أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العدوى - كان يظن














المزيد.....

كان يظن


احمد العدوى

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


كان يظن انه حين قام باتخاذ قراره حينما كان يتملل من خرس حياتي أصابه انه أحدث إعصارا في أمواج أيامه المتعاقبة كما المحيطات. حسب أن قراره بإلقاء نفسه في دولة لم يسمع أو يقرأ عنها أي شيء كفيل بما عزم عليه من الأمر. لم يلقى باسم الدولة في فراغ (جوجل) حتى يملأ ناظره ببعض الأسطر التي تجعل من الظلام نورا, أو تلبى حاجة معرفية يفتقدها. تبسم في وجه مضيفة المطار حتى لا تتهمه بالازدراء, كذلك فعل في الطائرة, حتى رديفه أرسل إليه ابتسامة ثم أسلم نفسه إلى سبات لم يأته إنما أفتعله. الطائرة في الهواء تفعل مالمفترض حدوثه, لا تأخير, لا مطبات هوائية. كل شيء يسير حسب المفترض. كم يبغض هذه الكلمة, إن حياة بلا مفاجأة كالنوم في القبر, حيث لا أحداث مفاجئة.

كان يظن انه عندما تطأ قدميه أرض الواق واق, سيكون ثملا من النشوة, لكن الواقع خانه كالعادة, إذ أن المفترض لا يختلف من بلد لأخرى, إذ أن هناك قوم سيّارة, أناس يتخاطبون و طرقات حبلى و سماء كالسقف المشيد. ظل يدور في رحم الطرقات, ألقى ببصره على فاترينات البغايا, لكن تعاطيه التبغ برشفة البن أفسد عليه مزاجه في الخمر و النساء. هكذا و بدون أي دليل أو هدف ظل يسير كما يفعل ناسك حين يبتغى إثبات ولائه للمعبد.

وصل إلى جسر عال فوق جرف عتيق, كان كحبلى في الشهر التاسع-لا مكان لآخر- لكنه آثر أن يزاحم حتى و صل إلى الحافة. جعل بصره يسترسل إلى قعر الهوة, تلك التي– كما يبدو- لم يكن يفترض أن تكون هاهنا. جذبت اللحظة كل أعضائه إلى حالة من السكر البين, فاجأه رجل حين ربت على كتفيه فنظر إليه مبتسما و قسمات وجهه تحمل إليه موافقة, لم يكن ينتظرها, ثم قفز. كان سعيدا بما يحدث, ظل يتنزل من أعلى الى أسفل, أول مرة يحدث له شيئا كهذا. أخذت ومضات من الصورة التي يحتل مكانا فيها تلقى على بصره بقوة كجلمود صخر حط من علىّ. كانت ابتسامة صادقة على شفتيه بمعنى الكلمة, ظن أن الجرف يكاد ينتهي لكن لم ينسه هذا لذة الشهوة. جذبه الحبل الذي كان مربوطا بقدمه مرة أخرى إلى أعلى بسرعة كادت أن تفقده السمع, لكنه ظل سعيدا و هو يحارب الجاذبية الأرضية, تلك التي أغوت نيوتن تفاحة أن يصنع منها قانونا يحد قدرات البشر.

وصل إلى الحافة مرة أخرى حيث تلقاه الرجل المربت على كتفه باعتيادية, تبسم الرجل حين وجده مبتسما, فأفرغ ما يحمله في يد الرجل بطريقة استنفرت وسائل الدفاع لدى الرجل, ثم التفت إلى الجرف و ركض إليه محتضنا, كان يظن إن الرجل حين تلقى عطيته قد ترك الحبل مربوطا.



#احمد_العدوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أناشيد الثكلى
- الإنسانية في فترة المراهقة
- كائنات غير واعية
- كينونة مطروحة للوجود
- على هامش القبلة
- أرواح تائهة
- ( فراغ )
- أرفض قيدي
- حصار الأجساد
- الكاتبة الأفرو- أمريكية: مايا أنجيلو-قصائد
- صاحبة المقهى
- الخلوة
- الى امرأة تجهلنى
- شريك فى الخيال
- الحدث
- وردة غجرية لغانية الشيطان


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العدوى - كان يظن