أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خسرو حميد عثمان - رحلات وَسْتا مِيْگو الى العالمين الإفتراضي والواقعي 2














المزيد.....

رحلات وَسْتا مِيْگو الى العالمين الإفتراضي والواقعي 2


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 6236 - 2019 / 5 / 21 - 11:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



مروراً بالجسد والنفس والتجول في الدماغ أيضا
(نسيت في الحلقة الماضية ذكر اسم الدكتورة العراقية رشا الحسيني، وحدث خطاء أخر عند ذكر الضغط في المستوصف القراءة الصحيحة كانت 245 /125 وليس 250/ 125-ارجو المعذرة)
كانت المسافة بين المستشفى وحيث ما كنت أسكن في منطقة Föruslunda ـ مدينة Eskilstuna الواقعة في وسط السويد، أقل من خمسة كيلومترات، إعتدال المناخ وسكون الليل وخلو الشوارع من السيارات أغرتني لإختيار العودة الى البيت سيراً على الأقدام بعد قضاء 12 ساعة متواصلة في الطوارىء، من الثالثة بعد الظهر الى الثالثة من صباح اليوم التالي. منها ثمان ساعات في قاعة الانتظار، من دون كلامٍ أو سلام، بإستثناء فترة قصيرة جداً لإجراء قياس لضغط الدم بعد فترة وجيزة من وصولي الى المستشفى في غرفة مجاورة لقاعة الانتظار. وقضيت الساعات الأربع الأخيرة ممدداً، بلحمي ودمي، على سرير في غرفة نظيفة وهادئة، ولكن فكري كان يتفاعل مع معظم موجوداتها، حيث بدأت تُذَكرني بعالمٍ بَعيد ..مضطرب غارقٍ في مستنقع، لم تكن المعدات والأجهزة التي كانت مرتبة في الغرفة بنسق دقيق غريبة علىّ وإنما لشدة معرفتي وذكرياتي بأمثالها حَوَلَتْها الى جسر يربطني وأنا مُلقى على سريرٍ في مستشفى سويدي، بزمان ومكان أخر عندما كنت في قمة نشاطي البدني غارقاً في وَجْد العمل. كلما كان الوقت يمر متثاقلاً في هذا الوقت المتأخر من الليل، كنت أشعر بأنني أنغمس، شيئاً فشيئاً، في تفاصيل دقيقة لمشاهد وحوادث كنت متوهماً بأنها إنمحت من ذاكرتي إلى الأبد بعد مرور كل هذه السنين العجاف، حوالي ثلاثة عقودٍ من الزمن الأشعث الأغبر( من العقد الثامن للقرن الماضي الى الشهر العاشر من عام 2011). إنقلب كل شئ جميل رأساً على عقب خلال هذه العقود التي كانت مليئة بأحداث مأساوية. بدأت المشاهد على هيئة شريط سينمائي تُعرض على شاشة داخل رأسي دون إنقطاع حتى عند حضور العاملات في المستشفى وأداء عملهن للتحري عن سبب هبوط وارتفاع ضغط دمي من 245 صباحا في المستوصف الى170 عند وصولي الى المستشفى وبعد ثمان ساعات من الجلوس في قاعة الانتظار ارتفع الضغط مجددا وأنا ممدد عل سرير مريح في غرفة هادئة تحت رعاية "ملائكية"، وبعد عدة قراءات استقر على 220.
بدأ الشريط بمشاهدَ لبدء عملي كمهندس مسؤول في مستشفى حديث البناء في مرحلة تجهيزه وتأثيثه خلال ثمانية عشر شهرا من قبل شركة ماروبيني اليابانية لحساب الحكومة العراقية بما يتطلب من الأجهزة والمعدات والأثاث التي وصلت عدد قطعها الى ثلاثة و ستين ألف قطعة عندما تم إستلامها بعد تأكيد تطابقها مع المواصفات، التي كانت ملحقة بالعقد الذي كان مبرماً بين الجانبين، من قبل لجنة الإستلام التي كانت يشاركني فيها كل من الصيدلي رزگار والمعاون الطبي شوان وكان المشهد الأخير والمؤلم من المشاهد التي كانت تمر على دماغي عند مغادرة جسمي للمستشفى السويدي مشهد عبوري مع زوجتي وأطفالي الخمسة جبل قنديل على ظهر البغال عندما كان الجانب الشرقي الواقع ضمن الحدود الأيرانيه مغطاة، بكامله، بالثلوج، وعبور البغال التي كنا على ظهورها لبعض الممرات المائية التى كانت تتدفق بسرعة هائلة بسبب شدة انحدار الجبل على جسور من الجليد الخالص، ومشاهدتنا لما حدث في حلبجة بعد قصفها بالأسلحة الكيمياوية من خلال التلفزيون الإيراني يوم 16/ 3 /1988.
في الحلقة القادمة أعود لعرض بعض المشاهد التي رافقت حملة إعادة تأهيل المستشفى الذي كنت أعمل فيه بعد إصابته بصاروخ أطلقته طائرة إيرانية لحين قراري بالهجرة من العراق من خلال إيران.
(يتبع)
ستوكهولم, 21/ 5/ 2019



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلات وَسْتا مِيْگو الى العالمين الإفتراضي والواقعي 1
- هذا ما حدث عندما قابلت حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق الساب ...
- الجدول الزمني لأسلاف الإنسان، التطور والتنمية الثقافية- جامع ...
- الجدول الزمني لأسلاف الإنسان، التطور والتنمية الثقافية- جامع ...
- الشركة الجديدة لمؤسس بلاك ووتر إريك برنس تعمل في العراق.
- أين تكمُنْ العِلّة؟ 12 ملحق
- أين تكمُنْ العِلّة؟ 12
- أين تكمن العِلّة ؟ 11
- أين تكمن العِلّة؟ 10
- أين تكمن العلة ؟ 9
- أين تكمن العلّة؟ 8
- أين تكمن العلّة؟ 7
- أين تكمن العلّة ؟ 6
- أين تكمن العلّة ؟ 5
- أين تَكمن العلة؟ 4
- أين تكمن العِّلة؟ 3
- أين تكمن العلّة؟ 2
- أين تكمن العلة؟ 1
- بمناسبة الوداع الأخير ل(حسقيل قوجمان) الذي لم يتزحزح ثقته عن ...
- بمناسبة الوداع الأخير ل(حسقيل قوجمان) الذي لم يتزحزح ثقته عن ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خسرو حميد عثمان - رحلات وَسْتا مِيْگو الى العالمين الإفتراضي والواقعي 2