أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - العياشي الدغمي - المتدين -المتشدد- والفلاح البولوني .. أية علاقة؟














المزيد.....

المتدين -المتشدد- والفلاح البولوني .. أية علاقة؟


العياشي الدغمي

الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 21:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المتدين "المتشدد" والفلاح البولوني .. أية علاقة؟
.................
أرى أن مشكلة الإنسان المتدين "المتشدد/السلفي" في علاقته بالتحولات الاجتماعية التي صار يفرضها نمط الوجود المعاصر؛ والتي تبدو له من وجهة نظره وبناء على "مواقفه الخاصة" ses propres attitudes، ضربا من "الفجور، والفسق، وعدم السواء، أو المرض الاجتماعي" ترجع بالأساس إلى كيفية "تعريفه لوضعيته" sa définition de situation، في مقابل ما يطرحه الواقع الموضوعي من قيم وأنماط للسلوك والتواصل والعيش ... كيف ذلك؟
في دراستهما لظاهرتي التحضر والهجرة وتناولهما لنموذج الفلاح البولوني في أوربا وأمريكا، يصل كل من وليام إسحاق طوماس وفلوريان زنانيكي إلى خلاصة مفادها أن مدى اندماج/انصهار المهاجر الوافد البولوني Immigrant، يرجع إلى كيفية إدراكه لوسط الاستقبال/الوصول الذي هو مدينة شكاغو، من حيث إن هذا الوسط الجديد يختلف جذريا عن وسط الانطلاق "قرى بولونيا الفلاحية". اختلاف في القيم والعلاقات ونمط العيش ككل؛ اقتصاديا واجتماعيا، وتنظيميا/سياسيا، .. الأمر الذي يخلق نوعا من الصدمة الحضارية/الثقافية le choc بين معايير وقيم الأصل/الأسرة/القرية ونمط السلطة السائد فيها والذي يُسبق الروابط العائلية والرمزية على قيم "النقد" والموضوعية والمال السائد في الميتروبول المديني/الحضري لشيكاغو .. إن هذه الصدمة تخلق شكلا من اللاتنظيم اجتماعي une désorganisation sociale لدى الوافد الجديد، و هنا يكون هذا المهاجر أمام خيارين :
الأول : إما إعادة التنظيم la réorganisation لحياته وأفكاره وتقاليده حتى تتوافق مع ما هو سائد في الوسط الجديد، وبمعنى آخر ؛ إعادة ترتيب وبناء "تعريف جديد لوضعيته" ومواقفه وأحكامه وتمثلاته، انطلاقا من معطيات الواقع المستقبِل، وفي المقابل التحرر كليا أو جزئيا من معتقداته السابقة .. وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى الاندماج والانصهار.
الثاني : وإما التشبث "بتعريفه السابق لوضعيته السابقة" وبالتنظيم الأول، أي بتقاليد الأسرة وأعرافها وسلطتها، وهو ما سينتج عنه عدم القدرة على الاندماج في التنظيم الجديد/الثقافة الجديدة .. ويعني ذلك بشكل أو آخر الانحراف la déviance والجريمة ...
هكذا .. إذا ما كان المهاجر البولوني يهاجر من مكان لآخر ويحمل ثقافة بلده/قريته الأم باعتبارها الوضعية الأصل ليجد نفسه أمام وضعية جديدة حين الوصول إلى بلد الاستقبال "شيكاغو" فيضطر إما للاندماج أو الانحراف وغالبا ما يكون مآله الاندماج حسب الباحثان المذكوران سلفا، فإن هجرة المتدين "المتشدد" هي هجرة زمنية وروحية، يحاول من خلالها تجاوز الصدمة، لا بتعديل "تعريفه لوضعيته" ولإدراكه للعالم وللآخر ولمعطيات العصر ورهاناته، وإنما على العكس من ذلك يحاول إعادة ترتيب الوضع/الواقع الخارجي ككل حتى يتماشى مع معتقداته ومواقفه الخاصة .. الأمر الذي يؤدي غالبا به إلى الإقصاء والتهميش من طرف المجتمع، معتقدا أنه هو من أقصى المجتمع وليس العكس، وعندما يدرك الحقيقة فإنه يلجأ إلى الانتقام أو بمعنى آخر الانفجار... شأن ذلك من نماذج بعض أبناء المهاجرين المغاربيين "المسلمين" (الجيلين الثاني والثالث) بدول الاستقبال الأوروبية والذين تشبعوا بثقافة المسلم المتفوق أو الناجي، أو من يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة وما دونهم على "باطل" ... يتبع



#العياشي_الدغمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلال ذاكرة -5- الهروب
- إسلام التعدد أم تعدد -الإسلامات-؟ ... -الإسلام بين إرادة الل ...
- أطلال ذاكرة -4-
- من أنا إذن؟ كذب ديكارت إذ قال أنا شيء يفكر..
- هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟
- أطلال ذاكرة...(2)
- أطلال ذاكرة ... (3)
- أطلال ذاكرة (1)
- درستك يا جلادي ... نعم درست وعلمتك
- من الضحية -عفوا الأضحية- ...؟
- هاهاهاهاهاهاهاها قاليك شديناهم كيتباوسوا .... .
- يجب ألا نخشى السؤال...
- إلى كل من ...
- كن إنسانا... كن إنسانا... كن إنسانا...


المزيد.....




- حلوى صيفية محبوبة جدًا بتايلاند..ما هو طبق المانغو والأرز ال ...
- انهيار في البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البورصات الآس ...
- مصر: طالب يرتدي النقاب وجلبابا أسود بقصد -اللهو- مع أصدقائه ...
- الجيش الباكستاني يعلن تصفية 8 مسلحين حاولوا التسلل عبر الحدو ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تصاعد التوتر بين إيران والولايات ا ...
- تقرير: فصائل عراقية موالية لإيران -مستعدة- لنزع سلاحها خوفا ...
- لماذا الاحتجاجات
- بيان صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية تستهجن ما حدث مع الإعلامي مح ...
- مشروب يتحول من منعش إلى قاتل بسبب الإهمال


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - العياشي الدغمي - المتدين -المتشدد- والفلاح البولوني .. أية علاقة؟