|
سورة القلق
احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 21:36
المحور:
الادب والفن
شيء ما يسحبني من خلف نفسي بمقبض أشد ضراوة من الليل أشبهُ بتلك التي ايقظتني من سبات العمر بفنجان صفعة وهي تردد على نياتكم تعشقون
__________________________
شيء ما يعزز من ترهيب شيخوختي المبكرة ليسكبني قطرة بعد قطرة في وعاء القلق وأنا مقيد... بأغلال ترقب فتاتي المبهمة كمن يحاول بلوغ شاطئ الفرح بأقدام يائسة في حين أنها كانت تنهك نفسها لتعلمني درسا مهما في كيفية ترتيل آيات الموت السعيد بشفاه حياتي العبوسة
__________________________
شيءٌ ما يستجدُ في ذاتي ليلهمَني كلَّ التسول على خطوطِ يديكِ مثلَ دعسوقةٍ حمقاء تظن أن بلوغَ الجنةِ ماهو إلا محاولةُ صعودٍ مُستمرٍ نحو أظافركِ البَنفسجية
__________________________
لاشيء حقيقي يمكنه إيقاظي من سبات الفكرة مثلما فعلت رجفة أصابعك عند أول لقاء
__________________________
لاشيء حقيقي يعول عليه عند انتفاخ القريحة مثل سيجارة مهاجرة تحرق نفسها مرارا من أجل بلوغ حدود شفتي
__________________________
أضحك على أولئك الذين ينظرون إلى الحياة بجدية مفرطة وأضحك أيضا على أولئك الذين لايجدون من يصطاد بشباك أسماعه طيور شكواهم وأضحك على نفسي حين أعبأ لهم وأضحك حين لا أجد أحدا ينمل خاطري بحديث ناعم وأضحك بهستيرية عالية حين يراودني شعور الخذلان أنا كائن خلقتُ لأضحك وأضحك وأضحك ومازلت أضحك لاعليكم بوجهي العبوس
__________________________
أنتِ على وجه التحديد لاتتحملين وز كل هذا الرفض فالذي لابد أن يتحمله هو الله كونه القادر الوحيد والعاجز أيضا على خلق فتاة تشبهكِ
__________________________
على مدار معصمكِ تطوف النجوم مسبحة بحمد أنوثتك
__________________________
أحيانا أتخبط في دروب الحياة وأضيع في ملامحها القاسية للدرجة التي تجعل أهلي كلما صادفتهم يقولون (هذا الغريب منين) !
__________________________
مازلت على أحر من الجمر أنتظر رؤيتك الخرافية مثل دجاجة تجلس طوال العمر على بيضة فاسدة
__________________________
بعيدا عن كوني حبيبك إلا يكفي بأن أكون عراقيا تلطخ عمره بالصبر وهو يراوح مثل ناصية علم لدولة فانية تغزل بحطامها قولهم (إنا لله وإنا إليه راجعون)
__________________________
ألا يكفي بأن أكون شعبيا أقيد كواكب المستحيل بمجرات الأمل بمجرد أن امتطي دابة كتب على جبهتها (الله كريم)
ألا يكفي بأن أكون جانبا مظلما في حياتك على الأقل من أجل أن تغيري ملابسك
ألا يكفي بأن أكون جذعا يابسا كلما هزني ذنبك المر تساقطت من عمري حلاوة الغفران
__________________________
ألا يكفي بأن أكون عربة قديمة كلما منعت من السير في شوارعك الحديثة اتخذت لنفسها ركنا في مرآب المسجد كي تردد بحسرة : (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)
__________________________
ألا يكفي بأن أكون عرافك القديم صنعتك في مشيمة الأفكار واتخذتك هاوية تبدد العزلة هكذا وبكل هدوء أحبك واتغزل في صمتك اللذيذ حتَّى سرقوك مني وجعلوك بشرا جعلوك تتقنين الكلام فحسب ثم حفروا على كتفك: (لله في خلقه شجون)
__________________________
إلا يكفي بأن أكون باهت اللون أراوح في مرآة عيونك الناعسة محاولا مسك تلك الجلجلة التي يرتلها ناقوس عنادك حتَّى إذا شطح بي الشوق أتراجع خطوتين إلى العراء فقط لأن مزاجك خشن وأنا حبيب من ثقاب
__________________________
يبدو أن شارعي مزدحم بغيابك كما لو أنه خلق بعمد لهذا الهراء تبا... كيف تطلقين الوعود جزافا من فوهة عواطفك المتقلبة كمن يثرثر على جمهور فقد سمعه بحكاية مفخخة وتعرفين جيدا أنني لايمكن أن أكون هدفا لايمكن أبدا أن أكون كذلك ربما لأنني ميت منذ آخر لقاء !! __________________________
الأمر لايتعلق بتضحية الإبرة وهي تتموج بين ضفتي فتق قديم بل الأمر برمته يتعلق بنية الإهتمام... __________________________
لئلا أكون لاجئا مشردا قررت الصمود داخل حدودك الشرسة رغم صنيعتي لك جعلتك مقدسة جدا وعندما وصلت وديانك الوعرة قال قلبك بلسان حاد: اخلع نعل شعورك إنك في الوادي المقدس أنا !!
__________________________
أنا لست أول حي نخرت قواه دودة الصبر ولست أول طريد يكافح من أجل الخلاص ولست أول معتوه فارقته النصيحة حتَّى نجم عن فنائه تطاير العمر والفراشات ولَستُ أولَ عبوسٍ يتعارضُ مع مصالحِ ابتساماتِكِ الساخرة بل أنا مجردُ شهقةٍ اطلقها الوقتُ أثناءَ المطر كي تتلقفَها صلواتُكِ خلفَ معبدِ الأنانية حتَّى تواريتُ أمامَكِ مراراً ومراراً وأنتِ بلا خجلٍ تَسخرين قبلَ أن تُطالبيني بِمُعجزة ولست أول ميت أضاع جمجمته في حانة المقبرة كي يتلقف ماتقذفه الناس من ملامة وهو هارب مثل بوصلة ثملة تطاردها بلا رحمة جميع الاتجاهات.. لكنني أول عاشق نعم... أول عاشق تكورت صفحات راحته حتَّى صارت علكة طرية في ثغر سوء الحظ...
__________________________
سيمر على الساحل قلبي المتعب برحلته الأخيرة معه القليل من المتاع صرة حلم وقربة ماء سيمر مثل سندباد لامحل له من الاستقرار ويمر كل شيء معه مثل لغم باء بالفشل سيمر شريط ذكرياتنا مثل غزال هارب سيحدث كل ذلك عندك بسرعة البرق ويحدث عندي بثقل قلق رتيب لا أطيل عليك لن يحدث ذلك كله حالما تلوحين لي بمنديلك الزهري الذي يطوق حناءك الرطبة بل سيحدث كل ذلك وأكثر عند أول منعطف منعطف سيارة زفافك عن بيتي
__________________________
بشرتي أصبحت بالية جدا من فرط ملوحة الدموع وأنتِ تعلمين جيدا بأنني لست ثعبانا لاستبدلها بأخرى أكثر نضارة فقد اكتفيت الآن وكل آن.. بيدك الناعمة وهي تمسح عن وجهي غبار العمر والمستحيل
__________________________
يتهافتون مثل جيوش همجية على إسقاط فرض راحتي من مسلة الحياة أولئك الذين اعتادوا على نعومة يدي وهي تمسح بلطف رؤسهم الشائكة !!
فضفاض جدا حجم السعادة على قلبي مثل فستان زفاف على فتاة مراهقة
__________________________
لعق الجدران المالحة التيه في دهاليز الحاجة السعي وراء ما ليس لي أمطار الخيانات الدائمة انفجار ينابيع سوء الحظ وكل شيء سيء لم يتسبب لي ارتفاع بالضغط بقدر مافعلت عيناك وهي تطالبني ببعض الصراحة
__________________________
مازال الوقت مبكرا على أن أفكر بالانتحار أمامي المزيد من التفاهة علي أن أعيشها...
تبا لكينونتنا المزعجة فكل ماننساه ونردعه بالشمع الأحمر تفضحه عيوننا عند أول لقاء
__________________________
تعالي ندرب خطواتنا على التيه على الرقص على الهرولة مثل رقاص ساعة قديمة تعالي نتشابك ببعضنا مثل أسلاك قريتي ونتعاهد على الصمود مهما داهمتنا التكنلوجيا بثورتها اللاسلكية
__________________________
مثل أولئك الذين يضعون أنفسهم لقمة في ثغر أوطانهم الجائعة هكذا ألقمك قلبي من دون أن أفكر بالخلاص هكذا أسخرني حبا من أجل أن تنتمي إلي ولو للحظة واحدة !!
__________________________
سأجرد كل شيء من نفسي الحديثة وأضبط ساعة مزاجي على توقيت طفولتي من دون أن اتمايل كهرم مسرع وأشاطر غرائز أعوامي المتبقية مع ما احترق من أحلامي حتَّى أشرب بئرا كاملا من الغباء ثم أكتب على صدري( الله أكبر) كي تتضاءل ناقمة شباك الحسرة وأعيد ترتيب المشاهد بالكثير من المبررات كأن أجرد نفسي من نفسي الحديثة وأضبط ساعة مزاجي على توقيت طفولتي واستمر بذلك كله كأنه لم يحدث من قبل إلا أنني في هذه المرة سأكتب على صدري (الدار للبيع) قبل أن أقع ميتا في دهاليزك المفعمة بالوداع __________________________
عندما أشتد بي الرحيل انكسرت مثل غصن بال ولم يبق لي دربا يعينني على أن أجدني حتَّى صرخت بجميع حواسي: _ انسووا.. فنسوا جميعاً إلا قلبي أبى فكان من الغابرين __________________________
الآن فقط.. وَبعدَ كلِّ هَذهِ الرَّتابة تَذكَّرتُ رَأسي الكَبير كيفَ كانَ آملاً بِالسَّعادةِ وَهو يَمتلئُ بِحُبوبِ لقاحِها حتَّى إذا مَررتُ بِمَن أُحبُّ تُصيبُني نَوبةُ عطاسٍ تَجعلُني أنثرُ كلَّ مالديَّ من حُبوب على رؤسِهم العَقيمة الآن تَذكَّرت.. تَذكَّرتُ كلَّ ذَلك بَعدمَا شَاهدتُهُم حَافلينَ بِالتَّبسم وَعلى وَجهي تَنامُ مَسحةُ الأمس وَبينَ الشَّيبِ وَالعُبوس.... أتأرجح كما تَتأرجحُ الأمنياتُ الفارغة بَينَ أسنانِ المُستحيل. __________________________
كلما تَوجستِ منِّي ضيقاً شَعرتْ مَخاوفي بالجُوع فلَمْ يكن بوسعِها إلا أن تنهشَ هُدوئي فيأكل بعضي بعضاً حتَّى أنقلبَ خاسئاً بين يديّ قلقٍ مُريب وكأنني رَقبةٌ وقعتْ رَهينةً تَحتَ موسِ حلَّاقٍ أعمى __________________________
لن أخوض معك الكثير من الصراع/الحب ولن أسامحك إلا لأجْلي لأن أجَلَي لايحتمل الغفران ___________________________
أتهاوى كلما وردتني رسالة منك كما يتهاوى عنقود عنب تضمه فتاة حسناء إلى صدرها.. _________________________
كل الذين عرفتهم أقنعونني بأنني ضوء حتَّى تيقنت حقاً بأنني ضوء لكنهم يا إلهي لايعلمون لايعلمون أبدا بشعور الضوء عندما ينكسر!! ___________________
اعتادت على اللسع قلوبنا الملطخة بالوداد مثلما اعتادت على اللسع أصابع المدخنين..
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقسقات مُوحشة
-
بوح الكتاب
-
نحن الشباب
-
منتهى الشدة
-
تراجيديا الأنين
-
قصيدة النبي
-
شفاه آيلة للسكوت
-
آلهة التبسم
-
وصية عراقي
-
نبض على خط الالتواء
-
ميزوبوتاميا
-
أعباء أغسطس
-
ماتعنين لي
-
أكاذيب عارية
-
انا العراق
-
مساعي
-
إغلاق باب القيح
-
لابد من الطوفان
-
حديث صبرائيل
-
سفر التكوير
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|