أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!















المزيد.....

إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فتحت تفجيرات »دهب« الباب امام سيناريوهات كثيرة محتملة كامنة خلف هذا العمل الارهابي.
وهذه ظاهرة صحية.. حيث لم يعد الرأي العام يثق كثيرا في سيناريو »التهوين« والتبسيط الذي يسارع - حتي قبل استكمال التحقيقات بل ربما قبل بدئها - الي التأكيد علي انها احداث »فردية« ثم وصف هذا »الفرد« الافتراضي بانه »مضطرب نفسيا« او »مختل عقليا«.
ثم يتضح بعد ذلك ان الأكمة وراءها ما وراءها وان الامور اخطر واعقد من هذا التفسير السطحي.
ويلفت النظر ان العملية الارهابية التي تعرض لها منتجع »دهب« عشية عيد تحرير سيناء ويوم شم النسيم.. قد اثارت تساؤلات جديدة لدي الجزء الناطق من الامة، ولدي جميع المدارس السياسية والفكرية التي لم تقنع باجترار البيانات الرسمية.
فهذه البيانات الرسمية تنصب في الاغلب الاعم فقط علي التعامل مع الجزء البارز من جبل الجليد، ناهيك عن انها تحاول سد الطريق علي القائلين بوجود تقصير او خلل امني. وغني عن البيان ان مثل هذه التصريحات »التبريرية« لا تلبي الاحتياج الي »تفسير« ما حدث وتعقب جذوره الدفينة، وهو شرط ضروري للعلاج وللوقاية من تكرار هذا النوع من العمليات الارهابية.
وبعكس هذا الخطاب التبريري، والتبسيطي، ظهرت اجتهادات مهمة لخبراء مرموقين. منها اجتهاد يبحث عن مواطن الخلل والثغرات في صلب اتفاقات كامب ديفيد التي ادت الي تقليص وجود القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء، خاصة المنطقة (ج) التي يحدها الخط الاخضر غربا والحد الدولي وخليج العقبة شرقا، والتي يقتصر التواجد منها علي قوات الامم المتحدة والشرطة المدنية المصرية المكونة من عناصر من الامن المركزي المسلحين باسلحة خفيفة فقط. وهو ما يراه البعض ثغرة امنية خطيرة تسللت منها العمليات الارهابية السابقة، ويهدد استمرارها بحدوث عمليات ارهابية لاحقة لا يوجد ما يردعها حاليا.
ولهذا ظهرت في اعقاب عملية »دهب« مطالبة واسعة النطاق باعادة النظر في اتفاقات كامب ديفيد لسد هذه الثغرة الخطيرة.
كما ظهر اجتهاد آخر يشدد علي البيئة الحاضنة للارهاب وهي بيئة تتشابك فيها ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تتعلق بالمجتمع المصري عموما، وبالمجتمع السيناوي خصوصا، لاسيما في ظل عاملين اساسيين:
العامل الاول هو الاهمال »التاريخي« لتنمية سيناء.
والعامل الثاني هو التوسع في الاشتباه الذي شمل الآلاف من السكان الاصليين في شبه جزيرة سيناء في اعقاب تفجيرات طابا وشرم الشيخ وتردد ان هذا التوسع في الاشتباه تضمن اعتقال آلاف من ابناء سيناء واساءة معاملتهم مما ولد مرارات شديدة.
وظهر ايضا اجتهاد ثالث يركز علي تطور تنظيمي في بنية الجماعات الارهابية التي تنطلق من ارضية فكرية اصولية بشكل يضعنا أمام احتمالات جيل جديد من الارهابيين، لم نتعرف بعد علي »ادبياته« وتكتيكاته واساليب عمله، كما لم نتعرف بعد علي شبكة علاقاته الاقليمية والدولية.
هذه الاجتهادات الثلاثة تحتاج الي دراسة متعمقة، دون استبعاد بحث تفاصيل وابعاد كل منها، كما تحتاج الي دراسة تكميلية لاحتمالات استفادة الاطراف الخارجية لها في اطار مخططاتها المتعلقة بالمنطقة.
وبطبيعة الحال فان اسرائيل في مقدمة هذه الاطراف »الخارجية«.
وبعيدا عن نظرية المؤامرة نلفت النظر الي سيناريو مخيف وخطير رصده الزميل الاستاذ محمد علي ابراهيم رئيس تحرير »الجمهورية« يوم الجمعة الماضي.
وفي مقاله الذي حمل عنوان »الاحتلال السلمي لسيناء« اشار الي ان »اهالي سيناء يشعرون باحباط شديد من جراء الوضع الراهن« وان »مصر لم تستفد من سيناء بالشكل المطلوب منذ استردادها، فيما عدا شريط ضيق من المشروعات السياحية الفاخرة، وللاسف فهذه المشروعات هي السبب الرئيسي فيما حدث ويحدث في سيناء«.
لكن الأهم من ذلك هو انطلاق محمد علي ابراهيم من ذلك الي القول »يافرحة اسرائيل - وغيرها - وهي تري مصر عاجزة عن حماية أمن سيناء«.
وهي ليست مجرد مشاعر من التشفي الاسرائيلي لوقوع احداث »دهب« وغيرها، وانما استغلال اسرائيل لهذه العمليات الارهابية، حيث تحاول الدولة اليهودية تسويق فكرة مفادها ان »الخطر القادم علي اسرائيل سيكون من سيناء« ولذلك فان اسرائيل» تقترح علي امريكا حاليا ان تتحول سيناء الي مسرح للحملة الامريكية ضد مكافحة الارهاب، بما يمكن اسرائيل من السيطرة عليها في هذا الاطار وليس غزوها عن طريق الاحتلال والعمليات العسكرية.. وتحقق تل ابيب حلمها باحتلال سيناء بهدف مشروع فليس هناك شك في ان اسرائيل تريد سيناء، لكن في اطار جديد عنوانه مكافحة الارهاب والتعاون من اجل السلام وهو هدف براق يخفي تحته نوايا خبيثة واغراضا دنيئة، خصوصا وان هناك دعوات متزايدة في اسرائيل حاليا تقول ان مساحة اسرائيل ضاقت عليها وان اليهود القادمين اليها من جميع انحاء العالم لا تجد مكانا لتوطينهم فيه«.
ويستشهد محمد علي ابراهيم ايضا بمقال للكاتب الاسرائيلي افرايم شلومو قال فيه ان ظروف مصر والعالم العربي، وكذلك الظروف الدولية، تجعل من الضروري اقامة مسرح للعمليات لمكافحة الارهاب في منطقة قريبة من اسرائيل، وليس هناك مكان اكثر ملاءمة من سيناء.
وفي تقديري ان هذا كلام بالغ الخطورة لا يجب ان يمر مرور الكرام. بل يجب الانتباه الي كل حرف من حروفه، وتحليله، ووضع خطة وطنية مضادة لاحباط مراميه الخبيثة التي تمس امننا القومي، بل تطعنه في الصميم.
ولن يتأتي ذلك بترديد الشعارات، والاغاني والاهازيج.
والبداية في أي تحرك جاد يستهدف مواجهة هذه المخططات الاسرائيلية، هو الاعتراف بان الامور ليست علي ما يرام في شبه جزيرة سيناء وان الحكومات المتعاقبة اهملت هذه المنطقة »الاستراتيجية« منذ ان تم تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي وعودتها الي احضان الوطن.
فكل الحكومات رفعت شعارات »تعمير« سيناء و»تنميتها« وتعهدت بتحويل هذه الشعارات الي خطط لكنها لم تفعل، وظلت الفجوة قائمة وواسعة بين الاقوال والافعال.
صحيح ان هذه الفجوة لا تقتصر علي سيناء، بل نجدها في معظم محافظات مصر وبالذات في الصعيد، لكنها اوسع في حالة سيناء، كما انها اخطر بحكم الموقع الاستراتيجي لشبه الجزيرة التي كانت ومازالت وستظل البوابة الشرقية لمصر.
وبهذا المعني.. فان ما يشكل خللا تنمويا في أي محافظة مصرية اخري، يصبح في حالة سيناء خطيئة في حق سكانها الذين تحملوا وطأة الاحتلال الاسرائيلي ولم يجنوا مكاسب التحرير كما يصبح خطيئة في حق الوطن بأسره وأمنه القومي.
وبهذا المعني ايضا.. فان انتهاج خطة مدروسة وعلمية لمكافحة الارهاب.. لا يكون مجرد مطاردة امنية لجماعات تقل او تزيد من الارهابيين، وانما يصبح مواجهة شاملة ومتكاملة للمنابع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية لهذا السرطان الخبيث، الذي ما ان نقطع له رأسا حتي نفاجأ بولادة رؤوس اخري له.
وهذه المواجهة الشاملة، والمدروسة، والتي تستنهض كل ما هو ايجابي في هذه الامة، وتحشد كل الطاقات الشعبية - دون الاعتماد فقط علي الاجهزة الحكومية والحلول الامنية- هي التي من شأنها ان تحبط مساعي اسرائيل التي تتلمظ لاعادة احتلال سيناء بدعوي مكافحة الارهاب الذي لم ننجح نحن في التصدي له.
باختصار.. حتي لو كانت هناك شكوك تساور البعض في ان اسرائيل لم تكن متورطة في العمليات الارهابية التي تعرضت لها شبه جزيرة سيناء، في طابا وشرم الشيخ ودهب، فان المؤكد انها تحاول توظيف هذه العمليات لخدمة خططها ومن هذه الخطط اعادة احتلال سيناء بحجة مكافحة الارهاب.
وهذا خطر حقيقي.. لا يجب ان نتجاهله او نستمر في التهوين من شأنه.
ومواجهة هذا الخطر تحتاج الي الكثير من العمل والقليل من الكلام.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع أقفال من حديد على أفواه الصحفيين.. أسلحة فاسدة
- كلام -هجايص- .. وكلام من دهب!
- حزب المحافظين
- ابنتي.. والإرهاب
- قبطى ... لامؤاخذه!
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة
- حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
- معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب ...
- فضيحة خطيرة
- الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!
- من الذى أضرم النار فى معقل الليبرالية المصرية ؟
- المهندسون يرفعون شعار: الضغوط الأجنبية هى الحل!
- تونس الخضراء .. ثنائية السياسة والاقتصاد
- نصف قمة


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - إسرائيل تخطط لإعادة احتلال سيناء!