شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6238 - 2019 / 5 / 23 - 09:35
المحور:
الادب والفن
الدوّامة
1
تلفّني الدوّامة
وتحت ضغط الموج مثل قشّة ادور
من دونما شعور
ادور حتّى آخر الزمان
تختلط الالوان
ابحث عن حَجَر
من كهرمان الروح
اغوص تحت الموج
وتارة اطفو على السطوح
ومنذ ان تفتّحت عيوني
رأيت هذا العالم المقلوب
يغوص في جروحه يذوب
والنخل جفّ سعفه وجفّت الجذور
وانكمشت فوق كتاب المجد
حروفه واصفرّت السطور
وها انا مثل جواد شُدَّ للطاحون
وفي الفراغ كنت ما زلت هنا ادور
من اوّل العصور
لآخر العصور
أغازل الجمهور
ابحث عن ليلى وليلى يا ظلام الليل
أسيرة السجّان
وكلّما تقام
من مهرجانات ومن افراح
تنام ليلى في قعور السجن والسجّان
يذيقها ألوان
من العذاب ومن الأحزان
أبكي لليلى ولليلى كان
الذهب المختوم والمرجان
صادره القرصان
وهذه الكبوش والثيران
لم تأتي للنذور بل جاءت الى النطاح
اصيح يا فتّاح
الام تبقى هذه الجيوب
مثقلة بأكبر الذنوب
أصيح يا أيّوب
لم يبق بين القوس والوتر
سهم ولا ذبالة
تضيء في الظلام
في وطن الاحلام
اصيح يا علّام
بغدادنا دار بها الحوت وفي صلاتها تروم
ان تستر العورة في اليقظة والاحلام
سرّاقنا لم يترك لأمّنا بغداد
حتّى قميص النوم
او ما يستر الأقدام
ومنذ ان جاء لها الإسلام
استعذبت الكفر وغاصت داخل الزحام
وهي على بوّابة الخروج
من جامع الإسلام
تلعن حظّاً تلعن الاصنام
وتلعن الشهور والايّام
وكلما جاءت به القرون والاعوام
2
وفي الختام سادتي رأيت
دجلة وسط النار
وجسرنا الممتد بين الليل النهار
رأيته ينهار
والناس لا تحفل فيما دار
ما بين فرعون وبين كاتم الاسرار
3
خمسة اعوام هنا غنّيت
خمسة أعوام هنا بكيت
ثمان أعوام هنا رأيت
رأيت ما يفزع من أحلام
رأيت ما دبلج من أفلام
رأيت ما بيع من الأقلام
للسادة الأقزام
في هذه الدوّامة
علامة الذروة كانت هذه العلامة
لساعة القيامة
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟