روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 02:09
المحور:
الادب والفن
هذه البلاد
لا تتسع لضحكة رجل في مناجاة هدير دخان
ينبعث من أحشائه
يطفو على ركب جاثية
ليلتحق بغمامة عابرة
علها .. تعود يوما لتمطر على صدره
شقائق الحرية
هذه البلاد
تجري كسيل خارج من بركان منفلت
لتبتلع امرأة
تأوهت ذات مرة في أحضان الشجن
ونطقت كفرا من لواعج الشبق
حين قالت .. الحب إله
هذه البلاد
أنجبتنا بالصدفة من حمى السحاق
بالصدفة .. ولدتنا من غمد السيوف
عاقرة الخصوبة مذ هاجمتها طيور الأبابيل
تمشي في سطور التاريخ
والدم .. راياتها المنصوبة فوق أعناقنا
هذه البلاد
تجري على ظهور العشاق خلف الشمس
في الغسق
فتحترق حبال الصوت من دبيب أقدامها
لتسكن الأحلام حقائب سفر معلقة في الهواء
خشية الوقوع على كرسي المنكر وسوط النكير
هذه البلاد
عمر ينقضي في دوامة البحث عن عمر
كلما نستدعي محطاته
يزف بشارة الغد من دموع
حملتها الكتب من جمل وصفين
ولم تزل تحفر في المآقي قصصا .. أنجبت
قميص عثمان وشعرة معاوية
وما بينهما من عائشة وفاطمة الزهراء
هذه البلاد
حبيبة تعاند زغاريد الاشتياق بقصائد
تجرش اللوعة على رحى المسافات
وكلما ألقت بصورتها على كف الحبيب
لبست البرقع لتسافر مع نهديها
إلى بؤرة سؤال
كيف للشوق أن يكشف عن جماله
بين أنياب ..
نهشت سيقان الوطن من صرخات الحرمان
١٧/٥/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟