وليد الحلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 23:26
المحور:
كتابات ساخرة
نبهي أحد الجيران بان جارنا الحشاش يخلي بيته، ويضع الأثاث في شاحنة كبيرة.
هرعت إليه، فوجدته يتبختر أمام المنزل وبيده سيجارته المعهودة.
- خيراً، أراك تغير منزلك، ما الخبر؟
- إلى سياتل عقبال عندك.
- ما موضوع سياتل؟، وهل تعرف أصلاً أين تقع سياتل؟
- - طبعاً، شمال غرب الولايات المتحدة، وفيها مقر شركة بوينج للطائرات.
هنا أدركت انني موشك على سماع واحدة من حكاياته المفبركة:
- قل لي ما الخبر؟
- لا شك أنك سمعت بمشكلة طائرة بوينج Max التي سقطت منها طائرتان مما أدى إلى توقف شراء مئات الطائرات من هذا الطراز، ومنعت الدول طيرانها إلى حين حل مشكلتها، كما أخذ الركاب يلغون حجوزاتهم بمجرد العلم بأنها هي الناقل و...
قاطعته قائلاً:
- أعطني من الآخر، وما دخلك أنت بهذا الأمر؟
- - تعلم أنني حاصل على شهادة هندسة في الطيران في جامعة عين شمس و
- اختصر، ما الموضوع؟
- أبداً، مجرد اقتراح تقدمت به إلى إدارة شركة بوينج لحل مشكلة ذلك الطراز من الطائرات، وقد وافقت الشركة على اقتراحي وحلت المشكلة، ورفعت جميع الدول الحظر عن Max. فطلب مني مدير الشركة الانضمام إلى فريق المهندسين في بوينج.
- كيف؟
- بسيطة، قلت لهم بأنه طالما أن المشكلة تتعلق باسم موديل الطائرة Max، فيمكنكم تحريف الاسم، وذلك بإدخال تغيير بسيط عليه دون إلغائه.
- ما ذا تقصد؟
- قلت لهم بما أن المشكلة تتوقف على اسم الطائرة، فيمكن أن يقوم عمال الدهان في جميع المطارات التي تقبع فيها تلك الطائرات، وفي وقت واحد، بإضافة عبارة imum Efficiency بعد كلمة Max على مقدمة الطائرة، فيصبح اسمها Maximum Efficiency أي (الفعالية القصوى)، وبذا حلت المسألة على أسهل الطرق، فرُفِع حظر الطيران عن تلك الطائرة، وعادت طلبات الشراء بشكل عادي، ليس على الموديل القديم Max ولكن على هذا الموديل الجديد Maximum Efficiency، لذا كافأني مدير شركة بوينج بالانضمام إلى طاقم موظفي الشركة في سياتل.
بعد لحظات، وأثناء حديثه، كان صاحب الدار يحضر لأخذ المفاتيح من جاري، الذي تم طرده من المنزل لعجزه عن سداد الإيجار.
#وليد_الحلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟