أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى















المزيد.....


تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ أكثر من خمسة عشر عاما صاح بى جارى مناديا أن أتى معه إلى بيت احد أبناء بلدتنا لمحاولة إصلاح ذات البين بين جارى وهذا الرجل الآخر قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه وعندما استفسرت منه عن الموضوع قال لي أن ابنه قد اعتدى على ابن الرجل الأخر بمطواة قرن غزال أثناء لعبهم الكرة معا وشق بطن هذا الولد وان الولد قد تم نقله إلى المستشفى بين الحياة والموت وفعلا ذهبنا ووقفنا بجانب أهل المجني عليه حتى اجتاز الولد مرحلة الخطر وعندما تحدثنا مع والده على الصلح أصر الرجل أن يصعد الأمر وقام بعرض التقرير الطبي الذي تم كتابته في المستشفى على البوليس كي يأخذ هذا التقرير الإجراءات الرسمية وتتم معاقبة الجاني وهنا تدخل رفقاء السوء ولعبوا بعقل والد الطفل الجاني وأقنعوه أن يقوم بإصابة ابنه باى وسيلة ويذهب إلى المستشفى مدعيا أن الولد المجني عليه هو من فعل به هذا الأمر وتم له هذا الأمر بل الأدهى من ذلك أن يصل هذا التقرير المزور إلى يد البوليس قبل تقرير المجني عليه الحقيقي فما كان من والد المجني عليه إلا أن قبل بالصلح ووضع يده في يد الجاني خوفا على ابنه وعلى مستقبله .
نفس هذا المنطق الذي كان يظهر باستحياء في تلك الفترة ولا يلجأ إليه إلا بعض النصابين والبلطجية أصبح هذا الأمر منتشر الآن ويلجأ إليه الأزواج والزوجات للمكيدة والتخلص من أعباء الزواج ويلجأ إليه بعض رجال الأعمال كي يهددوا منافسيهم ويبعدوهم عن طريقهم بإشغالهم بمثل هذه الأمور .
الأصعب في الأمر كله أن تنتشر هذه الفكرة وينتشر منطق البلطجة هذا في حكومتنا ورجال داخليتنا فقد فوجئنا في حادثة قرية العديسات بالأقصر وبعد أن قام الرعاع والمتطرفين بمهاجمة المسيحيين وقتلوا منهم اثنين وأصابوا منهم الكثير وبعد أن قضوا على الأخضر واليابس وأشعلوا الحرائق في ممتلكات وبيوت الأقباط وحرقوا كنيستهم ونزعوا الصليب من على هذه الكنيسة في هذه القرية , وجدنا أن رجال داخليتنا وكعاداتهم دائما من ضرورة تقفيل المحاضر باى وسيلة كانت حتى لو كانت على حساب الحقيقة أو على حساب حق المجني عليه ففوجئنا برجال الداخلية يتهمون أربعة من كبار رجال الأقباط بقرية العديسات بأنهم تسببوا في إصابة بعض المسلمين في هذه القرية واستند رجال الداخلية في هذا الأمر إلى بعض التقارير الطبية التي من السهل تزويرها وافتعالها في بلادنا المصرية .
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يضيع فيها حق الأقباط فقد سبق أن ضاع حقهم بسبب هذه الممارسات البغيضة حيث :
ضاعت حقوقهم في منقطين بسما لوط المنيا بمثل هذه الألاعيب .
كذلك افتعل رجال الشرطة إصابات ودخلوا مستشفيات وكتبوا تقارير طبية ضد شباب الأقباط في تظاهرات الكاتدرائية العام الماضي.
وبعدها يقوم رجال الداخلية بمساومة الأقباط على حقوقهم ويضطر الأقباط في معظم الأوقات إلى قبول التصالح والتنازل عن حقوقهم وفى هذه الأجواء يهرب الجاني بجريمته ولذا فإننا نرى أن الجناة والرعاع قد استمرءوا هذه الاعتداءات طالما وجدوا إن المخرج سهل ويسير ومضمون فلماذا يتوقفون عن إيذاء الأقباط ؟.
اعزائى القراء الأقباط افرحوا وتهللوا معي فلسنا وحدنا فقط كأقباط من يتم التعتيم على الجرائم التي ترتكب ضدهم والمساومة عليها بمثل هذه الوسيلة الرخيصة (التقرير الطبي ) فهاهي وزارة الداخلية برجالها الأشاوس يلجئون إلى نفس الوسيلة ضد القضاة الشرفاء الرافضين للظلم والتزوير .
ففي إثناء اعتصام القضاة في ناديهم هذا الأسبوع احتجاجا على إحالة المستشاران هشام البسطويسى ومحمود مكي إلى القضاء واعتصام مناصري حركة كفاية معهم ونتيجة لاستخدام القوة لفض هذا الاعتصام وإصابة الكثير من القضاة ومن مناصري كفاية على يد الشرطة فكر رجال الداخلية في السبق بالشكوى من رجال القضاء (بمنطق ضربني وبكى وسبقني واشتكى ) وفعلا وجدنا احد جنود الداخلية ويدعى محمد شعبان محمد (كما جاء في جريدة المصري اليوم ) يتقدم بشكوى وبتقرير طبي إلى نيابة قصر النيل متهما المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة وثلاثة من زملائه بالاعتداء عليه وإصابته بخدوش في وجهه وأمرت نيابة قصر النيل بتحويله إلى الطب الشرعي !!
بل إن رجال الداخلية بعد إن اعتدوا على المستشار محمود محمد عبد اللطيف حمزة وأوسعوه ضربا وسحبوا منه سلاحه المرخص راحوا يكتبون محضر شرطة(وما أسهله فالمحاضر محاضرهم والشرطة شرطتهم وشعارها نحن في خدمة النظام وأمنه فقط ولا عزاء للمواطن ) بأنه هو الذي بادر بإخراج سلاحه الناري للاعتداء عليهم إثناء محاولتهم فض الاعتصام .
كلمة أخيرة أحب إن أوجهها إلى بعض الكهنة الأقباط الذين في الخارج والذين خرجوا عن الإجماع القبطي بعدم استقبال ممثلي النظام في كنائسنا وقاموا باستقبالهم والترحيب بهم نقول لهم تعلموا من القضاة الشجعان الذين يعيشون وسط النار في مصر والذين رفضوا استقبال مبعوث الرئيس مبارك في نادي القضاة وهو المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وقالوا انه لابد من اعتذار الرئيس عن الاعتداءات التي تعرضوا لها .
هنا فأنني أقول لهؤلاء الكهنة انظروا إلى هؤلاء القضاة فمع كل احترامنا لنضالهم فأنهم لم ينالوا ولو جزء من المليون مما أصاب الأقباط الذين قتلوا واضطهدوا وخطفت نسائهم ومنعوا من الصلاة في كنائسهم ولكنهم للان لم يطلبوا اعتذرا من الرئيس(مع إن هذا من حقهم ) بل طلبوا حقوقهم فقط وحاولوا إن يرفضوا استقبال مبعوثي النظام في كنائسهم الذين لم يأتوا أبدا لمحاولة حل مشاكل الأقباط كما ذهب المستشار عدلي حسين لحل مشاكل القضاة ومع ذلك طالب القضاة الرئاسة بالاعتذار قبل المقابلة بينما المبعوثون القادمون لكنائسنا لا يدخلون كنائسنا إلا وفى ذهنهم أنهم الأعلون وإنهم يتفضلون علينا بمثل هذه النعمة السنوية وعلينا إن نبوس أيادينا وجه وظهر من اجلها .
وبعض كهنتنا الذين خرجوا على هذا الإجماع يصدقون ويعيشون هذا ويتصورون إن استقبالهم للقنصل أو السفير هو شرف لهم لان هؤلاء الكهنة ذميين فالذمية ليست هي أسلوب حياة وليست مرتبطة بالمكان أو الزمان وهؤلاء رغم معيشتهم في الغرب إلا أنهم لازالوا يعيشون بعقلية الذمي الذي يرى في سيده السند والحماية وعليه هو السمع والطاعة .
مجدي جورج



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟
- رسالة الى المطران منير حنا
- الحوار المنتظر بين الأقباط والدولة
- التحرك المصرى الاخير والازمة السورية
- العمل القبطى العام فى الخارج والياهوذات
- عنتريات عمرو موسى
- مأسأة اللاجئين السودانيين


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى