أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حاتم المذكور - عناوين في ذاكرة الجنوب...














المزيد.....

عناوين في ذاكرة الجنوب...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 23:39
المحور: الادب والفن
    


عناوين في ذاكرة الجنوب...
حسن المذكور
1 ـــ كان لي عنوان, رسمت حروفه على ظل نخلة مسحته الحروب, حرفيه الأول والثاني, مجزرة اسماك, وطيور غادرت اهوارها, كان الحرف الثالث, معاناة شاعر مسلول, نزف سعاله قصيدة ناقصة, بعد موته استعار الحرف الرابع قافية لنعشه.
ـــ هل مات الجنوب في الجنوب, فأستعار عنواني كفناً؟؟ سألت.
ـــ تقاسموه قبل ان يموت, واستوطنته اسمائهم اجابت بيوت الطين.
ـــ والهوية؟؟ سألت
ـــ من اي كهف جئت متأخراً؟؟ لم يبق مضمون للهوية, سوى غلاف منقوشاً عليه "الله اكبر", ربما للتمويه ــ اجابت
ـــ لماذا لم يعلن الجنوب موته؟؟
ـــ اسماء الأجداد منحته الف روح, لا زال الأول عصي على الموت.
2 ـــ في الطرقات التي عبرتها, ثمة ابخرة للخلود, سألت الغرباء:
ـــ اين مقام جدنا جلجامش؟؟؟
ـــ لا يوجد هنا ضريح لسماحة اية الله العظمى جلجامش "قدس الله سره", اجاب الغرباء.
علمت اني ليس في الجنوب العراقي, ربما في اصفهان او قندهار, قضيت ليلتي, بين شتلات عنبر تتكي خصورها على قوام نخلة, سرق النعاس يقضتي, سافرت في احلامي ابحث عن عنواني, في اليوم التالي, استيقضت على صباح ليس جميلاً ولا مألوفاً, يزفر رائحة الكراهية ويمضغ الفرح والأغنيات, في شوارع تبكي, ثمة كيانات متوحشة صغيرة, تفرغ رصاصاتها في صدور نخيل فاقد نصف ظله, سقطت خصور العنبر, وشرب الدخان عطرها, هناك موت مستهتر يعاقب طبيعة الأشياء, نخلة مقطوعة الجدائل تسألني:
ـــ هل تعرفني يا حفيدي؟؟؟
ـــ فيك رائحة جدتي
ـــ نعم هي انا, عليك ان تخرج من دائرة الموت وتقاسم العناوين.
ـــ ومتى اعود جدتي؟؟؟.
ـــ عندما يعود العائدون, ثم نزفت روحها, فاستغاث الرب وبكت السماء وخجلت من هويتها الأرض.
3 ـــ قبل ان اتخذ قراري, بين ان اواصل البحث عن عنواني, ام ادفنه خاطرة ميتة في مقبرة الذكريات, شاهدت فصيل مليشيات, يسحق اضلاع الشوارع, في حراك متوحش, يبحث عن قصيدة, كتبها شاعر متمرد, اخطأ رأسه كاتم الصوت, وهرب جريحاً, خفت ان اكون المتهم, انا الذي ولدت جريحاً, استوقفتني سيدة ثلاثينية, مسحت ملح دموعها, ثم سألت.
ـــ أأنت الذي يبحثون عنك؟؟
ـــ لا.. كأي هامشي انا, ابحث عن عنواني.
ـــ لكنك جريح ايضاً؟؟؟
ـــ هكذا ولدت, اين انا الآن؟؟؟
ـــ على تراب الجنوب ــ قالت ــ
ـــ لكن الأرض هنا لا تشبه نفسها, هل غيرت الأبخرة عطرها؟؟
ـــ نعم والشعراء غيروا نصوصهم, والدولة صادرت القوافي, والوسطاء تحاصصوا حروف اسم الله ــ اجابت.
4 ـــ امسكوه انه الشاعر الذي كتب القصيدة, وهذا الجرح في عينيه دليل, استقرت رصاصات الفصيل في صدري, قبل ان اختنق بموتي, ايقضتني صرخة.
ـــ "بابا.. بابا.. لا تخاف, انا ساري اگعد تريگ, ليش تبچي بابا؟؟".
ـــ كالأخرين يا ولدي, أبحث عن عنواني في تراب, لا يموت فيه الجنوب.
23 / 05 / 2019
[email protected]



p



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الطائفية العمياء...
- هيفاء في موسم التسقيط...
- لنقترب من الحقيقة...
- ام چماله: صرخة وطن...
- من سيغادر اولاً ؟؟؟
- المقدس عندما يتمدد!!!
- لنلتقي حتى ولو...
- نزيف الأختراقات...
- جيل الأنتفاضة يتنهد...
- خطوات نحو التغيير...
- الفرهود الكفائي...
- نُريد ان نعيش...
- حكومة العبّارات...
- انه العراق يا عرب...
- ايران تبتلع العراق...
- اريد ان ابكي...
- احزاب الخيانات العظمى...
- حصار كركوك...
- العراق في قصر نهايتهم...
- العراق تحت الأقامة الجبرية...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن حاتم المذكور - عناوين في ذاكرة الجنوب...