أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم هرميسي - عفرين بين السذاجة والخيانة














المزيد.....


عفرين بين السذاجة والخيانة


كريم هرميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6240 - 2019 / 5 / 25 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(توطئة)
بداية سأقوم بتعريف السذاجة والخيانة لغة.
سذِجَ: (فعل)؛ سذِجَ يسذَج، سذاجةً، فهو ساذج؛ سذِج الفتى: كان غِرًّا ذا غفلة؛ ساذَج: (اسم)؛ الجمع: ساذجون وسُذَّج؛ ساذَج / ساذِج: بسيط غير محنّك قليل النباهة والدّهاء، ينخدع بسهولة، قليل التبصُّر بالأمور؛ أسلوب ساذج: يدلّ على غباوة صاحبه؛ حجّة ساذَجة: غير بالغة.
خانَ: (فعل)؛ خانَ يَخون، خُنْ، خِيانةً وخَوْنًا، فهو خائن والجمع: خانَة، وخُوَّانٌ، وخَوَنَة وهو خَوَّانٌ، وهو، وهي خَئُونٌ، والمفعول مَخُون.
خَانَ أَصْدِقَاءهُ: لَمْ يُحَافِظْ عَلَى الْعَهْدِ، أَيْ غَدَرَ بِهِمْ؛ خَانَ العَهْدَ: نَقَضَهُ، أَيْ لَمْ يَرْعَ عَهْدَهُ؛ خَانَ وَطَنَهُ: تَخَلَّى عَنْ وَاجِبِ الْمُوَاطَنَةِ وَالإِخْلاَصِ لِلْوَطَنِ.
اليوم وبعد فوات الأوان تتعالى الأصوات عما يحل بعفرين بعد أن أحلت بها ذراع حزب الاتحاد الديمقراطي الكارثة الماحقة.
لم يرفع أحد منا صوته مجاهرا أن ما يقْدم عليه حزب الاتحاد الديمقراطي في مواجهة ثاني دولة في الناتو وتتقدمها فصائل محسوبة على المعارضة السورية، سيحل بعفرين وبالكرد كارثة مستدامة، لا يمكن إيقافها لاحقا. بل هالت الحناجر منا والأقلام إلى التنديد بتركيا الأردغوانية وما تقْدم عليه في معاداة الكرد ومحاربته على العموم وفي هذه البقعة بالذات. الذي لم يدرك هول الكارثة المستدامة وقتها، بدأ ينشط وطنيا وقوميا وإنسانيا بعد فوات الأوان مذرفا الدموع على عفرين وشعب عفرين وخيرات عفرين التي باتت تألو إلى الزوال.
لقد تكممت الأصوات والأقلام لكل من حاول التنويه بخطورة الأمر بالأصفاد المعتادة، عميل تركي وخائن، فكان الإعلام الكردي يدعو إلى مجابهة المعركة "المقدسة" ضد تركيا الأردوغانية، وبالمقابل كان الأخير يزمجر واعدا الويل للواقفين في وجهه، رغم ذلك عرض على حزب الاتحاد الديمقراطي أن يغادر عفرين بذراعه العسكري، ويتركها للنظام، ولكنه رفض، مدويا الآفاق أنه وطني! وأمين! على مصالح الكرد، كما لم يأبه "الأمين" بما عرض عليه الروس أن يسمحوا لدخول النظام إلى عفرين بدلا من مواجهة الناتو. كان حريا أن تنبري الحناجر والأقلام مجلجلة أن اختيار أهون الشرين هو الأمثل لتجنب الكارثة، وما سيترتب عليها فيما بعد، مهما كان مذلا، فهو أفضل بكثير مما كان متوقع بالذي سيحل بعفرين، فروّجنا للمواجهة إن كان بالصمت أو بالتردد أو بالجهر.
نعلم جميعا أن ما قام به قبل هذا حزب الاتحاد الديمقراطي بإفراغ روزآفا من سكانها الكرد لصالح القومية الغالبة، وقيامه بالتصفيات الجسدية للمناضلين الكرد، كما إرهاقه إيَّانا بالخوة والإعادة بنا إلى قرون الإضاءة بالشموع، والتدفئة بالحطب (حبذا لو كان ذلك متوفرا)؛ وفي عصر النانوتكنولوجيا. المحزن أن مقاومتنا تجاه جرائمه بحقنا شفاهية وخجولة. مع كل هذا لا زلنا نعده فصليا كرديا، تصرفاته الميدانية تصرخ مدويا في الآفاق وفي وجهنا أنه أداة المحتل والمستفيد ولا غير. فكيف لشعب جبلته الجبن والخنوع أن يكون قابلا للانعتاق والتحرير، فحزب الاتحاد الديمقراطي بجميع أذرعه وتوابعه أداة المحتل ولذوي المصالح في المنطقة وحسب.
قتل اثني عشر ألفا من الكرد لأجل أميركا التي باعتنا في الجزائر، وفي استفتاء الإقليم. وبعد كل هذه التضحيات وصمتنا وأورباها بمخلب القط! ناهيكم عن عشرين ألف جريح ومعوق من أجل مقايضتنا غدا لتركيا في محاربة داعش، التي أوجدتها هي وأمثالها لابتزاز الخليج، ولتبرر صمتها عن الجرائم المرتكبة، بأياد روسية، في حق السوريين لناخبيها، هؤلاء الناخبين الذين لم يكفوا عن إبداء احتجاجاتهم عما يجري في هذا البلد.
يبدو أننا لا نعير ما جرى ويجري تاريخيا، لمن كانوا في وضعنا؛ لو أننا راجعنا اليوتيوبات، فقط، العارضة حالة الألمان بعد الحرب، لتوقعنا ماذا سيحدث لعفريننا بعد انهزام الـ"ب. ي. د." أمام ناتو. لو كان فينا عاقل متوسط الفهم لأدرك أن أي انهزام لتركيا الناتوية غير وارد. لولا الغطاء الدولي الممهد لساحات معاركه مع داعش لما كان له شأن يذكر. بعد أن يسوي هذا الغطاء الحي والجامد، الأخضر واليابس مع الأرض يطلق رصاصاته على جرحى القصف والناجين من بين الأنقاض متبجحا بالانتصارات! مع كل ذلك خرج باثني عشر قتيلا! وعشرين ألف جريح ومعوق! ولكم أن تتصور ماذا كان سيحل به.
لنا معكم لقاء آخر



#كريم_هرميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم هرميسي - عفرين بين السذاجة والخيانة