فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 17:27
المحور:
الادب والفن
القاضي والفأرة
في شرفة فندق رافييل على بعد أمتار من البانثيون ..وقفت ذاكرته تجتر شريط اعترافاته أمام زميله الذي نصحه بضرورة الإستجمام في مدينة النهضة والفن حتى يحرر لسانه ألف إسم يجب محوهم في جرة قلم أبيه الذي مات أنينه في القضبان الباردة وانقطع نفسه الأخير في حبل داكن بلون قلبه ، نظارته الضبابية تبحث عن منديل يلف فأرته اللدود القابعة في زاوية ستراتيجية من مرمى عينيه،رأسها الصغير يختزن مقالب جيري السخيفة ..
قلب المحطة الغجرية تنفخ المزامير والجمل يأكل أزهارها اليانعة ...تقذى أنامله في كل رمشة منها حتى كادت عيناه تدمع لولا صرير الفارة يهز كتفيه ...
ارتفع الصوت أكثر ..اهتاجت الفأرة..أنقلب لحنا يونانيا ... أقداح الراكيا تتمايل كعذارى حول الكاهن زوربا فأرته تخطئ في الإيقاع تريق بعضا منه على سجادة أمه المصنوعة يدويا ...يهزها بقصبة ...صريرها ينتحل أبجدية واحدة يرددها الصدئ inati ...inati ...يقذفها بقطع دراخما العديد منها تبتلعه الالهه نبتون حتى تفيض تريفي في دموعها ....استراح جبينه من اللهاث لكن الحفيف بدأ يقرض أخر ورقة ..أنتفض محاولا الأمساك بها في قبضته ...هل سيتحول إلى قط ...تمنى مخالب أسد ليفترسها في ذاته..
أقسم بأن يمزق احشاءها إربا إربا ..أقسم ومازال يقسم ...
لكن Becca Della verita تدرم اظافره ..يعتصرجلدها الفقاعي في وهن
لازالت خربشاتها حتى ماقبل الضربة القاضية...ترطب أحشاءه كليلة عذبة في شهر تموز الدامي...
خيط رفيع ينسل من كنزته السميكة ..يلتف حوله ..قدماه مقيدتان ..سلاسل العنكبوت تدمي أصابعه ..الصرير يقرض الحبال .. نظر الئ الأوراق مجددا سيثمل ثانية عادت تشاكس كأسه ..رماها من النافذة ...بياتريس يتراقص حولها هر أسود وآخر يحوم حتى فرجيل يبتسم لها بإنياب ملونة ..استل عصا سليمان صارت نايا ...يغني دانتي لإنقاذ فأرته الشاحبة تقترب على إستحياء ...
يكمم فمها ويودعها الجحر..
...................................................................
Inati كلمة يونانية وتركية من أصول عربية تحمل نفس المعنى صلب المراس أو عنيد
Pecca della verita فم الحقيقة في كنيسة سانتا ماريا في منطقة كوزميدين الإيطالية يأخذ منك الحقيقة لقاء تعريفة تتغير حسب موسم السياحة .
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟