|
نواعير هيت
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 6240 - 2019 / 5 / 25 - 21:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سمفونية النواعير ــــــــــــــــــــــــــ وجدت أن أروع وأجمل ما ابدأ به الكتابة عن النواعير وتاريخها، هو ما كتبه العاشق لها الدكتور سعدي محمد صالح السعدي، تحت عنوان سمفونية النواعير؛ لأنه وصفها وصدق حين قال:" "كنت اتصور وانا في سن الفتوة حيث انام على موسيقى النواعير واستيقظ عليها. واشرب من مائها واستعمله مدرجا لمسبح طبيعي، واقضي بمساعدة رذاذه على قيلولة نهار الصيف. كنت اتصور ان الناعور كان يغني لي وللمستقبل، للحياة الخضراء الآمنة، للخير والبركة، كنت اتصوره يعزف موسيقى ترقص عليها ارواح الاجداد، ولم أكن اتصور-كما انا اليوم- انه كان يبكي حاله حيث يعرف انه بلغ مرحلة الشيخوخة السائرة الى نهايته بعد ان عاش اطول فترة شباب استمرت عشرات القرون."(1)
تعريف النواعير ــــــــــــــــــــــ الشائع عند العامة أن الناعور هو مفرد النواعير، ولكن ّاغلب معاجم اللغة تعرّف الناعورة بأنها:" واحدة النواعير، التي يُسقى بها، يُديرها الماء، ولها صوت، والناعورةُ: ضرب من الدلاء، يستقى به. والناعورةُ مضيق في نهر في صَبَبٍ، كالميزاب، ومنه ناعورة الرحى المركبة على الجناح"(2) .
وتعرّف بأنها: ساقية، أو دولابٌ ذو دِلاء أو نحوها يدور بدفع الماء أو جَرِّ الماشية فيخرج الماء من البئر أو النهر إلى الحقل(3) .
التطور التاريخي للنواعير ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من خلال المصادر التاريخية والبحوث العلمية الخاصة بالنواعير يتبين لنا أن العراق هو الموطن الأول للنواعير. وما يؤيد هذا الرأي أن كلمة ناعور مشتقة من الفعل( نثارو أو نعارو)(4) .
وأشارت تلك المصادر الى ان النواعير وجدت في هيت منذ ايام الأكديين، وان مدينة هيت هي اقدم مدينة وجدت في هذه المنطقة التي استخدمت فيها النواعير واسطة لرفع المياه من نهر الفرات الى السهول المجاورة التي تنحصر بين مجرى النهر وحافة الهضبة الغربية(5) .
لقد لجأ العراقيون القدماء الى هذه الوسيلة بعد انخفاض مستوى مياه نهر الفرات عن الأراضي الزراعية التي كانت تسقى سيحا؛ فكانت الحاجة أم اختراع الدوالي والنواعير.
وقبل البحث في تاريخ نواعير هيت لابد من عرض موجز للمراحل التي مرّت بها وسائل الري التي عرفها الفلاح الهيتي حتى توصله الى اختراع الناعور وإقامة صروح دواليه التي نرى أطلالها اليوم على ضفتي الفرات في قرى هيت والبغدادي وحديثة وبروانة واندثرت في قرى عنه وراوه بسبب سد حديثة.
لقد كانت الدالية أول وسيلة من وسائل الري التي استخدمها الإنسان لرفع المياه، وبعد الدالية عرف الفلاح العراقي، الكرد(الچرد)، ثم الكرد ناعور أو الناعور الحيواني، ثم الناعور ذا التيار المائي الذي نُصبَ على صروح مازالت آثارها قائمة الى اليوم وتعرف بالدوالي. ومن هذا يفهم بأن وسائل الري في العراق عامة وفي مدينة هيت خاصة مرّت بأربع مراحل هي:
1.الدالية : ــــــــــــــــــ وهي عبارة عن آلة سقي بسيطة، عرفها العراقيون القدماء. فقد وجدت رسوم عنها في نقوش بلاد الأكاديين منذ 2500سنة ق.م، وعرفها المصريون منذ ما يقارب 2000سنة ق.م(7) .
أساسها الحبل والدلو. ويستطيع نجار القرية صنعها بسهولة باستخدام مواد محلية. وتتكون من عمود خشبي افقي يتحرك الى الأعلى والأسفل ويستند على عمود افقي ثابت؛ فإذا ارتفع رأس من رؤوس العمود نزل الرأس الثاني وهكذا، وتشد في جانب العمود القصير ثقاله معاكسة(8) ويربط حبل في الجانب الذي يواجه ماء النهر مربوط به وعاء من الجلد؛ فعندما ينزل الفلاح الذي يدير الدالية الوعاء إلى النهر يغرف الوعاء الماء، وبفعل الثقالة يرتفع الوعاء المملوء بالماء ويفرغ ماءه بالساقية التي تدفع الماء إلى الحقل، وهكذا يستمر العمل الى أن تروى المزروعات ويقضي الفلاح حاجته من الماء، وقد تم العثور على نقوش للدالية في العهد الأشوري في قصر سنحاريب(9) .
إن هذه الوسيلة تعتمد على جهد الإنسان فقط، وترفع هذه الآلة الماء حسب قاعدة العتلة(10) بارتفاع لا يزيد على ستة أقدام (11) . وتعرف هذه الوسيلة في مصر بالشادوف.
2.الكرد(الچرد): ــــــــــــــــــــــــ هو إحدى وسائل الري التي تلت عملية السحب اليدوي بواسطة الدالية، وهذه الوسيلة أكثر تعقيداً وتطوراً من الدالية، ويرفع الماء بها إلى الأعلى من منطقة أكثر عمقاً. وربما تم اختراع هذه الوسيلة في العصور الأشورية المتأخرة أي: في عهد الامبراطورية الاشورية الثانية(745- 612ق- م)، فقد ذكرت وثيقة بيع أرض زراعية من تلك الفترة بأن الآلة التي ترفع الماء من النهر يشرف عليها خبير عارف بتشغيلها، وهذا يدل على أنها ابتكرت حديثا وأن العمال الذين يقومون بتشغيلها كانوا قليلين بحيث ذكروا بالوثيقة(12) .
والكَرِد هو عبارة عن مجموعة من أخشاب شجر (التوت والغرب) على شكل دولاب تنصب بضفاف الأنهار في مناطق الجروف العميقة، كان يدار باليد، ثم اخذ الفلاح يربط الحبل بالثور وعند سحب الحبل يخرج الماء من النهر بواسطة الدلو المصنوع من جلد الحيوان. ويتكون الجرد من بكره كبيرة تستند من جهتيها بعمودين ضخمين غالباً من جذوع النخيل أو الخشب القوي أو بناء بدل العمودين، ووعاء كبير من الجلد جعل في أخره ذنب على هيئة أنبوب تفرغ بواسطته مياه الوعاء بعد أن يكون الوعاء قد رفع إلى الساقية التي يراد رفع الماء أليها. ويتم تنزيل الوعاء إلى مصدر الماء وتصعيده إلى الساقية بحبلين يربط أحداهما في أعلى الوعاء والثاني في ذنبه الأنبوبي فيتحرك الأول على البكرة في تصيد الوعاء وتنزيله ويقوم الثاني برفع الذيل الأنبوبي عند الصعود فيحول دون تدفق المياه من الوعاء حتى إذا ما وصل الى الساقية أفرغ الماء فيها بصورة تلقائية بتوجيه فتحة الأنبوب نحو الساقية. ويقوم شخص بتسيير عملية تصعيد الوعاء وتنزيله فيمشي خلف الحيوان عند صعوده على الممشى المنحدر لإنزال الوعاء الى سطح الماء، وعند نزوله ايضاً لرفع الوعاء إلى الساقية(13) .
3.الچرد ناعور أو الناعور الحيواني: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ويطلق عليه أسم (الدولاب) لأنه عبارة عن دولاب قائم عمودياً يحمل سلسلة من الأوعية يدور على محور في مستواه الرأسي، ويتم تدوير هذا الدولاب بحركة الحيوان عن طريق دولاب أفقي مسنن يديره الحيوان (الثور، أو الجاموس، أو الحمار، أو البغل أو الجمل) الذي يدور حوله وهو يجر وراءه قضيباً من الخشب مربوطاً بدواليب أفقية مسننة، وهذه مربوطة بدورها بالدولاب العمودي الذي يحمل عددا من الأوعية المصنوعة من جلود الحيوانات أو من الفخار، وعندما يدور الدولاب العمودي تدور الأوعية مع الدولاب فتنزل إلى ما تحت الماء فتغرف الماء وتصعد لتصب ماءها في حوض مُعد لاستيعاب المياه وتحويلها إلى ساقية تذهب بالمياه الى الحقول لريها. ويرفع هذا الناعور المياه عادة الى ارتفاع بحدود خمسة امتار، وتعرف هذه الوسيلة في مصر بعجلة المياه أو بالساقية(14) .
وقد جرى العرف أن يستخدم كل فلاح الحيوانات الخاصة به في تشغيل الناعور في الوقت الخاص به لسقي مزروعاته، وبهذا يكون كل منهم مسؤولا عن تربية الحيوانات التي تستخدم في التشغيل.
4.الناعور المائي ـــــــــــــــــــــــــــــ وهو الناعور الذي يدور بقوة التيار المائي، وهو أرقى ما توصل اليه العقل العراقي في هذا المجال، ولم يستطع العلم والعقل الحديث أن يضيف اليها شيئا جديدا ولقد جرت عدة محاولات لأبدال المواد المستخدمة في صناعة الناعور ولم يكتب لها النجاح(15) .
ولا يوجد هذا الناعور منفردا إلا ما ندر، وذلك لأن نظام الري قد تغيير بتطور العلاقات الاجتماعية وتوسع رقعة الأراضي الزراعية؛ فأصبحت الحاجة ملحة الى إيجاد وسيلة أكثر تطورا من سابقاتها، والى وجود أكثر من ناعور في القرية الواحدة؛ فكان لابد من بناء يجمع تلك النواعير ويوحد مياهها، ويسهل عملية الإرواء بانتظام وبجهد أقل، فأنشأ ما نعرفه اليوم بالدالية نسبة الى أقدم وسيلة من وسائل الري استخدمها الفلاح العراقي.
بناء الدالية ـــــــــــــــــ من أولويات نصب الناعور توفير الدالية التي يرتكز عليها، وهي بناء ضخم من الحجر والنورة (16) تمتد من جرف النهر الى مسافة قد تصل الى اربعين متراً وارتفاعها بحدود ستة أمتار وعرضها بحدود خمسة أمتار، وتطول الدالية وتقصر بحسب عدد نواعيرها(17) .
لقد ساعد توفر مادة الحجر في هيت بأنواعه المختلفة ومادة حجر الكلس الخاصة بصناعة النورة في مدينة هيت في تسهيل عملية البناء والتقليل من تكاليف بناء الدوالي، وفي عمل السكور.
وكانت عملية بناء الدالية تتم في فصل الصيف وبالتحديد في أشهر انخفاض مياه الفرات الى أقل منسوب لها(الصيهود) وبالتحديد في شهري تموز وآب، حيث يقوم البناة برصف الأحجار الكبيرة في قاع النهر بشكل هندسي مدروس، حيث تترك بين الأرصفة فتحة بحدود المترين تسمى (السِيب) وهي الفتحة التي يمر منها الماء بقوة فيحرك الناعور، وتترك فتحة أكبر من السيب تقع بين جرف النهر والناعور الجرفاني، لتسهيل عملية عبور الزوارق والأشخاص من صدر الدالية الى دوارتها. ويكون طول الأرصفة في جهة دوارة الدالية بحدود خمسة أمتار تبنى فوقها الركائز التي توضع عليها (العوابر) وتعرف هذه الركائز بـ(الصناديق)(18) .
وبعد أن تعلو الأرصفة فوق مستوى النهر تبدأ عملية البناء بالحجر والنورة، ويكون بناء جدران الدوالي على هذه الأرصفة بعرض (1-1.5) م.
وبعد أن يصل ارتفاع جدار صدر الدالية بحدود المترين يتم سقف (السِيابه)على شكل عقود، ثم يبنى فوقها جدار بحدود متر واحد، بعدها يتم بناء ممر بحدود متر واحد يستخدم للمرور الى نهاية الدالية فضلا عن استخدامه عند صيانة النواعير.
وبعد اكمال الممر يتم بناء جدار أخر اقل سمكاً لكنه أكثر ارتفاعاً، وعلى هيئة عقود مثلثة او دائرية في صدر الدالية وفي جميع جدرانها التي تفصل بين النواعير.
ولتسهيل عملية إيقاف الناعور عن الدوران عند صيانته، او عند عدم الحاجة لمياهه يتم تثبيت عود خشبي غليظ بشكل معترض في عين كل ناعور في صدر الدالية يربط به الناعور بحبل متين يعرف بـ(الرباط) مصنوع من ليف النخيل.
وعلى قمة العقود يتم بناء الساقية التي تصب بها مياه الناعور وتتولى توزيعها. وتكون الساقية مرتفعة في الجزء المحاذي للناعور، ثم تأخذ في الانخفاض كلما ابتعدت حتى تصل الى مستوى الارض عند بلوغها المناطق الزراعية.
وتضم الدالية الواحدة أكثر من ناعور قد تصل في بعضها الى عشرة نواعير، ولها تسميات حسب تسلسلها في الدالية؛ فالقريب من الجرف يسمى (الجرفاني)، والذي بعده الثاني، ثم الثالث والرابع وهكذا، ويسمى الذي يقع في طرفها بـ(الطرفاني). كما يعرف كلل ناعور في الدالية باسم مالكه إن كان واحدا وباسم مالكيه إن كانوا أكثر من واحد.
وتعرف كل دالية باسم القرية التي ترويها، وليس باسم مالكي الأرض الزراعية فيها، فيقولون (جريه أو گرية) قندي، او قنان، أو بصاير او التربة، او الدوارة أو الدرستانية وهكذا، وهذا ما مسجل في دوائر التسجيل العقاري، ودوائر الأحوال المدنية عند القيام بالإحصاء السكاني، وفي دوائر الزراعة والري فيما يخص حقوق الملكية الزراعية وتحديد الحصة المائية، وهو ما تعارف الناس عليه، ونحن معهم لأن حقوق ملكية الأرض الزراعية تنتقل من شخص الى آخر، ومن بيت الى آخر وليس من المعقول والمقبول أن تنتقل مليكة قرية من شخص الى اكثر من شخص وتبقى التسمية باسم مالكها الأول، فالحفاظ على اسم القرية أفضل من ذكرها باسم شخص او بيت أو عشيرة.
وتتميز القرى في إقليم النواعير بان لها حدودا طبيعية اذ يفصل بين قرية وقرية واد طبيعي وعلى وفق هذه الحدود تتحدد اقرى، وتقام الدالية غالبا في القسم الأوسط من القرية.
والمعروف ان بناء الدوالي يكون متقابلا، حيث تبنى دالية في الضفة اليمنى للنهر تقابلها دالية في الضفة اليسرى، وذلك للاستفادة من قوة التيار المائي التي يولدها سٍكر كل دالية.
وفي دراسة ميدانية قام بها الباحثان عبد الرحمن جمعة الهيتي وحمدي نعمان رحيم ذكروا فيها أسماء الدوالي التابعة لمدينة هيت مبتدئين من جنوب شرقها بمسافة خمسة كيلو مترات ومنتهين بشمال غربها بمسافة خمسة وثلاثين كيلو، وسنذكر من هذه الدراسة اسماء الدوالي الواقعة ضمن الحدود البلدية لمدينة هيت. وقد بدأت الدراسة بذكر كل دالية واقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات واسم الدالية التي تقابلها في الضفة اليسرى له وكما يأتي: (19)
1.دالية الجديده وتقابلها دالية حويو الشرقية. 2.دالية حمادي وتقابلها دالية حويو الغربية. 3.دالية الحْنَينَة وتقابلها دالية المعبديات. 4.دالية الشيخ أحمد وتقابلها دالية المِجنوُن. 5.دالية الدوارة وتقابلها دالية الدِرستانيَّة. 6.ناعور الحجي لا يقابله شيء في الجهة الثانية. 7.ناعور شوكة لا يقابله شيء في الجهة الثانية. 8.ناعور الشاقوفة وتقابله دالية التربة. 9.دالية قندي وتقابلها ثلاث دوالٍ على التوالي: أ- دالية الحويجة الاولى. ب- دالية الحويجة الثانية. ج- دالية القْسيَّة. 10.دالية الگبانية وتقابلها دالية النْعِمِيَّة الشرقية. 11.دالية بَصائر الشرقية وتقابلها دالية النْعِميَّة الغربية. 12.دالية بَصائر الغربية وتقابلها دالية الرَّيِّس.
ولا بد من الإشارة الى امر مهم، وهو ان الدالية التي نرى اطلالها اليوم لم تبنَ مرة واحدة، فقد يبدأ فلاح او مجموعة فلاحين ببناء دالية لناعور واحد، وبعد مدة يتفق غيرهم على بناء ناعور ثان بجانب الناعور الأول ثم ناعور ثالث وهكذا على وفق مساحة الأرض الزراعية في المنطقة والحاجة الى المياه. وما يؤكد هذا عدم تناسق بنائها من حيث عرض الجدار او تصميم السِيابة أو العيون التي يختلف بعضها عن البعض الآخر، وهذا متأتٍ من عدم وجود مخطط سابق لبناء الدالية والى اختلاف رؤية واسلوب عمل البنائين.
ونعزز رأينا فيما يخص إنشاء الدوالي بفترات متعاقبة وحسب مساحة الأرض الزراعية في حقيقة أن ناعور الحجي، وناعور شوكة، وناعور الشاقوفة بقيت نواعير منفردة، لأن كل واحد منها كان يروي مساحة زراعية صغيرة لا تتجاوز بستانا واحدا.
السٍكْر: ــــــــــــ السِكْر: مَا يُسد بِهِ النَّهر وَنَحْوه والمسناة وكل مَا يسد من شقّ أَو بثق ويجمع على سكور(20) .
وهو في نهر الفرات حاجز من عشرات الأطنان من الصخور ترصف فوق بعضها البعض بشكل عرضي في النهر لزيادة مناسيب المياه فيه، ويبدأ السكر عادة بعد ترك مسافة بينه وبين الدالية قد تصل الى عشرة أمتار لمرور وسائل النقل الكبيرة جدا كالشخاتير والعسابي. ويكون ظاهرا للعيان في موسم الصيف بحدود نصف متر فوق سطح الماء. وتزداد الحاجة الى السٍكْر كلما انخفضت مناسيب المياه في الفرات. وفي السِكر قال الرفاء :(21)
غناؤنا فيه ألحان السكور إذا قل الغناء ورنات النواعيــر(22)
صناعة الناعور ـــــــــــــــــــــــ تستوجب عملية صناعة الناعور تهيئة مكوناته التي هي من خشب الأشجار المحلية، وتحديدا خشب شجرة التوت الذي يتمييز بقوته وعدم تأثره بالماء. وتمتاز صناعة الناعور بالدقة والفن والهندسة، يتقنها نجارون مختصون، لا تنتهي مهمتهم بصناعته ونصبه على الدالية، بل يبقون مسؤولين عن صيانته وادامته وتخصص لهم لقاء ذلك أجورا سنوية تسمى الخرج، او رسم النجار تؤخذ من حاصل المنتوج الزراعي الحنطة أو التمر.
يتراوح قطر الناعور بين 10-12 متراً ويتألف محيطه من عجلتين او طوقين (طوگين)، يسمى الخارجي (الظهارة) والداخلي (البطانة)، وتتصل بهذا الإطار المزدوج مجموعة عيدان تسمى (الصلْبان) كل صَليب يمثل نصف القطر، تلتقي كلها عند المحور المركزي الوسطي (العابر أو العوبر) وهو عبارة عن جذع شجرة (فحل التوت)، يهيئا لهذا الغرض بحيث يكون عمره أكثر من عشرين سنة كي يكتسب الصلابة المطلوبة والقدرة على تحمل اثقال الناعور.
لقد تعارف المختصون بصناعة الناعور على مسميات الأعواد التي يتكون منها وعلى أعدادها، ويذكر لنا الشيخ رشاد الخطيب الهيتي أسماء مكونات الناعور وعدد كل منها وكما يأتي: (23)
1.كفاف: وهي أعواد عددها في الناعور الواحد (80) كفافة، يصنع منها محيط الناعور الذي تثبت عليه (القواقه). وتتميز نواعير هيت عن غيرها بصناعة (طوگين) محيطين لا محيط واحد يصنع كل طوگ من اربعين كفافه، وطول الكفافه الواحدة بين متر ونص الى مترين.
2. صلبان: ومفردها الصَّلِيب وهو كلُّ ما كان على شكل خطين متقاطعين من خشب أو معدن أو نقش أو غير ذلك. وعددها في الناعور الواحد (28) صليبا تصل بين العابر والمحطين وأسماؤها التي عرفت بها من قبل المختصين بصناعة النواعير كما يأتي:
أ– أُمْيًّهْ وعددها 4. ب- روابع وعددها8. ج– ملاجي وعددها 2. د– شفايات وعددها 2. ه-حواضن وعددها 4. و– وساطين وعددها 4. ز– كبابيس وعددها2. ح– مدارس وعددها 2.
3.الحفوف: ومفردها حفّ، وهي عبارة عن مسامير خشبية تستخدم لربط الكفاف والصلبان ببعضها البعض، ويحتاج الناعور الى 350 حفّ صغير لربط الكفاف والى 120 حفّ كبير لربط الصلبان ببعضها.
4.السٍبنْ: ومفردها سبان وهي عبارة عن مسامير عريضة طول الواحد منها قدمان وتوضع بين العابر(العوبر) والصلبان لتعديل الناعور وتثبيته بالشكل الذي يجعل الماء المرفوع بالقواقة يتساقط في سافية الناعور دون ان يتبدد.
5.السٍدنْ: وعددها في الناعور الواحد اثنان، والسدان الواحد عبارة خشبة من شجر التوت السميك قطره بحدود عشرين سنتمرا وطوله بحدود متر ونصف يحفر في وسطه اخدود، وتستعمل السدن كوسادتين يوضع كل واحد تحت طرف العابر الذي يدور الناعور عليها ويستعمل زيت السيارات لتسهيل مهمة الدوران وتعجيل حركته، وعن هذه الحركة يصدر صوت عرف بالنعير ومنه سمي الناعور.
6.العابر (العوبر): وهو محور خشبي يدور عليه الناعور طوله يقرب من أربعة أمتار يثبت طرفاه على جدارين مشيدين وسط الماء ويسمى هذا البناء(السيب) وتتكون الدالية الواحدة من عدد من (السيابه) يكون بعدد النواعير، فضلا عن وجود فتحة أكبر من السيب تكون قريبة من جرف النهر لتصريف الماء الزائد ولتخفيف الضغط الذي قد يؤدب الى الإضرار بالنواعير.
7.الگراگد: ومفردها گرگد وهي وصلة (تكملة) من الخشب يكمل بها الصليب إذا كان قصيرا، ويكون ذلك في حالة عدم توفر العدد الكافي من الصلبان.
8. االشريج: واحدته (شريجه) وتصنع من عسيب سعف النخيل حيث تشق العسيبة وهي خضراء الى فلقتين وتقطع الى قطع متساوية بحدود المتر. ومنها تصنع (البثورة).
9.البثورة: وتصنع من شريج السعف التي تم ذكرها انفا، ويكون عدد هذه القطع أكثر من عشرين قطعة تربط الى بعضها بأشرطة تفتل من خوص سعف النخيل تسمى(شرطان) وتصبح البثورة بهذه الطريقة على شكل مستطيل يعلق على الناعور بواسطة (المٍعْلاق) الذي يجدل من أغصان الرمان، فالمعلاق من حبلين يربطان من طرفيهما بالبثورة وتعلق على الناعور بطرفيهما الآخرين.
10. القْواقَه: ومفردها قوق وهي عبارة عــن جرار فخارية صغيرة، تصنع محليا، ويكون عددها في الناعور العادي بحدود مائة قوق، تثبت على طوق الناعور بحبال مصنوعة من ديخ عذوق النخل. وتغرف القواقه الماء من النهر وتصبه بالساقية المخصصة لنقله إلى حيث المزارع والبستانين.
11.الربطة او الرباط: حبل متين يربط به الناعور لإيقافه في حالة صيانته أو عدم الحاجة الى الماء، او خوفا من أن يجرفه التيار في موسم الفيضان.
النواعير المائية: ـــــــــــــــــــــــــــــ اختلف الباحثون في تحديد تاريخ ظهور النواعير؛ منهم من يرى أنها تعود إلى العهد الآرامي، ومنهم من يرى أنها ظهرت في العصر الهلنستي(24) ، وهناك من يرجح أن تكون الفترة الحثية أو الآرامية هي فترة ظهور الناعور الأول أي حوالي 1450 ق.م ، وآخرون يرون أنها رومانية.
ومن خلال بحثنا في المصادر التاريخية لم نجد فيها ما يمكن الركون اليه واعتماده من أن نواعير هيت التي تعد أقدم النواعير في نهر الفرات كانت قائمة في في عصور ما قبل الميلاد. وإن جميع الإشارات الواردة حول الدالية والناعور كانت تخص هاتين الآلتين بشكلها الأولي الانفرادي وليس بالشكل الذي عاصرناه.
فلم نجد في المصادر التاريخية التي ذكرت قيام الملك الآشوري توكلتي ننورتا الثاني (890-884 ق.م) بحملة حربية في أعالي الفرات وانه عسكر عند الضفة الشرقية لنهر الفرات قبالة مدينة هيت قريبا من قرية العطاط أي ذكر لوجود النواعير لا في المنطقة التي عسكر بها ولا في بقية قرى منطقة أعالي الفرات(5) .
كما لم يرد أي خبر عن النواعير في المصادر التي ذكرت احداث الحملة التي قام بها الملك البابلي (نبو بلاسر) في سنة 616ق.م عندما سار بجيشه على امتداد نهر الفرات الى الشمال من بابل، تلك الحملة التي أخضع فيها الملك المذكور قبائل السوخو والخندانو اللتين تتمركزان في المنطقة الممتدة من هيت تقريبا حتى التقاء الفرات بنهر الخابور(26) .
ولم نجد في المصادر التاريخية التي نقلت لنا أخبار حملة الملك البابلي نبو خذ نصر خليفة نبو بلاسر في سنة 582 ق.م التي استهدفت سوريا ولبنان وقام بقطع الكثير من الأشجار والأخشاب ونقلها الى بابل عبر نهر الفرات أيَّ عن وجود دوال أو نواعير اعترضت الأكلاك التي نقلت الأخشاب (27)..
ولم يذكر لنا المؤرخ اليوناني زينفون النواعير عندما نقل لنا تفاصيل حملة (كورش) الذي قدم الى بابل على راس جيش من الاغريق سنة 401 ق.م وكان مسير الحملة الجانب الايسر من نهر الفرات(28) .
وعلى وفق ما ذكرناه في أعلاه؛ فإننا لا نتفق مع من يرجح تاريخ ظهورها الى الفترة الرومانية حسب صورة من الفسيفساء عثر عليها المنقبون بين أطلال أفاميا بالقرب من حماة وتعود إلى عام 469 م(29) .
ونعزز رأينا بما ذكره المؤرخ الروماني اميانوس مرسيثلنيوس الذي وصف لنا أحداث الحملة التي قام بها الإمبراطور الروماني جوليان في سنة 363 م. فقد ذكر أن الجيش الروماني دخل مدينة هيت وكانت ترتفع فوقها كنيسة شيدت في حصن يقع على تل عال، وكانت المدينة مهجورة، ولم يبقَ فيها سوى عدد قليل من النساء فقتلهن. ووجد الرومان فيها قمحا وفيرا وملحا ابيضا، ومع هذا الوصف الدقيق لم يورد أي ذكر للنواعير في حملته تلك التي كانت بأسطول حربي عِبر نهر الفرات(30) .
ويشير وصف للناعورة موجود في أعمال المعمار الروماني فيتروف العائدة الى القرن الأول قبل الميلاد الى المفردات والمصطلحات الواردة في تلك الأعمال إلى أن هذه الآلة قد استخدمت في فترة زمنية سابقة لهذا التاريخ. وقد تم اختراعها على الأرجح حوالي العام 200 ق.م في سوريا أو في بلاد الرافدين أو في إيران(31) . وهذا يعني أن الناعورة كانت معروفة كآلة فردية بشكلها البسيط.
وما يؤكد أن الدوالي ونواعيرها التي مازالت أطلال بعضها باقية حتى اليوم لم تكن موجودة قبل الميلاد؛ هو أن الإمبراطور الروماني تراجان مخرَّ في سنة 116م نهر الفرات في خلال حملته على المدائن (طيسفون) عاصمة الفرثيين وقد مرّ بسفنه عند هيت حتى وصل الى الخليج العربي(32) . وكانت الجيوش الرومانية تنحدر الى الفرات بلا انقطاع ، وتصل الى بلاد بابل ونهبت العاصمة طيسفون مرارا(33) . ولم يرد ما يشير الى وجود النواعير ودواليها في المناطق والقرى التي مرّ بها.
كما أن المؤرخين الذين كتبوا عن فتح هيت سنة 16ه/ 637م لم يذكروا وجود النواعير في خلال الفترة التي حاصروا فيها المدينة، كما لم يرد ذكر لدوالي النواعير في سنة 36ه/ 656م عندما عبر جيش الأمام على (رض) الفرات من هيت في طريقه إلى الشام لملاقاة جيش معاوية بن أبي سفيان(34) .
ولعل أقدم ذكر لوجود النواعير في الفرات هو ما نقلته لنا المصادر من أن الخليفة هارون الرشيد عندما كان في مدينة الرقة التي اتخذها عاصمة صيفية له للمدة من180-193ه/ 796 -808م اشتاق الى أخته علية بنت المهدي التي كانت ببغداد؛ فكتب الى خالها يزيد بن منصور فى إخراجها اليه، فأخرجها فقالت فى طريقها عندما رأت النواعير وسمعت صوتها:
اشرب وغنّ على صوت النّواعـير ما كنـت أعرفهــا لولا ابن منصور
لــولا الرّجـاء لمــن أمّـلت رؤيتـه ما جزت بغــداد فى خوف وتغرير(35)
لقد شاع استخدام النواعير كثيرا في العالم الإسلامي في سوريا وفي بلاد الرافدين. وقد اشتهرت هذه الآلات باعتبارها مستخدمة منذ القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد لكنها وجدت على الأرجح قبل هذا التاريخ(36) .
ويُعدُ ما قاله الشاعر أبو عبد الله محمد بن خليفة السّنبسي الهيتي (ت:515ه- 1122م) شاعر سيف الدولة صدقة بن مزيد أقدم ما وصل الينا من ذكر لنواعير هيت ولسِكورها:(37)
فمــــــن لـي بهــيت وأبياتهـــــــا فأنظـر رســـــتاقها والقصـــــورا
أحــنّ إليهــــــا علـــــى نأيهـــــــا وأصــرف عــن ذاك قلبا ذكـــورا
حنين نواعيـــــرها فــــي الدجــى إذا قابلـــت بالضجيج السّـــــكورا
ولــــو أنّ مــا بي بأعـــــوادهــــا منـــــوط لأعجزهــــا أن تـــدورا
بـــلاد نشـــــأت بهــــــا ســــاحبـا ذيـــول الخلاعـــة طــفلا غريــرا
ومع هذا لا يمكن تحديد الفترة الزمنية التي صُنع فيها الناعور المائي بشكله الذي عاصرناه إلا بعد معرفة متى اكتشف الإنسان العراقي مادة النورة واستخدمها لأول مرة كمادة من مواد البناء.
المراشنة ــــــــــــــــــ وهو من أدق وارقى الأنظمة التي رافقت عملية السقي عبر التاريخ، ويخص تقسيم الحصص المائية على وفق المساحة الزراعية لكل مزارع وحسب كمية الماء المتوفرة، وتُسمى في الفقه بالمهايأة وهي: قسمة المنافع على التعاقب والتناوب(38) . فيكون نصيب كل منهم وقت معلوم يُحدّد بالساعات مثلا ً؛ فيباشر الفلاح الأول بعملية سقي مزروعاته ومغروساته بحسب استحقاقه من الوقت، ثم يعقبه الفلاح الثاني ثم الثالث وهكذا.. حتى يأخذ كل شريك حصته من الماء.
وكان المتعارف عليه هو أن تحدد ملكية الأرض الزراعية بقدر ما يملكه المزراع من نواعير؛ فيقولون: ملكيته ناعور او نصف ناعور أو ربع ناعور، أو بعدد ماله في الناعور من (صُلبان) وعلى وفق ذلك تحدد حصة كل مزارع من مياه السقي في الدالية الواحدة، فاذا علمنا أن الشائع في صناعة الناعور هو أنه يتكون من (28) صليبا وأن لمُلاك كل ناعور يوما كاملا لإرواء مزروعاتهم فإن من يملك ناعورا كاملا له من الوقت – من حيث المبدأ- 24 ساعة إرواء، ومن يملك (14) صليبا له (12) ساعة، ومن يملك (7) صلبان له (6) ساعات وهكذا. ويسري هذا المبدأ في احتساب حصة كل مالك في نواعير الدالية، ولا يشترط أن تكون الحصص متساوية لأصحاب البساتين التي تقع في صدر الدالية والتي تقع في دوارتها لأن ذلك يتحدد بعدد النواعير في كل جهة وبعدد المُلاك فيها. وكانت عملية السقي تتم بالمناوبة الدورية: فمن يكون موعد سقايته يوم السبت في الساعة الثامنة صباحا ومدة سقايته ساعتين تكون مراشنته التالية في يوم استحقاقه في الساعة العاشرة قبل الظهر، وهكذا.
- الهوامش ــــــــــــــ 1) سعدي محمد صالح السعدي، النظم الاقتصادية والاجتماعية الناعورية وادائها الوظيفي في إقليم أعالي الفرات، أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، جامعة بغداد، مطابع التعليم العالي (يغداد،1990)، ص76. 2) البعلي، محمد بن أبي الفتح، أبو عبد الله، شمس الدين (ت: 709ه/1308م) المطلع على ألفاظ المقنع، تحقيق: محمود الأرناؤوط وياسين محمود الخطيب، مكتبة السوادي للتوزيع، ط1، (جدة، 2003)، ص302. 3) أحمد مختار عبد الحميد عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، (الرياض،2008)، ج3، ص2238. 4) فوزي رشيد، مقومات نظم الري في العراق القديم، ندوة الري عند العرب، مركز احياء التراث العلمي، جامعة بغداد، مطبعة العمال المركزية، (بغداد، 1978.( ص56. 5) صبري فارس الهيتي، نواعير الفرات شواهد تاريخية على اصالة حضارية، أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، (1990)، ص18. 6) الدالية في اللغة: الأَرْض الَّتِي تُسقى بالدَّلو والمَنْجَنون، والمَنْجَنون: البَكَرَة الْعَظِيمَة. وَجمع دالية دَوالٍ، عَرَبِيّ مَعْرُوف. •ابن دريد، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ)، جمهرة اللغة، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، ط، (بيروت،1987م)، ج2، ص1061. 7) دونالد هيل، موسوعة تاريخ العلوم العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1،(بيروت،1977) ،ج3، ص985 8) تشبه الدالية ما عرف في وسائل الألعاب بـ(المعدلانه) كما تشبه الى حد كبير العارضة التي توضع في مداخل بعض المؤسسات والمتكونة من انبوب طويل يثبت على ركيزة في الأرض يكون أحد ذراعيه طويلا والثاني قصيرا ويتم وضع اثقال على الجزء القصير لتسهيل عملية رفعه والسماح بدخول وسائط النقل والأشخاص. 9) ناطق داود الجودي وعماد محمد عبد الحفيظ، دراسة مقارنة لاستخدام النواعير والوسائط المختلفة لرفع الماء، أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، ص56. 10)عادل البكري، اساليب استخدام النواعير عند العرب، أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، ص44. 11) سامي سعيد الأحمد، حضارة العراق، الزراعة والري، دار الحرية للطباعة، (بغداد،1985)، ج2، ص182. 12) المرجع نفسه، ج2، ص183. 13) احمد سوسة، تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية، وزارة الري، (بغداد،1983)، ج1، ص485. 14) ناطق داود الجودي وعماد محمد عبد الحفيظ، دراسة مقارنة لاستخدام النواعير والوسائط المختلفة لرفع الماء، أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، ص58-59. 15)احمد سوسة، تاريخ حضارة وادي الرافدين، ج2، ص485-490. 16) النورة هي مادة بناء تستخدم في صنع أنواع من الملاط والشيد والطلاء. النورة مادة كيميائية (هيدروكسيد الكالسيوم) قلوية بشكل مسحوق أبيض اللون. وطريقة الصنع هي أن يسخن الحجر الجيري (كاربونات الكالسيوم) في أفران خاصة لإنتاج الجير الحي (أول أوكسيد الكالسيوم) ثم يضاف الماء لتكوين النورة. لصنع الملاط يضاف المزيد من الماء إلى النورة لتكوين عجينة غير مستقرة كيميائيا إذ أنها تبدأ مباشرة بالتفاعل مع ثاني أوكسيد الكاربون في الجو وتحول النورة إلى حجر جيري مرة أخرى. لذا فإن عجينة النورة لا يمكن تخزينها ويجب استخدامها فورا، ومن أهم ميزات استخدام النورة في الملاط هو القوة، إذ أن ملاط النورة يلتصق بالحجر أو الطابوق الذي يبنى معه ويزداد قوة بمرور الزمن لتحوله إلى حجر. كما أن النورة مقاومة للمؤثرات الخارجية كالحرارة والرطوبة وتسرب المياه والتشقق. •https://ar.wikipedia.org/wiki/نورة_ (مادة). 17)عبد الرحمن جمعة وحمدي نعمان رحيم، دوالي هيت- دراسة ميدانية، ضمن أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي(بغداد،1990)، ص149. 18) لمزيد من التفصيل انظر: صالح فليح حسن الهيتي، نواعير الفرات ونواعير العاصي، دراسة جغرافية مقارنة، ضمن أبحاث الندوة التي أقامها مركز احياء التراث العلمي العربي، (بغداد،1990)، ص114-118. 19)عبد الرحمن جمعة وحمدي نعمان رحيم، دوالي هيت- دراسة ميدانية، ص 152-154. 20) مجمع اللغة العربية بالقاهرة، إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار، المعجم الوسيط، دار الدعوة، ص438. 21)السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن (366 هـ / 976 م) شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء، مات ببغداد. 22) شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي (المتوفى: 1069هـ) حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي، الْمُسَمَّاة: عِنَايةُ القَاضِى وكِفَايةُ الراضي عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوي،دار صادر، (بيروت)، ج5، ص285. 23) لمزيد من التفصل، ينظر رشاد الخطيب الهيتي، هيت في إطارها القديم والحديث، ج2، ص48-52, 24)العصر الهلنستي” اصطلاح تاريخي أطلق على الفترة الزمنية الممتدة من وفاة الاسكندر عام 323 ق.م. حتى قيام الامبراطورية الرومانية على يد أوغسطس في عام 30 ق.م. وقد سمي بهذا الاسم تمييزاً له عن الفترة الإغريقية، وهي الهلينية الصحيحة، وعلى أساس أن الحضارة الجديدة منتسبة إلى هذه الحضارة، أو متأثرة بها. 25) طه باقر، المرشد الى مواطن الحضارة، ص10. 26) حياة ابراهيم، نبو خذ نصر الثاني (604-592 ق.م)، دار الحرية، (بغداد،1983)، ص46. 27) المرجع نفسه، ص75. 28)زينفون، القرن الخامس ق.م، حملة العشرة آلاف، الحملة على فارس، ترجمة يعقوب افرام منصور، مطبعة جامعة الموصل، (الموصل، 1985)، ص62. 29) محمد أيمن حمدي قطرنجي، النواعير في مدينة حماة، مجلة المدينة العربية، الـعدد/38 السنة الثامنة، تموز1989، ص28-38. 30) الوا موسيل، الفرات الأوسط رحلة وصفية ودراسات تاريخية، مطبوعات المجمع العلمي العراقي، (بغداد، 1964)، ص571. 31) دونالد هيل، موسوعة تاريخ العلوم العربية، ج3، ص992. 32) سامي سعيد الأحمد، تاريخ الرومان، مطبعة التعليم العالي، (بغداد،1988)، ص182. 33) طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات، ج2، ص480. 34) الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص475. وابن الاثير، الكامل، ج2، ص225-226. 35) الصولي أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي (المتوفى: 335هـ)، الأوراق قسم أخبار الشعراء، شركة أمل، (القاهرة،1425 هـ)، ج3، ص59. 36) دونالد هيل، موسوعة تاريخ العلوم العربية، ج3، ص992. 37)ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص421. 38) الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ/1413م)، التعريفات، تحقيق: ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية ط1، (بيروت،1983)، ص227.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هيتنا دالية وناعور
-
هيت القديمة- قلعة وسور وخندق
-
هذه هي هيت التي عنها تسألون
-
الفولكلور (التراث الشعبي)
-
التراث والأثار
-
الفتوى بغير علم
-
المُهذب الهيتي
-
نعم للنقد ، لا التشهير
-
آل بوبجي
-
إلا، أقطك
-
وداعا أبا سدير
-
لماذا غابوا ؟!
-
علم من مدينتي عبد الرحمن هلال جاسم الكربولي الهيتي
-
انتخابات مجلس النواب 2018 (نتائج وتحليل)
-
إنهم يقتلون الجياع
-
الحق يُؤخذ ولا يُعطى
-
مبارك لنا ولهم التفوق
-
رجال من مدينتي
-
إنهم يستحقون التكريم
-
معاناة المواطن من التبليغات القضائية
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|