وكانت عيناها تراقبان1

مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 11:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يستيقظ باكرا جدا قبل ضوء النهار مرتديا بدلته ذات اللون الاسود الذى يرتديه دوما غير عابىء بنظرات الاستهجان او السخرية..غير حليق معظم الاحيان بينما تستيقظ هى فى تمام التاسعة كل صباح مهما كان الامر ..لاتنتظر عودته فهو بلاميعاد ثابت يدور المفتاح يخرج امامها فجاة كل ليلة وكانه يبحث عن شىء ما يجده وعندما لايفعل يذهب الى المطبخ يعد القهوة يستلذ بها دوما قبل تناول الطعام دخان السجائر يشعرها بالاختناق لكنه لايطفئها ابدا سوى وهو فى ثبات ..لاينام اكثر من ثلاث ساعات يقول انها عادته منذ الثانوية العامة لم تتغير من حينها ولا ينوى فعل غيرها..لاتعرف هل احب طعامها..كره ؟انه لايبدى اى تعبير ،يستغرق اربعون دقيقة بالتمام لينهى الطعام كل ليلة تراقب ساعتها لم يحدث يوما ان تغير الميعاد اربعون دقيقة منذ الرشفة الاولى حتى الاخيرة..ثلاث سجائر ثم كوب من الشاى الثقيل بلا سكر..انه يكره السكر عدوه اللدود علمت هذا باكثر الطرق استهجانا امام لجميع منذ ست اعوام هى فترة زواجهم..تتعجب كيف لم تعرف فى خطبه استمرت لعامين انه عدوا للسكر ..يسألها لم ازالت ذلك التابلوه الذى يحب من تلك الزاوية ؟اعتقدت انه ربما لن يراها كان احتمالا ضعيف لكنها ارادت ان تتمسك به انه يلحظ كل الاشياء دوما ..كيف يعمل كل هذا الوقت وينتبه لكل الامور ..كيف تخبره انها لاتدرى ؟قالتها لااعرف
ماذا؟ سمعها جيدا لكن سال
ردت بصوت خجول لااعرف
كيف؟
حسنا كنت انظف ذلك الصباح صباح الاحد تعرف تلك عادتى انا لااحب فعل شىء يوم الجمعة.
حسنا اين ذهب التابلوه تعلمين من اهدانا اياه بعد زفافنا؟
تحاول جاهدة التذكر لكنها حقا لاتدرى تردد نعم نعم بالطبع ربما يساعدها هذا على التخفيف من الامر..
لم اكن بمفردى تعرف انا لاانظف البيت كانت هناك امراة
نعم انها تاتينا منذ ست سنوات كل خمسة عشر يوما بانتظام لم تتخلف ولا يوما ولم يحدث ان ضاع شىء من المنزل ..هل تقصدين انها سرقت ..سرقت التابلوه من المنزل يعنى وانت به ايضا..
ربما
ربما تقولين ربما انها سرقته ام انك اعطيتها اياه لتتخلص منه
لكن لما افعل حاولت ان تبدى اشد العلامات تعجبا وصدقا فى ان واحدا
رد بغيظ لانك تكرهينه كما تكرهين كل شىء احضرته امى لاجلنا بسببك انت لها سنوات لم تاتى لزيارتنا هنا..
بسببى انا ولكن كيف؟ كانت صادقة لاتتذكر سوى زيارة الام الاخيرة لهم نعم كان الامر سيئا فى النهاية فشلت فى نيل اعجابها باى من اطباقها كما انها تجهمت عندما رات اللوحات التى احضرتها هى موضوعة بغير الترتيب الذى ارادته فى السابق ..

#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات