أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟














المزيد.....

هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟


غادة عبد المنعم
مفكرة


الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


منذ أيام بدأ عرض فيلم "يونايتد 93" فى الولايات المتحدة الأمريكية ،وهذا الفيلم هو أول فيلم يتم تكريسه من أول دقيقة إلى آخر دقيقة لمعالجة أحداث 11 سبتمبر ، والفيلم يثير فى الوقت الحالى العديد من ردود الفعل- ليس بسبب مستواه الفنى- ولكن بسبب ما يعيده لذاكرة المواطن الأمريكى من ذكريات مؤلمة ، وما قد يفجره فى المجتمع الأمريكى من رغبة فى الإنتقام ، رغبة قد تفيد الإدارة الأمريكية وتحسن قليلا من صورة "بوش" الذى يقود حربه خارج أمريكا باسم محاربة الإرهاب، لكنها أيضا قد تشعل المجتمع الأمريكى من الداخل بمحاولات للإنتقام من العرب والمسلمين..!!

أهم ما يميز فيلم "يونايتد 93" هو ابتعاده التام عن الطابع الميلودرامي الذي يبالغ في تصوير المأساة حتى يجعلها شبه خيالية ويفقد الفيلم مصداقيته وتأثيره المطلوب. فرغم أن أحداث 11 سبتمبر نفسها كانت أغرب من الخيال ، إلا أنها في نهاية الأمر واقع حي نجح المخرج "بول جرينجراس" في تصويره وتجميع شوارده وضمها إلى خيوطه الرئيسية ليقدم لنا فيلماً نابضاً بالحياة وبكل ما احتوته تلك اللحظات القليلة من عدم تصديق وذهول وخوف وتخبط اعترى الناس في الشوارع وفي البيوت وفي مقر هيئة الطيران المدني وفي البيت الأبيض ومباني المباحث الفيدرالية والمخابرات والجيش والشرطة.

لقد ركز الفيلم أولاً على ركاب الطائرات التي تم اختطافها والاصطدام بها في برجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون ، ثم انتقل بعد ذلك إلى ردة فعل هذه الحوادث على المسئولين الأدنى درجة في غياب المسئولين الكبار الذين بحث كل منهم (بمن فيهم الرئيس الأمريكي ومعاونوه) على مكان تحت الأرض يختفي فيه من أهوال مجهولة لم يتبدَ منها سوى نذر تشير إلى دمار شامل قادم في الطريق.

يظهر الفيلم ردة الفعل الأولى وهي عدم تصديق ما يحدث واعتباره خدعة أو مقلباً سخيفاً ، و مع توالي الأحداث وثبوت وقوع الكارثة تظهر الصدمة التي أصابت الجميع بالذهول ثم بالخوف الذي قاد إلى التخبط والعجز أمام هذا الشر المجهول المصدر والمصير..

فى مشاهد سريعة الايقاع تدور الكاميرا في كل أنحاء الولايات المتحدة لتصور مشاعر البشر على اختلاف مواقعهم من الحدث.. الحزن الذي غمر أهالي الضحايا الذين يوقنون أن أبناءهم أو ذويهم على متن إحدى هذه الطائرات أو في أحد البرجين المنهارين.. والرعب الذي أصاب من يظنون أن أحد أبنائهم أو أقاربهم يمكن أن يكون ضمن ضحايا الكارثة.. والخوف العام الذي عرف طريقه إلى قلب كل أمريكي سواءً كان مواطناً عادياً أو مسئولاً أمنياً.. وشعور المسئولين بالخزي والخجل من عجزهم عن حماية أرواح مواطنيهم.

خصص المخرج النصف الأول من فيلمه لعرض حوادث الطائرات الثلاث التي اصطدمت بالبرجين وبالبنتاجون وما تبع ذلك من ردة فعل ، ثم أفرد النصف الثاني من الفيلم لحادثة الطائرة الرابعة التي فشلت في الوصول إلى هدفها وسقطت في أحد الحقول الزراعية في ولاية بنسلفانيا.. وقد أخذ الفيلم اسمه من كودي الرحلة الذي تحمله هذه الطائرة وهو "يونايتد 93".

دخل المخرج بكاميراه إلى قلب الطائرة ، واستعرض وجوه ركابها ووجوه الخاطفين.. وهنا تظهر موضوعية المخرج بوضوح (وإن كانت موضوعية مُغرضة بعض الشيء) ، فهو لم يبالغ في تشويه صورة الخاطفين وإظهارهم على هيئة مسوخ بشرية لا غرض لها سوى القتل وسفك الدماء ، وإنما كانت الكاميرا تمر على وجوههم وتلتقط ما يبدو عليها من ملامح القلق الغارق في سكون أشبه بسكون الموتى أو الموشكين على الموت.. لم يُبدِ الخاطفون وحشيةً في تعاملهم مع الركاب إلا لهدف استراتيجي مدروس وهو الوصول بسلام إلى غرفة القيادة للسيطرة على الطائرة واقتيادها إلى المصير الذي أرادوه لها ، وفيما عدا ذلك لم تخرج أفعالهم عن إطار إشهار السكاكين وتهديد الركاب بها عن بعد ، إضافة إلى ابتهالهم بالدعاء لله كي يوفقهم في مهمتهم ، وقد أخذت هذه الابتهالات تبدد تعبيرات القلق التي كانت تكسو وجوههم ، لتحل محلها تعبيرات عن عزم شديد وثقة تامة بأنهم محل عناية الخالق.. ورغم أن الفيلم يصور في حيوية بالغة مشهد قتل قائد الطائرة ومعاونه ، إلا أن المخرج لم ينتهز هذه الفرصة لإظهار الخاطفين في صورة سفاحين دمويين يتلذذون بالقتل وينكلون بضحاياهم دون داعٍ ، وإنما أظهرهم قتلةً طبيعيين مضطرين إلى فعل ذلك لتحقيق الهدف الذي ركبوا الطائرة من أجله، وهنا يظهر حرص المخرج وطاقم الفيلم على عدم إثارة مزيدا من المشاعر العدائية عند المشاهد " الأمريكى والغربى" ضد العرب والمسلمين ، حيث أن الأوضاع الحالية فى الولايات المتحدة لا تحتمل المزيد من هذه المشاعر.

تستمر الأحداث حيث يتمرد الركاب على الخاطفين ثم يفشلون في السيطرة على الموقف وتسقط الطائرة ويموت كل من عليها.. وفي مشهد التمرد تتجلى مرة أخرى موضوعية المخرج "جرينجراس" حيث يؤكد على موضوعيته في تناول الأحداث حين يبين لنا أن الأمل وليس التضحية هو السبب الرئيسي لهذا التمرد.. فالركاب لم يثوروا على خاطفيهم رغبةً منهم في منعهم من الوصول إلى البيت الأبيض وحماية واشنطن من هذه الكارثة ، ولكن ما دفعهم إلى الثورة هو الأمل في السيطرة على الموقف ومنع الطائرة من السقوط كما أراد الخاطفون.. لقد كانت الرغبة في الحياة هي الدافع وليس التضحية على غرار البطولة العنترية الأمريكية المعهودة في أفلام هوليوود.

فى "يونايتد 93" قدَّم لنا المخرج "بول جرينجراس" فيلماً موضوعياً (من وجهة النظر الأمريكية على الأقل) حول أحداث ما زالت تلقي بظلالها على ما يجري في العالم حتى اليوم ، ليضيف بذلك إلى رصيده السينمائي فيلماً مهماً آخر بعد فيلمه الشهير "يوم الأحد الدامي".



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..?هل كان بن لادن من أحرق دهب
- أمريكا ووصفة الديمقراطية فى الشرق الأوسط
- لا يلزمك أكثر من شائعة أو عود كبريت..إزاي تعمل فتنة..!!
- أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في ا ...
- -موراى- ساحر وهو لا يفعل شيئا!!
- لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟