منافي ..وفيافي

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:52
المحور: المجتمع المدني

بعدما كانت المنافي ملاذا امنا للمعارضين للنظام السابق من سياسيين وادباءوصحفيين ومفكرين وطلبة وعلماء دين , لم يتحملوا ضغط السلطة فأثروا مغادرة الوطن الى المنافي في البلدان الموزعة على سطح الكرة الارضية بينما ابتلعت امواج البحار المهاجرين غير الشرعيين الذين اثروا ركوب البحر والتسلل الى بلدان السحر والخيال التي لاتشبه الصحاري والمستنقعات التي تملأ خارطة الوطن _العراق_.
وكان المنفيون صوت العراق في الخارج , ونضاله السياسي والفكري والثقافي , وبرز الكثير من ادباء المنفى الذين تركوا بصماتهم على الساحة الادبية في البلدان التي استقروا فيها وحصل العديد منهم على جوائز عالمية واقليمية ذات اهمية ثقافية تعد انجازا للوطن والمثقف العراقي الذي قيد ابداعه الحصار الثقافي المفروض على العراق .
واليوم بعد ان سقط النظام وزالت اسباب الغربة او المنافي القسرية مازال العديد من الادباء والسياسيين والمفكرين متمسكين بمنافيهم , والتي لم تعد منافي بعد ان انتهت ادواتها , عليهم ان يعودوا الى الى حضن الوطن –الأم- والشروع في اعادة بناء البلد ثقافيا وعلميا وسياسيا لأن تلك مسؤولية وطنية وتاريخية تحتم على كل عراقي شريف النضال من اجل انقاذ العراق من المحنة التي يمر بها , لاان يبقى العراقي المغترب يتفرج على مآسي بلده ويتأوه حزنا وألما في منفاه .
ايها الاخوة , بينما انتم في منافيكم ,كنا نحن في منفانا ,في غربتنا , وتلك اقسى انواع الاضطهاد النفسي والفكري , منفيون داخل الوطن ,مازالت آثار السياط على ظهورنا , لملمتنا السجون وبعثرت بقايانا من ادباء ومثقفين وفنانين ومفكرين , عرتنا الفاقة , وقلص الجوع معدنا , الحصار فتك بنا ونخر قوانا , وأخذ مااخذ من احبة واجنة واصدقاء وعلماء , ونام اغلبنا على ارصفة الشوارع وفي الحدائق العامة تهد احلامنا الشرطة السرية والكلاب السائبة , ان لم تؤذيك تسرق حذاءك المتهرئ الذي لاتملك غيره وليس لديك مالا كي تشتر أخا له في القدم , غرباء في بلادنا , لاغرفة تؤوينا ولاسقفا نلوذ تحته من حر الصيف وبرد الشتاء , غرباء من دون منفى .
عودوا الى بلدكم الذي اثخنته الجراح ونخرته الرماح من كل جانب , لم يعد للمنافي من معنى ..ان كان المنفى يبقيك خارج آلام الوطن ومعاناته بعد ان انتهت اسباب المنافي فستتحول هذه الاماكن الى (فيافي) وبالتالي ستسحب كل السنين التي ناضلتم بها وتغربتم فيها عن الوطن الأم .
اختاروا ايها الاخوة مابين الفيافي ..او الوطن

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات