فاطمة هادي الصگبان
الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 17:12
المحور:
الادب والفن
عامل التاي
ارتدى مريلته الزرقاء وبدأ بإعداد رغوة التاي وتقشير اللوز المسلوق .. ما أن جعجعت ضحكات مديره ..هيأ كوؤس الكريستال الجيكي وأعد خمس لوزات متوسطة الحجم وملعقتين من الرغوة في ستة أقداح حملها في صينية فرنسية الصنع ذات قطر ثلاثين سم بعد ان وضع غطاء الاوركينزا الأبيض كوري الصنع ..دخل على الضيوف وزع أقداح الشاي ....
لكن بعيدا يجلس الحارس الشخصي لأحدهم ....
التفت عسى ان يجد طاولة فارغة دون جدوى ...ناوله القدح وأنحنى حتى لامست جبهته الأرض ...تفادى ظهره لسعات التاي ...ااااخ جمرات السيجارة تحرقه عندما تخطئ المنفضة ...
تحسس ظهره المحروق ثم رفع الأقداح الفارغة ...
اليوم التالي كان وجه المدير غائما تعلوه سحابات غضب ...حمل اليه بندقية الصيد ووقف على بعد سبعة أمتار ...بدأ العداد ..الأولى في الساق ..يعرج ثم يقف ..الثانية في أعلى الكتف ...الثالثة قريبا من القلب ...يلعق الدماء ثم يقف ..الرابعة افقدته العين ..يتوكأ ...يجب ان يقف ..الخامسة تخطئ الجبين ...السادسة تصيب أرنبة الأنف يفقد حاسة الشم ...المدير لازال عاصفا ...
يمنحه السوط المعلق فوق المكتب ...وينحني ..
تخطئ عقارب الساعة في الحساب ...رقبته كساعة رملية تنتظر لحظة الغروب ..
تهدأ انفاس المدير ...يطلب القهوة بحبة ونص من الهال لكل فنجان...
يخادع يضع اثنتين ويضحك في سره ..
يحتسي المدير فنجانه دون عواصف ....
رقبته على وشك ان تستقيم لولا مكالمة صاخبة ارتجفت لها يد المدير
انكسر الفنجان ..فرت قطرات الى الحذاء الإيطالي الصنع ..خلع سرواله الداخلي ..مسح فردتي الحذاء حتى صارت كالمرآة ..لقد صدق البائع في جودة القطن المحلي ..سيشتري آخر يخصصه الى نظارة المديرالفرنسية وساعته السويسرية
بعد هنيهة دخلت زوبعة شقراء وبيدها صور ...تلون جو المدير ...
الرياح شمالية عاصفة ...التف في الستارة القريبة ...
رعد وبريق ...المدير ينحني للريح ...ولمعان الخلخال ينعكس على جبهته المعانقة لأصابع السيسبان ...
...........................................
التاي : شاي اخضر يشربه الأخوة في المغرب العربي استخدم كدلالة ولايقصد المساس بثقافتهم جل احترامي للجميع ....
#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟