ريما كتانة نزال
الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 11:08
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
(سمر صبيح لمن لم يسمع بها؛ أسيرة فلسطينية وضعت طفلها البكر بعملية قيصرية وهي مقيدة) .
لا يحن الحديد إلا على نفسه، فترفق أيها الحديد بمعصم سمر، وترفق أيها الزرد بلحم الصبية، فكل ذنبها أن الساكن في أحشائها قد تمرد على قرار أمه بتجميد حياته، ولم تستطع المسكينة ابتلاع لحمها، وللطبيعة أحكامها الدقيقة في توقيت مخاض الأرض وثورتها وفيضها، والجنين في رحم أمه يحترم مواعيده، وانفجار صرخة غضبته الأولى كزمن الهي لاختراق لحظة الحياة.
الشقي لا ينشق عن أمه بهدوء صاغرا للحظة الجهنمية، ويتوق الى انقسام مدوي يليق بخروجه العظيم؛ غضاريفه جفت واستطالت على غير إرادته وتصلب عوده؛ ولم تعد الأرض تتسع له، وأصبح الفرع يناحر الأصل رحمة بهما، وشرايين الحياة انسحبت الى مستقرها.
ملامح براء لا تشبه غيرها، فقد نسجتها الام بخيوط القوة والارادة، وغذتها بدماء تغلي في مرجل رحمها، وقرأت عليه تمائم تجعله رجلا قبل الأوان، وتصنع بالتعاويذ شباكا تحميه من الشر والسحر، ليقف بوجه كل عوامل الحت والتعرية العنصري.
فريد أنت يا براء السماء من الأرض، فريد باقتحامك المخاطر، فبأي سر جئت إلى الدنيا، وأي أسطورة قذفتك الى التهلكة، فحضن أمك مرهون وأسير، وحليبك معتقل بثدي مشدود الى قيوده، وعالمك محاط بالعواء، والشرائع الإنسانية معلقة لها المقاصل، والامة العربية أصابها الجذام، وحلت عليها لعنة الصمم والخرس للأبد.
سمر التي لم تلد كنساء الأرض، كانت وحدها تنجب الحياة أمام أعدائها.. ما من أحد يقبل أثر القيود على يدها الدامية؛ ويمسح الندى عن جبينها الملتهب؛ ويوقظها بالأغاني من خدرها، "سمر" لا وقت لديها للاحتفال بوضع حملها، ولا ترغب بتوزيع الحلويات تفاخرا بذكرها الأول، وليس من ترتيبات لاستقبال التهاني والزغاريد بالقادم المتمسك بمواعيده؛ وأجمل المفاجآت تلك التي تأتي بأوانها.
#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟