وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)
الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 03:15
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
حيوا معي بغداد الجريحة وهي تتعافى، و ترى النور بعد ازالة الصبات الكونكريتية، القاسية من على ارضها ، ومن على قلوب سكانها تباعا ، بالتزامن مع حملة امانة العاصمة برفع التجاوزات عن الارصفة وخاصة تجاوز الكثير من اصحاب الدور على ارصفة الشوارع العامة والازقة .
نعم بغداد تتعافى ليكتب التاريخ ، ظهرت ارصفة جديدة وفتحت شوارع جديدة ، بغداد تفتح ذراعيها لمحبيها ،تلملم جراحاتها ، تكتم اهاتها ، طوبى لمن زرع في ارصفتك وحدائقك زهرة ، طوبى لمن ردم غي شوارعك حفرة، طوبى لمن رفع اطنان الكونكريت التي وان ثقلت على صدر بغداد فإنها في فترة ما كانت درعا ترتديه لتقي ابنائها عبث الجزارين والسفاحين ، تتار القرن الحادي والعشرين .
بغداد امانة في قلب كل مسؤول ، ستقف امام الله يوم الحشر ، تحاسب الفاسدين منهم عن مالها فيما انفقوه ،وامنها لم خرقوه، وسترها وحجابها لم مزقوه .
بغداد تناشد كل مسؤول صاحب وجدان وضمير ،ان يرفعوا ما بقي من تراب الحروب ، ففي قلب بغداد في الباب الشرقي او في باب المعظم او في اماكن اخرى تجد عمارات مهملة ومتروكة تعكس صورة متسخة وشقوق فاضحة في رداء نظيف عفيف ، بغداد تنادي ابناؤها: ان امسكوا بيدي واعينوني على النهوض، فانا اقدم من غيري من عواصم الدنيا ، وكنت فيما مضى عاصمة الشرق والغرب .ولا يكفي ازالة الصبات والتجاوزات دون حملة اعمار وبناء لمشاريع بناء الطرق والانفاق والنقل والمطارات والملاعب والحدائق والمتنزهات والعمارات والفنادق وفتح الاستثمار بأيسر الشروط .
بغداد تقول لا تسمحوا لامراء الحروب وتجارها بمس جذائلي ،ولا تسمحوا للفاسدين بسرقة اموالي ،وهي تبحث عمن يعيد لها آلقها ونورها ومجدها وشبابها وعنفوانها .
بغداد تريد المزيد من العمل والبناء وان تجعل من رفع اخر صبة كونكريتية ،يوما لها ، وان يرفع كل مواطن تجاوزه تعبيرا عن حبه لها، وان لا يهدا جفن لموظف في امانة بغداد قبل رفع اخر تجاوز على الحق العام ، وان تتواصل الحملات .
والله ما زرت عاصمة من عواصم الدنيا حتى يترقرق الدمع في عيني على بغداد . فهي لا تستحق ما حل بها من دمار وخراب، فهلموا بنا نزين بغداد ، ونجمل بغداد ، ونبني بغداد .
لا تهملوا بغداد ،هلموا نضع خلافاتنا الجانبية خلف ظهورنا ، ونعمل على ما يرضي الله ، ونجعل من بغداد جنة الله على ارضه.
فالتاريخ سيكتب كل ما نعمل فليكتب عنا خيرا وسيبقى ذلك درسا لمن سياتوا بعدنا ،فانا راحلون الى رب سيسالنا عن ميزانية بغداد فيما صرفناها؟ وادارتنا لبغداد كيف نفذناها؟ ماذا خططنا؟ وماذا انجزنا ؟.
كان احدهم محافظا لبغداد انتهت ولايته زرته يوما ممثلا عن وزير الداخلية بمهمة خاصة ،فأراني عمارتين شاهقتين من الفلين على مائدة بجواره قال : سوف يتم بناء هاتين العمارتين كل عمارة من 24 طابقا ، قرب مبنى المحافظة وذهب المحافظ ومضت سنوات وكل يوم امر من هناك دون ان ارى اثرا لبناء....
الله الله في بغداد ، الله الله في بغداد .
#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)
Waleed_Khalefa_Hadawe#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟