فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 22:16
المحور:
الادب والفن
الدمية
مر يومان على المهرجان السنوي الذي شاركت به كبار فرق السيرك والتي نالت إعجاب الجمهور بعروضها المميزة و حصدت فيه العديد من الجوائز ...رجعت دميتها بنظرات ساهمة وقامة منتصبة يزين ذهولها ستة ميداليات ذهبية ..لأول مرة لم تتألق للفوز الخرافي الذي يملأ الروح بهجة وصخب بعد كل كرنفال تكون فيه فراشة الوجود الإنساني ...
يومان ولازالت جالسة أعلى الصندوق بلا حراك في شحوب متسق شاخصة الى البعيد الأبعد في نور محض أثيري مغيبة الذاكرة عن مستطيلية الأرض أو كرويتها...تسمرت أمام الخواءالساكن المتحجر في عينيها كقطعتين من البلى ...لازورديتان هائمتان في عالم سرمدي وضاء ...
لم يعد لوح غزل البنات الزهري ولا أيس كريم بطعم المانجو يغري دمية السيرك متعددة المواهب حتى الحصان فقد أرادته الحرة أمام افريزية العينين أما الملك الفارس وقصره المنيع وحوله الجند الميامين استحالوا قطع شطرنج مختبئة في لعبة شتاء...
خنقت أريجها في صندوق الدمى الذي أخذ يتسع حتى توهجت الحجرة في كونية السواد ..
كيف استطاع هذا الوجه البلاستيكي أن يمثل جرما ويحدث أمرا في المجرة ؟
أم كيف لتلك الضآلة أن تكون مجالا فاعلا في كل هذا الفراغ الكوكبي؟
كيف تكون بهذا التيه وحولها براكين العالم السفلي تشحذ أنيابها ولابد من أوجه سمان تطعم الغضب الكامن في أكبادها منذ عصور ..
السنة الفولاذ تنهش اخر ماتبقى من عظم لدن...
ليضيء الفتات الممر الطويل المظلم ..
سأبعث من جديد شكلا غير قابل للكسر...
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟