|
عندما يتكلم الصمت
تمارا سعد فهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 11:45
المحور:
كتابات ساخرة
فى يوم قالوا حوار، قولنا كويس، نرفع الستار, وعن مسرح الحوار فكنا الحصار، لكن يا عزيزى اتضح ان الحوار حالة ولادة متعسرة لأم رافضة الأمتداد فى العمر و قال ايه بتدعى العقم، وبعد ولادة قيصرية ضحينا فيها بأب والأخ والأخت عشان نلاقى المفقود قصدى يعيش المولود أكبر دليل للوعود، لكن اتفجأنا فى النهاية الحوار ان المولود فأر، اتضح ان حوارهم سن سنانهم وطول لسانهم.....فما بالك بكلامهم اذا كان أسهم ألسنتهم، كرباك يجلد سنانهم)!!!
صمت ما له رجوع، سياسة للأحتجاج قصيرة العمر، لكنها مضمونة النتائج، يمكن سياسة غريبة لكن سياسة عجيبة صمت يسعف بالحلول ولا يهاب الوعيد و يرفض الوعود صمت صاحب كبرياء وشموخ صمت ما له خضوع ومن ها نبدأ الموضوع.
فلسفة فى الحياة تأمرنا تأثرنا لها بالخضوع، صمت اقوى من الكلام صمت يتملك أصحابه الزمام ، صمت بوح لحواس النفس يخفق عنده الكلام، اترى يا صديقى بعد الصمت كلام الصمت اقدر منى على تفسير الغاز هذا الزما ن. صمت ماله خوف ماله قهر، ماله ذل، ماله هوان، صمت كلام بغير كلام، ببساطة قررت أن اعتقل نفسك و بكامل إرادتك فى دنيا الصمت، أحتمى بسلاح يرفض الذل لأكاذيب، ومبررات الغفوة والغفلة، صمت يعينك على هذا الزمان، زمان فيه الحلو وحش، والوحش ده جنان، حقيقى فعلا جنان "سرك شقلبة المعايير" يا سلام!!! وبتطلب تتكلم كمان طيب كفاية بتسمع الكلام!!! ده حتى الصمت كلام من غير كلام.
سهام الصمت تصيب الهدف، فى وقته بالتمام ،بكل حرفنة فن الرماية بالسهام ، سهم الصمت صائب المكان والزمان ويغشى امامه على غريمه اللسان.
قررت ان اترككم للصمت فهو أقدر منى على البوح بالغات هذا الزمان، يرفع عن النفس صغائر الصغائر فلا تشقى ويستنير عقلك وتصفو لك الأحلام، قررت ان اترككم للصمت فهو أبى وأمى وأخوتى وكتيبة ترفع عنى أفكار الظلام!!!! .
فانا افكر ليكم قبل ان أفكر فيكم، وقرارى الا اتحاور معكم باللسان فهو عاجز عن البوح بعمق الألام، اصل صمتى وليد طريق يدعى طريق الألام، قررت ان يصبح ذكريات وكفى المؤمنين شر القتال، الصمت علاج لعليل ماله دواء فالصمت دواء بغير دواء !!!.
والكلام فى موضوع، ماله كلام ، ها يهاجم الجهل العقل و الكلام وربما وينهزم الأثنان، تلك نتيجة حقيقة تحصيل حاصل لما كان.
الصمت زلزال ينتشلنى ويرفعنى عبر من معالم قاسية على الوجدان فذكريات النفس مليئة بأحداث ينعم عليها بسياسة فن النسيات.
الصمت علامة واضحة لا تحتاج لكلام وبالتالى ينتشلنا من كرابيج اللسان ماذا لو تحررنا من الذل وصارنا نمتلك الزمام أفرج عن الفكر والقلب والعين و فقط اترك للصمت مكان يرتقى بحواسك قبل فوات الآوان .
الصمت يرتقى صوته عنان السماء:- وداعا بشر لا يفلح معهم كلام، وداعا بشر يدفعهم ميراث الكلام بالسان على الاستمرار فى سرد اللى حصل واللى كان، وداعا بشر يآسرهم الصمت والأنسحاب من جبهتهم انتصار بغير كلام، وداعا بشر طعامهم ذل النفس وكسر الطموح وخنق الأحلام ، وداعا بشر هدفهم إصابة العقل بالخلل والنفس بالملل وتعكر صفو اللسان من كثرة تأويل الكلام فهم يدركون معنى تصدع الفكر ونتيجته مضمونة مش عايزة كلام هرتقات وصرعات فى النفس وفقدان إرادتك بإرادتك.
فالصمت يسقط أمامه طعمهم وهو الكلام وانعم عزيزى على نفسك بسياسة فن النسيان ربما تختفى أمامها سحابة بخار الغليان فنحن نحتاج لوضوح الطريق فوضوح الطريق يقضى على عشوائية الهذيان وحمى اللسان مؤشراتهم لأمام.
وعند الصمت يتراجعون خوفا من مفاجأت الأمام وينحصرون فى فك لغز الصمت بالأستفزاز بالكلام ، ولكن الصمت صمت للفكر وليس عجز للسان، لا يستجيب للأستفزاز واللعب بالكلام فالخيانة عندهم طموح وأحلام بها يتنفسون الصعداء متخيلون انهم فى مقدمتهم للأمام يرفضون الاكسجين ويعلنون انه الغاز السام ويتنفسون اول اكسيد الكربون على انه سلاح الأمام فى هذا الزمان، فما رأيك يا عزيزى بفلسفة يتنحى أمامها اللسان قبل أن تأوى بالإنسان ولكن مهما طال عليهم الزمان فقط أعلم ان كل وقت وله آذان ...
و اترككم وتتركونى ولكنى على يقين اننا مع الصمت للأمام الصمت مخاطبة بألف لسان امامه ترفع اعلام السلام، سلام النفس أرقى الأعلام ، يا سلام!!!
#تمارا_سعد_فهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر.....امنا.... بعد طول انتظار انفجر بركان خلل الأفكار
-
وانطلاقنا كما النسور
-
أنت عصفور فخك مكسور
-
معجزة كل العصور .... شفافية بنت القصور
-
غافلتنى دمعوعى
-
الأنسة ذكاء .... الأستاذ عبقرى .... الثنائى الجميل ...... ال
...
-
أنا والأفكار ..... والليل معها نهار
-
الخفافيش فى الكواليس المصرية
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|