أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيمن زهري - مصر وأفريقيا بين الماضي والحاضر!














المزيد.....

مصر وأفريقيا بين الماضي والحاضر!


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 6243 - 2019 / 5 / 28 - 19:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما تطالع الصحافة الورقية والالكتروني] والمواقع الرسمية المصرية وقنوات التليفزيون المصرية وهي تتحدث عن أفريقيا تشعر وكأن سنة الرئاسة ”الدورية“ لمصر للإتحاد الأفريقي سوف تكون سنة فارقة في تاريخ القارة على كافة المستويات من تصدير تجربة مصر في النهوض بالتعليمإلى تصدير التجربة الصحية المصرية لدول القارة الأفريقية، ثم إستضافة مصر لما تستطيع إستضافته من الفعاليات الأفريقية هذا العام وعلى رأسها كأس الأمم الافريقية التي تمت سكرتتها بالكامل من خلال تسجيل جميع المشجعين وبيع التذاكر من خلال شركة واحدة تحت سيطرة الدولة وتجريم تداول التذاكر في ظروف صعبة سياسيا وأمنيا وإقتصاديا وفي وقت تمتلئ فيه شوارع القاهرة بالمتاريس وتغلق شوارع عديدة بسب الترتيبات الأمنية.
بالطبع لا يجادل أحد في الدور التاريخي الذي لعبته مصر في القارة السمراء في الحقبة الناصرية ومساندتها لحركات التحرر في أرجاء القارة وإستضافتها للاجئين السياسيين في ذلك الوقت، بالإضافة إلى المنح التعليمية التي كانت تقدمها للأشقاء للإلتحاق بالجامعة المصرية وقت أن كانت منارة العلم في أفريقيا آنذاك.
المعضلة الآن تتمثل في الشوفينية المصرية والنظرة للأمة المصرية على أنها مازالت أمة رائدة في مجالها الأفريقي كما كانت في ستينات القرن الماضي. قصدت أن أقول القرن الماضي ربما لكي تشعر بأن هذا الجهد أصبح جهدا تاريخياً، وأن أفريقيا في ستينان القرن الماضي لم تعد كأفريقياحاليا، وربما أستطيع القول بكثير من الثقة أننا في مصر يجب أن نتعلم من أفريقيا وليس العكس. هذا بالإضافة إلى النظرة المختلفة التي ننظر بها إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وكذلك عدم قدرة البعض على التخلص من إرث الجواري والعبيد الذي يزرع بذور الفتنة والعنصرية البغيضة المبنية على لون البشرة والولع بالغالب، المستعمر الأبيض كما يرى إبن خلدون (المغلوب مولع بتقليد الغالب )... الأوروبي في حالتنا هذه.
عندما أذهب إلى إحدى الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والتي عادة يكون دخولها أسهل من دخول تونس أو الجزائر أو المغرب التي تعد الأقرب إلينا جغرافيا ونتشارك معهم في اللغة والعقيدة والنطاق الجغرافي أيضا، عندما أذهب إلى إحدى الدول الأفريقية أجد أنهم سبقونا بمراحل وأن ما نتحدث عنه الآن من دورنا في أفريقيا ليس له محل من الإعراب. أسوق هنا بعض الأمثلة التي توضح أننا يجب أن نتعلم من أفريقيا، لا أن نعلمهم أو ننقل إليهم تجربتنا:
أولا: أفريقيا جنوب الصحراء ليست متخلفة
أفريقيا جنوب الصحراء أفضل من أفريقيا شمال الصحراء وهناك عدة دول أكثر تقدما منا ولديها أنظمة تعليمية وصحية أفضل من مصر. خذ على سبيل المثال دولة جنوب أفريقيا وكذلك رواندا التي شهدت مذابحا مروعة في التسعينات وهى الآن من أكثر الدول جذبا للإستثمار في القارة الأفريقية. بالمناسبة، رواندا غيرت لغتها الرسمية من الفرنسية إلى الإنجليزية ولم يؤثر ذلك لا على نسيجها الثقافي ولا موروثها الحضاري (هذه ملاحظة عابرة خارة السياق).
ثانيا: أفريقيا سبقتنا في التكامل الإقتصادي وتوحيد العملة
سبقتنا التجمعات الأفريقية في توحيد العملة، ففي غرب أفريقيا يعد الفرنك الغرب أفريقي عملة 14 دولة أفريقية هم أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. كما يوجد في أفريقيا فرنك خاص بدول وسط أفريقيا. في وسط أفريقيا، يعد الفرنك الوسط أفريقي عملة كل من التشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية والغابون أي أعضاء المجموعة الإقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا. نحن في شمال أفريقيا ليس لدينا أية مبادرات مثل تلك المبادرات الهامة في أفريقيا جنوب الصحراء.
ثالثا: أفريقيا منفتحة على بعضها البعض أكثر من الدول المجاورة لنا
بالنسبة لقضايا الهجرة والتنقُّل في دول القارة يمكن ملاحظة أن الدول الأفريقية جنوب الصحراء، أو بمعنى مباشر كافة التجمعات الإقليمية عدا منطقة شمال أفريقيا، تولي اهتماما كبيرا وتضع على رأس أولوياتها تسهيل حركة انتقال الأشخاص بين التجمعات القطرية خاصة وبين كافة الدول الأفريقية بشكل عام. فنجد منظمة الإيجاد في شرق القارة تسعى إلى تسهيل حرية تنقل الأشخاص بين دول الإيجاد (جيبوتي، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، وإريتريا) من خلال السعي إلى تبني "بروتوكول حول حرية تنقل الأشخاص في منطقة دول المنظمة." أضف إلى ذلك أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإكواس) والتي تضم في عضويتها 14 دولة من دول غرب القارة أتاحت بالفعل حرية تنقل الأشخاص بين الدول الأعضاء كخطوة نحو التكامل بين الدول الأعضاء في المجموعة. كما ذكرت، نحن في مصر لا نستطيع التنقل بدون تأشيرات مسبقة بيننا وبين دول الجوار.
رابع: أفريقيا بها تعليم جيد وصحة جيدة وبنية تحتية جيدة أيضا
يجب أن نتخلص من إرث الماضي الذي يصور لنا أفريقيا الأدغال والإنسان البدائي الذي يعيش في الغابات، هذه نظرة إستعمارية كرستها أفلام الغرب وأفلام الكارتون. أفريقيا بها العديد من الدول المتقدمة والمزدهرة وبها علماء ونابغين وحاصلين على جوائز نوبل في العلوم والأدب وبها قادة وفلاسفة وعلماء ومفكرين، ومن القصور تصور أن تلك لأشياء الهامة والميراث الحضارى الإنساني وهو شيء حصري للمصريين أو الشماليين أو أية جماعة عرقية أيا كانت.
يجب أن نتعلم من أفريقيا ومن عمق وقوة الحضارة والموروث الثقافي عميق الجذور في تلك القارة الواعدة والمبشرة بالخير والتي شهدت مولد البشرية وتطورها. يجب البناء على التعدد الثقافي والبعد عن العنصرية البغيضة والتابوهات المقيتة. يجب أن نربي الأجيال الجديدة على الإرتباط بالجذور.



#أيمن_زهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مفهوم المواطنة والدين
- الخروج من المأزق: كيف يتقدم العرب؟
- هل مازلنا بحاجة لمعرض للكتاب؟
- لِباس رانيا يوسف ولِباس التقوى
- عُدتَ يا يوم مولدي
- ماذا لو عاد المصريون من الخليج؟
- التغيرات الهيكلية المجتمعية والمسألة السكانية ومكانة المرأة ...
- لماذا يهاجر أبناء الصعيد إلى القاهرة؟
- هل تآكلت القوة المصرية الناعمة؟
- جدّد حياتك 2018
- اليوم الدولي للمهاجرين: هل جدّ جديد؟
- في المسألة السكانية!
- مدن الثقافة والهجرة
- قيمة التعليم في مصر
- وزارة الدولة للهجرة والمصريين بالخارج بين الفصل والدمج
- أهم عشر قضايا حول الهجرة والمصريين بالخارج خلال عام 2016
- تفجيرات الكنيسة البطرسية: قراءة اولية
- الدين بين العام والخاص
- الهجرة و (مكافحة) الإرهاب
- حجز مبدئي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أيمن زهري - مصر وأفريقيا بين الماضي والحاضر!