أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - صباح الخير علاوي الحلة ...السيناريو المحايد














المزيد.....

صباح الخير علاوي الحلة ...السيناريو المحايد


مهدي القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


صباح الخير علاوي الحلة … السيناريو المحايد مهدي القريشي
——————-00000. ——————-

قليلة جداً هي كتب السيناريوهات السينمائية عربياً، وان اصحاب دور النشر ينظرون الى الكتاب كونه سلعة تدر أرباحاً ، ولان القاريء العربي يجنح الى الأعمال الادبية والفنية الجاهزة الصنعة عاطفياً. لذا تبقى كتب السيناريو بعيدة عن اهتماماته وهكذا لا تصلح هكذا كتب الا كنماذج لطلبة السينما في كليات الفنون الجميلة ، رغم ان هناك سينايوهات معدة للقراءة كعمل ادبي كما بعض المسرحيات ، لكن المخرج حسين السلمان غامر وقدم لنا هذا الكتاب ونحن بدورنا نقدمه للقاريء فكانت هذه القراءة في كتابه صباح الخير علاوي الحلة .
السيناريو وبأختصار شديد هو فيلم على الورق ، قد تستغرق كتابته عدة اشهر وقد يصل الى السنة حتى يقتنع السيناريست بأن عمله تم ومن الممكن ان ينفذ كفيلم سينمائي ، بمعنى اخر هو ترتيب صوري لإحداث قد تكون قيد فكر المنتج او مستوحات من رواية او قصة او حتى فكرة عابرة ، لم يكن هذا التسلسل الصوري عائماً فقد تتخلله الكثير من صور الخيال والفنطازية وإلا معقول والحركات غير المحسوبة والمفاجأت الصورية الاخرى .
من هذه المقدمة البسيطة عن مفهوم السيناريو السينمائي ومن خلال قراءة لكتاب ( صباح الخير علاوي الحلة ) للمخرج والكاتب حسين السلمان والذي يحمل عنوان السيناريو الاول أيضاً في الكتاب ، يظهر جلياً ما للمكان من أهمية واستنباط من خلاله نوعية الحوار ومكانة الشخوص ، بالوقت الذي يفتح للمخرج أفاقاً كبيرة للرؤية الاخراجية
من خلال قراءة بسيطة للعنوان وما يحمله من دلالات ظاهرة فأنه يوحي بالسفر وعدم الإقامة اَي انه مكان متحرك والعلاقة مع رواده في حركة وعدم استقرار فيأخذنا معه مرغمين الى علاوي الحلة المنطقة المكتظة بالبشر بأعتبارها سوقاً شعبياً لشريحة واسعة من الناس اضافة الى وجود مرآب العلاوي والتي تنطلق منه سيارات الركاب الى نصف محافظات العراق تقريباً ، لم يكن ذهابنا لكراج العلاوي من اجل السفر بل من اجل مشاركة ابطال الفيلم المقيمين هناك .
حسناً فعل الكاتب حين اختار اسماء شخصيات السيناريو الرئيسية بدقة متناهية وبقصدية رغم انه يعلم ان هكذا اطروحات قد تسبب له بعض الإشكاليات على المستوى الاجتماعي ، فأبطاله هم مجموعة من أطفال مشردين يمتهنون الكدية كمهنة ظاهرية أولية لكن بعضهم يمارس اضافة الى الكدية ممارسات اخرى كالسرقة مثلاً لكن المثير في الكتاب والذي يتكون من (11) سيناريو هي ( صباح الخير علاوي الحلة ، حلم افتراضي ، نافذة ، اجازة ، العكاز الأخير ، انها هي الحرب ، تراتيل ، الكوخ ، العاشق ،حيتان الارض ،و اضحك مع الاعتذار )ان اسماء هؤلاء الشحاذين تحيلنا الى مكون بشري واحد من مجموع الفسيفسائية العراقي الواسع الأطياف والمتنوع اجتماعياً وان هذا الاختيار لاسماء ابطال السيناريو لا يشفع له كون هذا المكون قد عانى شظف العيش وفقر الحال وظلمات السجون والمعتقلات والموت المجاني والإهمال المتعمد اضافة الى كونهم جزء من حطب الحروب العبثية للسلطة قبل 2003 ، صحيح ان هذه الشريحة كانت تحلم بتغيير في بنية المجتمع السياسي معتقدة انه بعد ان يصبح حلمها حقيقة سوف تنال حريتها كاملة غير منقوصة وتشارك مع ابناء شعبها في بناء الوطن ، كل هذه الأحلام باءت بالفشل وأحبطت وبقيت هذه الجماهير الحالمة تعيش في قاع المدينة او في هامش القرية . من هذه الشريحة استل الكاتب حسين السلمان شخوص السيناريو .
ومن خلال تصفح هذه الأسماء سوف نتعرف الى من ينتمون ابطال فيلمه المرتقب انهم ( جواد ، كاظم ، صادق ، سجاد ، علاوي ومن خلال تراكم الأحداث سنتعرف على كنى هذه الشريحة التي اتخذت من كراج العلاوي المزدحم مأوى وعملاً وعلاقات فكاظم يسمى كاظم مَحفَظة لاختصاصه في سرقة المَحَافظ ، علاوي يسميه أصدقاءه علاوي خلاعة كونه متخصصاًفي بيع المجلات الخلاعية ، وحيدة الوسخة للرثاثة التي تعيش فيها ، صادق كذاب يكذب على الناس بان رجله مبتورة ... وهكذا ، انتشلهم الكاتب من قاع المدينة كما يسميهم ماركس بالبروليتاريا الرثة ويصفهم ( انهم الفئة التي تقع خارج علاقات الإنتاج الرئيسة في المجتمع فهي لا تمتلك وسائل الإنتاج ولا تبيع قوة عملها وهي توفر العيش لنفسها عن طرق مشبوهة مثل السرقة والدعارة والقمار والتهريب والقتل والسلب وغيرها ) وهذه الفئات موجودة في كل المجتمعات وفي كل العصور كما هي موجودة في كراج العلاوي وان مثل هذه الكتابات الجديدة والتي تعتمد على مثل هذه الشخصيات ( الحثالة ) قد راجت وانتشرت تحت مسمى كتابات ما بعد الحداثة والتي من أولى أهدافها هو تجميل القبح والبراءة والانحراف وغيرها من الصفات المنحطة وهذا الاختيار يحسب للكاتب على جرأته وشجاعته في الغور وفضح المسكون عنه .
بعد ان حسم الكاتب أمره في اختيار اسماء ابطاله وضعنا في حالة إقصاء القراءات المتعددة والتي تغني النص لانه ذكر أمراً كان معروفاً فرفع عنه الإيهام فلا نحتاج الى تأويلات او العمل على فك الالتباسات او الإشارات التي قد تؤدي الى قراءة مغايرة .
خلاصة قراءتنا للسيناريو انه محايداً وغير بريء لذا جاء متساوقاً مع أحلام وافكار حتى بعض النخبة لتعرية ما وصل اليه المجتمع العراقي ، وأخيراً نقول للكاتب ليس هذه الجهة الوحيدة التي اصابها الحيف نتيجة هيمنة وقوة وسطوة الهويات الفرعية .



#مهدي_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات الادباء والتحديات الجديدة
- بيت السياب
- فصل من مدينة مناضلة
- سيرة عصفور
- شجرة عيد الميلاد
- غيمة شجرة الميلاد
- رقصة
- كرنفال طريق الشعب
- أصدقاء
- جثة في منفى
- كامل شياع ... النبيل الكثير
- سوناتا الريح
- زجاج مدهون بالدهشة
- انت َ اللحظة … لستَ انت َ
- عام 2017 اللئيم
- الفلق في محنته
- امثال
- الجهات كلها / شعر
- الجنوب /شعر
- رحلتي الى السليمانية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - صباح الخير علاوي الحلة ...السيناريو المحايد