أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - درس النمسا الديمقراطي














المزيد.....


درس النمسا الديمقراطي


فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين ما تسال ماهو الحلم هو ما تراه العين و يرسمه العقل بلوحة غناء يعجز المرء عن وصفها بالرغم من وجودها .وهنا هو الوصف الانسب للنمسا الذي يفوق الوصف الحقيقي حيث كل من زار النمسا شعر و كانه في حلم عن الحديث عنها لما لهذا البلد الزاخر بكل مظاهر الرخاء الاجتماعي ,عراقة التاريخ ,الفن المعماري المتمثل بالمتاحف العريقة من فن روماني و اوروبي حديث و قصور اسرة هابسبورغ الحاكمة التي لا تزال من اجمل القصور و احلاها, الموسيقى و العلوم.حيث ترى التاريخ في عناق مع الحداثة و الطبيعة التي تروي ابداعات موتسارت في الموسيقى الملكية , و فرانز شوبارت في الاوركسترا و ابو السيمفونيات جوزيف هايدن تشعر فيها باجواء من مزيج السعادة و الرقي .او موسيقى شتراوس الدانوب الازرق التي هي ما ان يتم سماعها تنتقل الى عالم من مزيح من ابداع و رقي موسيقي لاحدود له .غير عن العلوم التي ابدع سيغموند فرويد ابو علم النفس الحديث في ارساء القيم الانسانية في تحليل شخصية الانسان و تشخيص الاسباب لامراض و الظواهر النفسية و ووضع العلاج المناسب لها حيث هنا اصبحت اساس لعلم النفس الحديث .غير عن الادب و الفنون و الاقتصاد و غيرها من ميزات هذه البلاد العظيمة .
من منا لا يردد في اليوم اغنية ليالي الانس في فيينا للفنانة الراحلة العظيمة اسمهان شقيقة الموسيقار الكبير فريد الاطرش التي استوحت هذه اللوحة الفنية العظيمة من عراقة فيينا عاصمة النمسا و التي نالت لعام 2019 افضل عاصمة عالمية لما توفر افضل مقومات العيش الكريم ابتداء من مستوى عيش عالي ,خدمات تعليمية ,خدمات صحية و السكن حق لكل انسان يعيش في النمسا و كل هذا بسبب احترام سيادة القانون المتمثلة بقضاء عادل و نزيه حيث ان كل المواطنين في الدستور متساوون في الحقوق و الواجبات امام القانون دون تمييز عرقي ,حزبي او ديني بل كرامة المواطن و عدالة القانون هي الحاكم الاعلى في النمسا.غير عن المواصلات ,البنى التحتية و البيئة كانت سببا في جعل النمسا الافضل عالميا و فيينا التي نال الجائزة رئيس بلديتها عمر الراوي المهاجر العراقي الاصل الذي وضع برنامج لتحقيق الهدف و جعل فيينا الافضل عالميا و النمسا طبعا ككل .
لكن هنا السؤال ما النضوج الديمقراطي النمسا التي احدثته لتصبح الاولى على مستوى العالم ؟ النمسا لم يكن لها تاريخ سلمي بل عانت من حروب عرقية ,دينية و اقليمية و اثنية كلفتها في كثير من الاحيان خسائر بشرية كادت تمحو هذا البلد من الوجود و اولها حروب نابوليون ,الحرب النمساوية - البروسية و الحربين العالمية الاولى و الثانية المدمرتين لكن الشعب النمساوي اتعظ من الدرس و فهم ان التعايش و احترام القانون هي كلمة السر في تاسيس جمهورية النمسا الفيدرالية , الديمقراطية و التعددية التي نراها كما اليوم تعج بملايين السواح في جبالها التي من اشهرها جبال الالب و بحيراتها الغناء التي يشقها نهر الدانوب العظيم الذي يزينها .
كذلك مظاهر التعايش التي فيها في نظام فيدرالي يكفل حرية للجميع من دون تمييز على مستوى ولايات النمسا الزاخرة بكل القوميات و الاديان التي تكون مواطنتهم اولا و اخيرا لانهم نمساوييون قبل كل شيء و حمايتهم هي مهمة الدولة حيث لا تشعر بغربة النفس لان النمسا ملتقى الحضارات و المجتمعات الى جانب التعايش مع التراث الشعبي النمساوي في الطبخ او الفنون هذا الذي يجعل المجتمع النمساوي اكثر تماسك ,انفتاح فكري ,و سعادة .
و ايضا البيئة في النمسا تعد واحد من افضل انواع البيئة حيث قامت ببناء محطة طاقة نووية لما لها من مصادر مياه مضمونة فيها كافة اجراءات السلامة و حماية البيئة و الانسان من كارئة نووية او نفايات نووية او غير نووية التي من اوائل الدول التي وضعت برامج لتدوير النفايات و ابحاث في مجال الطاقة المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية و الرياح.ولما النمسا لها هذه التجربة في حماية البيئة اتخذت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرا لها في فيينا لما اصدرت اشد التشريعات و القوانين في حماية الانسان و البيئة من التلوث .
في الامس اعطتنا النمسا درس ديمقراطي حقيقي عند اقالة المستشار سباستيان كورتز بعد اقالة البرلمان له لتورطه في سمسرة عقود شركات بعد تحقيق الشرطة و الامن النمساوي لهذه القضية بالرغم من وجود المستشار على الحكم ورفع الامن التقارير للمحكمة العليا النمساوية و موافقة رئيس الجمهورية على الاقالة و حجب الثقة من دون اي فوضى او تهديد بها لان في النمسا لا احد فوق القانون فالنمسا اولا و اخيرا قبل كل شي .هل هذا الدرس الديمقراطي هو امل لنا في الشرق الاوسط و دولنا العربية و تحديدا العراق التي يجب فيها اخذ العبرة و الوعظة و بناء دولة حقيقية يكون هدفها الانسان و رفع مستوى معيشته بدلا من جعل الغني اكثر ثراء و الفقير اكثر فقرا و الفاسد اكثر فسادا و جشعا و عبثا على كافة المستويات .و لتحقيق ذلك فكلمة السر هي احترام القانون الذي لا احد فوقه و تدعيم العدالة الاجتماعية في كافة مكوناته لارساء دولة مؤسسات حقيقية يكون فيها المواطنين متساويين جميعا في الحقوق و الواجبات .
بالرغم اننا نعيش في حلم عن النمسا لكن بالرغم الواقع البعيد عن التصديق لكن كم من الاجيال و الامكانيات البشرية و المادية من تغيير و بناء مجتمع افضل ؟! كيف نستوعب الدرس من اجل التغيير في بلادنا لمواكبة العالم المعاصر ؟
تحياتي



#فراس_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على الاستثمارات الالمانية في العراق
- افاق في نجاح نظام التعليم في فنلندا
- الثورة الثقافية في الصين
- الجزائر قصة الامس و اليوم و غدا
- قيمة البلاد هي حماية ارواح العباد
- دور صناعة السينما في بناء المجتمع
- عبقرية اديناور في بناء المانيا الجديدة
- التنمية و السلام في افريقيا
- دور العلاقات الدولية في احلال السلام في شبه الجزيرة الكورية
- تاملات في مستقبل باكستان الجديدة
- الوصايا العشر التعليمية للشرق الاوسط
- تاثير اصلاحات الملك اورنمو على ازدهار المملكة السومرية الحدي ...
- اسباب الانهيار الامني في الموصل


المزيد.....




- سقطت بعد ثوانِ من إقلاعها.. شاهد الفوضى بعد تحطم طائرة في في ...
- تحليل بيانات يكشف ما فعله قائد طائرة الركاب -قبل ثانية- من ا ...
- مدى الالتزام بتوجيه ولي العهد السعودي في المدارس بلبس الزي ا ...
- السعودية.. فيديو احراق سيارة متوقفة بالطريق والداخلية ترد
- -ديب سيك-: أسرار وراء روبوت الدردشة الصيني الجديد، فما هي؟
- شرطة لوس أنجلوس تنقذ مسنة عمرها 100 عام من حريق في دار المسن ...
- في دولة عربية.. أول عملية عسكرية للجيش الأمريكي ضد -داعش- في ...
- صخب ترامب مؤشر على الحالة الأميركية
- زوجة الضيف للجزيرة نت: لم يتنكر كما كان يشيع الاحتلال ولم يغ ...
- قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - درس النمسا الديمقراطي