|
حكايات الدكتور سْفَر 8
زياد بوزيان
الحوار المتمدن-العدد: 6248 - 2019 / 6 / 2 - 13:58
المحور:
الادب والفن
عند مدخل قاعة التدريس مجموعة من الطالبات ملتفات حول الدكتور سْفَر إحداهن متحدثة و كأنها بصدد موضوع من الموضوعات السفرية ( نسبة إلى الدكتور سْفر) : الموضوعية و العلمية و تضييع الوقت وهلم جر .. لم نستوعب ما كانت تقوله للأستاذ لكن في اجابتهُ لها ما يشي أنها كانت تلومه باسم رئيس القسم و تترجاه عدم الدخول في متاهات سؤال ــ جواب ، الخارجة عن أطر الدرس مع مجموعة الخلف أو شيء من هذا القبيل :
" ــ سبق لي و أن قلت لكم أن التزَلُف و التملق الفردي و الجماعي بين الطالب و أستاذه و بين الأساتذة فيما بينهم يقتل البحث العلمي بإضعافه مُضفياً مظاهر المحاباة و الفساد في ميدان تُعلق عليه آمال المجتمع و الأمة ؛ فالتواني في علاقات الفائدة بالاتكالية و رد الجميل بين الأستاذ المساعد الحامل للماجستير مع زميله الأستاذ المحاضر الحامل للدكتوراه ( كم كانت جامعاتنا الجزائرية تعج قبل دخول نظام LMD بهاذين النوعين من الأساتذة حيث يكون الأول طالب عند الثاني لنيل الدكتوراه ) فنيل الشهادة سواء في الليسانس أو في الدراسات العليا ؛ الدكتوراه و كرسي أستاذ التعليم العالي ؛ عندما تشوبه بل تُضفي عليه عُرفا من التّزلُفية و التشييت المبالغ حيث يكون رد الجميل (اللا نزاهة) شيئا طبيعيا. و هكذا تستمر حلقة خذ و هات عندما يصبح السابق لاحقا. فرحب غير نادم ولا محزونا بالضعف آنئذ وقل لبراءات الاختراع مني عليكِ السلام. لكن قد يقول قائل أن هذه العلاقة التي تصف ليست تزلفا بقدر ما هي احترام يفرضه المستوى العلمي و الأدبي العالي. أقول كلا و ألف كلا ؛ لأنها ظاهرة مكتسبة من الإعدادي ؛ عندما يوصل أب التلميذ معلم ابنه مثلا يوميا معه في سيارته الخاصة دون أجر لكن يقول له يوميا : عينك أنت على الولد و الباقي عليَ!
ــ يبدوا أنكم لم تفهوا مناقشات الدرس الفائت أو لم تسستسيغوها و أولتموها على الشمولية في الوقت الذي كان حري بكم تأويلها على الجزئية! فعندما حدثتكم عن غموض النقد الأكاديمي الجزائري و التباسه ، كنا نعني به النظرية النقدية التي يترجمها الجزائريون عن مصدره الغربي مباشرة ترجمةً ضعيفة ملتبسة ؛ فالنظرية النقدية في الاطار الأكاديمي في التنظير كما في التطبيق ملتبسة يعتورها الغموض من جراء مشكل العلمية أو توهم بإمكانية علمية النقد واستغناءه عن طرائق الفن و التعبير ، فالأسلوب له مستوى عندما يبلغه يكون أسلوب لأنه مرتبط بالأدبية و الشعرية نحوا و صرفا و بلاغة ، ونحن نتحدث عن اللغة العربية العادية لا العامية ، فبرغم الخلط بين المفاهيم و المصطلحات النقدية تنظيرا و تطبيقا ــ بين الخطاب و البلاغة و الأسلوبية و التداولية و الشعرية ــ خاصة لدى طلبة الدراسات العليا من الجيل الجديد في أغلب المعاهد و كليات اللغة العربية و آدابها المنتشرة في جل ربوع الوطن فيوسف أبو العدوس مثلا ينظّر للخلط الواقع بين الأسلوبية و البلاغة في دراسات جل الأكاديميين الجزائريين المعتنية بالمنهج الأسلوبي ، عندما أشار أن القدماء في محاولتهم الإحاطة بمفهوم الأسلوب ربطوه مرة بالناحية المعنوية في التأليفات ، و مرة ثانية بطبيعة الجنس الأدبي ، ومرة ثالثة بالفصاحة و البلاغة. فالباحثون ذوي الميولات الإسلامية منهم بخاصة انحرفوا بمفهوم الأسلوب ، فالأسلوب ليس هو أداء المعنى ولا هو التعدد اللغوي و الحواري حين يقول : " نظر بعض الأدباء بين تعدد الأساليب والافتنان فيها وطرق العرب في أداء المعنى ، بحيث يكون لكل مقام مقال ، فتعدد الأساليب راجع إلى : اختلاف الموقف – و طبيعة الموضوع – و مقدرة المتكلم وفنيته"[1] أما النزوع ناحية المقاربة البلاغية بالإضافة لارتباطها باعجاز القرآن الكريم فلا يمكن استيعاد الهواجس الذاتية لدى الباحث ( الأخلاقية كما سنرى : نحن و تراثنا أفضل من الغرب و علومه و لدينا ما يغني عنهما ) أما الفهم القاصر لمفهوم الأسلوبية مرده كذلك الترجمة السيئة للنظرية النقدية عن لغتها الأصلية الأجنبية مع ضعف تحكم الناقد (الأكاديمي العلماني في الغالب الأعم ) بالنحو و الصرف و المعجمية العربية و ربما نقص ثقافته عن بلد لغة المنقول أو ثقافة بلد المنقول إليها أو هما معا ، و هذا ما يسميه النقاد النزوع الاغترابي في الترجمة التي يتميز به غالبا الجزائريون ، فانظروا معي كيف تلعب الترجمة دورا في الفهم السلس للأسلوبية من عدمها بين مترجم مشرقي وهو منذر العياشي في وجاهته و دقته هي: " دراسة للمتغيرات اللّسانية إزاء المعيار القاعدي .. والقواعد في هذا المنظور هي مجموعة القوانين؛ أي مجموعة الالتزامات التي يفرضها النظام والمعيار على مستعمل اللّغة، والأسلوبية تحدد نوعية الحريات في داخل هذا النظام. القواعد هي العلم الذي لا يستطيع الكاتب أن يصنعهُ ، أما الأسلوبية فهي ما يستطيع فعلهُ"[2] و بين المترجم الجزائري المختص نور الدين السد في تعريفه الفضفاض المعضل : " و يعرِّف "جاكبسون" الأسلوبية بأنها "بحثٌ عما يتميزُ به الكلام من بقية مستويات الخطاب أولاً، ومن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانياً "[3] فما أوسع هذا التعريف و ما أغمضه ، كان يمكن الاستغناء عنه باستبداله بآخر دقيق ( الأسلوبية تعبير/كلام ضمن نظام الخطاب مثلا) أو التصرف فيه : البدء بذكر المجال الشامل العام ثم الخاص الجزئي و ليس العكس ، ثم هل ما يتميز به الكلام عن بقية مستويات الخطاب أو من بقية مستويات الخطاب؟ تجدر الإشارة أن صعوبة تحديد مفهوم الأسلوب متأتية من مصدره الغربي حيث قدم باحثوهم تعريفات متباينة للأسلوب تجاوزت الثلاثين تعريفاً.
ــ هذا لا يمنع من أن تكون منهم ( الباحثين الجزائريين ) نسبة لا بأس بها متحاشية بوعي كبير و"ذكاء خارق" مستنقع تلك الترجمات الاغترابية ألفاظا و معاني و ثقافة ، و مستنقع تلك الدراسات و البحوث الغبشاء الغير الواقفة بأي حال من الأحوال على الدقة اللفظية و المعجمية المنوطة بالنقاد و الكتاب محترفين فضلاً عن الأكاديميين ، الذين هم قليلون لكنهم الشجرة التي تغطي الغابة ، منهم من فاقت شهرتهم حدود الوطن وأصبحوا كوادر معتد بها في الجامعات العربية بمصر و الخليج و لبنان نخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر الباحثين التوانسة في اللسانيات كعبد السلام المسدي و محمد زليطني و محمد رضوان وحسين الواد .. أما في مجال الابداع الشعري فأصبح الموريتانيين نموذج للفحولة المغاربية عربيا." ثم يرن جرس الدخول فينسل الدكتور سْفر منهن و بسرعة خاطفة يجلس على مكتبه في انتظار بدء الدرس و عندما أحس بدنو وقت الحصة إلى الانقضاء عرج كعادته على حكايات جديدة
الحكاية السادسة عشر « تقديرٌ للذات و بخس للآخر»
لاشك أنكم تلاحظون أني لا أمل الحديث عن موضوعات بعينها منذ درسي الأول معكم ، فذلك لأهميتها و علاقتها بمجال النقد ، حياتي كان أو أدبي أكاديمي كالذي نحن فيه ألا وهي : ضعف واقع اللغة العربية في الجزائر و كل ما تبعها من درس نقدي و إبداعي و الوضع السياسي المتراوح شدا وجذبا بين قبضة العسكر و قرآنهم "بيان أول نوفمبر" في ديمومة ثوريته مع المجتمع المدني الذي تسيطر عليه حساسيات شبكات أصولية نائمة الخلايا بما منها خيوط ما يسمون ﺒ "صغار الاسلاميين" المتغلغلة في كل دواليب الدولة بخاصة جمعياتهم الخيرية ( الوعظ و الارشاد) محميين داخل الطبقة الاجتماعية المتوسطة الواسعة في هذا البلد ، وكذلك من حين لآخر كنت أكرر على مسامعكم قضايا الحرية و العدالة و الديمقراطية و العقيدة من وجهة نظر الديانات الرئيسة ، و أعاجيب يوم الحشر لا لكي نتفقه فحسب ، بل لأجل الانتباه لإعجازها/نظمها كذلك ؛ فالقرآن كله أو بعض آياته تُعمل العقل و تستحث الفكر على طرح الفروض والشك في كل شيء و تحرك الهمم لمعرفة حقيقته كما يحرك انتظام الكون و ألغازه عالم المادة الحية الغربي فيروح يحلل و يجرب و يخترع ، كذلك نحن فاعلون مع هذ الأنماط الفكرية التي ولدنا و وجدناها مغروسة غرسا في مجتمعنا ، خذوا مثلا هذه الآيات من سورة الواقعة : « فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّة منَ الْأَوَّلِينَ وَ قَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ » المؤثر الباعث على التأمل الملي الحاد مفتاح التأويل و الاجتهاد معي في دروب من العزلة ، في صومعتي بالحي الجديد ، هو ليس الترتيل الحزين المبكي لمشفق لهذه الآيات على حال الإنسانية في يوم هو يوم الواقعة ، لكن هو في إعجاز القرآن أي في أسلوب نظمه المعجز ، الذي يفترض التأويل بداهة ، فما قال لنا الشعراء يتبعهم الغاوون بدل الشعراء يتبعهم الضالون إلا لنؤول و نقبل ببعضنا البعض في الاختلاف ، أي نقلل من شأن ذواتنا مقابل الآخر عندما نعقّل إطلاقيته وإلا فهو الحب الفطري للإنسان الشرقي لذاته أو قل ساديته التي تمنعه من قبول الآخر المفارق في فكره و استعاراته ؛ ما دام الآخرين موصوفين في جنات النعيم بأنهم "قليل" مقارنة بالأولين فلِما التناسل بإفراط و لِما عدم الخشية على مصيرهم في الدار الآخرة كما الخشية عليهم في الدار الدنيا ( التكاثر لأجل التعارف و مباهات الأمم الأخرى بهم في القوة و عَرض الدنيا الزائل! ) و قوله في سورة التحريم : " و التي أحصنت فَرجها فنفخنا فيها مِن روحنا و جعلناها و ابنها آية للعالمين ــ يا أيها النبي قل لِأَزواجك و بناتك و نساء المؤمنِينَ يُدنِينَ عليهن مِنْ جلابِيبهن ذلك أدنى أن يعرَفن فَلا يؤذَينَ ـ " أهي مكافأة منه على تحصين الفرج و اتيان الحاجة ؟ أو لهذه الدرجة ينزل ربنا ، ليميل إلى أحد أو آخر لشرفه أو ردا له؟ أو يؤلب بعض عباده على بعض بقسوة شبيهة بقسوة البشر؟ ثم إن الاختصاص بحفاظ شرف المؤمنين وحدهم دون سائر الناس إعطاء الحجة لهم للوقوع في الزنا إلا إذا كان هؤلاء المؤمنين يتوهمون أنهم أفضل من غيرهم أخلاقا و شرفا. بالتالي يجوز استباحة الآخر في نسائهم على أنهم أعدائهم مع ابتدائهم في فعل التعدي ، أما أذية الله لغير المؤمنين فمستبعدة بل هي أذية أنفسهم بأنفسهم واتباع خطوات الشيطان( الخير من الله و الشر من النفس و الشيطان ) لكن في "الاختصاص" و "الابتداء بالتعدي" تناقض واضح أي أذية الله لعباده! بالتالي فخطاب كهذا حري بالبشر وحدهم ولا علاقة له بالسماء. بلى و الآيات الدالة على ذلك عديدة و هي في أمس الحاجة للمجتهدين كقوله :" و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن وَاهْجُرُوهُنّ في المضاجع وَاضْرِبُوهُن" ــ "ولا تأخذكم بهما رأفة " ــ " نمَتِعهم قليلا ثم نَضْطَرُّهُمْ إِلىٰ عذابٍ غليظ " و حتى وإن كان اجتهادا في شكل رمزي ، قصصي مثلا ، و ذلك إلا كي أؤكد لكم التأثر المباشر لقطاع التعليم و البحث العلمي بها ـــ و هي نفس المواضيع التي لا نمل من سماعها سيدي بل أننا أصبحنا نقلدك في إثارتها ( كلام أحد طلاب مجموعة الخلف مقاطعا) ـــ
ـ أولا قل موضوعات ولا تقل مواضيع و ثانيا انظروا بعد نور العلم هل يبقي للإنسانية من انسانية وهل يبقى لمفردة التحضر معنى؟ و بعد معاني القرآن و غناها بتشكيلات لغوية مجازا و عدولا هل تبقى معاني أثيرة بالتحري لتعلم الأسلوبية و نظرية النظم (والنقد عموما) أفضل منه؟ أنا لا أعتقد ذلك ، لكن لابد دائما الحذر من مقولة جدة المعاني وحدها هي المجسّمة لجوهر الأسلوب/النظم و السر في معاني القرآن المطروقة عبر العصور يكمن في صيّغِه المجازية المعجزة لكن المثل يقول كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده ؛ فأرسطو أول من فرّق في استعمالات اللغة ، و الاستعارة من أهم مستويات استعمالات اللغة فقد جعلها أعظم الأساليب ، غير أن الإفراط في استعمالها يجعل الكلام ملغزا و التفريط في استعمالها يجعل الكلام مبتذلا و سوقيا. وعليكم أن تقارنوا بين الخطاب الاستعاري في القرآن وفي الشعرية العربية الحديثة المؤثرة لخطاب التسامح كما في قول السياب في قصيدة شناشيل ابنة الجلبي حيث في كلا القراءتين حُب الآخرين أو حَب الآخرين يستوي معناً جميل. .... إنه الرطب تساقط في يد العذراء وهي تهز في لهفه بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الأنوار لا الذهب ، سيصلب منه حب الآخرين ، سيبرئ الأعمى و يبعث من قرار القبر ميتا هدّه التعب من السفر الطويل إلى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب
ــ نعم لا بأس إذن من أن يقع كذلكم عندنا خطاب "الثورة المجيدة" و يتوافق توافقا محيرا مع خطاب " محمدٌ رسول الله و الذين معه أَشداء على الكفار رحماء بينهم" مع خطاب مستحقر لكل من يقيم علاقات مع إسرائيل أو يتساهل معها، أي تسخير القوة و التسلط للعرف الاجتماعي المترسب و قوامه تآلف ضمير الوطنية مع ركيزته الروحية الدينية الإسلامية لتبني بهما التاريخ الممجد لقيمها الذاتية/الهوية القطرية ؛ بالمُقايضَة كما بدأت في خمسينيات القرن الماضي بين عبد الناصر و الاخوان المسلمين ( نؤيد سياستك عندما تحقق مطالبنا : لا لتعليم المرأة ، لا للفن ، لا لعمل المرأة .. وهكذا ) مازالت مستمرة في أيامنا بين ما بقي من دكتاتوريات عربية و بين الأعراف الاجتماعية- الثقافية ، فعندما طرد سكان ورقلة مغني الراي من ولايتهم صمت وزير الثقافة صمتا محيرا . فيتعرض المثقف و الشاعر و الناقد بدوره للمحاصصة و المقايضة سواء كان إلى جانب السلطوية أو إلى جانب الأعراف الاجتماعية ، فتدني المستوى المعرفي و المحاباة و عدم النزاهة في أغلب الجامعات الجزائرية هما نتاج ضعف الدولة لكن أولا وأخيرا هما نتاج ضعفهم المعرفي و التقني التحصيلي ؛ يعني شهاداتهم العليا مشكوك فيها بدون القفز على ضعفهم الايماني : على أقل تقدير الايمان بقداسة العلم و العدالة في حد ذاته ، مهما كانت توجهاتهم علمانية أو دينية فمن لا يؤمن بالعلم أخلص الايمان لِمَا فيه من قيم مفيدة للإنسان فمعنى ذلك أنه طلبه بالانتحال و التزلف و يُلقّنه بالانتهازية و الارتزاق و التعسف ( تملقني أمنحك علامة جيدة مع الطلبة و اِعطيني أُعطيك مع بعضهم البعض ) و ما يشي أن تلك المحاباة أنها موجودة كونها ممارسة ثقافية مضمرة هو ليس تراجع مستوى تصنيف الجامعة الجزائرية و البحث العلمي بها عالميا و عربيا و انعكاس الممارسات السلطوية و الأيديولوجية و المذهبية بداخلها فقط ، بل في ثقافة النفاق بالعلمية الذي أصبح نفاق تاريخي متوارث مكتسب في جيناتهم أبا عن جد ، نتيجة الصراعات و الحروب الطويلة في سياقهم الأمازيغي العربي الإسلامي ؛ بل تراه يؤمن أمامك أشد الإيمان بل سيظل يرفع شعار سنّة الاختلاف و التعددية مستشهدا بالكتب المقدسة و المواثيق الدولية لكن حينما يأتي الامتحان يحرق الأستاذ الذي له ميولات أيديولوجية تراثية الطالب الذي له ميولات علمية و يسرقه جهده و العكس ؛ و لا يضعه في نفس الخانة مع الطالب الرافع لشعار ديني بالرغم أنه أبلغ و أذكى منه ، لقد شاعت هذه الممارسة أكثر مع مجيئ وتطبيق النظام الجديد LMD بالكامل ؛ حيث اعتمد المسئولون على القطاع الأساتذة الشباب من الذين يحملون فقط الماستر ، لكنهم جد محدودي الثقافة ، ظنا منهم أنهم مثل الأوروبيين و لم ينتبهوا أن الأوروبيين ديمقراطيون بالسليقة لا يتعاملون في حياتهم و في عملهم بغير النزاهة و الديمقراطية ، مهما كنت دينيا أو علمانيا أمامهم ، منحلا أو ملتزما متزلفا أو عدائيا ، فذلك لا يعني شيء عندهم وهو خارج الحسابات الموضوعية.
أما العقيدة الإسلامية التي تميل في تطرفها إلى تمجيد الذات و تحقير الآخر و إلى استلاب الانسان انسانيته بالتدرج ثم بربط الكل بسياسة العصا و الجزرة ، و حتما بمعزل عن الضّمير الذي هو جوهر ما تحمل النفس البشرية ، لكنه مع هؤلاء معطل لا يعمل إلا خلف حجاب أو تحت أوامر العقيدة . الضمير هو الصانع لمجد الانسانية وحضارته بالعلم على وجه البسيطة ، و هو مستنير عند المسيحيين حينما يتعلق الأمر بالمرأة الزانية مثلا : من وُجد بلا خطيئة عجميا كان أو عربيا فليرجمها حتى الموت ، بينما هو مظلم ضامر عند المسلمين فاسحا لما يُفيد الذات أول بأول ، فعندما يُسأل المسلمون عن حرية المرأة يسارعون للقول : وهل ترضى ذلك في أختك و أمك؟ نفس الشيء بالنسبه لعالمية الرسالة المحمدية : أرسلناك أنت بالذات للعالمين كي تكون هاديا لهم (تسبيق فضل الذات لتمجيدها) ، والآخر يأتي في المرتبة الثانية ، بينما عند المسيحيين فيسوع مرسل للناس جميعا لِمن يطلبه : من يريد المسيح فسيجده بين يديه و ذاته تأتي بعد الآخر، أما تدخل الضمير في البر و المعروف عند المسيحيين ظاهر حيث تجذب المعونة والاعمال الخيرية الغير المشروطة بدين او خلق السكير و المنحل و المجرم شبيه الشيطان ( المسيحيين اليوم أكثر من 2 مليار ) أما عند المسلمون فالأولى بها ذوي القربة ؛ الأقرب فالأقرب ثم أيتام المسلمين أما السكارى المنحلين ففي ستين داهية.
الحكاية السابعة عشرة « أحفاد ابن خلدون و الـركـود »
ــ ألا فالصامتون الصامتون المغرقون في أفراح الماضي و أحلام اليقظة و آلام كُشفات المستقبل ، المعري و ابن برد و ما استطيبا من عبق الكلِم و الدراويش من بعدهما ؛ ابن الطفيل و طاغور ربندرنات. أَفحقاً كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة أم كلما اشتد وجد الصمت توهج بقريحة الكَلِم؟ طوبا لهم إذن من قومٍ تجرعوا الصمت فسكبتهم السماء من جوهرها نشوة الروح زلالا عندما أفاضت على غيرهم من كأس عرضِها نعيما مدرارا . ليت شعري، أولم تستنبت الأرض بين هذا و ذاك بما رحبت و ظل الحَسك حَسكا متربصا بالزُّوان سُنّة الله في خلقه؟ كذلكم صنوفٌ من غرائز الموت و الحسد بل صنوف من شرور الضغائن ما ظهر منها و ما بطن سائرة بينهم فاشية إلى أن يقرر أمرا كان مفعولا.
ــ هل تقصد متصوفة هذا العصر يا أستاذ؟ ( ثم ينبس همسا: قلت لكم أن الدكتور سْفَر شاعر صوفي ولم تصدقوني)
ــ بلى ، التعبير المجازي و حتى البحث في موضوعات المجاز سيكون متاح للداني و القاصي، يستطيعه كل من حفظ القرآن في حداثة سنه ، لذلكم أخشى أن كل من أمسك بتلابيب الاستعارة و تتبع ظواهرها في سياقات التخاطب المختلفة بخاصة الصامتون السالكون مع قناديزهم برزخ التحلي و التجلي فقد وثق بالخصب في نفسه. و ليس الصدام هنا في مباهاة و مدح و هجاء بل في تأويل الظواهر المجازية المرتبطة بحساسية النفس أشد ارتباط إلى أفق الالهام و الوحي ، فحينذاك يفرغ المرء لتوه من عالم المادة و هو يحسب أنه أصبح له حظ من السماء خطابا و اعجازا حتى لَيقع الغير في حسده ، حاملين له الضغينة ، متبلورة عداءً مستمرا ثم طبقية إثر غِنا بعد كَد ، فحضارة في حاجة إلى خام ، فاستعمار و رحلات تبشير حديثة ؛ الأمر الذي ولّد فروقات مستحكمة العداء بين أكبر ديانتين كونيتين ، الإسلام و المسيحية ، بتدخل غير مباشر لليهود كعادتهم. بلى ، لعل ألد أعداء الإنسانية في عصرنا أقنومان .. واحد يكاد يعبد إسرائيل مدحا ، شغفا و هُياما و الآخر ما برح يكن لها عداءً أسطوريا ، و بين هذا و ذاك هي جميع الديانات و المذاهب و النحل ، في حل من أمرها ، عدا من أراد منهم تطرفا و تصعلكا ، أجل جميع ديانات الشعوب تنام على سماحة القلوب قولا وفعلا فطرة الرب في خلقه ؛ فخطاب المتصوفة خطاب عالمي حواري من شعوب الحكيم بوذا و المهاتميون شرقا إلى الأرثوذكس و البروتستانت و العدميون غربا ، تجاوز حقد الكلمة التي تنبو بها النفس ، لا فرق بين نحن و آخر إلاّ من كان حاله حال ببغاء ثرثار أو سنبلة خاوية الحب.
في يوم من الأيام سمعت صحفيا يسأل مفكرا أكاديميا جزائريا : ــ نرجوا أن تحدّثنا عن ما دار في الندوة العالمية التي احتضنتها تونس الشهر الفارط حول "فلسفة التأمل عند ابن خلدون"؟
ــ طيب ، قبل أن أجيبك على هذا السؤال لا يفوتوني أن أشكر الإذاعة الثقافية على ما تبذلونه في سبيل إرساء دعائم الثقافة في هذا البلد ، كما لا أنسى توجيه شكري إلى مدير الإذاعة الثقافية السيد "أحمد ابن محمد" و نائبه المحترم السيد "محمد ابن احمد" وإلى مخرجنا النشط المثقف الكبير الذي عودنا على برامجه المحركة للساحة ، ولا أنسى طَقْمه العامل و التقنيين المهندسين .. أرجوا أني لم أنسى أحد .. أما جواب سؤالك ففعلا ، فأنا قبل أن أُعرَج على تونس الخضراء كنت قبل نحو ستة أشهر ، قد زرت إمارة دبي بدعوى من وزارة التعليم العالي وكان يتولاها أمير! و كانت دعوى شخصية للمشاركة في فعاليات الملتقى الدولي حول دور الحضارة الإسلامية في نقل و ترجمة التراث اليوناني ، و كان العبد الضعيف ، الجزائري الوحيد الذي وجهت له الدعوة و حظيت شرف الالتقاء بقامات فكرية كبيرة ، فقد شاءت الصدف أن ألتقي بالدكتور المفكر المصطفى التازي من المغرب ، و الاخوة التونسيون الفاضل بن شرفي و الغنوش الجعيط و علماء مصر و مثقفيها كمال أبو رية و المستمني و جابر وَعل و احسان عبد لُكع !! و المفكرين السعوديين عبد العزيز آل سحر و العثيمين العواملة و متعب بن فهد القرشي!! و نخبة كبيرة من أصحاب المعالي أقصد أصحاب النظريات المتميزة في تاريخ الحضارات ممن أثاروا نقاشات حادة ، على مدار ثلاث أيام ، مُشيدة كلها بوسطية الحضارة العربية الإسلامية ، تلك الحضارة ــ كما تعلم ــ كانت الرابط و الجسر بين معارف ومبتكرات الحضارة اليونانية و الرومانية إلى بدايات ارهاصات الحضارة الغربية التي بدأت في روما وسميت renaissance ، ولعله من محاسن الصدف أن يعقد المؤتمر على سوق دبي المعطاء فكرا و ثقافة ؛ و سوق هنا ليس marché و ناطحات و لوكس و بس لكن سوق في اكتساب العلوم و المعارف و أجدد التكنولوجيات و أحدث منهجيات تدريس العلوم الإنسانية و التاريخ و... قبل أن أكمل كلامي لابد أن أخبرك بأن هناك من الحُضور من تركوا الأشغال و راحوا متجولين في صروح الفن المعماري المتميز المتواشج مع التكنولوجيا الرقمية المبهرة الذي أبدعته عناية الشيخ آل نهيان رحمه الله.
و كنت في جميع جولاتي الفكرية من الرياض إلى بيروت إلى تونس ألحظ اهتماما كبيرا بالمفكرين و بالأدمغة التي يجلبونها من أماكن عدة ، حتى من الباكستان و الهند و من عندنا أححم أحححم ليعصروها عصرا في ندواتهم و مخابرهم البحثية و وسائلهم الإعلامية. أما نحن في الجزائر فلا نفعل ، أذكر جيدا قبل عامين دعاني صديقي سعادة السفير السعودي في الجزائر لندوة فكرية اقتصادية كبيرة بعنوان " آثار الفكر الاقتصادي عند ابن خلدون " من تنظيم وزارة المعارف السعودية فانبهرت بمستوى التنظيم و الاهتمام العالمي الغير عادي ، ألمان و كنديين و روس ووو كثير، لقد هالتني مداخلاتهم صراحةً ؛ دراسات و أبحاث مطولة و مستفيضة ، متتبعة لِآثار ابن خلدون الفكرية في المجال بدقة متناهية ؛ لا أُخفيك أنها كانت مغيبة أو غائبة أو مستعصية التحليل و الاهتمام و الطرق من مِمَن هم أدرى بشعابها ، حتى خِلت أن شخصية ابن خلدون و ابن رشد و الخوارزمي شخصيات غربية و ليست عربية ، لقد أفحم الألمان نظرائهم العرب باستدلالاتهم الفكرية المقاربة لبعض النظريات الاقتصادية الغربية الحديثة و التي وجدوا لها آثار في " المقدمة " و " العبر و ديوان المبتدأ و الخبر" مُلمِين بأدق تفاصيل رحلاته الفكرية بين القاهرة و فاس مرورا على تونس و تاهرت و تلمسان حتى أن عديد المتدخلين العرب من سحب أوراقه العلمية دون سابق إنذار و لم يسع أحد المحاضرين العرب إلا أن اعترف ساخرا من ورقته التي تلت ورقة الباحث الألماني قائلا « أود تقديم عرضا مختصرا حول بعض جوانب الفكر العمراني عند ابن خلدون لكن لا تلمونني! أنتم الذين اعترفتم بريادة ابن خلدون في علم الاجتماع لذلكم أنتم الأجدر منا به و بعلومه » و كنت على مَقرُبة من القول له : " بل الأجدر به و علومه هم نحن أهل المغرب العربي ، أين ألف جواهره النفيسة تلك " لكنني لم أفعل. ثم ما لبثت أن سمعت الصحفي الجزائري مقاطعا ضيفه بنبرة قلق و ضجر :
ــ أيوة اِكويس! بس ما تشوف معايا معاليك يعني أن ابن خلدون كان يمر غاديا رائحا من أمام نفس الأقوام ؛ أقصد هو لم يبرح خارجا داخلا عنهم ، و هُم هُم نفس الأقوام ، الذين حولهم ماء و هم قعود عاد ليجد الماء حولهم وهم قعود.
ــ لالا ..لا أوافقك لأنهم ما كانوا ليدعونا أصلا ، بل أقول لك أن المشارقة العرب مهتمين بنا كجزائريين و توانسة وبالتحديد العبد الضعيف شخصيا! ولِعلمك قد وصلتني دعوة سعادة السفير ممضاة من قبل وزير المعارف نفسه!
ــ الأمير؟
أجل ، وصلتني أنا و صديقي الباحث الدكتور الطاهر المُهاجر الذي لم يترك بقعة من بقع الندوات العلمية هما و هناك إلا وحطّ رحاله بها!! أجل وصلتني ولي شرف وصولها إلي كي أكون مع زملائي المفكرين الأشاوس النوابغ : علي الكنز عضو الأكاديمية الوطنية للإنقاذ و المشاركة و زميلي أستاذ الفلسفة و رئيس علمائها عمر القسوم ، و مع خيرة علماء الديار المصرية أيضا يتقدمهم المفكر اللامع أبو ريشة متولي أفندم و خواجة سيدهم و بهجت الزناتي عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة عين شمس و من قطر و البحرين الشيخين الجليلين سلوى سارة و همام بن همام و من المغرب حضَر الملتقى طه العروي و سعيد لمجرد و من العرب المقيمين بفرنسا حضر اللبناني زيدون الرحباني و سامح قسيم ومن ليبيا العالمان الجليلان المقرحي فحيمة و أحمد جبريل .. مهلا مهلا عندها تدخل الصحفي ثانية و علامات الغضب و السخط باديتين عليه :
ــ " أوتدري يا حضرة المفكر و الأكاديمي الجزائري أخيرا تذكرت البيت الذي كنت أبحث عنه ، وهو قول الشاعر : كأنّنا والماءُ مِن حَولِنا -- قَومٌ جُلوسٌ حَولهم ماءُ
ــ سيادتي و سادتي آسف انتهى الوقت و لم نحصل من ضيفنا على شيئا يُذكر، وصلنا إلى ختام المطاف ولم نهتدي معه إلى أي باب من أبواب عنوان حصتنا الموسوم ﺒ : " فلسفة التأمل عند ابن خلدون " ، ..
ـ كيف يا أستاذ إنت مجنون؟ ..الله!!..جرالك ايه .. كيف تقول هذا في حق عالم جليل مثلي؟
ــ من فضلك يا فندم من فضلك نحن على المباشر..قتل ضيفنا الوقت معرجا على الأوطان و هامات الأوطان الكثيرة مهملا المعنى بعد أن أهملوه ، خاب و تاه في مضارب الشكل فوصف و أطنب ، أصر أن يتلوهم واحدا واحدا قولا بعد أن تقولوا أقاويلا ، و معذرة لجمهورنا مرة ثانية خالَلْنا أمام مفكر تفقه في فكر عادل أمام ، ليت شعري صدق الشاعر إذ قال :
كأنّنا والماءُ مِن حَولِنا -- قَومٌ جُلوسٌ حَولهم ماءُ الأرضُ أرضٌ والسَّماءُ سماءٌ -- والماءُ ماءٌ و الهَواءُ هواءُ و الماءُ قِيل بأنّهُ يَروي الظَما -- واللحمُ والخبزُ للسمينِ غِذاءُ ويقال أنَّ الناسَ تَنطِقُ مِثلَنا -- أما الخِرافُ فَقَولُها مأماءُ كُلُّ الرجالِ على العُمومِ مُذَكَّرٌ -- أما النِساءُ فُكُلّهن نِساءُ الميمُ غَيرُ الجيمِ جاءَ مُصَحَفّا -- وإذا كَتَبتَ الحاءَ فهي الحاءُ مالي أرى الثُقَلاء تُكرَهُ دائماً -- لا شَكَّ عِندي أَنّهم ثُقلاءُ ــ
[1] - يوسف أبو العدوس : الأسلوبية ، الرؤية والتطبيق : دار المسيرة ط1 ، عمان 2007 ، ص23. [2] ـ بيير جيرو : الأسلوبية ترجمة منذر عياشي ، دار الحاسوب للطباعة ، حلب 1994 ، ص13. [3] ـ نور الدين السد : الأسلوب و الأسلوبية تحليل الخطاب .. ج 1 دار هومة ، الجزائر 2010 ، ص 13 .
#زياد_بوزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات الدكتور سْفَر 7
-
عندما تستأثر إرادة الموت بالنفس البشرية
-
حكايات الدكتور سْفر 6
-
حكايات الدكتور سْفَر 5
-
حكايات الدكتور سْفَر 4
-
حكايات الدكتور سْفَر 3
-
حكايات الدكتور سْفَر 2
-
حكايات الدكتور سْفَر 1
-
السلطوية والرئاسيات في الجزائر، توزيع السكنات الاجتماعية لره
...
-
في حضرة راوي الحكايات
-
قصص قصيرة جدا
-
أبستمولوجيا المنهج الما بعد حداثي في السياقات العربية ، إشكا
...
-
الطابور الخامس
-
قصار كالأقصوصة أو أقل
-
في سبيل علمانيتنا الحقّة
-
عن علمانية حقّة رشيدة و مأخلقة
-
قراءة لخطاب الجندر في رواية الأسود يليق بكِ ﻟ أ. مستغ
...
-
ثالثُ مقاوِمان إذ هما في مهب الريح
-
نسق -المفكر الفحل- في سياق الثقافة العالمة الجزائرية الراهنة
...
-
عن - تاريخانية الإسلام - ، قراءة تأويلية
المزيد.....
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
-
دبي تحتضن مهرجان السينما الروسية
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|