، 2007 ، ص52 .
(26) محمد جبار ابراهيم الجمال ، بنية العراق الحديثة وتاثيرها الفكري والسياسي 1869 – 1914 ، دار الحكمة ، بغداد ، 2010 ، ص29 .
(27) المصدر نفسه ، ص30 .
(28) شارل العيساوي ، التاريخ الاقتصادي للشرق الاوسط وشمال افريقيا ، ترجمة سعد رحمي ، دار الحداثة ، بيروت ، 1985 ، ص100-101 ؛ طارق نافع الحمداني ، ملامح سياسية وحضارية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ، 1989 ، ص177-178 .
(29) محمد سلمان حسن ، التطور الاقتصادي في العراق ، التجارة الخارجية والتطور الاقتصادي 1864 – 1958 ، ج1 ، المكتبة العصرية ، صيدا ، 1965 ، ص94-106 .
(30) حول مشروع مدحت باشا في تفويض الاراضي بالطابو ينظر : محمد عصفور سلمان ، العراق في عهد مدحت باشا ، مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي ، بغداد ، 2010 ، ص120 وما يليها .
واسفر هذا النظام على تدهور نظام المشيخة وانماط الانتاج التقليدية ونشوء علاقات الانتاج الجديدة القائمة على اساس الملكية الخاصة المتمثلة زعماتها اجتماعيا بالشيوخ السابقين والملاك الغائبين من اغنياء المدن ورجال الدين المسيحيين والمسلمين واليهود . للتفاصيل ينظر : محمد جبار ابراهيم الجمال ، المصدر السابق ، ص30 .
(31) عبد الرزاق الحسني ، العراق قديما وحديثا ، ط3 ، مطبعة العرفان ، صيدا ، 1958 ، ص165-175 .
(32) محمد سلمان حسن ، المصدر السابق ، ص71 .
(33) المصدر نفسه ، ص52 ؛ محمد جبار ابراهيم الجمال ، المصدر السابق ، ص32 .
(34) زكريا ابراهيم ، هيغل او المثالية المطلقة ، مكتبة مصر ، القاهرة ، 1970 ، ص160-165 .
(35) يذكر حسن العلوي ان الوالي مدحت باشا رغم انه كان متشعبا بالافكار الليبرالية الغربية ، الا انه لم يستطع تجاوز العرف العثماني التقليدي في عدم قبول العراقيون الشيعة في المدارس العسكرية التي انشأها اول مرة في بغداد . ينظر : حسن العلوي ، الشيعة والدولة القومية في العراق 1914 – 1990 ، دار المجتبى ، قم ، (د.ت) ، ص171-172 .
(36) سميت بالمدارس الرشيدية نسبة الى اسم الصدر الاعظم رئيس الوزراء مصطفى رشيد باشا في عهد السلطان محمود الثاني 1839 . ينظر : خالد قرقوش ، التعليم في سوريا نشأته وتطوره ، ترجمة نزار اباظة ، دمشق ، 2000 ، ص43 . فيما يذكر راي اخر بان التسمية جاءت نسبة الى محمد رشاد اخ السلطان عبد الحميد الثاني . للتفاصيل ينظر : عباس ياسر الزيدي ، من التاريخ النضالي للحركة الطلابية في العراق 1908-1919 ، مجلة افاق عربية ، العدد 3 ، تشرين الثاني 1979 ، ص57 .
(37) علي الوردي ، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، ج3 ، دار الراشد ، بيروت ، 2005 ، ص261 . وذكر ان الدولة العثمانية اهتمت بالمدارس العسكرية اكثر من اهتمامها بالمدارس المدنية بسبب الهزائم العسكرية امام الدول الاوربية . المصدر نفسه .
(38) عبد الرزاق الهلالي ، تاريخ التعليم في العراق في العهد العثماني 1838-1917 ، شركة النشر والطبع الاهلية ، بغداد ، 1959 ، ص181 .
(39) محمد عبد الحسن ، المصدر السابق ، ص52 ؛ نمير طه ياسين ، بدايات التحديث في العراق 1869-1914 ، رسالة ماجستير ، المعهد العالي للدراسات القومية والاشتراكية ، الجامعة المستنصرية ، 1984 ، ص166 ومايليها .
(40) ان تعابير مثل الوطن والوطنية والقومية والديمقراطية لم تكن اللغة العربية تحوي مثلها حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر . ينظر : فيليب حتى ، خمسة الاف سنة من تاريخ الشرق الادنى ، المجلد الثاني ، بيروت ، 1975 ، ص205 . وحول تاثير جريدة زوراء على الانتلجنسيا العراقية ينظر : عبد الرزاق احمد النصيري ، دور المجددين في الحركة الفكرية والسياسية في العراق 1908 -1932 ، مكتبة عدنان ، بغداد ، 2012 ، ص31-34 .
(41) المصدر نفسه ، ص42-47 .
(42) حول استمرارية النسق العثماني في الثقافة العراقية ينظر : علاء حميد ، العقل العراقي من التاريخ الى التنوير ، جريدة الصباح ، العدد 1289 ، 2 كانون الثاني ، 2008 ، ص12 .
(43) للمزيد حول تاثير النهضة في مصر وبلاد الشام على النخبة المثقفة العراقية ينظر : عبد الرزاق احمد النصيري ، المصدرالسابق ، ص52 وما يليها .
(44) يوسف عز الدين ، الشعر العراقي الحديث واثر التيارات السياسية والاجتماعية فيه ، مطبعة اسعد ، بغداد ، 1960 ، ص251 .
(45) حول بواكير التجديد في العراق ينظر : عامر حسن فياض ، مظاهر التجديد في الفكر العراقي المعاصر (الحرية الفكرية) ، مجلة الثقافة ، العدد التاسع ، ايلول 1980 ، ص17 -21 .
(46) للمزيد حول علاقات النخبة المثقفة العراقية مع بلاد الشام ينظر : محمد نجم عبد الله الجبوري ، المصدر السابق ، ص16 وما يليها .
(47) حول تاثير المدارس اليهودية والمسيحية والنشاطات التبشيرية في العراق ينظر : احمد جودة ، تاريخ التربية والتعليم في العراق واثره بالجانب السياسي ، دراسة تحليلية عن تاريخ التربية والتعليم في العراق 1534-2009 ، دار مصر مرتضى للكتاب العراقي ، بغداد ، 2009 ، ص50-58 .
(48) للتفاصيل حول اراء وتاثير الافغاني الاصلاحية ينظر : غسان العطية ، معالم الفكر العربي الاصلاحي السلفي ، دار الطبع والنشر الاهلية ، بغداد ، 1970 ، ص9-13 .
(49) زار جمال الدين الافغاني العراق ثلاث مرات . الاولى : عام 1849 وزار فيها النجف وكربلاء مع والده السيد (صفدر) قادمين من طهران ، ودرس في الحوزات العلمية فيها . والثانية : عام 1858 ، ومرقادما من الهند ومتوجها الى الحجاز لاداء فريضة الحج . والثالثة : عام 1891 زار فيها مدينة النجف بصورة سرية قادما من البصرة بعد نفيه من قبل ناصر الدين شاه ايران اثر انتفاضة التنباك عام 1889 . للتفاصيل ينظر : علي الوردي ، المصدر السابق ، ج3 ، ص331 ؛ صباح كريم رياح الفتلاوي ، جمال الدين الافغاني والعراق ، العارف للمطبوعات ، بيروت ، 2014 ، ص171 وما يليها .
(50) عبد الرزاق النصيري ، المصدر السابق ، ص98-101 .
(51) حول تاثير الافغاني على هذه النخبة المثقفة في العراق ينظر : صباح كريم رياح الفتلاوي ، المصدر السابق ، ص357 وما يليها .
(52) سلمى الخضراء الجيوسي ، الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث ، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة ، ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2007 ، ص29 وما يليها . وذكرت ان الكليات الشيعية الكبرى في النجف وكربلاء كان لها تراث تعليمي عريق . وان عدد الشعراء في النجف في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يفوق عدد الشعراء في اي مدينة في العراق اجمع عدا (الحلة) . ينظر : المصدر نفسه ، ص50 .
(53) المثقف الديني هو المثقف الذي تصدى للتعليم الديني وتدريسه والتوجهات المجتمعية من جانب والتصدي للتحديات ذات الطابع الاستراتيجي والمصيري التي توجه الامة وفق مظورات اصلاحية من جانب اخر . ينظر : رسول محمد رسول ، نقد العقل الاصلاحي ، قراءة في جدلية الفكر العراقي الحديث ، النايا للدراسات والنشر والتوزيع ، دمشق ، 2008 ، ص98 .
(54) عدي حاتم عبد الزهرة المفرجي ، حركة التيار الاصلاحي النجفي 1908 – 1932 ، رسالة ماجستير ، كلية الاداب ، جامعة الكوفة ، 2002 ، ص39 وما يليها . وحول اسهامات مدينة النجف الحضارية والسياسية والادبية ينظر : مركز كربلاء للبحوث والدراسات ، النجف الاشرف اسهامات في الحضارة الانسانية ، ج1 ، لندن ، 2000 ، ص15 وما يليها .
(55) جعفر باقر ال محبوبة ، ماضي النجف وحاضرها ، ج2 ، المطبعة العلمية ، النجف الاشرف ، 1955 ، ص3 وما يليها .
(56) امثال : المكتبة العلوية ومكتبة ال كاشف الغطاء والاميني ومحمد باقر التوستري ومكتبة المحدث النوري ومحمد بحر العلوم ومحمد اليزدي ومحمد السماوي وغيرها .
(57) امثال : مدرسة الصدر ومدرسة والاخوند ومدرسة كاظم اليزدي ومدرسة الخليلي ومدرسة كاشف الغطاء ومدرسة الجزائري ومدرسة قوام والمدرسة البخارية وغيرها .
(58) امثال : جمعية منتدى النشر وجمعية الرابطة العلمية وندوة الادب والقران الكريم وغيرها .
(59) امثال : العلم والاعتدال والغري والدليل والبيان وغيرها .
(60) كاظم الكفائي ، عصور الادب العربي ، مطبعة الارشاد ، بغداد ، 1968 ، ص159-161 .
(61) سيار الجميل ، المصدر السابق ، ص43 . وحول مشروع التحديث في العراق ينظر : محمد جبار الجمال ، تحديث العراق وسياسة بريطانيا الكولونالية 1908-1932 ، مجلة دراسات تاريخية ، العدد 34 ، 2012 ، ص181 وما يليها .
(62) محمد الحداد ، مواقف من اجل التنوير ، دار الطليعة ، بيروت ، 2005 ، ص30 . وذكرت الكاتبة المصرية نوال السعداوي : بان مفهوم الحداثة هو انتقاء الاصلح من التراث القديم ، والاصلح من الفكر المعاصر الحديث . نقلا عن : ابراهيم سعفان ، ازمة الفكر العربي ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، سوريا ، 2000 ، ص104 .
(63) جورج طرابيشي ، من النهضة الى الردة ، تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة ، ط2 ، دار الساقي ، بيروت ، 1999 ، ص42 .
(64) يذكر الدكتور مسعود ضاهر ان سبب فشل مشروع الدولة العثمانية في النهوض الشامل هو اعتمادها على التغريب وليس التحديث ، في حين ان سبب نجاح التجربة اليابانية هو اعتمادها التحديث مع الاحتفاظ بالطابع الروحي للمجتمع . ينظر : مسعود ضاهر ، النهضة العربية والنهضة اليابانية ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، 1992 ، ص260 . وبحسب هذه المنهجية نجد ان الدول التي اعتمدت التغريب وفشلت في المنطقة هي : الدولة العراقية والدولة المصرية ومشروع رضا بهلوي في ايران ومشروع كمال اتاتورك في تركيا .
(65) حول المواقف الاصلاحية للنخبة المثقفة في مدينة النجف ينظر : عز الدين عبد الرسول عبد الحسين علي خان المدني ، الاتجاهات الاصلاحية في النجف 1932-1945 ، اطروحة دكتوراه ، كلية الاداب ، جامعة الكوفة ، 2004 ، ص33 ومايليها .
(66) ينظر : قحطان جابر اسعد التكريتي ، دور المثقفين والمجددين في الثورة الدستورية الايرانية 1905-1911 ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة تكريت ، 2005 .
(67) حول الموقف السياسي والديني من الاحداث في تلك المرحلة ينظر : علاء عزيز كريم ، موقف الحوزة العلمية في النجف الاشرف من التطورات السياسية في العراق 1921 -1932 ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة بابل ، 2007 ، ص25 وما يليها .
(68) علي الشرقي ، العقلية السياسية في العراق وروحية الحركة ، جريدة النهضة العراقية ، العدد 26 ، 7 تشرين الاول 1927 . وذكر بان بغداد كانت تساير النجف ولما ارادت الحالة السياسية ان تترسخ في العراق ، اختلفت بغداد مع النجف في بعض منعرجات السياسة ، فقضت بغداد باعتزال النجف ، فاعتزلت في زاويتها حتى ان الوضعية السياسية في العراق قضت بتجريد النجف وكربلاء من كل علاقة . وختم مقالته بالقول (ان الفراتيون يحملون من العراقية اكثر من غيرهم اولئك الذين لايحلمون الا ادبية تركية وفنا باليا ).
(69) ابرز المهاجرين : محمد رضا الشبيبي وعلي الشرقي ومحمد مهدي الجواهري وهبة الدين الشهرستاني ومحمد صالح بحر العلوم ومحمد باقر الشبيبي ومحمد حسن ابو المحاسن ومحمد مهدي البصير وغيرهم .
(70) تبلور هذا النمط على هامش مرحلة الاصلاح التحديثي العثماني . ينظر : اليزابث سوزان كساب ، الفكر العربي المعاصر ، دراسة في النسق الثقافي المقارن ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 2012 ، ص70 وما يليها .
(71) اعتمد هذا التقسيم عبد الاله احمد في : نشأة القصة وتطورها في العراق 1908 – 1939 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1986 ، ص4 وما يليها . وحول دور الانتلجنسيا العراقية في دعم عملية التحديث ينظر : محمد الجمال ، النخبة المثقفة وتحديث العراق 1869-1914 ، مجلة دراسات تاريخية ، العدد 22 ، 2009 ، ص150 ومايليها .
(72) حول حركة الاصلاح في الدولة العثمانية ينظر : محمد عصفور سلمان الاموي ، حركة الاصلاح في الدولة العثمانية واثرها في المشرق العربي 1839 -1908 ، اطروحة دكتوراه ، كلية الاداب ، جامعة بغداد ، 2005 ، ص58 ومايليها .
(73) محمد بهجت الاثري ، محمود شكري الالوسي وارائه اللغوية ، اصدار جامعة الدول العربية ، القاهرة ، 1959 ، ص16-17
(74) حول تجليات التيار التحديثي لهذه المدن المقدسة في العراق ينظر : عبد الرضا صادق ، في ادب العراق الحديث ، دور الادباء الشيعة 1900-1958 ، دار الفارابي ، بيروت ، 2009 ، ص416 ومايليها .
(75) محمد حسن كاظم محيي الدين ، المعارك والخصومات الادبية في العراق في القرون الثلاثة الاخيرة 1700-2000 واثرها في الحركة الادبية ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 2012 ، ص229 .
(76) سنعتمد التقسيم اللاحق بتصرف على دراسة الدكتور سيار جميل ، الانتلجنسيا العراقية : التكوين – الاستنارة – السلطة ، مجلة المستقبل العربي (بيروت) ، العدد 139 ، ايلول 1990 ، ص28 وما يليها . وبعد عام اعاد الدكتور الجميل نشرها في مجلة افاق عربية بعنوان : انتلجنسيا العراق ، التكوين والاستنارة القومية ، العدد التاسع ، ايلول 1991 ، ص34 وما يليها . وقد ازال منها بعض الفقرات التي تخص المديح للعهد الملكي ووصفه بالعهد الليبرالي بسبب الخوف من النظام البعثي الاستبدادي الحاكم في العراق ، الا ان الدكتور الجميل لم يتطرق في البحثين الى مدينة النجف كمرجعية ثقافية ومعرفية ومكانية نظرا لطبيعة النظام الشمولي انذاك الذي يرفض الاشارة اليهما بكلمة مديح ومراعاة لتوجهات مركز دراسات الوحدة العربية الذي يتبنى المنطلقات الطائفية . واطلق على المرجعية الاولى تسمية (مرجعية الاوائل) في مجلة المستقبل العربي و (المرجعية التقليدية الكلاسيكية) في مجلة افاق عربية .
(77) ابراهيم خليل العلاف ، تاريخ العراق الثقافي المعاصر ، دار ابن الاثير للطباعة والنشر ، الموصل ، 2009 ، ص220 . وحول تاثير النخبة القانونية على المسارات السياسية والثقافية ينظر : عبد الحسين ابراهيم الرفيعي ، النخبة القانونية ودورها الفكري والسياسي في العراق 1908 – 1932 ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة بغداد ، 2003 .
(78) ابراهيم خليل العلاف ، المصدر السابق ، ص196 .
(79) لقد اعتمد الدكتور سيار الجميل على هذا التقسيم المكاني لمفهوم الانتلجنسيا العراقية بمعناه الواسع جدا ، الذي يشمل اي فرد تلقى تعليما سواء اكان دينيا او رسميا ، عسكريا او مدنيا ، غربيا او تقليديا ، وهو قريب لمنهجية (غرامشي) حول المثقف العضوي ، وليس منهجية (جوليان باندا) حول المثقف النقي ، كما ذكر ذلك في دراسته في مجلة المستقبل العربي .
(80) علي المحافظة ، الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة 1798 – 1914 ، الاتجاهات الدينية والسياسية والاجتماعية والعلمية ، الاهلية للنشر والتوزيع ، بيروت ، 1987 ، ص95 .
(81) ابراهيم الوائلي ، الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر ، مطبعة العاني ، بغداد ، 1961 ، ص67.
(82) يذكر محمد مهدي البصير بانه (لولا اصلاحات مدحت باشا لكان من الصعب ان نرى في البلاد شيئا يذكر ، واليه يرجع الفضل بانشاء طبقة متنورة في بغداد ، مهما كان عدد رجالها قليلا) نقلا عن : رسول محمد رسول ، المصدر السابق ، ص41 .
(83) يوسف عز الدين ، الحركة الفكرية في العراق ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1984 ، ص81 وما يليها .
(84) حنا فاخوري ، تاريخ الادب العربي ، دار المعارف ، القاهرة ، 1951 ، ص905 .
(85) عبد الله العروي ، ازمة المثقفين العرب : تقليدية ام تاريخانية ، ترجمة ذوقان قرقوط ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1978 ، ص84-89 . واكد الدكتور نديم البيطار هذه الظاهرة عربيا بقوله (سقطنا من مرتفعات الخمسينات او حتى الستينات في مستنقعات العقود الثلاثة الاخيرة) . نديم البيطار ، المثقفون والثورة ، سقوط الانتلجنسيا العربية ، ص23 .
(86) خلدون حسن النقيب ، الدولة التسلطية في المشرق العربي المعاصر ، ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1996 ، ص57-60 .
(87) عبد الحسين الطائي ، جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة ، دار الحكمة ، لندن ، 2013 ، ص153 وما يليها وحول علاقة المثقف بالسلطة في العراق الملكي ينظر : رهبة اسودي حسين ، المثقف والسلطة في العراق 1921-1958 ، اطروحة دكتوراه ، كلية العلوم السياسية ، جامعة بغداد ، 2010 .
(88) ابراهيم الحيدري ، الحكم الملكي في العراق ، محاولة لبناء دولة حديثة ، موقع الحوار المتمدن ، http://www.ahwar.org
(89) سيار الجميل : ولد في الموصل عام 1952 اكمل دراسته الجامعية في الموصل ثم في بريطانيا وحصل على الدكتوراه عام 1982 ، دَرَّسَ في عدة جامعات عربية لاسيما في الجزائر وتونس والاردن . له العديد من الابحاث والمؤلفات التاريخية ، يعيش حاليا في كندا . سيار الجميل ، المجايلة التاريخية ، فلسفة التكوين العربي ، الاهلية للنشر والتوزيع ، عمان ، 1999 ، ص587 .
(90) المصدر نفسه ، ص436 وما يليها .
(91) الطربوش : غطاء للراس يوناني الاصل ، اعتمدته السلطنة العثمانية مذ عام 1839 كبديل عن العمامة في المؤسسات الرسمية والدينية التابعة لها والاقاليم التي تخضع لسيطرتها مثل العراق . واعتمدته مصر حتى ثورة تموز 1952 . ينظر : شاكر مجيد ناصر الشطري ، قاموس العميد للمصطلحات السياسية ، ط2 ، دار الجواهري ، بغداد ، 2012 ، ص165 .
(92) سيار الجميل ، جامعة اهل البيت في العراق 1924 – 1930 ، دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع ، بغداد ، 2012 ، ص32-33 ؛ سيار الجميل ، بنية الثقافة العراقية ، دراسة في الاجيال الراحلة ، موقع الدكتور سيار الجميل ، http://www.sayyaraljamil.com .
(93) محمد مظلوم ، شعر الثمانينات واجيال الدولة العراقية ، التكوين للتاليف والترجمة والنشر ، دمشق ، 2007 ، ص33 – 43 . وللتفاصيل حول الاجيال الادبية في العراق ينظر : علي حاكم صالح ، سرديات الاجيال الادبية في العراق ، مجلة الكوفة ، العدد الرابع ، خريف 2013 ، ص109 وما يليها .
(94) سعيد الغانمي : ولد عام 1958 في محافظة القادسية ، تخرج من كلية الاداب بجامعة الموصل عام 1983 . عين موظفا في وزارة الثقافة والاعلام ، له العديد من المؤلفات والكتب المترجمة ، يعيش حاليا في استراليا ، حميد المطبعي ، موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ، ج2 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1994 ، ص99 .
(95) سعيد الغانمي ، الثقافة العراقية والسلطات الثلاث ، مجلة الكوفة ، العدد الرابع ، خريف 2013 ، ص61-64 .
(96) يبدو ان تاثيرات المكان على المفاهيم التي ادرجها الدكتور سيار الجميل ظاهرة بصورة لافتة في ارائه وتحقيب الانتلجنسيا العراقية ، فنجد انعدام ذكر او تاثير التيار الماركسي على المشهد الثقافي العراقي ياتي في سياق ضعف هذا لتيار في مدينة الموصل ذات التوجه العثماني الديني السابق والقومي اللاحق .
(97) وصف الدكتور محسن الموسوي الجيل المثقف في عقد الستينات في العراق بالمثقف المأزوم او المتوتر الذي تبلور على هامش الاحباط السياسي بعد ثورة تموز 1958 . ينظر : جهاد فاضل وحمزة مصطفى (اعداد) ، محسن الموسوي اسئلة الثقافة ، مكتبة النهضة ، بغداد ، 1989 ، ص266 .
(98) ان اعتماد عام 2011 كفترة زمنية محددة لهيمنة النسق الاسلامي الفاعل على الجيل الثقافي الرابع للانتلجنسيا العراقية ، انما هو قد تحدد بعمر الجيل البشري الذي يكون عادة يقارب الثلاثين عاما .
ملاحظة : بما ان المقدمة ادرجت لاحقا فان هوامش المصادر والتعليقات لم تذكر ضمن قائمة الهوامش والمصادر لاسباب فنية ويمكن الاحالة بهذا الصدد الى كتاب فاطمة المحسن (تمثلات النهضة في ثقافة العراق الحديث) وكتاب عامر حسن فياض (جذور الفكر الديمقراطي في العراق) وكتاب رسول محمد رسول (نقد العقل الاصلاحي) وكتاب عبد الرزاق احمد النصيري (دور المجددين في الحركة الفكرية والسياسية في العراق) .
الدكتور سلمان الهلالي – كلية الاداب – جامعة ذي قار



#سلمان_رشيد_محمد_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 (القسم الثاني)(مقاربا ...
- الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991 (قضاء النصر انموذجا)( ...
- تاريخ العمارة وتخطيط المنازل في مدينة النصر
- ظاهرة الحقد في المجتمع العراقي (القسم الرابع والاخير)
- ظاهرة الحقد في المجتمع العراقي (القسم الثالث)
- ظاهرة الحقد في المجتمع العراقي (القسم الثاني)
- ظاهرة الحقد في المجتمع العراقي (القسم الاول)
- لماذا يشعر العراقيون بالنقص امام العرب ؟
- الدوافع الايديولوجية والسياسية والذاتية في الهجوم على الدكتو ...
- الدوافع الايديولوجية والسياسية والذاتية في الهجوم على الدكتو ...
- الدوافع الايديولوجية والسياسية والذاتية في الهجوم على الدكتو ...
- الدوافع الايديولوجية والسياسية والذاتية في الهجوم على الدكتو ...
- ماهية الفتاوي الغريبة عند اهل السنة ..
- القاص علي السوداني قوميا متطرفا !!
- من اسس حزب البعث : زكي الارسوزي ام ميشيل عفلق ؟؟
- ظاهرة (الفطارية) في المجتمع العراقي
- عدوى الطائفية من سعدي يوسف الى طالب عبد العزيز
- فايروس الطائفية عند سعدي يوسف
- متى تبلورت اللهجة البغدادية الحديثة والجامعة ؟؟
- عقدة كيس الحاجة عند المثقفين الشيعة والكورد والمسيحيين (ادوا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سلمان رشيد محمد الهلالي - بواكير ظهور الانتلجنسيا العراقية وتحقيب الاجيال الثقافية في القرن العشرين