أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سوزان خواتمي - افكر بكتابة زاوية وليس لدي فكرة محددة














المزيد.....

افكر بكتابة زاوية وليس لدي فكرة محددة


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:00
المحور: كتابات ساخرة
    


صار الفجر عند عتبة الليل.. سأعاتب العفريت الذي لا يجيء ..
صديقي الذي لا يحب القصة يقف لي بالمرصاد، يتمنى لو لم يكن للقصة نسلاً كي تبقى حبيبته القصيدة فقط دون منافس، أعرف أنه شرير وأن سماع الأشرار خطأ كالأخطاء المطبعية تغيظ كثيراً ولكن لابد منها.. صديقي هذا شخص متحيز، داء نملكه جميعاً، فأنا مثله أتحيز لتصفيفة شعر أمي دون الأخذ بالأسباب.
الضوء يشقشق، ولااريد التحدث عن شعر أمي لأني أبحث عن موضوع مهم سأقدمه كزاوية ولاشيء مهم داخل رأسي، من قال أن الكاتب لا يتعب؟.
أبحلق في الحياة، أساوم الحكايات كي تستسلم لي، وتتداعى فوق سطوري، صديقتي لم تعد تحدثني عن أسرارها، تخاف أن (أنشر عرضها) كما تقول، صارت تتكتم أمامي .. فور أن أنتهي من مسألة الزاوية العاصية سأتصل بها وأنهي صداقة لم يعد لها فائدة .
أحكم وضعية نظاراتي فوق عيني مولعة بقراءة الوجوه الغريبة التي تنفذ من ملامحها إلى بواطنها لأعجنها بأوراقي، فأبطالي أناس حقيقيون من لحم وشحم ودم، لا أخرجهم من تحت إبطي رغم إدعائي السحر.. بعضهم يحبني والبعض لا يطيقني فأنا أطرح أسئلة وقحة غالباً ما تبقى دون جواب..
سألت الموت مرة : لماذا تأتي دون دعوة؟. صمته أخجلني فتواضعت.
وعاتبت الحب مرة: لماذا تغادرنا دون أن نطلب منك؟.. أعطاني ظهره ومضى.
الكتاب أناس مجانين فما بالكم بكاتبة مثلاً، هي أصلاً بنصف عقل ونصف دين، أصابع الاتهام لها جهة واحدة : النساء، الحيطة الواطئة لها تأثيرها بالطبع ، ولذلك فأجهزة الدفاع عندنا ذات حساسية عالية فغالباً ما تبدأ المرأة جملتها بـ ( لا لم) لتثبت براءتها الضائعة..
فإن لم تكن هي المتهمة حقاً فهي – من كل بد – الوسيلة.. أليست هي من أزلقت آدم المسكين عن جنته، حين وعدته بتفاحتها!
سأقسم لكم أني لا أحب التفاح وأني أتحاشاه في قصصي قدر الإمكان، خوف تهمة الفتنة، أو تهمة التحريض على الفساد. إذن لا تنتظروني كاتبة مشهورة تطبل لها الصحف وتهدهدها أقلام السادة النقاد . هاأنا أتورط في ( التعفيس ) وإدانة خلق الله دون دلائل ملموسة، إضافة لأني لن أختار هذا الموضوع السمج مادة لزاويتي.
يقال أن أول نشأة الأدب كانت في الترانيم الدينية، وأن الأسطورة حكاية تناقلتها الذاكرة إلى أن هام بها فراس سواح.. أما بحسب ما كتب ( ديورانت) في أصل الحضارة " أن الشاعر والخطيب والمؤرخ، كانوا في أول الأمر شيئاً واحداً، أو جنساً واحداً، أي أنهم يصدرون عن (السحر) وعموم الميتافيزيقيا.. بعد ذلك صاروا يتميزون بعضهم عن بعض، شيئاً فشيئاً، ويتجهون اتجاهاً دنيوياً في فنونهم بعد أن اتحدوا في الأصل الكهنوتي، فأصبح الخطيب مشيداً رسمياً بأعمال الملك، أو مدافعاً عن الآلهة، وبات المؤرخ مسجلاً لأعمال الملك والشاعر مغنياً لأناشيد كانت في الأصل مقدسة، ومعبراً وحافظاً لأساطير البطولة، وموسيقيا صاغ أقاصيصه صياغة الألحان، ليعلم بها الشعب وملوكه جميعاً. ‏"
إذن للكتاب منبت ديني وآخر يسعى لإرضاء السلطة، فلماذا يغضب الطرفان منا ؟
هكذا أحيد تماماً عن الموضوع، ليستغرقني المعنى ..
بردانة.. خطأ المفروض أن تقولي أشعر بالبرد ولكني لا أشعر بالبرد أنا فقط بردانة، والكي بورد نعس تحت أصابعي، والأفكار داخل رأسي تكتم غيظها، والجمل ومن ورائها الكلمات الصغيرة تركض متملصة مني.
يا إلهي سيستيقظ صديقي الشرير ويطلع النهار وأنا مازلت غصة في حلق زاوية مراوغة.



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسارة البندق
- لماذا تبكي النساء
- عصفور الغفلة
- قبلة أنيقة لموتٍ محتمل
- تعال كثيراً مادمت أورطك بجنوني
- كتابة بالأحمر الرديء
- عشر خيبات لمولود
- طين يبتكر ضلوعه
- كفن من ضجر
- ِمن يعثر على وجهي؟
- زهر البرتقال
- منذ زمن لم تضحكك طفلة
- أسميك حبيبي
- زمن يشتعل في النسيان
- فانتازيا الحب
- ابتهجوا أيها الرجال : المرأة تؤيد ضربها
- إليك تزحف المسافات يا وطن الزجاج
- مناصفة نتقاسم الحب عتبات وعرائش
- صلاة
- أزمة شعوب


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سوزان خواتمي - افكر بكتابة زاوية وليس لدي فكرة محددة