سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6248 - 2019 / 6 / 2 - 07:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قلقى بسبب ظاهرة التطرف الدينى اقدم بكثير من المرحلة الحاليه.كنت على الدوام اعتقد ان النبات الذى ينموا بعيدا عن الشمس و الهواء الطلق ستكون له خطوره ما فى المستقبل.كان ذلك قبل احداث ايلول فى امريكا حيث العنف المنفلت من كل منطق.و كان ذلك قبل احداث لندن و مدريد و هى كلها اعمال اجرام شوهت حضارة بلادنا .
و الحق ان لى ملاحظات نقديه كثيره حول التاريخ العربى قديمه و حديثه الا انى لم المس نزعه حب دماء فى الثقافة العربيه.لذا كان لا بد من السعى لفهم اسباب قيام هذه الحركات .
اعرف انه ليس من السهل فهم هذه الظواهر التى باتت مثل زلزال يدمر مجتمعاتنا .لكن اعتقد ان غياب الحياة الطبيعيه الامنه و اجواء الياس و فقدان الامل و سيادة منطق التسلط و الظلم من ناحية الدول ينتج نباتا ينمو فى الظل بلا شمس , و هذا نبات خطر .
و عندما حصلت احداث نيويورك الاجراميه سالنى صديق امريكى و هو متقاعد الان و كان يومها يدرس فى الجامعة كيف يمكن تفسير ان غالبية المشاركين من بلاد الخليج الغنيه.قلت يومها تخيل جيل الشباب يتربى فى بلاد لا تعرف ما هى النقابات و لا الاحزاب و لا ثقافة الحرية و الحوار السياسى .انهم محرومون من كل ما له علاقه بالحياه المعاصره فى ظل نظام قرونوسطى .لذا من الطبيعى انهم يصبحون نبتا ينمو بعيدا عن الشمس و الهواء الطلق .و كنت على شبه يقين يومها ان هذا الفكر سيضرب المنطقه العربيه ذات يوم .
و ان كان لى نصيحة فهى ان لا تنسى الدول اشراك جيل الشباب فى صناعه مستقبل البلاد.هؤلاء طاقه عظيمه فى الابداع فى ظل مناخ حريات عامه .و هم طاقة تدمير ان حشروا فى الزاويه و منعوا من التعبير عن ذواتهم .حينها تبدا افكارهم بالنمو بين الاعشاب و الطحالب البعيدة عن ضوء الشمس , الامر الذى ينتج جيلا يائسا قابلا لكل تطرف و مستعد ان يدمر فى طريقه كل شىء.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟