أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل الشافعي - الرأسماليه بين اليد الخفية و اليد المسلحة















المزيد.....

الرأسماليه بين اليد الخفية و اليد المسلحة


خليل الشافعي

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 11:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مهما بلغت سطوه الراسماليه العلميه والاقتصاديه والعسكريه الا ان انهيارها امرا حتميا ولا يمكن ان تكون ابديه مطلقا كونها منظومه تناقضات تسودها العلاقات التناحريه قد لا تظهر حده التناقضات في بعض الازمنه لكنها تصل ذروتها بين الحين والحين مهدد النظام بالانهيار .
ففي العقود القليله الماضيه زادت حده الصراع الطبقي وكانت الراسماليه على وشك ان تفقد توازنها الداخلي لكنها تمكنت من تجاوز الاختلال بالاتزان ومن ثم الصعود لتجدد نفسها .
كون اسلوب الانتاج الراسمالي اسلوب متضاد يبقى النقيضين ( راس المال والعمل ) قطبي صراع دائم وان بدت فاعليتهما تميل الى الهدوء النسبي في بعض الازمنه الا انه لا يعني ذلك توقف النقيضين عن الصراع فان تصارعهما وسياده العلاقات التناحريه سمه بنيويه للاسلوب الراسمالي وتظهر فعاليتهما بشده في الازمات الدوريه التي تلازم هذا الاسلوب وان طبيعه صراع النقيضين لايمكن تحديده بشكل او بنمط واحد فشكل الصراع يخضع لمضمونه ، ومضمون الصراع وغاياته تختلف باختلاف الازمنه التي تحددها مستوى تطور القوى المنتجه .
ان عوامل بقاء الراسمالية لا تنحصر في جانب دون الاخر فهنالك حزمة عوامل ساعدت النظام على مقاومة الانهيار ، وهذه العوامل تتوزع بين العلمية والاقتصادية والعسكرية ، فليس غريبا تزامن تطور القوى المنتجة مع تطور القوى المسلحة . ان التطور والتغير الهائل لتكنلوجيا الانتاج جعل منها قوة منفلته متمردة على الطابع القومي للانتاج ولايمكنها السكون داخل الحدود الجغرافية لعدم قدرة الاقتصاد الوطني استيعاب هذه الثورة التقنية واستثمارها وفق المعاير الاقتصادية المعروفة هذا يعني ان الراسمالية بفعل هذه الثورة وما حققته من تراكم مالي ضخم ونتيجة للقفزة النوعية في القدرة الانتاجية والكفائة العالية في الاداء الانتاجي والاقتصادي لا يمكن ان تكون نظاما خاصا بدولة او مجموعة دول ولكي تعطي ثمارها وجني اكبر قدر من الارباح ، عليها ان تكون اسلوبا كونيا لا قوميا ، وان قلاع الراسمالية هي الدول الحاضنة والراعية للتقدم التكنلوجي وثورة الاتصالات وهي دول المركز ( الولايات المتحدة الامريكية ، اليابان ، المجموعة الاوربية ) والتي تسعى الى اخضاع دول الاطراف لمشيئتها .
ان التراكم المالي المتحقق يصبح بدون معنى مالم يجد له منفذا للاستثمار ، من هنا جاءت الاهمية القصوى لتنمية وتطوير القوى المسلحة ، ( الراسمال العابر للقوميات لا يعطي ثماره مالم تسنده الصواريخ العابرة للقارات ) ان القوى المسلحة الضاربة تساعد المنتجين الراسماليين من تحقيق غاياتهم في فرض هيمنتهم على دول الاطراف لاستغلال ما يمكن استغلاله من ثروات ، وقوة عمل ومواقع ستراتيجية ، وليدخل المجتمع البشري اضطراريا مرحلة الراسمالية بقوة المال المتراكم والقدرة الانتاجية مرة ، وبقوة السلاح مرة اخرى .
فبالرغم من المنافسة الشديدة بين مراكز القوى الراسمالية في كافة الفعاليات الانتاجية والاقتصادية والتي صار بموجبها تطوير الاسلحة المدمرة الا انهم ادركوا جميعا ان نقيضهم اليوم جموع بشرية عظمى تتمثل في الطبقة العاملة في دول المركز وشعوب دول الاطراف التي تتعرض ثرواتها للنهب المنظم والمستمر ولاجل اخضاع هذه الجموع البشرية لارادتها ظهرت الحاجة الى تنسيق الفعاليات الانتاجية والاقتصادية فيما بينها الى جانب امتلاك واحتكار الاسلحة الفتاكة ( النووية مثلا ) لضمان هيمنتها على ثروات العالم ، ( ومن يملك الذهب يحظى بالسلطة ومن يملك السلاح يحظى بالذهب ) .
فمنذ القرون الوسطى ومع بداية الثورة التجارية الكبرى في اوربا والتي قامت على اثر الاكتشافات الجغرافية وبالاخص اكتشاف راس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا كانت اساطيل التجارة لا تبحر دون الاساطيل المسلحة فكانت تجارتهم نهب وسلب لثروات الشعوب محققين بذلك تراكما راسماليا ضخما لعب دورا كبيرا في التهيئة لسيادة الراسمالية في اوربا ومن الشركات التي اشتهرت واغتنت غناءا فاحشا انذاك شركة هولندية واخرى بريطانية تأسستا عام 1599 م .
لم تكن قوانين السوق والتي تقوم على اساس تبادل المنفعة هي الفاعلة او الحاسمة في النشاط التجاري لهذه الشركات بل كانت تعتمد السطوه المسلحة في نشاطها فهي تاخذ ما تريده وبالسعر الذي تفرضه بعيدا عن منطق السوق واليته وما على صاحب السلعة الا الخنوع لارادة التاجر المسلح .
اشتروا كل شيء برخص التراب تاجروا حتى بالبشر فكان التجار البرتغاليون والبريطانيون يختطفون الزنوج من سواحل افريقيا او شرائهم بالاكراه من رؤوساء عشائرهم بابخس الاثمان ثم شحنهم في السفن لبيعهم في اوربا وامريكا كعبيد .
ان ما حققته الراسمالية من وفرة في الخيرات المادية والتي ساعدت على حفظ التوازن الكلي النسبي للنظام ومن ثم انجاز التقدم الاجتماعي ، لا يعتمد فقط على كفائة الوحدة الانتاجية او الاداء الاقتصادي الجيد فحسب ، بل يعتمد بشكل كبير على ستراتيجية نهب ثروات الشعوب المغلوب على امرها واسقاط حقها في تقرير المصير ، ارتكزت هذه الا ستراتيجية الجائرة على التطور المفزع للاله الحربية والتي حرصت الراسمالية ان يكون تطورها مصاحبا لتطور قوى الانتاج .
وبناءا على ما تقدم لم تكن الراسمالية فقط راسمالية اليد الخفية كما وصفها ادم سمث بل هي ايضا راسمالية اليد المسلحة .
ان التغيير النوعي في طبيعة قوى الانتاج ووصول القدرة الانتاجية الاجتماعية الى مستويات تفوق ما كانت عليه قبل الثورة العلمية التقنية وكذلك انهيار المنظومة الاشتراكية وحل حلف وارشو ، خلق حافزا لاكتساب الراسمالية طابعا عالميا وذلك بالدعوى لقيام نظام اقتصادي عالمي جديد ، والمقصود بالجديد هنا اولا .. تكامل او توحد ان امكن الفعاليات الانتاجية والاقتصادية لمراكز القوى الراسمالية وهي الدول الصناعية الكبرى تمهيدا لقيام مركزا امميا ذو ستراتجية اقتصادية متوحدة بدلا من تعدد الستراتجيات وتقاطعها والقائمة علىاساس قومي او اقليمي .
ثانيا .. العمل على تفكيك الهياكل الاقتصادية لدول الاطراف واعادة تركيبها بما يتلائم وتوجهات النظام الاقتصادي العالمي الجديد ولتكون بمثابة ركائز لستراتيجيات المركز الاممي للراسمالية العالمية .
ثالثا .. جعل من حلف شمال الاطلسي والذي تاسس عام 1949 م ضد ما يسمى بـ( الخطر الشيوعي ) القوة الضاربة بيد الراسمالية العالمية والتي تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية بدون منازع .
قراءة سريعة لواقع الاسلوب الراسمالي للانتاج نرى هناك تفاوت كبير في مستوى تطور القوى المنتجة فهي في دول المركز تصل الى درجاتها القصوى في التقدم بينما نرى دول الاطراف تعاني من تخلف شديد في قوى الانتاج . هذا بالاضافة الى كون الدول الصناعية الكبرى هي مراكز قوى راسمالية متعددة تشتد المنافسة بينها بين فترة واخرى مسببة حروبا ودمارا للمجتمع البشري ، من هنا يمكن القول ان الراسمالية الى ان تاخذ دورها الاممي في الانتاج هي لا زالت في طور التكوين .
ان فاعلية النقيضين ( راس المال والعمل ) لا زالت خاضعة لحدود قومية او جغرافية المختلفة في ظروف عملها تحكمها مستويات متباينة في تطور العملية الانتاجية الاجتماعية فهي لم تتبلور بعد ولم تاخذ مداها الطبيعي على المستوى الاممي ، فلا مراكز قوى الراسمالية تجاوزت حدودها القومية والاقليمية لتكون مركزا امميا ذو ستراتيجية موحدة تجاه نقيضها ولا الطبقة العاملة وشعوب دول الاطراف متوحدة في صراعها مع نقيضها المتعدد المراكز ( الولايات المتحدة الامريكية ، بريطانيا ، المانيا ،فرنسا ، اليابان ) والمختلف في نوع وطرق الاستغلال .
وعندما يسقط الطابع القومي او الجغرافي للانتاج الراسمالي ويكتسب الطابع الاممي وتكمل الراسمالية تكوينها السيادي على المجتمع البشري وتصبح دول الاطراف شانها شان دول المركز في الحراك الاقتصادي والاجتماعي عندها يرتقي النقضين بوضوح الى المستوى العالمي ويكون صراعهما صراعا بنيويا امميا وهذا النوع من الصراع ( الصراع البنيوي ) لا يحتاج الى ترسانات اسلحة ولا صواريخ عابره للقارات وبها تفقد الالة الحربية اهميتها وتقطع اليد المسلحة التي بنت قصر الراسمالية لتكون الية السوق وعفويتها واليد الخفية وسحرهما هما اللتان تحفرا قبر الراسمالية .



#خليل_الشافعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الاصطفاف
- السيادة الوطنيه - الجذور و الافاق
- صراع النهجين في عراق النهرين
- المواطنة و الدولة العراقيةالحديثة
- التجمع الثقافي من اجل الديمقراطيه -كربلاء - التحالف استحقاق ...
- المواطنة بين زمنين
- القديم و الجديد في الستراتجية الامريكيه


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل الشافعي - الرأسماليه بين اليد الخفية و اليد المسلحة