أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنا زيادة - شهر عضال الحساسية التدينية المفرطة














المزيد.....

شهر عضال الحساسية التدينية المفرطة


حنا زيادة

الحوار المتمدن-العدد: 6236 - 2019 / 5 / 21 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذاهناك ضرورة لنقد الدين وبل أكثر السخرية منه يسألني بكثير من البراءة متابعي منشوراتي على وسائل التواصل الإجتماعي؟ خصوصا متابعي من الوطن العربي المتحرر، المليء بالمساواة والتسامح، المبني على سيادة القانون واحترام حقوق الاقليات يصدمهم تركيزي على نقد الدين وافكاره. نقد لا يأخذ بعبن الإعتبار قدسية شهر رمضان.

الجواب بسيط.
إن الفكر السائد في منطقتنا، التي هي ثقب اسود لحقوق الانسان، هو الفكر الديني المبني على تبجيل الذات، بمعنى الفرد المنتمي الى الطائفة والمجموعة الدينية، تحريم النقد وتسخير الخوف لفرض الطاعة العمياء لقدر سمائي غاشم تقابله وتدعمه سلطة وضعية ظالمة.
تسخير الفكر الديني وذهنيته التحريمية، القابلة بقوة لهذا التسخير ، هو من اهم ادوات الحكم والتحكم في الشرق الاوسط، أكان يهوديا في اسرائيل، مسيحيا بشكل ما في لبنان، اقلواتيا علويا/مسيحيا/شيعيا في سوريا وإسلاميا، سنيا وشيعيا، في كامل العالم العربي والاسلامي.
القاعدة الاهم لدي كمفكر ومعارض هي انه كلما سيطرت فكرة ما، كلما احتاجت هذه الفكرة الى نقد ومعارضة. كلما فرضت فكرة ما سيطرتها وسيادتها من خلال التقديس والتحريم، كلما اصبح واجبنا ان نسخر وننتقص من قدسية هذه الفكرة. مهما كان غطاؤها الديني. لا يهم إن كانت الفكرة شيعية تفخيذية في ايران، سنية نكاحية في السعودية، طائفية مافيوية في لبنان، فاشية أقلوية في سورية ام فكرة جهادية تناكحتية وحشية في بقية عالمنا الذي امسى ليس دار حرب او دار سلام ولكن دار التكفير الدويعشي ال soft وافكاره التي تنتشر ثقافيا حتى بعد هزيمة التنظيم الإسلامي عسكريا.

الافكار الدينية السائدة لدينا ليست شكل من اشكال التعبد بل هي ايديولوجية حكم، وتفردها وتقديسها لبنة اساسية في منظومة اللاعدالة وصناعة التخلف والكراهية من قبل حكامنا وحلافاؤهم في المؤسسة الدينية في بلداننا.

من اكبر نجاحات هذه الفكرة التسلطية تمرير القناعة ان لها الحق لعدم التعرض لأي نقد إحترما لمشاعر المؤمنين، التي هي من يؤطرهم فكروايمانيا، بينما تمارس الاضطهاد لكل من يخالفها - مشركين، كفار ومرتدين، تحت شعار تمثيل الاغلبية في الشرق - وهي لذلك ديمقراطية - وتمثيل الاقلية المضطهدة في الغرب - وبذلك تكون حقوقية.

تقديس الأفكار القمعية والإقصائية بإسم الدين وإحترام المعتقدات تشمل كل منظومة حقوق الانسان:
رفض المساواة المطلقة بين المراة والرجل، رفض حرية المعتقد ومن اهمها حرية اللامعتقد، اي الكفر والزندقة، رفض الخصوصية والحرمة الجسديّة، فاذ بآلهاتهم تنام في فراشنا، تقرر شكل اعضائنا التناسلية ومتى واين يسمح لهذه الأعضاء المسكينة ان تدخل او تخرج تحت طائلة الموت والرجم وضرب السياط، بينما تشرعن تفخيذ الاطفال ونكاح القاصرات، الى جانب قطع الايدي والصلب وخلافه.
في رمضان يصبح الترهيب الديني فعلا مجتماعيا شاملا يشارك فيه الزميل في العمل، السائق في الشارع، الاستاذ في الصف، وليس فقط الشرطي والشيخ والاب كما في باقي اشهر السنة. كم من مرة اتعرض للتأنيب والتجريح لأني كغير مسلم اريد ان اشرب او اكل وكقاعدة في العالم الإسلامي اضطر الى ان اشهر هويتي لإثبات انه لم تلدني امي مسلما! في اغلب الدول العربية، من الاردن الى مصر، حيث يوجد اقليات غبر مسلمة، بمنع شرب الماء في اي مكان عام. شهر حيث يجرم فيه فعل طبيعي، اساسي لأي كائن بشري او حيواني، هو ليس شهر فضيل، هو شهر قمعي.

متنبي عصرنا، ويا له من عصر وضيع، صديقي الشاعر أدونيس أصم أذنيا شخصيا وهو يوصيني وآذان كل من يريد ان يسمع أن لا فجر في ظلمتنا العربية من دون فصل الدين عن السياسة، فإذ بهذا المتهم براديكليته، يمسي بعيني متساهلا. إذ اني بت، بعد عشر سنين من العمل في مجال حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، أعتقد ان المطلوب هو تحطيم هيمنة الفكر الديني على الفكر: شعر، فن ، صحافة، تعليم، وعلم.

رمضانا، شعبانا ام غيره، يجب على كل من يدعي إحترام حقوق الانسان ان يرفض الترهيب من من جنتهم تناكح سرمدي. لذا اقول لكل من رفع شكاوى الى سلطات بلاده انكم لن ترهبوني وتخضعوني لفكركم الظلامي، يا انصار الترهيب في الارض والترغيب في جنات الخرافة، يا من تسكتون عن إبادة الآزيدين وتشاهدون ىسبي نسائهم كمسلسل رمضاني من دون ان ترف لكم جفن، بينما يفقدكم عقلكم رسمة فيها عمامة وقنبلة فيسال الدم وتحرق السفارات.

لن أقول زمن عربدتكم قد دنى ولكن زمن إلزامنا بإحترام قمعكم قد ولى.



#حنا_زيادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على السوريين ان يفوزوا بحريتهم - بدون مساعدة احد!
- نار التغيير. الثورة التونسية تبرز مسار جديد
- هل المسيحيين أفضل من المسلمين؟ مسلسل لقناة -المنار- عن يسوع ...
- مراجعة لكتابي دوامة الدم
- فتاة من الرقة
- حوار عالمي من خلال قصة عن الزواج القسري
- حرب من الأكاذيب صنعاء، اليمن


المزيد.....




- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...
- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...
- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حنا زيادة - شهر عضال الحساسية التدينية المفرطة