أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهند صلاحات - مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع والمفرض /المسرح ما بعد الحداثي















المزيد.....

مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع والمفرض /المسرح ما بعد الحداثي


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 06:53
المحور: مقابلات و حوارات
    


قدم المخرج المسرحي الشاب محمد بني هاني عرضه المسرحي الإفتتاحي لمهرجان فيلادلفيا المسرحي والذي إبتدأ في التاسع والعشرين من نيسان بعنوان " سمفونية وحشية"، حيث كأن العرض الأول للمهرجان، وكان كذلك من العروض المستجدة على ساحة المسرح الأردني لكون بني هاني يمتاز بكونه مخرجاً ما بعد حداثي.
وجاءت مسرحية بني هاني والتي هي من المسرح الحركي، لتحمل عدداً من الصور المرئية للمشاهد لتعطيه صورة عكسية عن مجرى سير الحياة في الواقع، حيث إبتدأت المسرحية بخروج الممثلين من التوابيت لتبدأ حياتهم من عند هذه النقطة، والتي جاءت عبارة عن عدد من اللوحات الحركية التي أعطت سياق النص من خلال لوحات جسدية تحمل لغة جسدية متقنة لتستبدل اللغة المحكية الكلاسيكية على خشبة المسرح.

ولأن المسرح ما بعد الحداثي هو حديث جداً على المسرح الأردني، ولأن قلة جداً من المسرحيين الأردنيين يحاول تقديم هذا العرض، إلا أن بني هاني يعتبر في الوقت الحالي من افضل من يقدم هذا المسرح ما بعد الحداثي على مستوى الفن الأردني عموماً.

حملت مسرحية " سمفونية وحشية" ابعاداً فكرية واسعة عبر الصور المرئية التي قدمتها المسرحية، جاءت في معظمها ناقدة للسلطة السياسية، والسلطة بكل أشكالها بشكل عام، وعن عدمية الوجود وعبثيته، وحملت الكثير من الإيماءات التي أشارت للسلطة عبر ما صوره المخرج من إلقاء النفايات على الخطيب أثناء خطبته وهو مستمر بالحديث في إشارة مسرحية ذكية لفساد الخطاب السياسي والذي عبر عنه المخرج بهذه الطريقة، والتي ترمز للصراع الدائم بين المثقف والسلطة منذ الأزل.

أما الناحية الفنية في المسرحية فقد تم تركيب العمل المسرحي من مجموعة من الصور المرئية التي صاحبها الإيقاع الموسيقي المتزن والملائم للصورة، وحيث إعتماد العرض على الكتلة والفراغ على خشبة المسرح، وعلى حركات منتظمة للممثلين بدأت من حركة الأيدي المعبرة وهي تخرج من التوابيت التي بدأت العرض مع عد تنازلي يصاحبه إيقاع موسيقي روحاني ملامس لجو وصور العرض المتقطعة، حيث كانت هذه الحركات مدروسة من الناحية الأكاديمية بحيث تم تنفيذها بشكل أكاديمي، وحيث صاحبها مزج موسيقي موفق جداً للحركة والصورة، فحملت الكثير من اللوحات التي لا تحتوي على وضوح بالمفردة البصرية، ومنسجمة مع المشهد الحركي والإنفعال للمثل في محاولة للإبتعداد بشكل عالي عن المباشرة في الطرح.

أما الأداء التمثيلي للمثلين والذين يعملون مع مخرج ما بعد حداثي الذي يحتاج إلى ممثل مبدع وخلاق لا يعتمد على الحرفة فقط، هذا ما لم ينطبق على مسرحية " سمفونية وحشية" بل واثار جدلاً حول إشكالية عدم تثقيف الممثل والتي تعني إنصاف العرض وإنسجامه والتعمق فيه بنى اللوحات البصرية والأداء التمثيلي.

أما الإضاءة التي جاءت موفقة ومدروسة وتعكس حرفية إخراجية عالية وإبداع لدى المخرج ، فقد كانت متناغمة جداً مع التشكيل الحركي، ومثلت الإضاءة نوعاً من الإثارة البصرية الغنية جداً والتي حملت كذلك بُعداً جمالياً خالصاً.

أما مشكلة المسرحية الاخرى كانت في عدم ترابط كثير من المفردات البصرية رغم نضوج وإكتمال عرض كل مفردة على حدى، لكنها إفتقدت لرابط ينظم هذه المفردات في رؤية واحدة متماسكة ومتكاملة، وهذا يُعزى إلى أن الإشتغال على الإرتجال المسرحي يذهب بالكثير من الأحيان في المخرج إلى تشتيت عرضه وخروجه عن تسلسل منطقي سردي ( وهذه رغم كونها إشكالية لدى البعض إلا أنها تعتبر كذلك إحدى ميزات المسرح ما بعد الحداثي والذي يوصف بأنه المسرح التفكيكي الذي يعطي بالمجمل عدداً من اللوحات البصرية أو المسرحية المتكاملة في كل منها والتي قد لا تكون في مجملها تعطي إذا ما تم ربطها سيناريو واحد متكامل).

" سمفونية وحشية" حملت الكثير من الجمالية خاصة في تشكيلات الممثلين الحركية، وفي تصميم الكثير من اللوحات والتي من أبرزها لوحة غسيل شعر الفتاة من قبل الممثلين الخمسة الباقين، والذي بحد ذاته شكّل مفردة غنية بصرياً إلى جانب أنها مدروسة جيداً من قبل الناحية الفنية، ولكنها لم تُوظَف بشكل مثمر في داخل العرض.

في ذات الرؤية ثمة بعض الثغرات من الناحية الجمالية تعزى كذلك إلى عدم إحتراف الممثلين في تأدية بعض اللوحات، الأمر الذي إختل فيه أداء الممثلين.

تبدو الفكرة الرئيسية وراء العرض في " سمفونية وحشية" مشترحة، وتحمل الكثير من الجدة والجدية الكامنة في خروج الموتى من أكفانهم، ورصد ومتابعة حياة ( هؤلاء الموتى) ( أو موت هؤلاء الأحياء) في سعي واضح للمخرج بني هاني إلى إحداث مقارنة ما بين الواقع والمفترض والمأمول، وهي إحدى التقنيات التي يستخدمها بني هاني في مسرحه الما بعد حداثي والذي يرتقي فيه عن أنظمة فنون المسرح الكلاسيكي أو الحداثي الذي يأخد النمط التقليدي السردي العادي، والتسلسل المنطقي، لسياق العرض المسرحي، فكان هنالك سياق عكسي يحمل صورة الحياة التي تبدأ من الموت.

وكان المخرج المسرحي نبيل الخطيب قد لجأ في تحليله للعرض إلى أن " سمفونية وحشية" إلى أن هذا العرض هو في الدرجة الأولى عرض مسرحي جامعي، قام به مجموعة من الطلبة بإشراف مخرج مسرحي بمستوى هذا العرض يستطيع أن يكيف فيه الطالب الجامعي مع أدوات الممثل الذي يريد أن يكشف عن مواهبه، لذلك في هذا العرض إجتاز المشرف أو المخرج هذا الشكل من عرض الجسد، أو المسرح الحركي لتوظيف بعض أدوات الإتجال ومساحاته، والتفاعل الحسي الموجود عند الممثلين بتوفير شروط تقنية ولونية، ورؤية إخراج، بمعنى أن هذه العناصر الثلاث تهيئ لهؤلاء الممثلين الكشف عن أدواتهم ( الأدوات الحسية والحركية والجسدية) ويبدو أن المخرج أعطى للمثلين مساحة للإرتجال الحركي، بمعنى أن فكرة العرض كاملة قائمة على الإرتجال، وهذا أهم ما في هذا العرض، اي أن المخرج قدم لهم فكرة وأعطاهم مساحة لتأليف العرض الحركي.

وحول المسرح الحركي في مقابل المسرح المحكي فقد علق الخطيب قائلاً : لا شك في أن عنصر اللغة المنطوقة هي عنصر اساسي في المسرح مثلها مثل الأدب والحياة العامة، إلا أن الجسد كذلك هو لغة فنية عالية الدقة نجدها في المسرح والباليه والفن التشكيلي، ولغة الجسد هذه تشكل سياق بصري أو عنصر تلقي جمالي بين المشاهد والممثل.
ولأن هذا النوع من المسرح الحركي المابعد الحداثي غير موجود على الساحة الفنية المسرحية الأردنية، إلا أن هذا العرض شدّ المتلقي ( المشاهد) لأسباب كان أهمها عنصر الغواية في التلقي، مما خلّف عنصر الدهشة، وهذا سببه ليس في كاتب النص أو المخرج، أو النص ذاته، وإنما مجموعة من الممثلين ليسوا مسرحيين أو دارسي مسرح أو عارضي باليه، وهذا ما أظهره العرض الذي كان محاولة أولى لإكتشاف جسدهم من المنحى الفني.

ما شاهدناه في سمفونية وحشية هو مجموعة لوحات متناسقة، تحمل كل لوحة حكاية خاصة تحمل مدلولات متنوعة، لكن لا نستطيع أن نتبنى نصاً حوارياً منطوقاً من خلال ما شاهدناه من خلال هذه اللوحات..

والمهم في هذا العرض، أن عنصر الديالوج الجسدي لم يكن معمقاً بين الممثلين، بمعنى أن الحوارات الجسدية داخل اللوحة الواحدة كانت متقطعة، فتهافت المشهد الجسدي كله في الحركات الطولية والعرضية المنظمة، والتي أخذت شكل خطوط طولية وعرضية.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس، ومحاولة تصدير الثورة الإيرانية لفلسطين
- -the God Is Big Swindler -
- أنا رجل يخشى النساء... وأنت مرآته الكبرى
- محمد الماغوط ... الاتجاه الخامس
- ثلاثة رسائل كتبتها راشيل كوري
- حماس تراود اليسار الفلسطيني عن نفسه وتغلق الأبواب
- اليسار الفلسطيني ... عندما يقتات على الفتات
- فوق القانون ...
- عيب ... هاي مطلقة
- رسالة لصديقتي النحلة
- راديو الحرة -يردح- ديمقراطية
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون
- قراءة في قصة - لوحةٌ وبزّة متّسخة- للأديبة الفلسطينية انشراح ...
- الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهند صلاحات - مسرحية -سمفونية وحشية- لمحمد بني هاني : مقارنة ما بين الواقع والمفرض /المسرح ما بعد الحداثي