حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 22:31
المحور:
الادب والفن
عدي على أصابع النسمات...
كل الكلمات الرقيقة التي...
حال بينها وبين النطق...
ضروب من السحر...
ينهمر من برق اللواحظ...
وغيوم تصلي الاستسقاء...
وورقة مصفرة حزينة...
سافرت عبر الرياح والسيول...
لتحكي قصة خريف...
ارخى بثقله ولونه البني الباهت...
على كل الألوان التي...
كانت تمرح وتلهو بين ثنايا ابتساماتنا...
تخبر قلوبا لا زال يملؤها الربيع...
عن الصيف الذي حزم أمتعته...
موليا من غير رجعة...
آخذا معه ما تبقى من أوراق الحياة...
المتسربة من قوارب النجاة...
* * *
هزلت سنابل القمح...
فما عادت تقوى على حمله...
وثملت الأزهار المركونة بجوار النافذة...
فأضاعت ألوانها التي هربت إلى اللاوعي...
لم تصمد أمام الأعاصير التي حطمت تفاصيل المكان...
وتكسرت المزهرية إلى أجزاء...
وصارت الورود لاجئة بلا مأوى...
تبعث بما تبقى لديها من عطر...
نداءات استغاثة ولجوء...
تستجدي بضع أيام دافئة...
من ربيع الآخرين...
وكل الحروف التي أحرقتها...
فشلت في خلق بصيص دفء...
بل أنارت لي شمعة...
لترشدني دروب البرد مرة أخرى...
* * *
لست أدري لماذا اختطفت اليأس معك...
وتركتِ لي الأمل...
أبكيكِ؟ أم أبكي يأسا رجوته البقاء...
وكسرات من قصيدة أبعدته عني...
كم كنت ظالما له...حين وضعته في سجن اللامعنى...
خدعتني ضحكة الأمل الذي زرعتينَ...
تمثلت فيك وفيه اللانهاية...
ظننته يبتسم لي...
ولم أدري أنه سعيد لأنه وجد موطنا للاستقرار...
إنه الكفن الذي نتقلد...بكامل الرضا والقوى العقلية...
والصدمة التي لا نريد منها أن تصحو...
* * *
أشهدتني يوما ما كنت أنشده...
حين خضعت الآلهة لبعض رغبات البشر...
دون أن تأبه بصراخ الآخرين...
ولا عجب إذ أني دوما اعتبرتك في مصاف الأنبياء...
وأن الدعائم التي لدي...
لا ترقى لصمود الأنا الأعلى...
صرخة متحركة...
جمعت فيها كياني من هنا وهنا...
فاختلطت فيه المناجاة بكل أشكال اللغات...
وانصهرت في بوتقتك...
كل أسراب القصائد من العاشقين...
وخرجت على شكل ثوب واحد...
ألبسني إياه القدر...
في لحظة غاب فيها الوعي...
وتملكني جنون العشق...
على رصيف حائر لا زال يتساءل...
هل العشاق يصيرون مجانين؟ ...
أم أن المجانين فقط من يعشقون؟...
======================
23/05/2019
18:18
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟